راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الاثنين، 18 يناير 2021

صلاة الجمعة 15=1=2021

 
 
 يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/١/١٥
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/١/١٥
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : اليوم بأمر الله تعالى نبدأ في كتاب جديد من كتب الإمام المهدي العربية واسم الكتاب نور الحق بقلم حضرة مرزا غلام أحمد القادياني الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام ونقرء غلاف الكتاب كتب الإمام المهدي على غلاف الكتاب فقال :
(قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ تَعَالَوۡا۟ إِلَىٰ كَلِمَةࣲ سَوَاۤءِۭ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ )
الحمد لله الموُفق أني كتبت هذه الرسالة، والصحيفة العجالة، لعلاج مرض المتنصرين الذي امتدّ مداه، وعرقتهم مداه، وأكلتهم نار إنكار الفرقان والصول على كتاب الله القرآن، فأردنا أن ننجيهم من مخلب الحمام، ونريهم سوء دائهم ونهديهم إلى دواء السقام، فألفنا هذا الكتاب مع إنعام كثير لمن أجاب وهو خمسة آلاف من الدراهم لكل من آتى بمثله وأرى العُجاب وهو بفضل الله حسنٌ وطيبٌ وألطفُ وأدق وسميته الحصة الأولى من نور الحق (عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن یَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَـٰفِرِینَ حَصِیرًا ۝ إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ یَهۡدِی لِلَّتِی هِیَ أَقۡوَمُ وَیُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَبِیرࣰا)
يقول الإمام المهدي في افتتاحية الكتاب : طوبى للذي قام لإعلاء كلمة الدين، ونهَض يستقري طرق مرضاة الله النصير المعين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدِ رسله وصفوةِ أحبّته وخِيرته مِن خَلقه ومِن كل ما ذرَأ وبرَأ، وخاتَمِ أنبيائه، وفخرِ أوليائه، سيّدِنا.. وإمامنا.. ونبيِّنا محمد المصطفى، الذي هو شمس الله لتنوير قلوب أهل الأرضين، وآلِه وصحبه وكلِّ من آمن واعتصم بحبل الله واتقى، وجميع عباد الله الصالحين.
أما بعد.. فاعلموا أيها الإخوان، بارك الله فيكم ولكم وعليكم، أن فساد زماننا هذا قد بلغ إلى النهاية، وسوّد الشركُ والفسق والارتداد وجوهَ كثير من الناس، وانتابت الفتن المبيدة والبدعات المُسْحِتة، ولم تَخْلُ تَتابَعُ إلى أن أدركَ عَطَبُ الضلالة الذين كانوا سفهاءَ باديَ الرأي، وكانوا من تعاليم الله غافلين. وأنتم ترون العواصف التي هبت في هذه الأيام، والشرور التي هاجت وماجت من كل طرف وصُبّت كوابلٍ على الإسلام، حتى حل كلَّ قلب حُبُّ الدنيا وشهواتها، إلا الذي عصمه رحم الله، فانثنى بفضل منه ورحمة وكان من المحفوظين. وترون كيف ذهبت ريح عامة المسلمين وتفرّقوا، وانتشروا انتشار الجراد، واستنّت نفوسهم الأمّارة استنانَ الجِياد، وتركوا سِيَرَ المتقين المتواضعين. هذه أحوال العامة، وأما حال علماء هذه الديار فهو شرٌّ من ذلك، ما بقِي لأكثرهم شغل من غير أن يُكذّبوا صدوقًا، أو يُكفّروا مؤمنًا، وليس معهم من العلم إلا كنُغْبةِ طيرٍ أصغرِ الطيور أو أقلّ منها، ولكن الكبر أكبرُ مِن كِبر الشياطين. يُعلُون أنفسهم بغير حق، ومن كان تبوّأَ ذروةً في الفضل والعلم فهو ليس في أعينهم إلا جاهل غبي، ومَن مُلئ قلبه إيمانا ومعرفة، فهو ليس عندهم إلا كافر دجّال. فانظروا كيف عُمِّيتْ عليهم الحقائق، وكذلك يجعل الله مآل الزائغين المعتدين.
وقد رأيتم أننا كيف أوذينا من لُسْنِهم. إنهم كذّبونا، شتمونا، لعنونا، وما كان لهم علينا ذنب وما كنا مجرمين. ثم ما اقتصروا عليه بل جاءوا يُهرعون إلينا مشتعلين، وسمَّونا كافرين. وما كان لهم أن يتكلموا في مسلمين إلا خائفين. ولكنهم لا يبالون نَهْيَ ذي الجلال بل لهم أعمال دون ذلك. يقولون للمسلم لستَ مؤمنا، ويعلمون أنهم تركوا القرآن بقولهم هذا واتخذوه مهجورا، فبعدوا عن الحق فقستْ قلوبهم. يفعلون ما يشاءون، ولا يتقون افتراءً ولا زورا، وكذلك افتروا علينا وحثُّوا ناسًا كثيرا من ذوي سفه على إيذائنا، وكفّرونا من غير علم ولا برهان مبين. وأَمَّهم في هذه الفتاوى شيخٌ عاري الجلدة من الحُلل الإنسانية والديانة الإيمانية، وتبعوه أمثاله جهلا وحمقا، وما كنا كمجهول لا يُعرَف، بل كانوا على إسلامنا مطّلعين. وما صرنا بتكفيرهم كافرين عند الله، ولكن سُبِرَ إيمانهم وتقواهم ومبلغ فهمهم وعلمهم، وتبيّنَ ما كانوا يسترون، وبَان أنهم كانوا حاسدين.
يا حسرة عليهم! ما عطف إلينا أحد منهم ليسأل ما أشكل عليه حلمًا ورفقًا، وما سمعْنا صَكّةَ مستفتحٍ من المسترشدين. وما جاءنا أحد منهم بصدق القلب وصحة النيّة، بل بادروا إلى التكفير وكفّروا قبل أن يثبُت كفرنا. ثم ما اقتصروا عليه بل قالوا إن هؤلاء مرتدون خارجون من الدين، وفي قتلهم أجر عظيم، ونهبُ أموالهم حلالٌ طيب ولو بالسرقة، وأخذُ نسائهم وسبيُ ذراريهم عملٌ صالح حسن، ومَن انسلّ بسُحرة وسقط على أحد من مسافريهم كاللصوص فهو مِن نُخب الصالحين. هذه أقوالهم وفتاواهم، وما امتنعوا إلى هذا الوقت من هذه الفتن الصمّاء، وما فاءوا إلى الارعواء، وما كانوا متندّمين.
ولولا خوف سيف الدولة البرطانية لمزّقونا كلّ ممزّق، ولكن هذه الدولة القاهرة السائسة المباركة لنا - جزاها الله منّا خير الجزاء - تؤوي الضعفاءَ تحت جناح التحنن والترحم، فما كان لقويٍّ أن يظلم الضعيف، فنعيش تحت ظلها بالأمن والعافية شاكرين. وإن هذا فضل الله علينا وإحسانه أنه ما فوّض أمرنا إلى ملِكٍ ظالمٍ يدوسنا تحت الأقدام ولا يرحم، بل أعطانا ملِكةً راحمةً التي تربينا بوابل الإحسان والإكرام، وتنهضنا من حضيض الضعف والهوان، فجزاها الله خير ما جازى ملِكًا عادلاً عن رعيته، وأجزلَ لها الأجر وباركَ فيها ولها، وتفضّلَ عليها بنعماء التوحيد والإسلام، ورحمها كما هي رحمتنا، وهو ربنا أرحم الراحمين.
وأنتم تعلمون أيها الإخوان أن فتاوى التكفير ما كانت مبنيّة على تحقيق وما كان فيها رائحة صدق، بل نسجوا كلها بمنسج الكيد والظلم والزور افتراءً وحسدًا من عند أنفسهم، وكانوا يعرفوننا ويعرفون إيماننا، ويرون بأعينهم أنّا نحن مسلمون، نؤمن بالله الفرد الصمد الأحد، قائلين لا إله إلا هو، ونؤمن بكتاب الله القرآن، ورسولِه سيدنا محمد خاتم النبيين، ونؤمن بالملائكة ويوم البعث، والجنة والنار، ونصلي ونصوم، ونستقبل القبلة، ونحرّم ما حرّم الله ورسوله، ونُحِلُّ ما أحَلَّ الله ورسوله، ولا نزيد في الشريعة ولا ننقص منها مثقال ذرة، ونقبل كل ما جاء به رسول الله r وإنْ فهِمْنا أو لم نفهَم سِرَّه ولم نُدرك حقيقته، وإنّا بفضل الله من المؤمنين الموحّدين المسلمين.
وما خالفْنا المكفّرين إلا في وفاة عيسى بن مريم u، فاغتاظوا غيظا شديدا، ومُلئوا منه كأنهم لا يؤمنون بآية: (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ)، ولا يؤمنون بوعد الوفاة الذي قد صُرّح فيها، وكأنهم لا يعرفون آية: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني) التي فيها إشارة إلى إنجاز هذا الوعد ووقوع الموت. والآيات بيّنة منكشفة، فلعلّهم في شك من كتاب مبين، فنبذوا كتاب الله وراء ظهورهم بعدما كانوا مؤمنين.
وتعجّبتُ.. ولا تعجُّبَ مِن ختم الله وإضلاله.. أن أكثر علماء هذه الديار فسدوا حتى عُطّلت حواسّهم، وسُلبت عقولهم، وغُمرت مداركهم، وكُدّرت آراؤهم، وغُشيت أعينهم. فيا عجبًا لفعل الله وقهره! كيف أخَذ كلَّ ما كان عندهم من البصيرة والمعرفة والدراية، وتركهم في ظلماتٍ لا يبصرون. لا يأخذهم رقّةٌ على مصائب الإسلام، يكفّروننا ويكفّرون كلَّ من خالفهم من المسلمين في أدنى أمر ولو في بعض مسائل الاستنجاء، ويَدُعُّون المسلمين بأيديهم ويريدون أن يُقلّلوا الإسلام. ويرون بأعينهم أن النصارى قد غلبوا وكثر مذهبهم وامتد إلى أقطار الأرض، وهم ينسلون من كل حدب، واتخذوا العبدَ العاجز إلهًا، ونحتوا ابنًا وأبًا، ورسَوا على خزعبلاتهم أمثالَ الجبال والرُّبى.
وعلماؤنا هؤلاء عقدوا لجهلاتهم الحُبى، وصارت كلماتهم لزهرِ فِرْيتِهم كالصبا، وجمعوا رواياتٍ واهية كحاطب ليل أو طالب سيل، ونصروا النصارى بكلماتهم، وقالوا إن المسيح منفرد ببعض صفاته، وما وُجد فيه من كمال وجلال وعظمة فهو لا يوجد في غيره. إنه كان على أعلى مراتب العصمة، ما مسَّه الشيطان عند تولُّده، ومسَّ غيرَه من الأنبياء كلّهم، ولا شريك له في هذه الصفة حتى خاتم النبيين. ((( وكذبوا )))
وقالوا إنه كان خالق الطيور كخلق الله تعالى، وجعله الله شريكه بإذنه، والطيور التي توجد في هذا العالم تنحصر في القسمين: خَلْق الله وخَلْق المسيح. فانظر كيف جعلوا ابن مريم من الخالقين. ويُشيعون في الناس هذه العقائد ولا يدرون ما فيها من البلايا والمنايا، ويؤيدون المتنصرين. وهلك بها إلى الآن ألوف من الناس ودخلوا في الملّة النصرانية بعدما كانوا مسلمين.
وما كان في القرآن ذكرُ خَلْقه على الوجه الحقيقي، وما قال الله تعالى عند ذكر هذه القصة: فيصير حيًّا بإذن الله، بل قال: (فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ)، فانظروا لفظ (فيَكُونُ) ولفظ (طَيْرًا)، لِمَ اختارهما العليم الحكيم وترك لفظ "يصير" و "حيًّا"؟ فثبت من ههنا أن الله ما أراد ههنا خلقًا حقيقيا كخلقه . ويؤيده ما جاء في كتب التفسير من بعض الصحابة أن طير عيسى ما كان يطير إلا أمام أعين الناس، فإذا غاب سقط على الأرض ورجع إلى أصله كعصا موسى، وكذلك كان إحياء عيسى، فأين الحياة الحقيقي؟ فلأجل ذلك اختار الله تعالى في هذا المقام ألفاظًا تناسب الاستعارات ليشير إلى الإعجاز الذي بلغ إلى حدّ المجاز، وذكر مجازًا ليُبيّن إعجازًا، فحمله الجاهلون المستعجلون على الحقيقة، وسلكوه مسلكَ خَلْق الله مِن غير تفاوت، مع أنه كان مِن نفخ المسيح وتأثير روحه مِن غير مقارنته دعاء، فهلكوا وأهلكوا كثيرا من الجاهلين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : والقرآن لا يجعل شريكا في خلق الله أحدًا ولو في ذباب أو بعوضة، بل يقول إنه واحد ذاتًا وصفاتٍ، فاقرأوا القرآن كالمتدبرين. فالأمر الذي ثبت عقلاً ونقلاً واستدلالا لا يُنكره أحد إلا الذي ما بقي في رأسه مِرّةٌ إنسانية ولحِق بالأخسرين السافلين. ولا يقول أحد كمثل هذه الكلمات إلا الذي نسي طريق التوحيد ومال إلى الجاهلية الأولى، وما بلغ نظره إلى نتائجها الضرورية ومفاسدها المخفية، أو الذي رسا على جهله عمدًا وغرق في لُجّة التقليد غرقًا، حتى فقد أثر حرية الإنسانية، وسقط في شبكة لا تخلُّصَ منها، وتابَعَ أَثَرَ إبليس اللعين. والذي آمنَ بالقرآن وألقى نفسه تحت هداياته فلن يرضى بمثل هذه العقائد، بل لا يسوغ له قولٌ يُخالف القرآن بالبداهة ويُعارض بيّناته ومُحكَماته صريحا. وأيُّ ذنب أكبر من ذلك أن أحدًا يؤمن بالقرآن ثم يرجع ويُنكر بعض هداياته، ويتّبع المتشابهات ويترك المحكمات، ويحرّف القرآن ويغيّر معانيه من مركزها المستقيم، ويؤيّد بأقواله قوما مشركين؟ ولكن الذي تمسّكَ بكتاب الله وآمن بما فيه صدقا وحقا، فأيّ حرج عليه وأيّ ضير إنْ ترَك روايات أخرى التي تُخالف بيّناتِ القرآن وليست ثابتة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثبوت قطعي يقيني الذي يُساوي ثبوت القرآن وتواتُرَه، أو ترَك مثلا معاني تُخالف نصوصه، واختار الموافق ولو بالتأويل؟ بل هذا مِن سِيَر الصالحين المتقين ومِن سِيَر الصدّيقةِ - رضي الله عنها - أُمِّ المؤمنين.
فالواجب على المؤمن المسلم المتورع الذي يتقي الله حق التقاة، أن يعتصم بحبل الله القرآن ولا يبالي غيرَه الذي يخالفه، وإذا رأى وانكشف عليه أن بعض العلماء من السلف أو الخلف غلطوا في فهم أمر فليس من ديانته أن يتبع أغلاطهم، ويقبلها بغضّ البصر، ولا يفارقها بتفهيمِ مُفهِّمٍ، ويرسو عليها أبدًا، ولا يلتفت إلى الحق الذي حصحص والرشد الذي تبيّنَ. فإن أمرًا إذا ثبت فلا بد من قبوله ولا مفرّ منه. مثلا جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا عَدْوَى".. أي لا تُجاوِزُ علّةٌ من مريض إلى غيره، ولا يُعدِي شيء شيئا، ولكن التجارب الطبية قد أثبتتْ خلاف ذلك، ونحن نرى بأعيننا أن بعض الأمراض، مثلا داء الجمرة التي يُقال لها في الفارسية "آتشك" يُعدي من امرأة مُبتلاة بهذا المرض رجلا ينكحها وبالعكس. وكذلك نرى في عمل الإبرة الذي مبني على خميرِ مادةِ مجدَّرٍ فإنه يُبدي آثار الجُدري في المعمول فيه. فهذا هو العدوى، فكيف ننكره؟ فإن إنكاره إنكارُ علومٍ حسّية بديهية التي ثبتت عند مُجرّبي صناعةِ الطب، وما بَقِيَ فيها شك للأطفال اللاعبين في السكك فضلاً عن رجال عاقلين. فلا بد لنا من أن نؤوّل هذا الحديث ونصرفه إلى معان لا تخالف الحقيقة الثابتة، وإنْ لا نفعل كذلك فكأنا دعونا كل مُخالف ليضحك علينا وعلى مذهبنا، فإذنْ أيَّدْنا الساخرين.
فنقول في تأويل هذا الحديث إن رسول الله r ما أراد من قوله: "لا عَدْوَى" نَفْيَ السراية من كل الوجه، وكيف وقد حذّر من المجذومين في حديث آخر. فما كان مراده من هذا القول من غير أن التأثيرات كلها بيد الله تعالى، ولا مؤثِّرَ في هذا العالم الدائر بالكون والفساد إلا بحُكمه وإرادته ومشيئته. وإذا أوّلنا كذلك فتخلَّصْنا من شبهات المعترضين.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه السابع من سورة النمل .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(أَمَّن یَبۡدَؤُا۟ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ یُعِیدُهُۥ وَمَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ ۝ قُل لَّا یَعۡلَمُ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَیۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا یَشۡعُرُونَ أَیَّانَ یُبۡعَثُونَ ۝ بَلِ ٱدَّ ٰ⁠رَكَ عِلۡمُهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِی شَكࣲّ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ ۝ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَءِذَا كُنَّا تُرَ ٰ⁠بࣰا وَءَابَاۤؤُنَاۤ أَىِٕنَّا لَمُخۡرَجُونَ ۝ لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَـٰذَا نَحۡنُ وَءَابَاۤؤُنَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّاۤ أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ ۝ قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ ۝ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَیۡهِمۡ وَلَا تَكُن فِی ضَیۡقࣲ مِّمَّا یَمۡكُرُونَ ۝ وَیَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ ۝ قُلۡ عَسَىٰۤ أَن یَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِی تَسۡتَعۡجِلُونَ ۝ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَشۡكُرُونَ ۝ وَإِنَّ رَبَّكَ لَیَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا یُعۡلِنُونَ ۝ وَمَا مِنۡ غَاۤىِٕبَةࣲ فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِی كِتَـٰبࣲ مُّبِینٍ ۝ إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ یَقُصُّ عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِی هُمۡ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الإخلاص .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ۝ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ۝ لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ ۝ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق