درس القرآن و تفسير الوجه العاشر من التوبة .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه العاشر من أوجه سورة التوبة و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة آية الكرسي ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه أيضاً يبدأ بوصف نفسية المنافقين ، لماذا؟ حتى نحذرهم و ندرس شخصيتهم حتى لا يُفسدوا جماعة المؤمنين .
{فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} :
ربنا يُحذر النبي و المؤمنين بأن لا يغترهم أموالهم أو أولادهم أو دنياهم أي المنافقين ، ليه؟؟ (إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا) يعني هذه الأموال و الأولاد تكون آداة عذاب للمنافقين بأمر الله عز و جل ، ربنا يُعذب المنافق بدنياه لأن الجزاء من جنس العمل فرينا يُسلط عليه ابن مجرم و إبن فاسق و عاصي أو إبنة عاصية فتُريه العذاب أو يُريه العذاب في الدنيا قبل الآخرة ، ربنا يُسلط عليه مال يجعله مهموم أو يجلب عليه الهلاك و الخراب في الدنيا قبل الآخرة، فلذلك لا نفرح أو لا نتمنى ما عند المنافقين لأن ربنا قال ذلك (فلا تعجبك أموالهم و لا أولادهم) ، (و تزهق أنفسهم و هم كافرون) تزهق يعني تخرج أرواحهم متألمة و تخرج أرواحهم منزوعةً نزعاً كما يُنزع الحديد الحار أو الساخن من السفود أي من الصوف ، لو واحد جاب كده سيخ حديد محمي(ساخن) و حطه جوا صوف ، فهيحصل بالصوف إيه؟؟ هيسيح عليه و يكلبش في سيخ الحديد ده ، تعال كده انزع السيخ من الصوف! صعب جداً ، كذلك نزع أرواح الكافرين و المنافقين عند الغرغرة ، الملائكة تضربهم في وجوههم و أدبارهم و تنزع أرواحهم بكل ألم و عذاب ، لذلك عَبَرَ الله سبحانه و تعالى عن نزع أرواح الكافرين و المنافقين فقال (و تزهق أنفسهم و هم كافرون) فهذا يكون إكمال لعذابهم في الدنيا و إبتداء لعذاب البرزخ و ثم عذاب الآخرة .
__
{وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} :
طبعاً نحن نعرف بأنه يوجد المنافق ، و المنافق الخالص الذي فيه اجتمعت صفات النفاق ، و فيه المنافق الذي به صفة أو اثنين ، و من صفات المنافقين : إذا حَدَثَ كذب ، و إذا عاهد غدر ، و إذا أؤتمن خان ، و إذا خاصم فَجَر ، و هذه من صفات المنافقين و توجد صفات للمنافقين أخرى كثير ، و تتجدد هذه الصفات و تظهر صفات أخرى مع مرور العصور و تغير الأزمنة ، و لكن نفسية المنافق هي نفسها ، (و يحلفون بالله إنهم لمنكم) عندما تَشُكوا فيهم أو لما تأمروهم بالمعروف و تنهونهم عن المنكر فيقولوا لكم : لا نحن مؤمنين و نحن منكم و ننصرك ، ننصر المؤمنين و النبي ، (و ما هم منكم و لكنهم قوم يفرقون) كلمة يفرقون لها عدة معاني : يفرقون أي يفرون من القوة و الحق و من نعمة الإيمان ، يفر من قوة الإيمان و النعمة ، و كذلك يفرقون أي يخافون ، دائماً جبناء فالمنافق جبان ، و يَفرقون أي يُفرقون بين المؤمنين بعضهم البعض ، إذاً رأينا أن كلمة يَفرقون لها كذا معنى ، من معانيها المعاني الثلاث التي قلتها ، و ممكن تظهر معاني أخرى في المستقبل ، الله أعلم ، لأن القرآن سبعة أبطن و ليس شرطاً يكون سبعة لأن رقم سبعة دلالة الكثرة ، سبعة أبطن يعني له معاني باطنية كثيرة جداً لأننا قلنا بأن الدين هو دين باطني .
(قوم يَفرقون) عرفنا هنا صفة من صفات المنافقين .
__
{لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} :
ربنا هنا يُفسر معنى من معاني يَفرقون بأنهم جبناء ، فيقول : لو وجدوا ملجأ يعني أي شيء يلجأون إليه بعيد عن الجهاد الذي تُجاهدونه و الدعوة التي تدعوا إليها و الإيمان الذي تدعوا الناس إليه لولوا إلى هذا الملجأ ، و لو وجدوا مغارات في الجبال يختبؤا فيها و يبعدوا عن ساحات الوغى و ساحات العزة لولوا إلى تلك المغارات ، و لو وجدوا أحداً يُجيرهم أو يُدخلهم في جواره فقال تعالى (أو مُدخلاً) يعني دخول في جوار أحد بالطلب بأنهم يبتعدوا عن ساحات الوغى و الجهاد لولوا إليه (و هم يجمحون) يجمحون كأنهم فرس تركض بسرعة و بشدة و بقوة ، هروباً من الحق و هروباً من الإيمان و هروباً من الإيمان و هروباً من إبتداء الجهاد .
__
{وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} :
من المنافقين الذين يتجرؤا عليك و يتريقوا/يستهزؤا عليك من وراك و يقولوا : بعض المؤمنين يُعطوا الصدقات على قدر مستواهم المادي فيقعدوا يلمزوا المؤمنين المتصدقين ، فيقولوا : شوف ده تصدق بتمرة ، ده بشق تمرة ، ده تصدق بصاع ، ده تصدق معرفش بإيه ، يتريقوا على المؤمنين الذين ليس عندهم إلا القليل ، فيتصدقوا من قوت يومهم ، كذلك من معاني (يلزمك في الصدقات) بأنهم يتريقوا على الأموال التي يُعطيها الرسول للفقراء ، فيقولوا : أعطاهم القليل ، أعطاهم الكثير ، بيفضلوا يعلقوا و يتكلموا كثير و يُكثروا من اللغو ، المنافق كثير الكلام ، بيتكلم كتير و ميعملش حاجة ، و لو عمل يعمل بالرياء يوري الناس بأنه يعمل عشان الناس تقول بأنه حلو و جميل لكن هو في حقيقة الأمر خرب النفس و معذب الروح .
(فإن أعطوا منها رضوا) المنافق لما تُعطيه يفرح و ينبسط يبقى هو مستني المادة و مستني الدنيا لأنه يبيع دينه بدنياه ، (و إن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) يسخطوا على النبي و المؤمنين و يقولوا : إيه ده مخدناش! ، و إنت آمنت عشان تاخذ؟؟ و لا آمنت عشلن ربنا و عشان النبي ، فربنا يشرح نفسية المنافق .
___
{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُواْ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} :
(و لو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله) لو رضوا بما أعطاهم الله حتى و لو كان الإيمان فقط و العلم فقط ، (و قالوا حسبنا الله) يعني كفاية علينا ربنا ، كفاية علينا الإيمان ، كفاية علينا تعلم الوحي و الوصال ، كفاية علينا ربنا إحنا نكتفي بيه زي ما قال الإمام المهدي ﷺ : "إلهنا فردوسنا" فهو أعلى نعمة بنطمع إليها ، (سيؤتينا الله من فضله و رسوله) ربنا كفاية علينا و هو سيُعطينا من فضله إن شاء هو و الرسول ، (إنا إلى الله راغبون) نرغب إلى الله عز و جل و هو منتهى أمانينا و لو عملوا كده لكانوا نجحوا و فازوا لكنهم قد قدموا الدنيا على الدين و العياذ بالله .
___
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} :
هنا ربنا سبحانه و تعالى يُبين مصارف الزكاة و هي الصدقة الواجبة لأنه توجد صدقة نفل و صدقة واجبة و هي الزكاة ، و الزكاة أنواع و كل نوع يكون له نصاب معين ، و ندرسه في الفقه ، و مصارف الزكاة ثمانية و من ضمن هذه الأسماء الثمانية يمكن يكون هناك مصارف أخرى أيضاً لكن هنا أسماء عامة و عناوين عامة : الفقراء ، المساكين ، العاملين عليها ، المؤلفة قلوبهم ، في الرقاب ، الغارمين ، في سبيل الله ، و ابن السبيل . (فريضة من الله) إذاً الزكاة الفريضة هي في المصارف الثمانية ، و الفرق بين الفقير و المسكين : الفقراء هم الذين لا يجدون قوت يومهم ، فهذا هو الفقير و هو المُعدم خالص ، المساكين هم الذين نسميهم في آيات أخرى المحرومين و هم الذين لا يسألون الناس إلحافاً ، يعني فقير بالكاد يجد قوت يومه أو نصف قوت يومه و لا يسأل الناس ، بيتكسف يسأل الناس فهذا هو المسكين ، أما الفقير فهو المعدم خالص تلاقيه يشحت في الشوارع ، يعني الفقير هو فقير و وجهه تبعثر بين الناس و كرامته تبعثرت لأنه يسأل الناس ، و أما المسكين فهو المحافظ على كرامته ، كرامته نأحى عليه يعني ، فهمتم الفرق؟؟ .
(و العاملين عليها) هو الذين يرتبوا أمور الزكاة ، فيأخذوا رواتبهم من مصارف الزكاة ، و هم الذين يذهبوا يساعدوا الناس و يبنون لهم مثلاً بيوت ليهم أو يسقفوا ليهم السقف أو يركبوا ليهم شبابيك لو معندهمش شبابيك ، فكل العاملين على مصارف الزكاة يأخذوا رواتبهم من الزكاة ، (و المؤلفة قلوبهم) لو واحد نصراني و أسلم فأهله سيُعادونه و يُحاربونه و يحاولوا قتله و يُطاردونه ، طب نعمل إيه؟؟ نأمن له مسكن و مرتب و وظيفة و مأكل و مشرب ، فهذا فرض من الزكاة حتى نحميه ، و لا نُعطيه حتى يكون مسلم و لا نُعطيه فلوس و نقوله : اوعى ترجع عن الإسلام ، لا فاللعاوز يرتد يغور في داهية ، فلا إكراه في الدين ، فنحن لا نُجمع المنافقين تحت راية الإسلام بل نجمع المؤمنين ، فالمؤلفة قلوبهم هنا نساعدهم حتى لا يؤذيهم أحد من دينهم السابق ، فنحميهم و نؤلف قلوبهم و نجعلهم يشعروا بإطمئنان مش يكونوا مطاردين خايفين من أقوامهم ، فهذا هو المعنى الحقيقي .
(و في الرقاب) يعني لو في عبد أو أمة و مُكاتب لسيده أو لسيدتها فنساعدهم على إكمال هذه المُكاتبة ، و المُكاتبة هي نوع من أنواع عتق العبيد : و هو أن يقول أحد العبيد لسيده : أنا سأُعطيك كل شهر مبلغ لغاية ما يجمع المبلغ الفلاني و أول ما يخلص المبلغ فكده أنا أعتقت نفسي ، عشان ربنا بيساعد على العتق و الحرية ، جعل مصرف من مصارف الزكاة فرض بأننا نفك الرقاب فندفع لسيده مال من الزكاة حتى نُحرره ، إذاً الإسلام أتى لتحرير العبيد .
(و الغارمين) يعني واحد عليه دَين و مش قادر يسدده و ربنا يعافينا دخل السجن مثلاً ، فنفك سجنه من خلال أموال الزكاة ، فهذا فرض .
(و في سبيل الله) هنا تحتوي على معاني كثيرة جداً : في سبيل دعوة الإسلام بالحُسنى أو في سبيل الله يعني القتال الجهاد ، فكلمة سبيل لله لها كذا معنى .
(و ابن السبيل) هم المسافرين الغُرب ، الناس الغرباء الذين ليسو من هذه المدينة أو من هذه الدولة : أتى إليها طالباً للعلم أو في قضاء حاجة ، و تقطعت به السُبل ، فلازم توجد مساكن لأبناء السبيل في كل مدينة يعني بيوت للمسافرين مثل التكايا التي كانت تُقيمها الدولة العثمانية و هي بيت و أي مسافر مسكين يدخله و يأكل مجاناً و يمكن أن ينام فيه أيضاً و يريح ، ليه؟؟ لأنه غريب فإحنا لازم نُشعره بالإطمئنان كما أشعرنا المؤلفة قلوبهم بالإطمئنان و هم الذين دخلوا حديثاً للدين الإسلام و خائفين من مطاردة أهاليهم فنحميهم و نوفر لهم المأمن و المسكن و الوظيفة و المشرب و كل شيء ، فهو فرض على المسلمين من أموال الزكاة .
___
{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} :
(و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن) يعني بيتريقوا/يستهزؤا على النبي من وراه أو من قدامه ، فيقولوا : النبي ده عبارة عن إيه؟ عبارة عن مرسال من الإله بتاعه لنا ، أذن بيسمع و يقول لنا! ، و هي دي عيبة؟؟؟ دي أحلى حاجة أنه يكون مرسال و مترجم من عالم الروح لعالم المادة و يفهمنا إيه اللي بيحصل في عالم الروح ، فهذه ليست مذممة بل منقبة ، لذلك كلمة أذن أو الأذن في الرؤيا بشكل عام هي الوحي ، (قل أذن خير يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين) و كلمة (يؤمن للمؤمنين) كتبتٌ عنها في المدونة ، و تعني بأن فيوض النبي تستمر في وجوده و من بعد وفاته ، يفيض بها على المؤمنين في الرؤى و الكشوف بأمر الله عز و جل ، فهذا هو معنى (و يؤمن للمؤمنين) يعني فيوضه مستمرة في حياته و من بعد وفاته ، كلمة يؤمن : فعل مضارع يُفيد الإستمرارية إلى الأبد بأمر الله عز و جل ، (و رحمة للذين آمنوا منكم) لأن النبي دائماً رحيم ، فاقترب من أي نبي تجده عطوف رحيم و يمتليء بالعواطف و يمتليء بالعاطفة الجياشة و في نفس الوقت عاقل ، فعنده جناح العقل و جناح العاطفة ، (و الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) هنا تهديد ، فأي أحد يؤذي النبي فإن ربنا سيُعذبه في الدنيا قبل الآخرة فهذا وعد الله .
● أصوات الكلمات : يفرقون ، تزهق ، يلمزك ، يجمحون :
دائماً لما نحاول نعرف أصوات الكلمة نرجعها للفعل الماضي بشكل عام , يعني الأفضل .
- يفرقون : فرق : فر بقوة .
يجمحون : جمح : احنا عارفين كلمة جماح ، يقولك إيه : ربط جماح نفسه أو أظهر هذا الأمر بكل ما أُوتي من جماح قلبه ، جمح أو جماح يعني إظهار قوة الإرادة أو قوة العاطفة الكاملة ، جمح : جم أي كثير ، الحاء هي الراحة ، و لا تكون الراحة إلا مع العاطفة ، فهو هنا يجمح ، جمح بقوة يعني فعل هذا الأمر بقوة و بحماس ، أخرج عاطفته و عبر عنها بالحاء الراحة لأن العاطفة مريحة تُريح ، و جم يعني كثير ، إذاً جمح أظهر عاطفته الجمة أي أظهر عِنان عاطفته أو عِنان حماسته فبالتالي يفعل هذا الأمر بجماح ، و جمح هي عكس جنح ، جنح أي يميل عن الطريق ، أي جنى على الراحة أي آذى الراحة .
- زهق :
فقالت رفيدة : ممكن معناها زهى ق يعني أثر فيهم زهو الدنيا ، فقال نبي الله ﷺ لها : ممكن ، بس شوفوا التفسير الجاي ده : زهق : زاء صوت الذنب ، الهاء صوت التنبيه ، القاف قوة ، يعني فعل الإخراج الشديد ده زي السيخ الحديد المحمي يخرج من الصوف بعد ما يذوب الصوف عليه ، الأمر ده فيه تنبيه قوي بسبب الذنب له و لغيره لأن الناس اللي بتشوف الكافر أو المنافق و روحه تزهق فيأخذوا العِبرة فالحالة دي تُعطي تنبيه قوي بسبب آثار الذنب بتاعه ، فهنا صوت كلمة زهق : خرج من أصل الفعل و من مكنون و باطن الفعل ده فربنا عَبَرَ عنه بالأصوات دي : زهق ، تزهق ، يزهق .
- لمز : أنا قلت بأن لمز معناها بيتريق و بيستهزأ ، ففهموا كده ، لمز فيها حرف الزين؟؟ معناها إيه؟؟
لمز : اللام علة ، الميم ألم ، الزين صوت الذنب يعني ألم نفسي عندهم بسبب الذنب فخلاهم يستهزءوا ، طب إيه هو الذنب يا أسماء؟؟ الشرك الخفي فهو أصل الآلام عند المنافقين .
__
و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على إظهار حقيقي ، فقال :
{وَمِنْهُم} .
و طلب من رفيدة مثال على إظهار حقيقي ، فقالت :
{مَلْجَأً أَوْ} .
و طلب من أرسلان مثال على إقلاب ، فقال :
لم أجد .
__
و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ ، فقال ﷺ :
طبعاً إحنا عرفنا في المرة اللي فاتت صلاة التوبة اللي كان بيعملها بلال ، صح؟ و في برضو صلاة إسمها صلاة الإستخارة ، لما تيجي تستخير الله عز و جل في أمر صلِّ ركعتين أو تسأله دعاء الإستخارة ، بس الأفضل تصلي الركعتين لتبارك و للتقرب من الله عز و جل ، كذلك لما يطلب الواحد من الله شيء فنسميها صلاة الحاجة ، عاوز تدعو الله عز و جل في أمر أو تلجأ إليه في أمر ما أو تطلب منه طلب فممكن تدعوه عادي بس الأفضل تصلي ركعتين و تدعو في الصلاة أو بعد الصلاة بس تتبارك بالصلاة ، حلو؟؟ هنقول انهاردة حديث جميل جداً عن صلاة الحاجة :
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : "كان رجل من أصحاب رسول الله ﷺ ((و هو صحابي مش معروف)) يُكنى أبا مَعلق و كان تاجراً يتجر بمال له و لغيره((بيتاجر بأمواله و بأموال الناس ، زي كده سيدنا محمد ﷺ قبل أن يتزوج من السيدة خديجة و بعد أن تزوج)) ، و كان له نسك و ورع((يعني رجل تقي و عابد ، رجل محترم يعني)) ، فخرج مرة فلقيه لص متقنع في السلاح((طلع عليه حرامي يعني)) ، فقال : ضع متاعك فإني قاتلك((حط الحاجات اللي معك دي و أنا هقتلك)) ، قال : شأنك بالمال((يعني اهم شيء عندك المال ، هتقتلني ليه؟)) ، قال : لستُ أريد إلا دمك((ببلطج عليه ، كده كده هقتلك)) ، قال : فذرني أصلِ((سبني أصلي)) ، قال : صلِّ ما بدا لك((شايف الحرامي الفاجر ده)) ، فتوضأ ثم صلى((هذا الصحابي ليس معروف لكن سيرته أتت في هذا الحديث أو في هذه الرواية حتى نعرف أثر الدعاء يعني صلاة الحاجة)) ، فكان من دعاءه((صلى و قال في الدعاء)) : يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالاً لما يريد! أسألك بعزتك التي لا ترام ، و ملكك الذي لا يضام ، و بنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني (قالا ثلاثاً) ، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذني رأسه((خاطط الحربة فوق رأسه ، و الفرس بتجري)) فطعن اللص فقتله ، قم أقبل على التاجر((فراح على التاجر بعد ما انتهى من الصلاة)) ، فقال : من أنت؟ فقد أغاثني الله بك ، قال : إني ملك من أهل السماء الرابعة ، لما دعوتَ سمعتُ لأبواب السماء قعقعة((الملك ده سمع لأبواب السماء قعقعة)) ، ثم دعوتَ ثانياً فسمعتُ لأهل السماء ضجة((في عالم الروح حصلت ضجة)) ، ثم دعوتَ ثالثاً ، فقيل : دعاء مكروب ، فسألتُ الله أن يوليني قتله((الملك سأل ربنا أن ينقذ هذا الرجل ، ملك كريم صح؟)) ، ثم قال : ابشر و اعلم أنه من توضأ ، و صلى أربع ركعات ، و دعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب" .
___
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللَّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=============================
جوهر :
السلام عليكم ورحمة الله
اسعد الله يومكم
Wesen قام بالإرسال أمس، الساعة 12:47 م
"مَرَجَ البَحرَينِ يَلتقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ"
الظاهر والباطن بحرين يخرج منهما كل خير
لا يقوم احدهما الا بالاخر وهذا ماتميزت به الرحلة الروحية الجسدية على هذه الارض
يلتقيان ولا يبغي احدهما على الاخر
حين تتامل في الكثير تجده ذهب بعقله في تاويلات باطنية لا تلتقي مع الظاهر وتبغي عليه وتنكره ولا تقيمه بل وتهدمه .. فيكون مآله انه لم يصل للباطن الحقيقي وفوق هذا انكر الظاهر من الامر فخسر كلاهما فلم يطعم لا من حوت هذا البحر او ذاك الا اتباع الظن والاوهام
وتجد ايضا من اكتفى ببحر الظاهر الحرفي واحتجب بالبرزخ عن بحر الباطن وعجز عن العبور للبحر الاخر وحرم نفسه مما فيه من خيرات ظلما لنفسه وعدوانا...
فحين ياتي ملكوت الله وروحه القدس ويهب ذاك اللهيب المقدس من العشق على كيانه يجد باطن قنديله خاوي من اي زيت يشتعل به لانه اكتفى بالقنديل ولم يهتم بالزيت في باطنه
فلا يشتعل شيء فيه الا نار الحسرة ...
ولا تقدر ان تحمل في كفيك زيت وتوقده فيسيح الزيت على الارض ويضيع ..بل تحتاج لقنديل يحفظ ويستوعب ذاك الزيت
معاني بسيطة دقيقة لكنها الحقيقة...
لا تكون الحقيقة دائما معقدة وتحتاج تذاكي واعمال عمليات معقدة للعقل ..غالبا اعظم الحقائق تكون مباشرة وبسيطة وواضحة وبالكاد ينتبه لها البشر من شدة وضوحها .. وان انتبهوا لها مروا بها مرور الكرام ونسوها ...
هل ملئت قنديل روحك بالزيت المبارك من تلك الزيتونة المباركة التي يكاد نورها يضيئ ولو لم تمسسه نار ؟ ام اكتفيت بظاهر الامر ؟
كم هي معبرة تلك الامثال المقدسة في الصحائف المطهرة من افواه اولائك الاطهار على مر الزمن والعصور
انها الكلمة .. بحار تموج بالمعاني ورقائق العرفان ولطائف الايمان
كلمات عذراوات ابكار لم يلمسهن غير الاطهار
جوارح الظاهر والباطن لا تقومان الا مع بعض وببعض وكلما نست احداهما ذكرت الاخرى
وتلك عشرة كاملة
1 «حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ.
2 وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ.
3 أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا،
4 وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ.
5 وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ.
6 فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!
7 فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ.
8 فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ.
9 فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ.
10 وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ.
11 أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا!
12 فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ.
13 فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.
لا يُمَكَّن من جمعهما والاستواء عليهما والتوفيق بينهما والاكل من كليهما الا ولي
أمس، الساعة 2:27 م
إثنين 2:27 م
Wesen قام بالإرسال أمس، الساعة 2:27 م
فالعذرية عذرية الجوارح الجسدية والروحية معا وطهارتها وسلامتها من ان تطئها اقدام الشياطين
اليوم، الساعة 11:31 ص
11:31 ص
لقد أرسلت اليوم، الساعة 11:31 ص
د محمد ربيع :
نعم صدق ربي الحال بكلمته على شفاه الأنبياء . فقامت جميع أولئك العذارى و أصلحن مصابيحهنّ ليلتقين بالعريس السماوي .
لقد أرسلت اليوم، الساعة 11:31 ص
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
============================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق