راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 29 يناير 2021

درس القرآن و تفسير الوجه الحادي عشر من التوبة .

 


درس القرآن و تفسير الوجه الحادي عشر من التوبة .


::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


أسماء إبراهيم :


شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الحادي عشر من أوجه سورة التوبة و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  .


بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :


الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغير غنة و حروفه (ل ، ر) .


و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .

__


○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد  قراءة سورة قريش ، و صحح له قراءته .


__


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


بداية هذا الوجه أيضاً يبدأ بوصف بعض نفسيات المنافقين لأن هذه السورة تتحدث عن المنافقين و هي السورة التي كان يحذر المنافقين أن تُنزل من عند الله و هي المذكورة في هذا الوجه ، التي كانت تُخيف المنافقين في الغيب و نَزلت و فضحتهم و أخافتهم و كانت علاجاً لتمردهم و كفرهم ، في بداية هذا الوجه الله سبحانه و تعالى يضع أعيننا و بصائرنا و أفهامنا و أناملنا على كلمات تُحدد صفات المنافقين و تُفهمنا صفات نفسيات .

يقول الله تعالى :


{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ} :


يعني الحلفان لبانة في لسانهم ، أي حاجة يقولوا و الله و الله و الله ، جعلوا الله عُرضة لأيمانهم لأنهم ليسو صادقين لأن الصادق يكون حلفه بالله قليل ، و أهم شيء عندهم رضا الناس و ليس رضا ربنا و لا رضا الرسول و هذا شرك من أنواع الشرك الخفي ، فالذي يشتري رضا الناس فإن ربنا سيسخط عليه و الناس أيضاً سيسخطوا عليه ، لكن الذي يشتري رضا ربنا و الرسول فربنا يرضا عنه و الرسول يرضا عنه ، و ربنا سبحانه و تعالى يُرضي الناس عليه ، (إن كانوا مؤمنين) أي إن كانوا مؤمنين حقاً أي يسيروا على الخط الذي رسمه الله و رسمه رسول الله ﷺ .

__


{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} :


كلمة يُحادد هنا تعبير عظيم جداً و تعبير بليغ لوصف العداوة القائمة منذ الأزل بين النفاق و الحق ، بين المنافقين و الله سبحانه و تعالى و رسوله من جهة أخرى ، كذلك كلمة يُحادد تُشير إلى الحد أي الحدود و تُشير إلى السلاح الحديدي كأن بينهم و بين الله محاربة بالأسلحة و الحديد ، كذلك كلمة يُحادد كأن بينهم و بين الله حدود لا يريدوا أن يقتحموها و لا يريدون أن يعبروا إلى السماوات ، لا يريدون أن يعبروا إلى الملكوت ، لا يريدون أن يعبروا إلى أغوار عالم الروح من خلال النبيين الذين هم مترجمون للبعد السامي ، (فإن له نار جهنم خالداً فيها) ربنا يُهددهم بنار جهنم ، خالداً فيها يعني إلى أمد ، (ذلك الخزي العظيم) الخزي العظيم يعني العار العظيم ، أصوات كلمة خزي : الذنب المتموج الذين ولغوا فيه بالدنيا سيُذهب فخرهم و يُذهب فخارهم و يُذهب عظمتهم و يُحل عليهم ذل و عار في الدنيا قبل الآخرة ، فهذا هو معنى كلمة خزي أي فخر و انتشاء وطئته أقدام الذنب لأن حرف الزاي في الرؤيا هو صوت الذنب .

___


{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} :


دائماً المنافق كأنه بصاص ، كأنه جساس ، كأنه عساس ، كأنه جاسوس ، و ليس جاسوس بأنه يُبطن الكفر و يُظهر الإيمان ، بل هو دائماً حذر و يخاف بأن تصبهم قارعة يعني عارف بأنه مش مخلص و عارف بأنه يُحب الدنيا و مُقدم الدنيا على الآخرة ، فدائماً حذر من أن يُكتشف و حذر بأن تنزل على النبي آية تُنبئهم بما في صدورهم ، (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم) وهي سورة التوبة ، فكانوا خائفين من أن تنزل سورة مثل هذه السورة تُفصل نفسياتهم ، لأن هذا علم نفس النفاق ، و سورة التوبة تعلمنا علم نفس المنافقين ، فمثلاً أحد علماء النفس يؤلف كتاب : سيكولوجية المجتمع ، علم نفس الأطفال ، علم نفس الشعوب و هكذا ، إذاً فهي علم نفس المنافقين و هي أعظم علم نفس لأنك بها تعرف عدوك و ذلك لأن الأشياء لا تُعرف إلا بأضدادها ، فعشان تعرف الحاجة كويس فلازم تعرف الضد ، عشان تعرف الإيمان لازم تتعرف على المنافقين و يكون لك تجربة معهم عشان تثبت على إيمانك ، فهو ده قانون التدافع اللي ربنا أرساه في هذا العالم لكي يكتمل الإختبار و تكتمل الدائرة .

(قل استهزؤوا إن الله مخرج ما تحذرون) المنافق دائماً من داخله مستهزئ و يظهر لك الإحترام لكنه يستهزئ بك و يظهر و بيبان على عينيه و يبقى مكشوف ، و الذي تخفوه عن المؤمنين و عن النبي في صدوركم فربنا سيُخرجه بأي موقف ، فربنا يكون مرتب حتى تكتمل الحكمة من التجربة ، و حتى تكون تصفية و حتى يكون الإيمان صافي .

___


{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ} :


تبرير النفاق و الكفر ، يقولوا : كنا نخوض و نلعب ، ربنا عمل سلكشن sellection أو إختيار للكلمتين (نخوض و نلعب) عشان يُبين لنا نفسية تبرير المنافقين ، أصوات كلمات خوض ، لعب :

  - خوض : خاء فخر ، واو دوي دائري منتظم ، ضاد تشتت فظ أليم ، إذاً خوض : تشتت فظ أليم بدوي دائري منتظم قضى على الفخر زي الخزي كده .

  - لعب : اللام علة ، الباء إحتياج ، العين لوعة و لعاعة ، إذاً اللعب هو طلب و إحتياج و إستدراج علة اللوعة و اللعاعة ، فدايماً اللعب كده ، أي لعب بيجيب لوعة و لعاعة ، بيخليك تطلب اللوعة و اللعاعة ، فلا يجب على الإنسان أن يلعب و يخوض بل يجب أن يكون عنده جدية و مُزكي لنفسه و لغيره ، و نحن لا نقول بأن لا نمرح و لا نُرفه عن أنفسنا لكن حياتنا لا تكون كلها ترفيه لأن اللعب مذموم و الخوض مذموم و شدة الفرح مذمومة و شدة الفخر مذمومة و شدة الحزن و الإكتئاب أيضاً مذمومة ، فربنا يُريدنا أن نكون متزنين نفسياً فيكون عندنا إتزان نفسي و ثبات إنفعالي ، فربنا يُعلمنا هذا في القرآن بأن يكون عندنا إتزان نفسي و ثبات إنفعالي ، فنكون وسط في كل شيء و لا نكون متطرفين لا بالسلب و لا بالإيجاب . 

(قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزؤون) أنتم كنتم تستهزؤا بالله و بالآيات و بالرسول ؟؟؟؟

__


{لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} :


هنا الولاء و البراء ، بأن يوجد حد فاصل في التمييز و الإيمان ، فالعقيدة تبقاش مايعة ، فلازم يكون في ولاء و براء ، و هذه السورة تُحارب الماسونية العالمية الحديثة التي تُريد أن تُمَيَّع العقائد و تقضي على عقيدة الولاء و البراء فلا يعود هناك إلهاً يُعبد ، الماسونية تُريد أن تُطفئ نور التوحيد و تُعلي جذوة الشيطان اللعين و لكن سورة التوبة تقف لهم بالمرصاد .

(إن نعف عن طائفة منكم تُعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين) هذا الجزء من الآية يُبين لنا بأن النفاق درجات و خِصل ، فالإنسان ممكن و العياذ بالله يكون فيه خصلة أو خصلتين من النفاق ، و ممكن أن يكون فيه كل خصال النفاق ، فالذي فيه خصلة أو خصلتين و يستغفر فممكن ربنا يغفر له و يتجاوز عليه ، و لكن المنافق الخالص و الذي إمتلأ قلبه و نفسه بخصال النفاق و ولغ فيها فلا بد أن يُعذبه الله عز و جل في الدنيا قبل الآخرة ، و عارفين طبعاً درجات النفاق و صفاته .

___


{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} :


(المنافقون و المنافقات بعضهم من بعض) المنافقون يوالون بعضهم ، (يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف) و هو عكس المفروض أو المفترض أنهم ينهون عن المنكر و يأمرون بالمعروف ، و هذا سبيل المؤمنين ، و من صفات المنافقين أيضاً (و يقبضون أيديهم) يعني بأنهم ينكثوا البيعة ، ينكثوا  بيعتهم لله و للرسول ، ينكث البيعة و لا يجرؤ  على البيعة إبتداءً و كذلك يجبن عند اللقاء فكل هذه من معاني (يقبضون أيديهم) و كذلك من معانيها بأنهم بخلاء لا يتصدقون و لا ينفقون في سبيل الله و يبخلون بالإنفاق في سبيل دعوة الله عز و جل ، (نسوا الله فنسيهم) يعني نسوا عذاب الله و نسوا وجود الله و نسوا وحي الله و نسوا مقام الله فنسيهم ، و هذه من باب المقابلة أي من باب التحقير فالله سبحانه و تعالى يُحقرهم ، فيقول الله لهم : أنتم نسيتم الإيمان بي؟؟ و أنا ايضاً سأنساكم . و هذا لا يعني بأنه لن يكون عالم بهم بل هو عالم بهم لكن هنا من باب الرد و من باب المقابلة و من باب التحقير من شأنهم ، (إن المنافقين هم الفاسقون) أي الخارجون عن الطاعة و الوالغين  إلى أبواب المعصية .

___


{وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} :


كلمة مقيم أي ماكث غير منفك عنهم في تلك الفترة التي قدرها الله لهم في جهنم ، مقيم أي ساكن معهم و لا ينفك عنهم ، فلا يوجد يوم راحة أو يوم إستئذان من العذاب في جهنم ، و توجد آية في القرآن أهل النار يسألوا مالك خازن النار أن يسأل الله أن يُخفف عنهم العذاب ، و كان الرد على سؤالهم : لا ، لا يوجد تخفيف ، لأن عذاب جهنم مقيم ، إلا إذا الذي دخل جهنم و ربنا يتغمده و يُخرجه في الفترة التي ربنا يُحددها أو بعد الفترة التي ربنا يُقدرها في علمه سبحانه و تعالى ، (هي حسبهم) يعني النار هي الكفيلة بهم : تؤدبهم و تمهدهم و تطهرهم و تطوعهم و تعدل رقبتهم ، فكل واحد رقبته عوجة نار جهنم هتعدلها له ، فعشان كده ربنا قال لهم (هي حسبهم) نار جهنم هتعمل الواجب و هتعمل معاهم الصح .

__


و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان و أحمد بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :


° و أثناء إنتظار نبي الله  إجابة أبناءه الأحباب قال : آه يا حج فوزي ، الحج فوزي هيجاوب ، ها حد عرف؟؟


طلب من مروان مثال على إدغام حقيقي ، فقال :

فقال نبي الله : {إِن نَّعْفُ} ، و قالت أم المؤمنين الأولى : {عَذَابٌ مُّقِيمٌ} .


و طلب من رفيدة مثال على إدغام حقيقي ، فقالت :

{مُخْرِجٌ مَّا} .


و طلب من أرسلان مثال على إدغام حقيقي ، فقال :

{أَن يُرْضُوهُ} .


و طلب من أحمد مثال على الإقلاب ، فقال :

{مِّن بَعْضٍ} .

__


و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ ، فقال ﷺ :


أخرج البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : "إقرأ عليَّ ، فقلتُ : أقرأ عليك و عليك أُنزل؟؟((يعني القرآن)) فقال : إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقال : قرأت سورة النساء حتى إذا بلغتُ {فكيف إذا جئنا  من كل أمة شهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا} ، قال : حسبك((يعني يكفي)) ، فالتفتُ((بصيتله يعني)) فإذا عيناه تذرفان((الرسول ﷺ كان يبكي من القرآن))" .

و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : "{لما نزلت أفمن هذا الحديث تعجبون و تضحكون و لا تبكون} بكى أصحاب الصفة((و هم الفقراء من الصحابة الذين يتخذوا من المسجد النبوي مبيتاً لهم)) حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع رسول الله ﷺ حسهم((حس البكاء يعني)) بكى معهم فبكينا ببكاءه ، فقال رسول الله ﷺ : لا يلج النار من بكى من خشية الله و لا يدخل الجنة مُصرٌ على معصية و لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم" .


___



هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق