جلسة التلاوة و تفسير الوجه التاسع من سورة التوبة .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ الوقف , ثم قام بقراءة الوجه التاسع من أوجه سورة التوبة و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
هو حرف السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة التين ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
ربنا سبحانه و تعالى يستكمل وصف نفسيات المنافقين المجرمين لنحذر منهم و نحذر منهم ، فقال :
{لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} :
(لقد ابتغوا الفتنة من قبل) يعني أنت جربتهم من قبل و كانوا قد أحبوا و أرادوا عمل فتنة ما بين الصحابة ، فربنا قال في الوجه السابق (و لأوضعوا خلالكم) معنى جديد سنقوله : يعني من الشيء الوضيع ، قالوا كلام وضيع و مهين و سافل ، يُريدوا أن يُفرقوا به بين المؤمنين ، (و لأوضعوا خلالكم) ممكن أوضعوا خلالكم أسافين يعني فتن ، (و قلبوا لك الأمور) لها عدة معاني ، منها : قلبوا لك الأمور في أعين الصحابة يعني عكسوا مرادك عند الصحابة و عكسوا مفاهيم الآيات عند الصحابة يلووا أعناق النصوص ، و كذلك من معانيها أنهم قلبوا الحق باطل و الباطل حق ، و كذلك (قلبوا لك الأمور) يعني لخبطولك الترتيب بتاعك ، (حتى جاء الحق و ظهر أمر الله و هم كارهون) ربنا عَرَّفَ النبي ﷺ بأسماءهم و قالها لحذيفة بن اليمان و هو كاتم سر رسول الله ﷺ ، (و هم كارهون) كارهون للجهاد في سبيل الله .
___
{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} :
واحد ربنا بيستهزأ بيه في الوجه ده و هو منافق ، جاء إلى الرسول ﷺ في غزوة العُسرة و يقول له أي حجة و هذه الحجة ربنا يستهزأ بها و يوضح كم هم عالم تافهة ، و طبعاً هذه الغزوة ذاهبة لغزو الروم و هي غزوة تبوك أو ما تُسمى بغزوة العًسرة ، يعني بإتجاه الشمال ، فواحد من المنافقين بيلعب و مش ثابت على إيمانه فذهب لرسول الله ﷺ و قال له : يا رسول الله إئذن لي ألا أذهب معك لأنني إذا رأيت بنات بني الأصفر أُفتن ، يعني لما يشوف البنات الجميلة بتوع أوروبا هيفتن و مش هيعرف يحارب فخليني هنا في المدينة أحسن ، فهذه حجة تافهة و ربنا يستهزئ بها ، (ألا في الفتنة سقطوا) كلامهم هذا في حد ذاته هو فتنة ، (و إن جهنم لمحيطة بالكافرين) يقول الرسول ﷺ : "كل هين لين ، النار محرمة عليه أو هو محرم على النار" لكن العنيد أو خبيث النفس أو غير المتسامح النار أولى به حتى تطوعه و تمهده ليخرج من النار و يدخل الجنة و لكن بعد حين ، بعد ما النار تسويه و تُطيبه فيصير طيباً ، لكن الهين اللين هو أقرب للطيبة و بالتالي ربنا يُحرم عليه النار من البداية ، فالإنسان المتسامح السهل اللين ربنا يُحرم عليه النار ، و كذلك قال النبي ﷺ : "رحم الله إمرؤاً سمحاً إذا باع و سمحاً إذا إشترى" .
__
إِ{ن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ} :
(إن تصبك حسنة تسؤهم) دائماً لما ربنا يُعطي أي مؤمن نعمة فإن المنافقين و خبثاء النفس من حوله من الأقارب أو من غير الأقارب يكرهوا الخير الذي بعثه الله له ، و تجدهم يحسدونه و يحقدوا عليه و يحاولوا يُكدروا عيشته ، ده ربنا اللي بيفهم نفسية المنافقين و ده فعل المنافقين بأن يكره الخير لغيره ، (إن تصبك حسنة تسؤهم) يعني يستاؤا و يشعروا بالضيق و الضجر من النعمة التي أعطاها ربنا للمؤمن ، (و إن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل و يتولوا و هم فرحون) يفرحوا بالمصيبة التي تحل بك و العياذ بالله ، طبعاً هنا الكلام خاص عن الجهاد و القتال ، يعني لو أصابتكم مصيبة في القتال فهؤلاء يكونوا فرحين و يقولوا : ألم نقل لكم لا تخرجوا معهم!! .
___
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} :
هنا ربنا يُعلمنا التوكل .
___
{قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} :
(قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين) دائماً قلنا بأن التربص هو إنتظار العدو لمآل من يُعاديه فهذا نسميه التربص و يأتي دائماً في باب العداوة أو باب الذنب ، (إلا إحدى الحسنيين) يعني أنتم تنتظروا لنا إحدى الأمرين : إما النصر و إما الشهادة في سبيل الله و بالتالي الجنة ، يعني إنتم كده كده خسرانين و إحنا كده كده فايزين ، ده هو المعنى ، (و نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا) يعني إحنا نتربص بكم و ننتظر عذاب سيحل بكم سواء بأيدينا أو بغيره من الحدود أو من عند الله : بلايا ، أوبئة ، أمراض و العياذ بالله ، و قد قلنا تحليل أصوات كلمة تربص قبل ذلك .
__
{قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ} :
المنافق أو الذي يُمثل أو الذي يلعب أو الذي نيته ليست سليمة مع النبي ﷺ و المؤمنين فربنا يقول لهم ذلك : (قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً) يعني الأموال التي ستُعطوننا إياها أو للمؤمنين بمزاجكم أو غصباً عنكم لن تتقبل منكم عند الله عز و جل (إنكم كنتم قوماً فاسقين) و الفسق هو الخروج عن الطاعة و الحلول إلى المعصية ، كلمة الفسق هي الخروج عن الطاعة و الحلول إلى حياض المعصية و العياذ بالله .
___
{وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} :
هنا علة عدم تقبل الله لأموالهم بأنهم كافرين بالله و بالرسول ، (و لا يأتون الصلاة إلا و هم كسالى) عندهم كسل في الصلاة ، لا يخشعون في الصلاة فتشعر بأن الصلاة ثقيلة عليهم ، لا يشعرون بالراحة بعد أداءهم للصلاة أو أثناء الصلاة ، لذاك إختبر نفسك ، الإنسان يختبر نفسه لما يشعر الخشوع أو يستريح لما يصلي فهو كده تمام و المعيار مزبوط ، لكن لو شعر و هو يصلي بأنه متضايق و العياذ بالله فيجب أن يعرف أن فيه صفة النفاق ، فليُحارب صفة النفاق التي فيه ، و نعلم بأن النفاق شُعَب و خصلات و ليست شيئاً واحد ، فإن كان في الإنسان صفة من صفات النفاق فليُحاربها و يُزكي نفسه حتى يصل لدرجة الراحة في الصلوات ، (و لا ينفقون إلا و هم كارهون) كارهين الإنفاق في سبيل الله ، ينفقون خوفاً من الفضيحة لأنه دائماً المنافق أكثر شيء يخشاه بأنك تواجهه بنفاقه ، لذلك الحل مع المنافق دائماً بأن تواجهه بعيبه أو تواجهه بعداوته ، و أن تُصرح له بعداوته لك حتى يحذر منك و يحاول يثبت لك العكس فإنت كده هتبقى في الناحيتن مستفيد .
● في نهاية شرح الوجه سأل أحمد نبي الله الحبيب يوسف ﷺ : بابا معنى إيه النفاق؟؟
فقال له نبي الله ﷺ : النفاق هو الإنسان لا يكون صريح مع المؤمنين ، يعني لا يكون مخلص لله عز و جل في العبادة و الطاعة ، يعني كأنه يمثل و لا يفعل الأمر بجدية و صدق ، يعني كذاب ، النفاق هو الكذب .
__
و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على وقف جائز ، فقال :
{وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ} .
و طلب من رفيدة مثال على وقف جائز و الوصل أفضل ، فقالت :
إِ{ن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} ، {إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} .
و طلب من أرسلان مثال على وقف جائز و الوصل أفضل ، فقال :
{لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ} .
__
و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ ، فقال ﷺ :
عن عبد لله بن بريدة عن أبيه -رضي الله عنه- قال : "أصبح رسول الله ﷺ يوماً فدعى بلال -رضي الله عنه- فقال : يا بلال بما سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت الجنة البارحة فسمعتُ خشخشتك أمامي((يعني صوت نعلك)) ، فقال : يا رسول الله ما أذنبتُ قط إلا صليت ركعتين ، و ما أصابني حدث قط إلا توضئت عندها و صليتُ ركعتين" يعني كان يداوم بعد كل وضوء يُصلي ركعتين سُنة ، نفل يعني ، أو أنه لو أذنب ذنب من الذنوب فيُصلي ركعتين و يستغفر فيهما و نسميها صلاة التوبة .
___
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللَّهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=========================
جوهر :
(وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ )
تلك الايام البهية
تلك الايام النورانية بجوار الله
ايام مناجاته ووصاله وقربه وخلته
ايام منادمته وشرب مدام عشقه
تلك الايام اللطيفة في عالم اللاهوت الخالص ..حين كنا ارواح خالصة من دون اجساد ولا انفس ارضية ..ارواح نقية خالصة تسبح في بحور الروح تطوف حول حب وعشق الله ذي الجبروت
وكل الانبياء ياتون ليذكرونا بتلك الايام المنسية ويدعوننا لان نعود اليها ..يدعوننا ان نعود ونرجع لوطننا الاصلي الذي نزلنا منه وتكثفنا فاحتجبنا فاحتجب الله عنا ..
وكل من يتذكر يحن لتلك الايام ويشتعل شوقا حبا وحنينا وعشقا لتلك الايام ويعرج راجعا الى ربه طوعا ...
خارجا من عالم الظلمات ممزقا كل الحجب
راجعا لعالم النور ..صابرا في رحلته شاكرا لذكره
يتحسر الانبياء والصلحاء على اقوامهم حين يرونهم يؤثرون ايام النفس على ايام الله ويابون الرجوع اليها جهلا ونسيانا ...وظلما وكفرانا
(يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ )
(وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ )
(وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ )
(وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ )
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)
اقمها علك تذكر وتخشى فتعود لوطنك الاصلي الذي منه جئت ونزلت
اليوم، الساعة 5:51 م
5:51 م
لقد أرسلت اليوم، الساعة 5:51 م
د محمد ربيع :
نعم و ذكرهم بأيام الله هنا في عالم النسيان . و ما كان ربك نسيا .
=======================
حازم :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق