راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 20 مارس 2021

صلاة الجمعة 19 = 3 = 2021

 
 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٣/١٩
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٣/١٩
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب نور الحق يقول الإمام المهدي الحبيب : "
القصيدة في فضائل القرآن وشأن كتاب الله الرحمن
لَمَّا أرى الفرقانُ مَيْسمَه تردَّى مَن طغى
مَن كان نابِغَ وقتِه جاء المواطنَ ألثغَا
وإذا أرى وجهًا بأنوار الجمال مُصبَّغا
فدَرَى المعارضُ أنه ألغى الفصاحة أو لغا
من كان ذا عينِ النهى فإلى محاسنه صغى
إلا الذي مِن جهله أبغى الضلالة أو بغى
عينُ المعارف كلّها آتاه حِبٌّ مُبتغى
لا يُنبِئنّ ببحره الزخّار كلبًا ُولغا
اِقْبَلْ عيونَ علومه أو أَعرِضَنْ مُستولِغا
واتْبَعْ هداه أَوِ اعْصِه إن كنتَ مُلْغًى مُتّغا
ما غادرَ القرآنُ في الميدان شابًا بُرْزَغا
قتَل العِدا رعبًا وإن بارى العدوّ مُسبَّغا
قد أنكروا جهلاً وما بلغوه علمًا مَبْلغًا
حتى انثنَوا كالخائبين وأضرموا نار الوغى
نورٌ على نور هُدًى، يوما فيوما في الثغا
مَن كان مُنكِرَ نوره قد جئتُه متفرّغا
فيها العلوم جميعها وحليبُها لمن ارتغى
فيها المعارف كلها وقليبُها بل أبلغا
أعطى الورى بدِلائه ماءً مَعينًا سيِّغَا
أروى الخلائقَ كلهم إلا لئيمًا أبْدَغا
مَن جاءه متبختِرًا وأرى مُدًى أو مِبْزَغا
فتراه مغلوبا على تُرْبِ الهوان ممرَّغا
سيفٌ يكسّر ضرسَ مَن بارى وجاء مُثَغْثِغا
أسدٌ يمزّق صولُه إن رَاغَ جملٌ أو رغا
ويلٌ لِكَفّارٍ لديغٍ لا يفارق مَلدَغا
ويل لمن بزَغتْ له شمس فعادى مَبْزَغا
مَن فرَّ من فيضانه الأعلى ومما أفرغا
ما كان قلبًا تائبا بل كان لحمًا أسْلَغا
((( وكان تلك القصيدة هي مدح للقرآن الكريم وهجاء وذم لكل معترض أو كافر بالإسلام وبدين الإسلام )))
وأمّا قول المعترض الفتّان أن "ذو مِرَّةٍ" اسم الشيطان، وقال أن المِرّة هي مادة الصفراء، وباطل كل ما يخالفه من الآراء، فهذا كلّه كذب ودجل وتلبيس، ونعوذ بالله من الدجّالين المفتّنين. بل الأمر الصحيح الذي يوجد نظائره في كلماتِ بلغاء لسان العرب ونوابغ ذوي الأدب، أن أصل المِرّة إحكامُ الفَتْل وإدارة الخيوط عند الوصل، كما قال صاحب تاج العروس شارح القاموس، ثم نقلوا هذا اللفظ من الإحكام والإدارة إلى نتيجته.. أعني إلى القوة والطاقة، فإن الحبل إذا أُحكِمَ فَتْلُه فلا بد من أن يتقوّى بعد أن يُشَدّ ويُسَوَّى، ويكون كشيء قويّ متين. ثم نُقِلَ منه إلى العقل كنقل الحقل إلى الحقل، لأن العقل طاقة تحصل بعد إمرار مقدمات وإحكام مشاهدات تُجَلِّيها الحسُّ المشترك من الحواسّ بإذن ربّ الناس وأحسن الخالقين. ثم نُقل هذا اللفظ في المرتبة الرابعة إلى مزاج من الأمزجة.. أعني الصفراء التي هي إحدى الطبائع الأربعة، لشدّة قوتها ولطافة مادتها، ولكونها مصدرَ أفعال قويّة وموجبًا لجُرأةٍ وشجاعة وكلِّ أمر يخالف عاداتِ الجبان ويوافق سِيَر الشجعان، فتفكَّرْ إن كنتَ من الطالبين.
وأما نظيره في أشعار بُلغاء الجاهلية ونبغاء الأزمنة الماضية، فكفاك ما قال امرؤ القيس في قصيدته اللاميّة:
دَرِيرٍ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ
وكذلك بيت لعمرو بن كلثوم التغلبي الذي هو نابغ في اللسان العربي، وقال في القصيدة الخامسة من السبع المعلقة، ونحن نكتبه نظيرًا لمعنى الإدارة، وهو هذا:
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذا أُمِرَّتْ عليه لما له فيها مهينَا
ومن عجائب لفظ المِرّة اشتراكُه في العربية والهندية في معنى الإدارة وإحكام الفتل بالمبالغة، فإن الهنديين يقولون للإمرار: "مَرَورنا" كما لا يخفى على الهنديين. وهذا ثبوت صريح من غير شائبة المَين لاستخراج أصل حقيقة الذي هو دائر بين اللسانَين، وفيه نكتة تسرّ المحققين.
وأمّا لفظ ذِي مِرَّة بمعنى العقل، فإن كُنْتَ تطلب منّا نظيره مع تصحيح النقل، فاعلم أن صاحب تاج العروس شارح القاموس فسّر لفظ ذي مِرّة بمعنى ذي الدهاء، وقال/ يُقال إنه لَذُو مِرَّة أي عقلٍ في مَثَلِ العرب العرباء. وإن لم يكفِك هذا المثل مع أنه هو الأصل، وتطلب منّا نظيرًا آخر من الأيام الجاهلية والأزمنة الماضية، فاقرأْ هذا البيت من صاحب القصيدة الرابعة من السبع المعلّقة، وكان من نبغاء الزمان وفي البلاغة إمام الأقران، وزاد عمره على مئة وخمسين، وهو هذا:
رَجَعا بِأَمرِهِما إِلى ذي مِرَّةٍ حَصِدٍ وَنُجْحُ صَريمةٍ إِبرامُها
واعلم أن هذه القصائد معروفة بغاية الاشتهار كالشمس في نصف النهار، وقد أجمع كافة الأدباء وجهابذ الشعراء على فضلها وكمال براعتها، واتفق عامة البلغاء على حسنها ونباهتها، واختارها الحكومة الإنكليزية لطلباء مدارسها وسُبقاءِ كوالجها وشرباء كَيالِجها لتكميل القارئين، ولا ينكرها إلا الذي مِثلك غبي وشقي كعمين.
هذا ما أوردنا لإلزامك وإفحامك من نظائر المتقدمين وكلام المشهورين المقبولين. وأمّا ما يظهر من سياق كلام الله وسباقه ومِن عقدِ درِّ حِقاقِه، فهو طريق أقرب من ذلك للمسترشدين. فإنه تعالى كما وصف روح القدس بقوله: (ذُو مِرَّةٍ)، كذلك وصفه في مقام آخر بذي قوة فقال: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)،((( ذو مرة يعني كأنه متصل بالله عزوجل بخيوط شديدة شديدة الوصال وكذلك ذو مرة أي ذو عقل عظيم ))) يقول المسيح الموعود : فإنه تعالى كما وصف روح القدس بقوله: (ذُو مِرَّةٍ)، كذلك وصفه في مقام آخر بذي قوة فقال: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)، فقوله في مقام (ذُو مِرَّةٍ) وفي مقام (ذِي قُوَّةٍ) شرحٌ لطيف بأفانين البيان، وكذلك جرت سُنّة الله في القرآن، فإنه يفسّر بعضَ مقاماته ببعض آخر ليزيد الاطمئنان، وليعصم كتابه من تحريف الخائنين.
ولقد ذكر الله تعالى في كتابه المحكم وسِفره المكرم صفاتٍ أخرى للروح الأمين، وبيّن عبارته وصدقه وأمانته وقُربه من رب العالمين. فلا يحسبه شيطانا إلا الذي هو شيطان لعين.
ومن اعتراضات هذا العاصي الغافل عن يوم يؤخذ المجرمون بالنواصي، أنه يظنّ كأنّ القرآن أخطأ في بيان مذهب النصارى وعقائدهم، وما فهِم مقصد عمائدهم، وعزا إليهم ما يخالف عقيدة المسيحيين.
فاعلم أنّ بيانه هذا بهتان عظيم وكذب مبين، والحق أن القرآن لما جاء كانت النصارى فرقا متفرقين، فبعضهم كانوا يعبدون المسيح، وبعضهم معه أُمَّه، وبعضهم كانوا يسجدون لتصاويرهما ويعبدونهما كعبادة رب العالمين. وكان اللجاج بينهم قد احتدّ والحِجَاج قد اشتدّ، وكان كلّهم قومًا ضالّين، إلا قليلا منهم كانوا موحِّدين مع بدعات أخرى وكانوا كالعمين. فبيّن القرآن ما رأى وبَكَّتَهم وسَكَّتَهم ببيان أجلى، وقال أنتم تعبدون إنسانا من دون الله الأغنى، وما تعبدون ربكم الأعلى، فما برّءوا أنفسهم بل سكتوا كالمفحَمين المُقِرّين. فوقعت عليهم الحجة وقام البرهان وثبت أنهم كانوا يعتقدون كما بيّن القرآن وكانوا مشركين. ثم جاء بعدهم قوم آخرون من النصارى وقرأوا كتب الفلسفة فبُهتوا وصاروا كالسكارى، ورأوا أنفسهم في الشِرك كالأسارى، فتأسّفوا على مذهبهم متندمين. ففكَّروا لإصلاح ما فسد وترويج ما كسد، فقُتلوا كيف فكّروا وذُكِّروا وما بدّلوا إلا حُلَلَ المقال مع اتحاد المآل، فتَعْسًا لقوم ظالمين. وغَشِيَهم ما غَشِيَهم من آفات الضلال، وتلاقَوا في مآل الأقوال، وما كانوا مستشفّين. ((( مستشفّين أي مستنبطين الإستنباط الصحيح ))) يقول المسيح : أسخطوا المولى ليُرضوا عبيده، ونسوا وعيده ومواعيده، ونبذوا وراء ظهورهم تعليم النبيّين. ولا شك أنهم اتخذوا عيسى إلهًا من دون رب العالمين، وهو عندهم مالك يوم الدّين. ويقولون لا أثر يومئذ معه من البشريّة، مع كونه مجسَّمًا ومركّبًا من العظم واللحم كالآدميين. هذه عقيدتهم وعقيدة الذين غلَّسوا قبلهم في مبادئ الأيّام أمام أعين الإسلام، ثم في هذا الزمن انفتحت أعينهم وقلّت ظلمتُهم بما شاعت فيهم العلوم العقلية والحِكم الفلسفية، فرأوا سَوءةَ مذهبهم واستحالة مطلبهم، فبادروا إلى التأويلات مخافةً من الملامات والتشنيعات، وتخوّفًا من كلمات المستهزئين، لأن الفطرة الإنسانية تأبى من قبول هذه العقيدة الدنيّة، والخرافات الرديّة، التي هي بديهة البطلان عند الرجال والنسوان، خصوصًا في هذه الأيام التي مالت العقول السليمة إلى التوحيد، وهبّتْ من كل طرف رياحُ التنـزيه لله الوحيد، وكسدتْ سُوقُ المشركين. فأنَّى لهم أن يخفوها بعد إظهارها ونشرها وإزاحة قشرها؟ أيُخفون أمرًا أُشيعَ في البلاد والأرضين؟ ومثلُ الذين بدّلوا الطيبات بالخبيثات وتركوا الحسنات وبادروا إلى السيئات ولا يتقون الله في إخفاء العثرات وتأويل الخرافات، كمثل رجلٍ كان يأكل البُرازَ مِن مدة مديدة، ويحسبه من أغذيةٍ لطيفةٍ جديدةٍ، ولا يتنبّه على أنه رجس وقذر لا من أطعمة الآدميّين، فلاقاه رجل لطيف نظيف ومع ذلك زكي وظريف، فرآه يأكل الغائط فأَنَّبَه كما يؤنّب الحَكَمُ المايطَ، وقال ما تفعل ذلك؟ أتأكل البراز يا بُرازَ الخبيثين؟ فتندّمَ وفكّرَ في نفسه كيف يزيح برص هذه الملامة، وكيف ينجو من شناعة الندامة، فنَحَتَ جوابا كالذين يرون أُجاجَهم كماء مَعينٍ، وقال إني ما آكل البراز، وما كنتُ أن أحتاز فما أبالي الإفزاز، وما أوعزتُ إلى هذا الأمر الذي هو أكبر المكروهات، وإن هو إلا تهمةُ مَذّاعٍ ذي البهتانات وإني من المبرَّئين. وإن العدوّ ما عرف الحقيقة ونسِي الطريقة، فإني آكل أجزاءً غذائية التي تنفصل من الهضم الْمَعِدي بإذنِ خالق الأشياء، وتدفعها الطبيعة إلى بعض الأمعاء، فتخرج من المَبرز المعلوم مع قليل من الصفراء، فهذا شيء آخر وليس ببراز كما هو زعم الأعداء، بل هو غذاء أُعِدَّ لمثلنا الطيّبين.
فاتقوا هذا المثال وفكِّروا في سوانح المسيح وفيما قال. وكل ما قال عيسى نبي الله فهو طيب، ولكن تعسًا للذي لا يفهم الأقوال. وإنّا نبكي على حال الظالمين والمؤذين الكالمين، بل ندعو الله أن يهديهم ويرحمهم وهو خير الراحمين. ووالله إنّا لا نضحك بل نبكي على حالكم أنكم تسترون الأمر وتتكلّفون أيها الجائرون. ما لكم لا تفهمون؟ وإنّا نُريكم فلا تنظرون، ونعطيكم فلا تأخذون، وتفترون الكذبَ ولا تستحيون، وأيقظَكم الموقظون فلا تستيقظون. ألا تتقون الذي إليه تُرجعون، أو ظننتم أنكم من المتروكين؟
وقد قلتُ آنفا إن القرآن ما بيّن حال النصارى على نهج واحد، بل جعل بعضهم على بعض كشاهد، وقال إن بعضهم يعبدون المسيح ويتخذونه إلهًا عمدًا، وبعضهم يعبدون معه أُمَّه ويحمدونها حمدًا، وفيهم فرقة قليلة يعبدون الله ويحسبونه رحيمًا ورحمانًا، ويحسبون المسيح بشرًا وإنسانًا، وهذه الفِرق الثلاثة كانوا في عهد نبيّنا صلى الله عليه وسلم موجودين، والقرآن قُرِئَ عليهم إلى قرون ومِئِين، فما قال أحد منهم أن القرآن يعزو إلينا ما يخالف عقائدنا وتعاليم عمائدنا، ولا يفهم سرَّ أقانيمنا، ويخطئ في بيان تعاليمنا. وإن كنتَ تظن أنه قال أحد كمثل هذه الأقوال، أو وجدتَ كتابا شاهدا على هذا المقال، فأَخْرِجْ لنا كتابك إن كنت من الصادقين. وإن لم تستطع فاتق الله ولا تتّبع آراء قومٍ فاسقين.
واعلموا أنكم قد فهمتم في أنفسكم في هذا الزمان الذي هو زمان التدبّر والإمعان، أن عقائدكم خرافات وفيها آفات، وتضحك عليكم الصبيان والنسوان، فتريدون أن تلقوا عليها رداء التأويلات لعلكم تخلصون من الملامات، ومِن لعن اللاعنين؛ فزيّنتم الباطل لتدحضوا به الحق وكنتم قومًا مسرفين. وأمّا خُبث عقائدكم فليس شيء يخفى على الناس، أو يخفى مِن عينِ كَيِّسٍ ذي الفهم والقياس. ألستم تعبدون عيسى في هذا الزمان كما كنتم تعبدون في أيام نزول القرآن؟ ألستم تمجّدونه وتقدّسونه وتعظّمونه كمثل إله العالمين؟ ألستم تقولون إن كل أمر فُوِّضَ إلى عيسى، وهو الله في الأولى والأخرى، وهو الذي تُرجَعون إليه وتحضرون لديه، ويحكم بينكم كملِكٍ أكرم وأعظم، وتعرفونه بصورته أنه ابن مريم؟ فموتوا ندامةً يا معشر المشركين! وكيف تُخفون شِرككم وقد ظهرت الأسرار وبدت الأخبار، وأشعتم عقائدكم بالاستعجال وزففتم زفيف الرال. وإنّا عرَفناكم وعرفنا الكيد والفنَّ، فكيف نحسن بكم الظنَّ، بعدما كنا عارفين؟ إنكم قوم تُضلّون الناس بتلبيساتكم ليميلوا إلى جهلاتكم، ويقبلوا خزعبلاتكم ويجيئوكم كمسحورين. وإنّا سمعنا منكم سبَّ نبيِّنا مع الافتراء والمَين، وأُحْرِقْنا بالنّارَين، وما نشكو إلا إلى الله وهو خير الناصرين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد يقول الإمام المهدي الحبيب : "
القصيدة الفريدة التي يهُدُّ الأحقاف، ويزيلُ غَينَ العَينِ ويأخذُ الصَّادَّ ولَوْ علا الْقَافَ
تركتم أيها النَّوكى طريقَ الرشد تزويرا
على عيسَى افْتريتم مِن ضلالتكم دَقاريِرا
فقلتم إنه المختارُ إحياءً وتدميرا
هو الله الذي قد قدّر الأشياءَ تقديرا
قد اغتاظ الأبُ الحاضِي فقام الابن تذكيرا
فمـا نفعتْ نصائحُه فقَبِلَ الابنُ تعزيرا
أحبَّ الوالدُ المُغتال إهلاكا وتخسيرا
فجاء الابنُ كالمُنْجِي ونادَى الخَلْقَ تبشيرا
وقلتم إنه رَدَّ الأمورَ إليه تَوقيرا
كأنّ أباه قد شاخا ونابَ الابنُ تخييرا
وقلتم إنه الحامي ونبغي منه تَخْفِيرَا
وهذا كله شِركٌ فَدَعْ كذبًا وتَسْحِيرَا
وما في نورنا ريب ولن تخفوه تغييرا
فهل حُرٌّ يخاف الله لما جئتُ تحذيرا
وهذا قولنا حَقٌّ وطهَّرْناه تطهيرا
ولكن النصارى آثَروا خُبْثًا وخنـزيرا
ومِن تلبيسهم قد حرَّفوا الألفاظ تفسيرا
وقد بانتْ ضلالتُهم ولو ألقوا المعاذيرا
الإعلان تنبيهًا لكلّ من صال على القرآن
من النصارى وغيرهم من أهل العدوان
قد كتبنا مِن غير مرة أن القرآن الكريم قد جمع التعاليم وأكمل التفهيم، وأنه مشتمل على علوم الأولين والآخرين، وهو بعُلُوِّه كأبحرٍ لا كحِياضٍ، وفاق كلَّ لُجّةٍ بذيلٍ فضفاض، وفيه نور أصفى من نور العين، ونقيٌّ من الدرن والشين. صحفٌ مطهّرة فيها كتبٌ قيّمة وحِكَمٌ مُعجِبة، مع حسنِ بيان وبلاغة ذي شأن تسرّ الناظرين. وهو إعجاز عظيم بفصاحة كلماته، وبلاغة عباراته، ورفعة معارفه، وباكورة نِكاته، ولكن النصارى وأتباعهم أنكروا هذا الكمال، ونحتوا الشكوك وزيّنوا الأقوال، وجاءوا بمكر مبين. فقال بعضهم إن القرآن فصيح ولا ننكر الفصاحة ولا نختار الوقاحة، ولكن تعليمه ليس بطيّب ونظيف، ولا يوجد فيه مِن وعظ لطيف، بل هو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، وكل ما علّم فهو سَقْطٌ كالمريض المَؤُوف، ولا يصلُح للصالحين.
أقول: كل ما هو قلتم فهو كذب صريح، ولا يقول كمثله إلا الذي هو وقيح، أو من المفترين. إنكم لا تستطلعون بعيون الصدق والسداد، ولا تسلكون إلا مسالك العناد، وما تعلمون إلا طرق الاعتساف، وما غُذِّيْتم بلبان الإنصاف، وما أراكم إلا ظالمين. أَعَرَفْتم حقيقة القرآن، مع كونكم محرومين من علم اللسان، ومُبعَدين من سكك العرفان؟ أتظنّيتم البحر سرابًا مستورًا، مع كونكم عُميًا وعُورًا؟ لا تعلمون حرفًا من العلوم العربية، ولا تملكون فتيلا من البساتين الأدبية، بل أراكم كأخي عَيلةٍ، الماشين في ظلام ليلة، ثم تلك الدعاوي مع مفاقر الجهل والضلال، والإنكارُ من شمس العلوم بأنواع المكائد والاحتيال، كبرٌ عظيم وفسقٌ قديم، فسبحان ربنا كيف يمهل الفاسقين!
أيها الجهلاء.. أنتم تصولون على كلامٍ قد أُودعتْ سِرَّ المعارف أَسِرَّتُه، ومأثورةٌ سُمْعتُه وشُهرتُه، ومشهورةٌ عصمتُه وطهارته، ومسلَّمٌ نِضارُه ونَضْرتُه، واشتهر تأثيره وقوّته، فلا يُنكره إلا من فسدتْ فطرتُه. ألا ترون إلى قصرٍ شادَه القرآن، وإلى علوم أكملها الفرقان، وإلى أنوارٍ أترعَ فيه الرحمن؟ ووالله لا نظيرَ له في إحياء الأموات ونفخِ الروح في العظام الرفات. جاء في وقتِ انقراضِ حِيَل الصلحاء، وظهضر بعد اكفهرار الليلة الليلاء، ووجد الخَلق كمعروق العظم وأخِ العيلة، أو كنائم في الليلة، فنوّر وجهَ الناس ولا كإنارة النهار، وناوَلَهم مالاً كثيرًا مِن دُرر العلم وأنواع الأنوار. فانظر.. هل ترى مثله في تأثير؟ ثم ارجِعِ البصر.. هل ترى من نظير؟ أنسيتَ ظلمةَ أيام الإنجيل؟ أما جاءك خبر من ذلك الجيل؟ كيف كانت إحاطة الضلالات على كل زمان ومكان؟ أما لاحظتَ أو ما سمعتَ مِن ذي عرفان؟ كأنهم كانوا انحطّوا إلى اللحد، ونكثوا كل ما عاهدوا من العهد، وأكلتْهم ضلالاتهم كمَيتٍ أكلتْه الدودُ، ورُمَّ إيمانُهم كمثل ما يُنخَر العود. أما قرأتَ أحوال تلك الأزمان؟ ألست تذكرها وعيناك تهملان؟ فأيّ شيء نَوَّرَ الزمنَ بعد الظلام، وذكّر اللهَ بعد ذكر الأصنام، وجاء بشربٍ مِن تسنيم بعد حميمٍ داعٍ إلى الحِمام؟ فاعلم أنه هو القرآن المبارك الذي نجّى الخَلق من موت الاجترام، وأنشر الأمواتَ من الرِّجام، وأنـزل الجَود بعد أيام الجَهام. فمن هنا نفهَم وجوهَ ضرورة القرآن ومنافعه لنوع الإنسان. وإن كنتَ لا تترك الإدلال بإنجيلك والاغترارَ بصحّة عليلك، ولا تتوب من أقاويلك، فها أنا أدعوك للنضال، وللتفريق بين الهدي والضلال، مستعيذًا بالله من شرّ الدجّال؛ فهل لك أن تتصدّى لهذا المضمار، ليتبدّى حقيقةُ الأسرار؟ إنّك تريد أن تُقوِّض مجد القرآن وبنيانه، ونريد أن نُمزِّق الإنجيل ونُريك أدرانه، ووالله إنّا من الصادقين، ولسنا من الكاذبين المزوِّرين. ووالله إن إنجيلكم الموجود غبار وتباب ودمار، وليس بمُعلِّمِ الحكمة بل سامرٌ ومِهْذار، فتنـزيهُه ومدحُه عارٌ، وجُرْحه جُبار. وإنّا لا نجد فيه خيرًا، بل شرًّا وضيرًا، ونعوذ بالله من شرّه وكمال ضرّه، ونحولقُ على غفل المادحين. كتابٌ مُضِلٌّ يدعو الناس إلى المحظورات بل المهلكات، ويفتح عليهم أبواب الهنات والسيئات والإباحات وعبادة الأموات، ويجعلهم من المشركين. وأشأَمَ في بعض المقالات، وأيمنَ في الأخرى، وما تمالكَ أن يقصد في مشيه ويختار وسطًا كذوي النهى، ولأجل ذلك طعنوا فيه فلاسفةُ القوم، ووخَزوه بأسنّة اللوم، وقالوا لا حاجة إلى ردّه، فإنه كافٍ لرَدِّ نفسِه، ونراهم قائمين على فَوهتهم، وهم من النصارى ومن أكابر عصبتهم، بل مِن حكمائهم لا كمثل هؤلاء مِن جهلتهم، وتجد كثيرا منهم مُلبِّين داعيَ الإسلام أفضلَ الرسل وخيرَ الأنام وخاتمَ النبيين.
فيا أيها الأعداء من النصارى وفي الشِرك كالأسارى، لِم تتكلمون كالسكارى، وتلبسون الحق بالباطل وتهربون من الذي بارى؟ بارِزوا للنضال إن كنتم من أهل الكمال ومن الصادقين. واعلموا أن تحقيقَ الحق مِن كرم الطبع، والصولَ مِن غير حق مِن سِيَر السبُع، فعَدُّوا عن اللذع والقذع، وهلمّوا إلى التناضل والثَّلْع. ونحن نُحكِّم بعضَ حُكمائكم في هذا الأمر، ونعاهد الله أنّا نقبل كل ما حكموا من غير العذر. فهل لكم أن تُبرزوا لنا تعاليم الإنجيل، وكل ما هو فيه من لطائف الأقاويل؟ وكذلك نكتب لكم معارف القرآن ودقائق صحف الله الرحمن، فيَزِنَهما الحَكَمُ بميزان العقل والدهاء، ويحكم بين الخصماء، فإن كنا نحن المغلوبين، فنقبل لأنفسنا أن نُعذَّب كالمجرمين، ونُقتَل كالفاسقين الكاذبين؛ وإن كنّا من الغالبين، فلا نطلب من المتنصرين إلا أن يكونوا من المسلمين.
فيا عدوَّ الحق.. إنك مدحتَ الإنجيل فهَرَفْتَ، ونَحَتَّ الفِرْيةَ فأغربتَ وأطرفتَ، فهل بعد الدعاوي فرار، وبعد الإقرار إنكار؟ فأين تفرّ وقد جاء وقت افتضاحك، فلا تستر وجهك بوِشاحك، ولك من الورق ألفين، إن كنتَ تُثبتُ فضل الإنجيل بغير المَيْن. وأنَّى لك هذا يا رئيسَ المزوِّرين؟
أيها النصارى.. ما تنصّرتم لتنوير العين، بل لجَمْعِ العَينِ وجذبات الأَجْوَفَينِ، وتركتم تكاليف الصلاح لمطائب الجِفان ولذّاتِ الراح، وتمدحون في قلوبكم مَربَعَ اللذّات لا تعليم عيسى وطريق النجاة، وتستوكفون الأكُفَّ بذمّ الطيّبين، ليرشح على يدكم إناءُ قسيسين.
ويلكم! إنكم تركتم مَن عَظُمَ وجَلَّ، وأعرضتم عن الوَبْل واستسقيتم الطَلَّ، وما فكّرتم في عيسى وصرفتم العمر بعسى ولعلّ. أَرُوني كتابا تعلقتم بأهدابه، أو اسمعوا مني محاسنَ الفرقان ونُخَبَ عُجابه، وتوبوا مِن ذكر محاسن الإنجيل ولطائف آدابه. أهو يشابه الفرقانَ في بيان النكات، أو يتحاذى في الدرجات، أو يتوازن في دقائق الكلمات؟ كلا.. إن القرآن قد انفرد في كمال الصفات ومعارف الإلهيات، وإراءةِ الوسط الذي هو من أعظم الحسنات. فما للبدر التام وجُنْحِ الظلام؟ أتعظّمون الكتاب الذي مملوء من المنكرات، وجاز عن القصد ودعا إلى السيئات؟ أاغتررتم بزخرفة محاله، ومدحتموه قبل اختبار حاله؟ مع أنكم رأيتم أنه لا يُعلِّم طرق الكمالات، ولا سُبل المجاهدات الموصلة إلى رب الكائنات، ولا يُفصِّل أحكام الربّ ولا يُرغِّب في العبادات، بل يدعو الناس إلى التنعم والراح والراحة، وينهَب حرارةَ الإيمان ويغادر بيتهم أنقى من الراحة. فاذكروا الموتَ أيّها الغافلون، وشمّروا أيها المقصّرون، وحقّقوا ولا تتبعوا الظنون، وتدبّروا وأمِعنوا كأهل الأنظار، ولا تخالسوا كتخالُس الطَّرّار، وقُوموا واسمعوا قول من جاء من حضرة الغفّار، ولا تنصلتوا انصلات الفرار، ولا تُؤْثِروا حَرَّ الظهيرة على بَرْدِ الصبح وسير الحديقة وأكل الثمار. قوموا لاستثمار السعادة، وأْتوني بصدق الإرادة، واعلموا أن الله يعلم ما تأتمرون وما تُظهرون وما تتخافتون، وقد غمرتكم مواهبه في الدنيا فلِم تنسون الآخرة كالمتمرّدين؟
أتخيّرتم الدنيا وما هي إلا دار فانية، وعجوزة زانية، وسترجعون إلى الله ربّ العالمين، فتفارقون شهواتكم كمفارقة القشر للبِّ، وتُحرَقون بنار الحسرة والجَبّ، وتدخلون في غيابة الجُبّ مخذولين. وما كتبتُ إلا لاستبراء زَنْدِكم واستشفافِ فِرِنْدِكم، لأكشف ما التبسَ على الناس، وأُنجّي الخَلق من الوسواس الخنّاس. فانـزِعوا عن الغيّ، وارجِعوا مَنْشَرَكم إلى الطيّ، فإن العاقل يقبل الحق ولا يتأخّر كمن عصى، ولا يحتاج إلى العصا. أتريدون أن تُمسكوا رمق الإنجيل، وقد مزّقه سيفُ الله الجليل؟ فلا تُعرضوا كالضنين البخيل، ولا تعثوا في الأرض مفسدين. أتريدون أن ترفعوا ما هوى، وترقعوا ما مزّق الله وأوهى؟ فلا تحاربوا الله كالمجانين، وغلِّسوا في صباح الله وبادِروا إلى الحق كأهل الصلاح وكالعباد السابقين. وادخُلوا البستان واتركوا النيران، وانظروا الرَّوحَ والريحان، واقتطِفوا واتّقوا الشوكَ والشيطان. إنكم لا تُمهَلون كما لم تمهَلوا آباؤكم، فلِمَ قست قلوبكم، وطاغت أهواؤكم؟ وسينصر الله عبده ودينه، ولن تضرّوه شيئا، ولن تستطيعوا أن تطفئوا نور الله ولو مِتُّمْ جهدًا وسعيا. وهذا آخر كلامنا وخاتمة جولان أقلامنا، وكفاك إن كنت من أهل التقاة ومن الطالبين. والحمد لله أوّلاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وهو نِعم المولى ونعم النصير.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه السابع من سورة الكهف .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ أَمَلࣰا ۝ وَیَوۡمَ نُسَیِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةࣰ وَحَشَرۡنَـٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدࣰا ۝ وَعُرِضُوا۟ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفࣰّا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدࣰا ۝ وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا ۝ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا ۝ ۞ مَّاۤ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّینَ عَضُدࣰا ۝ وَیَوۡمَ یَقُولُ نَادُوا۟ شُرَكَاۤءِیَ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ یَسۡتَجِیبُوا۟ لَهُمۡ وَجَعَلۡنَا بَیۡنَهُم مَّوۡبِقࣰا ۝ وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ یَجِدُوا۟ عَنۡهَا مَصۡرِفࣰا)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة ومن الوجه الثامن من سورة الكهف.
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلࣲۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَكۡثَرَ شَیۡءࣲ جَدَلࣰا ۝ وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن یُؤۡمِنُوۤا۟ إِذۡ جَاۤءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّهُمۡ إِلَّاۤ أَن تَأۡتِیَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِینَ أَوۡ یَأۡتِیَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلࣰا ۝ وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِینَ إِلَّا مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَۚ وَیُجَـٰدِلُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِٱلۡبَـٰطِلِ لِیُدۡحِضُوا۟ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوۤا۟ ءَایَـٰتِی وَمَاۤ أُنذِرُوا۟ هُزُوࣰا ۝ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا وَنَسِیَ مَا قَدَّمَتۡ یَدَاهُۚ إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن یَهۡتَدُوۤا۟ إِذًا أَبَدࣰا ۝ وَرَبُّكَ ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ یُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا۟ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدࣱ لَّن یَجِدُوا۟ مِن دُونِهِۦ مَوۡىِٕلࣰا ۝ وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰۤ أَهۡلَكۡنَـٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُوا۟ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدࣰا )
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق