يوشع بن نون :
صلاة الجمعة 2023/3/31
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2023/3/31
قامت ام المؤمنين د.مروة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الإمام المهدي الحبيب : أيها الأعزة.. أيها الأعزة إن الزمان قد فسد مِن كل جهة وجنب، وأحاط الناسَ كلُّ نوعِ جرمٍ وذنب. وأحاط الناسَ كلُّ نوعِ جرمٍ وذنب. قد كثرت البدعات والرذائل، وقلّت الأخلاق الفاضلة والشمائل، وصار صدقُ الحديث كالكبريت الأحمر، والإخلاصُ في التذكير أَشَقَّ السِيَرِ، وتعوّدَ الناس تتبُّعَ العثرات وكتمانَ المكارم والحسنات، وكفرانَ الصنيعة وإدحاض المودّات، وعقوقَ الوالدين والوالدات، ومالَ الخواطرُ إلى المَصافّ من المصافاة، وفسخوا عهود المحبة والمؤاخاة، واختاروا ما يباين الورعَ وسِيَرَ التقاة. يتمايلون على النساء مِكْلافين، ولا يحبّون الله أحسنَ المحبوبين. كلِفوا بجَوارٍ زانيات، وأُولعوا بأغاني ومغنّيات، وترى المساجد خالية من ذاكرين وذاكرات. وطلبوا في وجوه الغلمان لذّةً وسرورًا، وتركوا ربّنا مهجورًا. يتكلّفون الكُلَفَ للدنيا الدنيّة وأمورِ الرياء، ويُسنِّي لهم بذلُ الأموال قَصْدَ الأهواء. وتجد كثيرا منهم ضاقت صدورهم وكثر كبرهم وغرورهم. يضربون نساءهم وحَفَدتَهم على أدنى ذنب من التمليح والإمراخ، وكادوا أن يشدِّخوهم على أن لم يأتوا عند الطعام بالنُقاخ، وربما يلطمونهم على أن المَباءة ما كُسحتْ، أو الزرابيَّ ما بُثِّثتْ، أو النمارقَ ما صُفِّفتْ، ويكلَحون ويعبِسون ويصلُقون، ويصرخون كأنهم يموتون، ويرفعون الأصوات ومن الغضب يرتعدون. ويدُعّون المساكين وكالكلاب يُخسِئون، وإذا اضطرّوا إليهم لغرض فيخلُبون ولا يُخلِصون. وإنْ بَطُؤَ خادم في مجيئه فيضربون حتى يقرُب الحَينَ، ويعاقبون بأنَّى وأينَ. ويأكلون الخدّامَ إن لم يُحضِروا الطعام على أوقاته، ويمتحنون اللحم ويُجنِّبون على إيهاتِه. ويُبذِئون خادمًا عاقلا إنْ كان لا يتعوّد الظلم والجورَ، ويبسَأون بظالم وإن كان يشابه الثورَ. يظلمون أرامل وإن كنّ قريبًا منهم ومن جيرانهم، أو قريبةً من بنات إخوانهم. وإن كان لأحد منهم أخٌ أو أخانِ جائعَين، فلا يُلقِمهما لقمةً كالإخوان، وإنْ يَرَ أنهما قريب من الموت ولدَغهما الجوع كالثعبان. وإنْ جاءت عاهرة فيبتدر فَتْحَ الباب، ويتلقّاها بالتَرحاب، وما كان لجار أن يحلّ ذَراه ويتلمّظ بقِراه، وإن قطّعه الجوع بمُداه. يتجشّم لأجل الأكابر أُكُلاً، ويُهيّئ لهم كلَّ ما يؤكل ولا يراهم على نفسه كَلاًّ، بل يجمع لهم من جميع الألوان مآكلَ، وإن هاضت الآكلَ. ويسوم التكليفَ في سبل الرياء، ولا يعطي السائلَ ما حضر من العَشاء. ولا ينظر بخُلقٍ سَبْطٍ إلى ذي مجاعة، ويسبّ السائلَ ويضرب إنْ وقف إلى ساعة، ولا يرى أن السائل جاءه في ليل دَجى، وقصَده على ما به من الوَجى، وظنَّه مضيفًا يعطي رغيفًا، ويخاف ربًّا لطيفًا، فيدُعّه مِن بيته ولا يرحمه مع علمه على عدمِ مَوئلٍ، وإنْ كان ما ذاقَ مُذْ يومين طَعْمَ مأكلٍ، وما يفكّر في أن الغريب أين يذهب في ظلام مُسبِل، وما يفعل عند تألّمٍ وتملمُلٍ.
فالحاصل أن المواساة قد قلّتْ، ومصائب الضعفاء جلّتْ، ونسي المودّةَ وصِلةَ الرحم كلُّ مَن كان في المشارق والمغارب، وصارت الأقارب كالعقارب، ولأجل ذلك يترك مَن ساقه السَغَبُ الأهلَ والدارَ، ويذهب أين يُذهبِه الفقرُ ويدور كيف أدارَ، ويفصل عن القُربى بكبد مرضوضة، ودموعٍ مفضوضة، حتى لا يُعرَف أحَيٌّ فيُتَوقَّعَ، أم أُودِعَ اللحدَ البَلْقَعَ، ويصرخ في الغربة قائلا: أين أنت يا زوجي يا ولدي، وإنّي أهلكَني الهَجْر ولكن كيف أصِل إليكم بصفر يدي؟ ويقول يا أَسَفَى على وطني ويضجر قلبه وهو يُخرِد، ولا يكون له أحد أن يرقُش حكايتَه على ما يسرُد، ثم يسعى بخبره إلى وطنه كما يسعى الأجرَد، ولا يستبطنه أحد عن مُرْتاه، ولا يُعِينه في استضمام زوجه وفتاه، ولا يُعطى له نصابٌ من المال، ليكفل زوجه وابنه في الحال. وقد تكون له بنت جاوزت الإعصارَ، وهي كعانسٍ في بيته وكادت أن لا تجانس الأبكارَ، فيكون هذا الرجل صيدًا لهذه الأفكار، ويموت قبل وقت الاحتضار، ويُمِرُّ في حلقه ماءٌ عذب ويتقضّى عليه عذاب، فيمشي مبهوتا كأنه مصاب، ويستدين فلا يُعطُون من المال قسطًا، وإنْ يكتُب لهم به قِطًّا، ويستَقْري الحيلَ ولا يجد أقواتًا، كأنه ورَد أرضًا قاطًّا، ولا يرى مِن حزبٍ الصُنْعَ وإنْ يستنفد في ثنائهم الوُسعَ، ولا يشاهد الطَوْل، ولو أطال القول، ولا يجد منهم دواء الطَوَى، وإنْ نشَر مِن وَشْيِ سَمْرِه أو طَوَى. وكذلك يمتدّ ليله المُبير، ولا يجشُر الصبح المنير، وتبسُط عليه ليلُه جناحًا لا تغيب شوائبها، ولا تشيب ذوائبها. هذا حاله وأخوه المترَف يطمُر طمورَ الغزالة، وينوم إلى طلوع الغَزالة. لا تُرفَع يده للصِّلات، ولا يجنَح صُلبُه للصَّلاة. يسعى كالبابورة في غُلَوائه، ويستُر جهلاتِه بثوب خيلائه. لا يعلم كيف تستطير صدوعُ الكبد، عند غلبة الحنين إلى الوطن والولد. يُحرِز العينَ في صُرّته، وبها يبرق أساريرُ مسرّته. وكذلك يُسنَّى ابتلاءً نجاحُه ويُبسَط جناحُه، فيُعمَّى عليه طريقُ الاهتداء، ويجرّه شِقوتُه إلى العَماية والعَمياء، ويظن أن دولته مِن علمه ودهائه، لا مِن قَسّامِ آلائه ونعمائه، ويمدح عقلَه ويقول إني به حُزتُ ما اشتهيتُ، وما حوى إخواني ما حويتُ، وإني ما آمنتُ بالرسل وتعافيتُ، فلِم ما عُذّبتُ إنْ أجرمتُ أو جنيت.
ومن الجرائم التي كثرت في المسلمين كبرٌ ونخوة كالشياطين، فمَن كان يحسب نفسه من العلماء يُرِي مزايا علمه بأنواع الخيلاء، ويذكر الآخرين كالمحقَّرين المزدرين، ويتوغّر غضبًا إذا قيل إنهم من العالِمين، ويشمَخ بأنفه أَنَفًا عند ذكر الغير، ويقول دَعُوا ذِكره فإنه كالحمار أو العَير، ثم يحمد نفسه صَلَفًا كالمستكبرين، ليعتلق به الناس اعتلاقَ العاشقين، ويتقلّب في أقاليب، ويخبِط في أساليب، فيدّعي تارة أنه من الأدباء، ولا يبلغ شأنَه أحدٌ من البلغاء، ويسأل الأقرانَ كالصبيان عن التراكيب النحوية والصيغة، ويقطع على الناس كلامهم للتخطئة، ويبدي ناجذيه على لفظ كالكلاب، ويزعم نفسه على الصحة والصواب. وكذلك يزعم هذا الرجل مرة أنه من الأطبّاء، وفاق الكلَّ في تشخيص الداء وتجويز الدواء، ويبرُز طورًا في زَيِّ الفقهاء، ويشير حينًا إلى أنه ظفِر بنسخة الكيمياء. ثم إذا فُتن في موطنِ فرسانِ اليَراعة وأرباب البراعة، فثبت أنه لا يقدر على أن ينقّح الإنشاءَ، ويتصرّف فيه كيف شاء، بل يظهَر أنه أعجَمُ ويضاهي العَجماءَ، ولا يعلم ما الأدب ولا يدري هذه الطريقةَ الغرّاءَ، ثم إذا عُرِض عليه المرضى للمداواة، كما ادّعى في بعض الأوقات، فما كان أن يفرّق بين السَكْتة والسُبات، وربما يحسب الدِقَّ لَثِقةً، وانطباقَ المَرِيءِ ذُبْحةً، ويسمّي السَبَلَ سُلاقًا، وضِيقَ النفَسِ خُناقًا، ويستعمل في مواضع التسخين كلَّ ما هو مُطفِئٌ للحرارة، ومبرِّدٌ للمَعِدة، ويأمر بأن يؤتى المريضُ كثيرًا من الخَسِّ والكافور والكزبرة، ويحسب له كَشْكَ الشعير أجودَ الأغذية، ويأمر أن يتجنّب اللحمَ والأبازير الحارّة، ولا يقرُب شيئًا من الأشياء المسخِّنة، فيكون آخرُ أمر العليل، أن الأورام الباردة تحدث في بدنه من الرأس إلى الإحليل، وفي بعض الطبائع تزيد النفخُ أو يهلك المريضُ من شدة السعال، أو تسكُن حركةُ القلب فيموت السقيم في الحال. فبمثل تلك الأطبّاء يكثُر القبورُ ويقلّ رونقُ العمارات، ومَن أطال المكثَ تحت علاجهم فلا بدّ من الممات. وكم من أعين فَقَؤُوها، وكم من أرجل أعرجوها، وكم من صبيان بُدِئوا فدفنوهم بخطئهم، ونجَوا مِن أيديهم بفَنائهم. يَثْمَؤُهم المرضَى وإنْ يُجبِئوا الزرعَ، ويشربون لبن كلّ لَبونٍ مِن غنمهم وبقرهم حتى تُبْكَأَ الدَرُّ وتُخْلى الضَرْعُ. ثم يأتيهم الموت بالحسرات، ويلعنونهم عند فراق الأبناء والبنات.
وقد يدّعي هؤلاء الكذّابون بأنهم يجعلون العاقرَ ضانِئًا، والكادِئَ ناميًا زانِئًا، ويؤتون الناسَ بناتٍ وبنين، وإنْ زَنَأُوا الثمانين، ويرى الصبيُّ بدوائهم إخوةً بعدما كان عِجْزةً. وكذلك يقولون إنا نكفَؤ المرضَ من اعتدائه، ونجعل العليل كنخيل بعد انحنائه. ومن أراد أن يمرَأَه الطعامُ ويتقوّى العظام، فليأكلْ معجونَنا الكبيرَ، وسينظر في أسبوعٍ التأثيرَ. وإذا استعمل الناس دواءَه وما رأوا إلا النقصان، فعلموا أن الرجل قد مانَ، وأَتبَعوه اللِّعانَ.
وكذلك يكذبون ولا يحسبونه سُبّةً، وبالدجل يجعلون الكذب قُبّةً. وكذلك إذا ادّعى أحد منهم أنه فقيه ومن المحدِّثين، فثبت في آخر الأمر أنه جاهل ولا يعلم الدين. ولا يخفى عالم وجهول، ولا صحيح ومسلول. وإني في هذه صاحبُ التجربة، وإني في هذه صاحبُ التجربة، وانتقدتُهم فوجدتُهم كالمَيتة. إنهم تفرّدوا في الدَّقارير، وأغَدُّوا كالبعير. يأكلون حتى ينقلب عليهم المعدةُ وينفُضوا على الفراش، وبعُدوا عن الحق وطلبه فليسوا اليومَ كالشمع ولا كالفَراش. تركوا الملّة وما قاله النبيُّ الصبيحُ، وسقطوا كأَذِبّةٍ تسقط على جرحٍ يقيحُ، وإذا غاب عنهم قَذَرُهم فضاقوا لها ذَرْعًا، وما ملكوا صبرًا ولا ورَعًا.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب:
والله إنهم قد أطاعوا النفس وسلطانَها، وتعوّدوا الشهواتِ وشيطانَها. يدورون على أبواب أهل الثروةِ واليسار، والجِدَةِ والعَقار. وكم منهم مالوا من صلاة الصبح إلى الصَبوح، ومن العِشاء إلى الغَبوق في الصُروح، واشتغلوا مِن شرح "الوقاية" و"الهداية"، إلى العواهر والبغايا، وإلى الرحيق مع التغذي بالقلايا من الجدايا، ومالوا إلى السماع من المحسِنات الحُذّاق، والموصوفات في الآفاق؛ وإذا قلّ البَعاعُ، وخفّ المتاعُ، وفرّ الرَّعاعُ، وفرَغ الجِرابُ، وغُلِّق الأبوابُ، نهضوا للوعظ والنصيحة، مع حِبالة مِن أشعار الصوفية، لتعود إليهم أيامُ الثروة والجِدَة.
يقول الامام المهدي في الحاشية : كان في ديارنا رجل من الواعظين، وكان الناس يحسبونه من الصالحين الموحّدين، فاتّفق أن رجلا دخل عليه مفاجئًا كالزائرين، فاتّفق أن رجلا دخل عليه مفاجئًا كالزائرين، فوجده يشرب الخمر مع ندماء من الفاسقين، فقال: يا لعين، عَملُك هذا، وقولك ذلك؟ فأجاب وأرى العُجابَ، قال: أَرُوني عالمًا لا يشرب الخمر، أو يتجنّب الزنى والزَّمْرَ. وكذلك كان عالـمٌ آخر قريبا من قريتي، وكان ينكر برُتْبتي، فشرب الخمر في مجلسِ كافرٍ يهوى الإسلام، فلعَنه الكافر ولامَ، وقال إنْ كان هؤلاء هم أئمّة الإسلام، فكُفْري خير لدنياي مِن أن أَلحَقَ بهذه اللئام.
يقول الامام المهدي الحبيب: وتراهم في مجالس الوعظ يتصرّخون ويُرغُون كبعير أَغَدَّ، وفي القلب يذكرون الجَدَّ، والدموعُ قرَّحتِ الخدَّ. فالعامة يزعمون أنهم يبكون مخافة يوم المكافاة، كما هو مِن سِيَرِ أهل التقاة، مع أنهم لا يبكون إلا بفراق الصهباء، والغِيدِ من الندماء، مع أنهم لا يبكون إلا بفراق الصهباء، والغِيدِ من الندماء، وبما قَلَّ المِراحُ، وكانت كالرؤيا الراحُ، فهيّج لهم البكاءَ ما عندهم من الوحشة لفقدِ أسباب العيشة، وبما فقدوا رُفْقةَ أيام الرَخاء، ونُدماءَ حلقةِ الصهباء. ومع ذلك يحسبون أنفسهم كالبدر، ويحبّون أن يُقعَدوا من المجلس في الصدر، ويسمّون أنفسهم مولويّين، أو فقهاء ومحدِّثين، ومَن لم ينادِهم بهذه الأسماء فيغضبون عليه سابّين، مع أنه لم يبق لهم طبع عربي، ولا ذوق أدبي. وإني دعوتهم مرارًا، وجرّبتهم أطوارًا، وعرضتُ عليهم كلامي، وأريتُهم غُرَري وحُسْنَ نظامي، وقلت هذه آية صدقي وحجّتي وحُسامي، فأْتوا مِن مثله إن كنتم تنكرون بمقامي، ففرّوا فرارَ الحَيَواتِ مِن أسلحة الكُماة. وتعوّدوا كالنساء اكتحالَ العين، والطيبَ والمُشْطَ والحِيَلَ لجمع العَين. وبعضهم يرغبون في الضَّفْر والإجمار كالنسوة، ويُدَهّنون خُصْلتهم ويعطفون كلَّ وقت شعورَ الجَميرة، ويفرّون فرارَ الآبق من مجالس العلم، ومع ذلك لا ترى فيهم أثرا من الحلم. وإذا دخل مسجدَهم أحدٌ من الغرباء، وكان يخضب أشعاره مثلاً ويسوِّدها بشيء من الأشياء، فصالوا عليه كالكلاب، أو ككُفّارِ غَزاةِ الأحزاب، وناشُوه كالسباع، اللهم إلا أن يُهْدِ إليهم شيئا من المتاع، أو يَمُدَّ الباعَ بحذاء الباع. إنهم قوم يأكلون الضعفاء باللسان، ويفرّون من الأقوياء كالجبان، وإذا اجْرَمَزَّ أحدٌ لِيَباعَ، وأرى الكنائنَ والسهامَ والباعَ، فنفَروا ولا كنفور الحُمر، وغلَب مَن صِيلَ عليه على الزُّمَر.
فحاصل البيان أنهم يُهرَعون إلى الغرباء كالطوفان، ولا يهتالُ صِلُّهم إلا بمشاهدة الثعبان، ولا يُدارَون إلا برغيف أو صفيف. يعظّمون العِظامَ الرُفاتَ، ويكفُرون بالذي بُعِثَ وأحيا الأمواتَ. ألا يعلمون أن الوقت وقت نصرِ الدين ودفعِ اللئام ؟ وقد دنَفتْ شمسُ الإسلام بل عادَوا الحقّ لِحُبِّ الأقارب واللذّات، وآثروا هذه الدنيا وما انعقدت من المودّات. يبْغون عَرَضَ هذه الدنيا وخطارتها، ويحبّون أن ينالوا خُشارتَها. فالأسف كل الأسف أنهم بقُوا بعد موت الأكابر كالجِلْف، ولا خَلَفَ بعد السَلف. يدّعون أنهم فاقوا الكل في الفقه والحديث والأدب، ونسلوا مِن كل أنواع الحَدَب، وليس لهم خبرٌ من حقائق الدين، ولا نظرٌ في حدائق الشرع المتين، وما أُعطيَ لهم قدرةٌ على أن يكتبوا عبارةً غرّاء، ولا قوّةٌ ليفترعوا رسالةً عذراءَ، وما أجد أحدا منهم يعارضني في الإملاء، ويبارزني في تنقيح الإنشاء.
وأقم الصلاة.
قامت ام المؤمنين د.مروة باقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وخواتيم الزمر .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَاۤءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِیَامࣱ یَنظُرُونَ (٦٩) وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ وَجِا۟یۤءَ بِٱلنَّبِیِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَاۤءِ وَقُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ (٧٩) وَوُفِّیَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا یَفۡعَلُونَ (٧١) وَسِیقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَاۤ أَلَمۡ یَأۡتِكُمۡ رُسُلࣱ مِّنكُمۡ یَتۡلُونَ عَلَیۡكُمۡ ءَایَـٰتِ رَبِّكُمۡ وَیُنذِرُونَكُمۡ لِقَاۤءَ یَوۡمِكُمۡ هَـٰذَاۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَلَـٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ (٧٢) قِیلَ ٱدۡخُلُوۤا۟ أَبۡوَ ٰبَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِینَ (٧٣) وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِینَ (٧٤) وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَیۡثُ نَشَاۤءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ (٧٥) وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةَ حَاۤفِّینَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِیلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٧٦) } .
وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة والاخلاص.
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (٢) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (٣) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (٤) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (٥) }
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق