راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 21 مايو 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من الزمر .

 


 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من الزمر .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الزُمَر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة الزُمَر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

    المدود الخاصة و تمد بمقدار حركتين ، و هي :
      - مد لين مثل بيت ، خوف .
      - مد عوض مثل أبدا ، أحدا
      - مد بدل مثل آدم ، آزر .
      - مد الفرق مثل آلله ، آلذكرين .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    في هذا الوجه العظيم المبارك يذكر سبحانه و تعالى معجزة من معجزاته فيقول :


    {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} :

    (خلقكم من نفس واحدة) أي أنه بدأ خلقكم أو طَوْرا من أطوار خلقكم من ما نسميه اليوم بالأنثى ، لأنه كان هناك توالد عُذري ، كانت الأنثى تلد بدون تزاوج جنسي ، ثم طَوَّرَ سبحانه و تعالى من هذه الأنثى ما نسميه اليوم بالذكر و أصبح هناك تزاوج بين الذكر و الأنثى ليكون هناك التكاثر ، (خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها) يعني طَوَّرَ الذكر من الأنثى ، (و أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) يعني أعطاكم نعمة في الأرض ، (أنزل) يعني أعطاكم من الأرض ، زي/مثل ما قال سبحانه : و أنزلنا الحديد ، أي الحديد أنزلناه لكم، تمام؟ ، هل هو نزل من السماء أم أنه هو من تربة الأرض؟ هو من معادن الأرض ، (فأنزل) بمعنى إيه؟ بعث أو أنعم ، ثمانية أزواج من الأنعام إيه هي بقى؟  من الضأن اثنين و من المعز اثنين و من الإبل اثنين و من البقر اثنين ، يعني من الخراف ذكر و أنثى ، و من المعز ذكر و أنثى ، و من الإبل ذكر و أنثى و من البقر ذكر و أنثى ، (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث) الله سبحانه و تعالى يُكَوّن الإنسان طوراً بعد طور و تكويناً بعد تكوين حتى يكتمل نمو الإنسان ، كذلك (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق) أي أسلوباً في إيه؟ التكاثر يتلو أسلوباً إيه؟ ممكن في الأول كان إيه؟ أسلوب التوالد العذري ، بعد كده أصبح أسلوب التولد الإيه؟ الجنسي ، ف ده يُعتبر خلق من بعد خلق ، يعني طور من بعد طور ، طيب ، (في ظلمات ثلاث) الجنين بيكون في ثلاث ظلمات ، إيه هي؟ غلاف جدار البطن ده ظُلمة ، غلاف الرحم ده ظُلمة ، غلاف إيه؟ الغشاء الأمنيوسي  Amniotic membraneأو الغشاء المشيمي ده ، ده ظُلمة ثالثة ، الغشاء الأمنيوسي بيبقى حوله بداخله سائل ، دي بتبقى ظُلمة ، و الرحم نفسه ظُلمة و جدار البطن ظُلمة ، يبقى كده إيه؟ ظلمات ثلاث ، ففاكرين يونس لما كان في الظلمات الثلاث كانت ظُلمة الليل و ظُلمة جوف البحر و ظُلمة جوف الحوت ، تمام كده ؟ طيب ، (ذلكم الله ربكم له المُلك) يعني إستدل يا أيها الإيه؟ المتدبر و المتعقل و المتفكر و المتذكر بهذه الآيات و بهذه المعجزات و بهذه التدبرات و التّأمُّلات على ألله ، الرب الذي يُربي ، (ذلكم الله ربكم) يعني هذه من أدلة وجود ربكم ، هذا معنى (ذلكم الله ربكم له المُلك) هو المالك ، (لا إله إلا هو) هو الإله الوحيد لا إله غيره ، (فأنى تصرفون) أنى تصرفون يعني إيه اللي بيصْرفكم عنه؟ هل هي الدنيا؟ هل هي خبث النفوس و النوايا؟ هنا ربنا بيتسائل سؤال إستنكاري تعليمي (فأنى تصرفون) أي ما الذي يصرفكم ، و كذلك (فأنى تصرفون) إلى أي وقت ستستمرون في الإنصراف عنه ، إلى أي مدى و إلى أي وقت سوف تصرفون عنه أو لا تزالون منصرفين عنه ، هنا سؤال تعليمي استنكاري من الله سبحانه و تعالى .
    ____

    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} :

    (إن تكفروا فإن الله غني عنكم) الله غني لا يحتاج إلى إيمانكم ، بل أنتم من تحتاجون للإيمان بالله ، (و لا يرضى لعباده الكفر) يعني يُريد الإيمان لعباده لكي ينعموا لأن الله سبحانه و تعالى خير مطلق لا يرضى إلا بالخير ، لكن الإنسان هو الذي يختار و العياذ بالله الشر ، و أيضاً يستطيع أن يختار الخير ، (و لا يرضى لعباده الكفر و إن تشكروا يرضه لكم) يعني أن تؤدوا شُكر نِعَم الله عز و جل و من ضمن تلك النِعَم نعمة البعث و الأنبياء ، فإن تشكروا هذه النعمة و تؤمنوا بالأنبياء يرضه لكم ، يعني يرضى فعلكم و يباركه ، و بعد ذلك سبحانه و تعالى يُحقق حقيقة تهدم عقيدة النصارى ، يقول تعالى : (و لا تزر وازرة وزر أخرى) يعني لا يوجد توارث لخطيئة أبداً ، يعني مفيش/لا يوجد إنسان يِوَرث خطيئته لبَنيه ، هذه عقيدة باطلة وثنية تُفسد المجتمعات و تُفسد الأخلاق و تؤدي بالمجتمعات إلى الجنوح و التطرف ، (لا تزر وازرة وزر أخرى) كل إنسان يُحاسب على أعماله ، و بالتالي عندما تَعْلَم ذلك ، تَعْلَم أن الله رحيم ، و تَعْلَم أنك تستطيع أن ترحم ، إذا اعتقدت أن الإنسان يورث الخطيئة لبَنٍيِه في أجيال مستمرة متعاقبة ، فهذا خالٍ من الرحمة و يؤدي إلى أن من يعتقد ذلك لا يكون عنده رحمة ، فهذه هي العقيدة الشيطانية الوثنية الرومانية اليونانية التي تغلغلت في في المسيحية و العياذ بالله , و نتيجتها فان النصارى من الممكن ان يحاسبوا شعوبا و اقوام و دول على خطايا اجداد تلك الدول و هذا خالٍ من العدل و الرحمة و هو مما انطبع عليهم جراء اعتقادهم بعقيدة توارث الخطيئة  !!!!!! ، (و لا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون) المرجع و النهاية ستكون في يوم القيامة إلى الله عز و جل حيث يُدين العالم و حيث يقضي بينهم ، فيُخبرهم بما كانوا يعملون ، (إنه عليم بذات الصدور) يعلم الأسرار و يعلم الخبايا و يعلم اللُباب أي البواطن .
    ____

    {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} :

    (و إذا مَسَّ الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه) هنا سبحانه و تعالى يُحلل شخصية الإنسان و يذكر جانب من جوانب نفسيته ، فيقول : أنه وقت الحاجة و الضرر و الألم و الكرب يتجه إلى إيه؟ إلى الله راجعاً مُطيعاً داعياً مُلبياً ، (ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه) يعني بعد هذا الإضطرار و الدعاء لما/عندما ربنا يفرجها عليه ، و يخوله أي يفوضه و يوكله في نعمة بين يديه فيراه أيشكر أم يكفر؟ ، يجد أن الإنسان ده نسي ، نسي نعمة الله و نسي دعاءه إلى الله عز و جل و إضطراره إليه ، فهنا يبقى/نستنتج أنّ ربنا سبحانه و تعالى بيُبين نفسية العموم من الناس ، لماذا؟ لكي يُحفز الناس أن يُغيروا من هذه الطبيعة و يُزَكوا أنفسهم ، (و إذا مَسَّ الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل و جعل لله أنداداً) أي شركاء ، أشرك بالله عز و جل ، أشرك نفسه ، أشرك هواه ، أشرك بَنِيه ، أشرك أزواجه ، أشرك الدنيا في الله عز و جل ، (ليُضل عن سبيله) أي ليبتعد عن الصراط المستقيم ، ليبتعد عن سبيل الله عز و جل و التوحيد ، فربنا هنا إيه؟ بيهدده ، بيقول له : (قل تمتع بكفرك قليلاً) إنت كفرت ؟ ، خلاص/إذاً تمتع قليلاً في الدنيا ، (إنك من أصحاب النار) تأكيد أنك سوف تكون من أصحاب السعير و النار يوم القيامة ، سيذوق منها في الدنيا قبل الآخرة و العياذ بالله .
    ____


    {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} :

    (أَمَّنْ هو قانت) يعني إيه؟ قارن بقى يا مؤمن و يا متدبر و يا متذكر و يا متفكر بين ذلك النّسيّ البَطِر الذي كفر بالله و أشرك بعد أن فُكَّتْ كُربته ، قارن بين ذلك و بين هذا المؤمن الذي يُصلي بالليل و يدعو الله عز و جل ساجداً و قائماً في كل حال ، يُسبح الله عز و جل و يدعوه و يبتهل إليه ، (يحذر الآخرة) يعني عنده تقوى و يخاف من يوم الدينونة ، يوم القيامة ، (و يرجو رحمة ربه) يبتغي رحمة الله و يرجوها و يريدها من كل قلبه و من كل نفسه و من كل وجدانه و من كل عقله و روحه ، (قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) يعني هل يستوي الذي يَعلَم و يُوحى إليه و يتصل بالله بالصلاة و الدعاء ، و الذي لا يعلم أي المشرك الذي تخلى عن الله عز و جل و عن سبيل الله فور أن فُرِّجَتْ كُربته ، لا يستوون بتأكيد ، (إنما يتذكر أولوا الألباب) الذي يتذكر و يتدبر و يثبت على الحق ، هو من أصحاب ، أو هم من أصحاب إيه؟ التفكير الباطنيّ هم أصحاب التأمل و التفكر ، أصحاب إيه؟ أولوا الألباب ، أصحاب البواطن اللي/الذين بينظروا نظرة عميقة للحقائق .
    ____

    {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} :

    (قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم) يعني يدعو المؤمنين ليجددوا إيمانهم تجديداً بعد تجديد ، (قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم) أي اجعلوا بينكم و بين عذاب الله وقاية ، (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) يدعو سبحانه و تعالى للإحسان ، فيقول : (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) أي الذين قدموا الذِبح العظيم أي الإحسان ، (لهم حسنة) يعني وسام شرف عظيم من الله سبحانه و تعالى ، (و أرض الله واسعة) يعني يدعوهم الله سبحانه و تعالى إلى الهجرة وقت الضيق ، هنا إيه؟ دعوة غير مباشرة للهجرة لمن إيه؟ ضاقت عليه الدنيا ، فيقول : (و أرض الله واسعة) ، (إنما يُوَفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب) هنا أيضاً يدعوهم إلى الصبر و إلى الثبات ، (إنما يُوَفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب) يعني أجرهم يُوَفَّى بدون حد ، يعني يُوَفَّى بإستمرار و بدون حد ، أي الوفاء مفتوح إلى مالانهاية ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق