راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 6 مايو 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من ص .

 

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من ص .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أسماء أمة البر الحسيب :

 

  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة ص ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة ص ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :

      - من أحكام النون الساكنة و التنوين :

    الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغيير غنة و حروفه (ل ، ر) .

    و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    في هذا الوجه العظيم يرد سبحانه و تعالى على حُجةٍ من حجج الملحدين عندما يقولون : إذا كانت الحياة على هذه الأرض فهمناها و خَبرناها ، فلِمَ لم نرى حياة أخرى على كوكب آخر و في مكان آخر ، ثم يرون المجرات و الكواكب و النجوم و الأقمار و لا يجدون حياةً كالتي على الأرض ، فيقولون : إنّ هذا عبث ، و من العبث أن يكون لهذا الكون خالق و إله و بالتالي فإن الحياة وجدت هكذا صدفة و إنما هي الوجودية لا بداية لها و لا نهاية ، فهذا قول باطل من أوجه كثيرة فيرد سبحانه و تعالى على هذه الفرية الباطلة التي تنبأ سبحانه و تعالى بكونها تُقال في هذا العصر ، يقول تعالى :

    {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} :

    (و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بينهما باطلا) الأرض و السماوات العلى و ما بينهما من أكوان و كواكب ، هذه ليست بمخلوقة بشكل باطل ، بل هي لها فائدة و لها إرادة ، أعطاها الله سبحانه و تعالى إرادة تتجلى في الوقت المناسب الذي يرتئيه الله سبحانه و تعالى ، (و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بينهما باطلا) كل الأجرام و الكواكب و النجوم وجودها في مكانها و في زمانها و بحركاتها و بكتلتها و بما فيها و ما عليها و ما في باطنها ، وجودها له حكمة ، لا نعلمها ، الله يعلمها ، تتجلى لنا في الوقت المناسب و كيفما يرى سبحانه و تعالى ، يقول تعالى : (و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بينهما باطلا) لم نخلقهم عبثاً ، إنما لإرادة و لحكمة و لهدف ، (ذلك ظن الذين كفروا) الوجوديون و الكفار و الملحدون هم دول/هؤلاء اللي بيظنوا إن الكون ، الأكوان و الأجرام دي إنما هي هكذا ظهرت صدفة و هي ليس لها بداية و ليس لها نهاية ، فهذا قول باطل ، (فويل للذين كفروا من النار) ويل للكفار الذين ينكرون إرادة الله و بعث الأنبياء من نار عظيمة ، سنعلم حقيقتها بأمر الله تعالى أو حقيقة من حقائقها في الوجه التالي بأمر الله تعالى .
    ____

    {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} :

    (أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كَالْفُجَّارِ) هنا الله سبحانه و تعالى ينفي عن نفسه الظلم بل و يُثبت لنفسه العدل ، بل العدل المطلق ، بل العدل المطلق ، (أم نجعل الذين آمنوا و عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض) المؤمن و الذي يُتبع إيمانه بالعمل الصالح مغاير تماماً للمفسدين في الأرض ، و المتقون مختلفون عن الفُجار الذين يَفجُرون و لا يتقون و لا يخشون الله و لا يراقبون الله سبحانه و تعالى .
    ____

    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} :

    (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) هذا القرآن الكريم و آياته المباركات هي رسالة ، كتاب أي رسالة ، أنزلنا هذه الرسالة إليك مباركة من أجل التدبر و التفكر و التعقل و التذكر و الخشية ، (و ليتذكر أولوا الألباب) سيتذكر أولي الألباب أصحاب الخشوع و أصحاب العقول التي تتدبر و تخشع و تتذكر الله سبحانه و تعالى و تعلم أن هناك حكمة خفية من الوجود ، (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب) .
    ____

    {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} :

    بعد كده ربنا سبحانه و تعالى بيُعطينا جانب و إحاطة من جوانب قصة داوود و سليمان ، فيقول : (و وهبنا لداوود سليمان) أعطينا داوود الملك النبي ده إبن تاني أو إبن اسمه سليمان ، ربنا هيجعله برضو/أيضاً ملك إيه؟ نبي ، و بعد كده ربنا هيديلنا/هيعطينا علة كده إن هو/أنه جعل المُلك بعيد عن النبوة بعد ذلك ، أصبح مُفَرّق ما بين المُلك و النبوة ، ليه/لماذا بقى؟ هيقول لنا سبحانه و تعالى ؛ لأن المُلك دايماً بيُشغل عن النبوة في أوقات كثيرة ، و هكذا دائماً الملك النبي صعب جداً أن يَخلفه روحانيون ، لأن هم/لأنّهم بيبقوا منغمسين في السلطان المادي ، هنقول العلة دلوقتي ، (و وهبنا لداوود سليمان نِعْمَ العبد) سليمان نِعْمَ العبد ، عابد زاهد خاشع مُزَكي متزكي ، مُسبح لله سبحانه و تعالى ، (إنه أواب) رجّاع إلى الله عز و جل دائماً و هكذا كل الأنبياء و هم أوابون ، رجاعون لله عز و جل ، لماذا؟ لأنهم يُقدّمون الذِبح العظيم أي يُقدمون الإحسان .
    ____

    {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} :

    (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) يعني على آخر النهار كده إيه؟ إجتمع بزوجاته ، زوجاته الجميلات ، صافنات يعني إيه؟ هادئات ، جياد يعني إيه؟ رقبتهم/رقابهنّ طويلة كده يعني حسان ، متزينات الجيد ، الجِيد اللي هو إيه؟ أعلى الصدر ، فحِسان متزينات الجِيد ، كده إيه بيأنس بهن ، يجلس معهن جلسة سَمر مثلاً ، وقت الإيه؟ آخر النهار كده بعد العصر .
    ____

    {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} :

    (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ¤ فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) كان دايماً هو عنده عادة إن هو/أنّه يُسبح الله عز و جل قبل الغروب ، يعني كأنه بيقول أذكار المساء مثلاً يعني ، لكنه في هذا اليوم نسي يُسبح الله عز و جل و يقول أذكار المساء نتيجة جلسته السارة مع إيه؟ زوجاته ، (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) (حتى توارت بالحجاب) يعني حتى غربت الشمس ، و كذلك من معانيها (حتى توارت بالحجاب) حتى توارت زوجاتي في إيه؟ في الحرملك ، يعني إيه؟ في حجاب النساء مثلاً في القصر ، المعنيان صحيحان ، فهو هنا بيأنب نفسه ، عنده نفس لوامة أهو ، صح؟ الأنا العليا ، هي دي الأنا العليا بقى ، الضمير, الأنا العليا ، اللي هي إيه؟ المثالية ، اللي هو دايماً بيحاسب نفسه و عاوز يترقى إلى إيه؟ إلى المثال الأعلى أو التزكية العليا ، سليمان -عليه السلام- فيه/هناك سفر مكتوب بإسمه في الكتاب المقدس ، إسمه سفر الأمثال ، فيه أمثال عظيمة و جميلة ، فيها حكمة ، كذلك داوود -عليه السلام- له سفر في الكتاب المقدس يُسمى بمزامير داوود ، فيها حكمة عظيمة لمن أراد أن يستزيد ، (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) .
    ____

    {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} :

    بعدين بقى ، عاوز يِكَفَّر/يُكَفِّر عن إيه؟ عن المعصية دي أو الخطأ ده ، قال إيه بقى؟ : (ردوها عليَّ فطفق مسحاً بالسوق و الأعناق) يعني رجعوا إيه؟ زوجاتي تاني كده بالليل أقعد معهنّ جلسة إيه؟ جلسة تلاوة مثلاً أو جلسة تذكر لله عز و جل ، كان عندهم  من عادات بني إسرائيل ، إن هم/أنّه  كان عندهم الرُقية ، إيه الرُقية دي؟ بيجيبوا زيت كده ، كأنه زيت زيتون مثلاً و بيقرأوا عليه الأذكار و بيقرأوا عليه إيه؟ تسابيح لله عز و جل ، و بيبقى سايبينه/يتركوه عندهم كده إيه؟ للتبرك ، في وقت الإيه؟ ذكر الله أو لمن أراد أن يتبرك فيجيبوا الزيت ده المقروء عليه و بيمسحوا به إيه؟ الأعناق و إيه؟ و السيقان ، كده من باب التبرك ، فإيه؟ أتى بقى إيه ، بزيت المِسح ده ، بيسمى بزيت المِسح ، تمام؟ و إيه؟ بارك زوجاته إيه؟ بهذا الزيت المبارك ، فوضع إيه؟ من هذا الزيت على سيقانهن و أعناقهن و جلسوا إيه؟ يتذكرون الله عز و جل .
    ____


    {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} :

    (و لقد فتنا سليمان) اختبرناه يعني و ابتليناه ، آآه ، اختبرناه و ابتليناه في حياته و بعد مماته ، و أريناه ذلك في الرؤيا ، كيف ذلك؟ (و لقد فتنا سليمان و ألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب) يعني ابتليناه بابن إسمه رحبعام..... ذكرنا ذلك قبل ذلك ، هذا الإبن لم يكن فيه شيء من الروح ، كان منغمس في الماديات ، و كانت عدم حكمته سبباً في إنقسام ممكلة إسرائيل إلى مملكتين ، كل منها عليها ملك يخلفه ملك ، فهكذا قال الله : (و لقد فتنا سليمان) اختبرناه و ابتليناه بابنه هذا الذي هو خالٍ من الحكمة و الروح ، انظروا داوود كان حكيم ، سليمان كان حكيم ، لكن للأسف ابن سليمان لم يكن حكيم ، فهكذا يقول الله تعالى : (يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي) ، (و ألقينا على كرسيه) أي كرسي العرش ، كرسي المُلك ، كرسي سليمان و داوود ، (جسداً) يعني شخص بجسد ليس فيه روح ، (ثم أناب) هذا الجسد أناب يعني أتته إيه؟ أو أتاه أو جاء بعده ملوك على نفس الشاكلة ، بضعة مئات من السنين ثم أُزيل مُلكهم بواسطة نبوخذنصر فسباهم إلى بلاد الشرق .
    ____

    {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} :

    (و لقد فتنا سليمان و ألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب ¤ قال رب اغفر لي) هنا بقى إيه؟ بيستغفر ربنا سبحانه و تعالى عما سيحدث في الغيب ، انظروا إلى الإحسان ، هذا هو الإحسان و هذا هو الذِبح العظيم ، (قال رب اغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) يعني أعطيني مُلك ليس إيه؟ لأحد غيري في وقتي مثله ، هذا هو المعنى ، (قال رب اغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب) كذلك (قال ربي اغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) يعني هو علم بالرؤيا أنه سوف يخلفه ملوك خالين من الروح ، فهو هكذا قال : (و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) لا ينبغي يعني لن يحدث مثله لأحد من بعدي ، لأنه علم بالنبوءة أنه سيخلفه ملوك ليسو بروحانيين ، هذا هو معنى من معاني الآية ، (قال رب اغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) أي لن يحدث لأحد من بعدي وفق النبوءة التي علمها و لذلك استغفر الله ، استغفر لنفسه و لبنيه ، فقال : (قال رب اغفر لي و هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب) أي العَطَّاء المعطاء .
    ____

    {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} :

    (فسخرنا له الريح) الريح يعني القوة ، السلطان يعني ، مش ربنا قال : (و تذهب ريحكم) يعني و تذهب قوتكم و سلطانكم ، كذلك (فسخرنا له الريح) يعني اعطيناه سلطان المُلك ، (فسخرنا له الريح تجري بأمره) قوة المُلك تجري بأمره ، (رخاء حيث أصاب) المكان الذي يحكمه سليمان يأتيه إيه؟ الرخاء و الفخر ، أي يَرى الفخر و يُري الفخر ، هكذا من أصوات كلمة رخاء : راء رؤية ، و الخاء فخر و إنتشاء ، و الهمزة أعماق ، فهكذا أعماق ، ترى أعماق الفخر في مُلك سليمان .
    ____

    {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ} :

    (و الشياطين كل بناء و غواص) الشياطين اللي هم إيه؟ الأسرى الكفار يعملون له المباني و يغوصون فيأتون بكنوز البحر ، (و الشياطين كل بناء و غواص) .
    ____

    {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} :

    (و آخرين مقرنين في الأصفاد) اللي هم المتمردين مربوطين في القيود و الأصفاد ، (و آخرين مقرنين في الأصفاد) يعني مربوطين في القيد و الأسر و الذل و العبودية .
    ____

    {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} :

    (هذا عطاؤنا) هذا عطاء الله عز و جل ، (فامنن) أي فامنن يا سليمان تفضل به ، (أو أمسك بغير حساب) ، (فامنن) يعني أطلق من أردت من الأسرى و أمسك من أردت بغير حساب ، يعني لن تُحاسب على مَنِّكَ و لا على إمساكك ، فالأمر لك ، هذا من زيادة كرم الله و عطاء الله و تفضيل الله لسليمان ، لماذا؟ .
    ____

    {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} :

    لماذا؟ (و إن له عندنا لزلفى و حسن مآب) لأن له رصيد عندنا من الإحسان و التقرب و التزكية ، (و إن له عندنا لزلفى) قربى ، (و حسن مآب) حسن رجعة و حسن عودة بإستمرار ، هكذا هو رجاع أواب لله عز و جل ، و كذلك في يوم القيامة له حُسن مآب أي عودته تكون عودة حميدة في يوم ، في يوم الدين .
    ____

    {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} :

    بعد كده بقى ربنا بيدينا/بيعطينا مثال و تجربة حصلت في بني إسرائيل ، ربنا أراد إن هي تحصل علشان بني إسرائيل يفهموا إن مش كل عذاب أو مش كل إبتلاء هو عذاب أو هو غضب من الله عز و جل ، بل قد يكون تزكية و رفع للدرجات ، فضرب لهم مثل أيوب -عليه السلام- اللي هو جوب ، إسمه جوب ، أيوب أي رجاع ، هكذا نطقه القرآن لكي نعلم أنه كثير الرجوع ، و كذلك جيكوب أي يعقوب ، نطقه القرآن يعقوب أي أنه يعقبه كثيرون ، كان عنده ١٢ سبط و إيه؟ و ربنا بارك فيهم ، فأصبح يعقوب ، يعقبه كثيرون مباركون ، فهكذا القرآن ينطق الأسماء بإيه؟ بما يفيض عليها بالمعاني المرادة ، فهذا هو سر أصوات كلمات اللغة العربية و حروف اللغة العربية القرآنية بالخصوص ،  (و اذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بِنُصْبٍ و عذاب) دعا الله عز و جل إن إيه؟ المرض ، الأمراض اللي كانت عنده دي يا رب لسنين أصابتني بأذى و عذاب ، (بِنُصْبٍ) يعني معاناة شديدة ، و (عذاب) أي عذاب ألم و معاناة ، هنا لجأ إلى الله مع إنه كان صابر ، أراد أن يُعطي الله سبحانه و تعالى مثال على أنه ليس كل إبتلاء هو عذاب ، لأن بني إسرائيل كانوا يعتقدون أن كل عذاب أو كل إبتلاء هو غضب من الله ، و هو ليس كذلك ، قد يكون رفع للدرجات و مثال ذلك أيوب -عليه السلام- ، (و اذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بِنُصْبٍ و عذاب) لذلك علماء النصارى و اليهود كانوا يقولون عن أيوب أنه أول المهرطقين ، يعني أول المبتدعة عندهم في هذا الشأن ، عندما إدعى أن ما أصابه ليس بعذاب و ليس بغضب من الله و ليس بذنب ، إنما هو رفعة للدرجات ، و قولهم و إتهامهم لأيوب ، إتهام باطل ، فأيوب ليس مبتدع و ليس مهرطق ، إنما هو رجل صالح إصطفاه الله سبحانه و تعالى نبياً ، (و اذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بِنُصْبٍ و عذاب) الشيطان هنا معناه إيه؟ المرض يعني .
    ____

    {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} :

    (اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب) ربنا أمره يذهب لقرية مجاورة فيها مياه معدنية تشفيه ، فقال له : (اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب) يعني اركب الدابة بتاعتك سواء أكانت حمار أو مثلاً حصان ، (اركض برجلك) يعني إيه؟ إضرب خصر الحمار أو الحصان بكعبيك ، برجلك كي تنطلق مباشرة إلى تلك القرية التي أريناكها في الرؤيا ، فتغتسل من ذلك الماء المعدني و تشرب منه فتُشفى ، سنعلم بقية قصة إيه؟ أيوب في الوجه التالي بأمر الله تعالى ، حد عنده أي سؤال؟ .
    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 





    "و حينما تلاقيك تلك الكلمات توسدها و خذها معك أينما أصبحت و أمسيت ، و ما بينهما دع قلبك يكون نبضاً بلحن رقيق ممتلئ بالحياة ينشد معها أحلى ما يكون ، تلك الكلمات الفواحة بجمال إلهنا الواحد ، الواصفة له و المعبرة عنه و الحاضنة لقلوبنا بحنانه و حُبه و سلامه ، حينما تلاقيك اطبع على خديها كل قُبلات الإخلاص و احنو لها من أعماقك و كن رفيقاً واصلاً و لا تكن قاسياً فتدنو منها كأنك آخر ومضة من نور قلبك ، كن قريباً و منصتاً و من مبسمك كن عبيراً بترديد تلك الكلمات و التسبيحات ، إلهنا هو جنتنا ، جميل لا يضاهيه جمال أبداً ، و يا أحباب ربي ، أنتم خير الورى ، أنبياء تسيرون و كأنكم أكاليل زهر لا يأتيه ساعياً لرحيقها إلا كل الخير ، و نحن نتدلى من وريقات نبي الله يوسف بن المسيح الحبيب ، و نرتوي و نستظل و نرى ما لا يستطيع أن يراه ذلك الذي يأبى أن يذوي نفسه و يذلها تحت معطف نبي الله فينسلخ من نفسه و يتطهر بدمعات الرجاء و العفو ، فتناله رحمات إلهنا الجميل ، الواحد الأحد ، البر الحسيب ، أحبك يا ربي و أحب أحبابك و أحباب أحبابك ، و الحمد لك أبد الدهر ."💙🌿💐


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق