درس القرآن و تفسير الوجه السادس من الزخرف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
حبر : راحة أتت من البِر , يعني بسبب البر أتتهم الراحة ( ح ) الأبدية . ح راحة , بر : بر
=======================
إعجاز المسيح 5 . 23 يناير 2018 .
=========================
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : والآن نأخذ حديث من أحاديث صحيح مسلم ، باب استحباب صلاة الضحى وان اقلها ركعتان واكملها ثماني ركعات : عن عبد الله بن شقيق قال : قُلتُ لِعائِشَةَ: هلْ كانَ النبيُّ ﷺ يُصَلِّي الضُّحى؟ قالَتْ: لا، إلّا أنْ يَجِيءَ مِن مَغِيبِهِ..
عن عائشة أنها قالت : ما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ يصلي سُبْحَةَ الضُّحى قط وإنِّي لَأُسَبِّحُها..
وإن كان رسولُ اللهِ ﷺ لَيدَعُ العمَلَ وهو يُحِبُّ أنْ يعمَلَ به خشيةَ أنْ يعمَلَ به النّاسُ فيُفرَضَ عليهم.
عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحى أربعًا، ويزيدُ ما شاءَ اللهُ.
عن أبي ذر الغفاري: عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : يصبحُ على كل سُلامى من أحدكم صدَقةٌ، ( سلامى يعني مفصل ) فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروفِ صدقة، ونهي عنِ المنكرِ صدقة، ويُجزئُ من ذلِكَ رَكْعتان يركعهما من الضُّحى.
(( يعني اللي هيركع ركعتين في الضحى، كأنه تصدق على كل مفصل من مفاصله بصدقة ، تمام ؟ هذا ايه لتعظيم صلاة الضحى وهي سنة من السنن مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والآن نأخذ اكمال لحديث من كتاب إعجاز المسيح للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام والذي يفسر فيه سورة الفاتحة .
يقول المسيح الموعود : ولا يخفى أن القادر على تفسير القرآن، يفرح كلَّ الفرح عند السؤال عن بعض معارف الفرقان، فإنه يعلم أن وقت إشراقِ كوكبه جاء، وحان أن يُعرَف ويُخزَى الأعداء، فلا يحزن ولا يغتمّ إذا دُعِيَ لمقابلة ونُوديَ لمناضلة، بل يزيد مسرّةً ويحسبها لنفسه كبشارة، أو كتفاؤُلٍ لإمارة، فإن العالم الفاضل لا يُقدَر حق قدره، إلا بعد رؤية أنوار بدره، ولا يخضَع له الأعناقُ بالكلّية إلا بعد ظهور جواهره المخفيّة.
وإنّا اخترنا الفاتحة لهذا الامتحان،(( سورة الفاتحة يعني )) فإنها أُمُّ الكتاب ومفتاح الفرقان، ومنبعُ اللؤلؤ والمرجان، وكوُكْنةٍ لطير العرفان. وليكتبْ كلٌّ منّا تفسيرها بعبارة تكون من البلاغة في أقصاها، وتنير القلبَ وتضاهي الشمسَ في بعض معناها، ليرى الناسُ مَن اقتعدَ منّا غارِبَ الفصاحة، وامتطى مطايا الملاحة، وليُعرَفَ أريبٌ حداه العقلُ إلى هذا الأَرَب، ويُعلَم أديبٌ ساقه الفهم إلى رياض العرب، وليُضمِّرَ كلٌّ منّا لهذا المراد كلَّ ما عنده من الجِياد، ويفري كلَّ طريق من الوِهاد والنِجاد، بزاد اليَراعِ والمِداد، ليشاهد الناسُ مَن تُداركه العناية الإلهية، وأخَذ بيده اليدُ الصمديّة. ومَن كان يزعم نفسه أنه هو العالم الربّاني، فليس عليه بعزيز أن يكتب تفسير السبع المثاني، مع رعايةِ مُلَحِ الأدب وشواردِ المعاني.
ثم إني أرخيتُ له الزمام كل الإرخاء، ووسّعتُ له الكلامَ لتسهيل الإنشاء، وكتبتُ من قبلُ في صحيفةٍ أشعتُها، ونميقةٍ إليه دفعتُها، أن ذلك الرجل الغُمْر إنْ لم يستطع أن يتولى بنفسه هذا الأمرَ، فله أن يُشرِك به من العلماء الزُّمَرَ، أو يدعو من العرب طائفةَ الأدباء، أو يطلب من صلحاء قومه همّةً ودعاءً لهذه اللأواء. وما قلتُ هذا القول إلا ليعلم الناس أنهم كلهم جاهلون، ولا يستطيع أحدٌ منهم أن يكتب كمثل هذا ولا يقدرون.
وليس من الصواب أن يقال إن هذا الرجل المدعوّ كان عالمًا في سابق الزمان، وأمّا في هذا الوقت فقد انعدم علمُه كثلج ينعدم بالذوبان، ونسَج عليه عناكبُ النسيان، فإن العلم الذي ادّعاه وحفظه ووعاه، وقرأه وتلاه، لا بدّ أن يكون له هذا العلمُ كدَرٍّ ربّاه، أو كسراجٍ أضاء بيتَه وجلاّه، فكيف يزول هذا العلم بهذه السرعة، ويخلو كظرفٍ منثلمٍ وِعاءُ الحافظةِ، وتنـزل آفةٌ مُنسِيةٌ على المَدارك والجَنان، حتى لا يبقى حرف على لوحها إلى هذا القدر القليل من الزمان؟ وكيف تهبّ صراصر الذهول على علوم كُسبت بشِقّ النفس والقحول؟ ولو فرضنا أن آفة النسيان أجاحَ شجرةَ علمه من البنيان، وسقطتْ على زهر دِرايته صواعقُ الحرمان، فكيف نفرض أن هذا البلاء ورد على ألوف من العلماء الذين جُعلوا له كالشركاء، وأُشرِكوا في وِزْرِه كالوزراء؟ بل أُذِنَ له أن يطلب كلَّ ما استيسرَ له من الأدباء، لعلّه يكتب قولاً بليغًا ولا يتيهُ كالناقة العشواء.
ثم من المسلَّم أن الله يربّي عقول الصالحين، ويُسعِدهم بالهداية إلى طرق الروحانيين، ويذكِّرهم إذا ما ذهلوا معارفَ كلام الله القدّوس، ويُنْزِلُ السكينة عند الزلزال على النفوس، ويؤيّدهم بروحٍ منه، ويعضُد بالإعانة على الإبانة، ويتولى أمورهم ويميّزهم بالحصاة والرزانة، ويصرِفهم من السفاهة، ويعصِمهم من الغواية ويحفظهم في الرواية والدراية؛ فلا يقِفون موقفَ مندمة، ولا يرون يومَ تندُّمٍ ومنقصة، ولا تغرُبُ أنوارهم، ولا تخرُب دارهم. منابعهم لا تغور، وصنائعهم لا تبور. ويؤيَّدون في كل موطن ويُنصَرون، ويُرزَقون مِن كل معرفة ومِن كل جهل يُبعَدون. ولا يموتون حتى تُكمَّل نفوسهم فإذا كُمّلتْ فإلى ربهم يُرجَعون. فإن الله نور فيميل إلى النور، وعادتُه البدور إلى البُدور. ولما كانت هذه عادة الله بأوليائه، وسُنّته بعباده المنقطعين وأصفيائه، لزِم أن لا يرى عبدُه المقبول وجهَ ذلّةٍ، ولا يُنسَب إلى ضعف وعلّة، عند مقابلةٍ مِن أهل ملّة، ويفوقَ الكلَّ عند تفسير القرآن بأنواع علم ومعرفة. وقد قيل إن الوليّ يخرج من القرآن، والقرآن يخرج من الوليّ، وإن خفايا القرآن لا يظهر إلا على الذي ظهر مِن يَدَيِ العليمِ العليّ. فإن كان رجلٌ مَلَكَ وحدَه هذا الفهمَ الممتاز، فمَثله كمثل رجل أخرجَ الرُكازَ، وما بذل الجهدَ وما رأى الارتمازَ، فهو وليُّ الله وشأنُه أعظمُ وذيله أرفعُ مِن همزِ الهَمّاز ولمزِ اللَمّاز. وما أُعطِيَ هذا الوليّ الفاني من معارف القرآن كالجَهاز، فهو معجزة بل هو أكبر من كل نوع الإعجاز. وأيّ معجزة أعظم من إعجازٍ قد وقَع ظِلَّ القرآنِ، وشابهَ كلامَ الله في كونه أبعدَ من طاقة الإنسان؟ وليس هذا الموطن إلا للمتّقين، ولا تُفتَح هذه الأبواب إلا على الصالحين، ولا يمسّه إلا الذي كان من المطهَّرين. وإن الله لا يهدي كيد الخائنين الذين يجعلون المكائد منتجَعًا، والأكاذيب كهفًا ومرجَعًا، ولهم قلوبٌ كلَيْلٍ أردفَ أذنابَه، وظلامٍ مَدَّ إلى مدى الأبصار أطنابَه. لا يعلمون ما القرآن، وما العلم والعرفان؟ ومن لم يعلم القرآن، وما أُوتيَ البيان فهو شيطان أو يضاهي الشيطانَ، وما عرف الرحمنَ.
اغلق الفيديو يا مروان .
==================================================
حلقة إعجاز المسيح 4
===============
يوسف بن المسيح :
الحمد لله وبعد نأخذ حديث من كتاب إعجاز المسيح ، للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام إذ يقول : فحاصل الكلام أن الإسلام ملئ من الآلام واحاطت به دائره الظلام، وأرى الزمان عجائب في نقض أسواره، وأسال الدهر سيولا لتعفية آثاره، وأكمل القدر أمره لإطفاء انواره، ولما كان هذا من المشية الربانية ، مبنيا على المصالح الخفية فما تطرق إلى عزم العدا خلل ، ولا الى أيديهم شلل ، ولا إلى ألسنتهم فلل ، وكان من نتائجه أن الملة ضعفت ، والشريعة اضمحلت وجرفتها المجارف حتى أنكرها العارف ، وكثر اللغو وذهب المعارف ، باخت اضواؤها ، ونائت انواؤها ، وديس الملة وطالت لاواؤها، وكان هذا جزاء قلوب مقفلة ، واثام صدور مغلقه ، فإن أكثر المسلمين فقدوا تقواهم، واغضبوا مولاهم ، وترى كثيرا منهم شغفهم حب الأموال والعقار والعقيان، وملك فؤادهم هوى الأملاك والنسوان ،وقلب قلوبهم لوعة امرتها ، فشغلوا بها عن الرحمن ، وترى أكثرهم اعتضوا قربة الملحدين ، وانقادوا كقؤود لسير الكافرين ، وحسبوا أن الوصلة إلى الدولة طرق الاحتيال أو القتال ، وزعموا أن النبالة لا يحصل إلا بالنبال ، فليس عندهم تدبير تأييد الملة من غير سفك الدماء بالمرهفات والاسنة، ويستقرون في كل وقت مواضع الجهاد ، وإن لم يتحقق شروطه ولم يأمر به كتاب رب العباد . ومن المعلوم أن هذا الوقت ليس وقت ضرب الأعناق لاشاعة الدين ، ولكل وقت حكم آخر في الكتاب المبين ، بل يقتضي حكمة الله في هذه الأوقات أن يؤيد الدين بالحجج والآيات، وتنقض أمور الملة بعين المعقول، ويمعن النظر في الفروع والأصول، ثم يختار مسلك يهدي إليه نور الإلهام، ويضعه العقل في موضع القبول ، وان يعد عدة كمثل ما أعد الأعداء، ويفل السيف ويحد الدهاء، ويسلك مسلك التحقيق والتدقيق وتشرب الكأس الدهاق من هذا الرحيق ، فإن اعدائنا لا يسلون( يشرعون السيف يعني ) النواحل للنحلة ، ولا يشيعون عقائدهم بالسيوف والاسنة، بل يستعملون ما لطف ودق من أنواع المكائد ، وياتون في صور مختلفة كالصائد ، وكذلك أراد الله لنا في هذا الزمان أن نكسر عصا الباطل بالبرهان لا بالسنان ، فارسلني بالآيات لا بالمرهفات ، وجعل قلمي وكلمي منبع المعارف والنكات ، وما أعطاني سيفا وسنانا ، وأقام مقاماهما برهانا وبيانا ، ليجمع على يدي الكلمة المتفرقة، وينظم بي الأمور المتبددة ، ويسكن القلوب الراجفة ، ويبكت الألسنة المرجفة ، وينير الخواطر المظلمة ، ويجدد الأدلة المخلقه، حتى لا يبقى أمر غير مستقيم ، ولا نهج غير قويم ، فحاصل القول أن البيان والمعارف من معجزاتي، وإن مرهفاتي آياتي وكلماتي ، وكنت دعوت بعض أعدائي لاراءة هذه المعجزة ، لعل الله يشرح صدورهم أو يجعل لهم نصيبا من نور المعرفة ، فقلت إن كنتم تنكرون باعجازي ، وتصولون علي كالغازي ، وتظنون أنكم أعطيتم علم القرآن وبلاغة سحبان ، فتعالوا ندعو شهدائنا وشهدائكم ، وعلمائنا وعلمائكم ، ثم نقعد مقابلين ونكتب تفسير سورة مرتجلين ، منفردين غير مستعينين ، فما كان أحد منهم أن يقبل الشرط المعروض، ويتبع الأمر المفروض ، ويقعد بحذاءي ويملي التفسير كاملائي بل جعلوا يكيدون ليطفئوا النور ويكذبوا المأمور ، وكان أحد منهم يقال له " مهر علي "وكان يزعم أصحابه أنه الشيخ الكامل والولي الجلي ، فلما دعوته بهذه الدعوة بعدما أدعى أنه يعلم القرآن، وأنه من أهل المعرفه ابى من أن يكتب تفسيرا بحذاء تفسيري، وكان غبيا ولو كان كالهمداني أو الحريري ، فما كان في وسعه أن يكتب كمثل تحريري، ومع ذلك كان يخاف الناس وكان يعلم أنه تخلف فلا غلبة ولا جحاس ، فكاد كيدا وقال اني سوف أكتب التفسير كما أشير ، ولكن بشرط ان تباحثني قبله بنصوص الأحاديث والقرآن، ويحكم من كان لك عدوا وأشد بغضا من علماء الزمان ، (( يقول المسيح الموعود عليه السلام : أراد من ذلك الرجل محمد حسين البطالوي)) يقول : فإن صدقني وكذبك بعد سماع البيان فعليك ان تبايعني بصدق الجنان ثم نكتب التفسير ولا نعتذر ونترك الأقاويل، وانا قبلنا شرطك وما زدنا الا القليل ، هذا ما كتب الي وطبعه واشاع بين الأقوام واشتهر أنه قبل الشرائط وما كان هذا إلا كيدا لاغلاط العوام ، ولما جاءني مكتوبه المطبوع وكيده المصنوع قلت انا لله ولعنت ما اشاع ، وتاسفت على وقت ضاع ، ثم إنه استعمل كيدا آخر ورحل من مكانه وسافر ووصل لاهور، وآثار النقع كالثور ، وارجفت الألسنة أنه ما جاء إلا ليكتب التفسير في الفور، فلما رأيت أنهم حسبوا الدودة ثعبانا ،والشوكه بستانا قلت في نفسي أن نذهب إلى لاهور فأي حرج فيه ، لعل الله يفتح بيننا ويسمع الناس ما يخرج من فينا وفيه ، فشاورت صحبتي في الأمر وكشفت عندهم هذا السر ،واستطلعت ما عندهم من الرأي، وسردت لهم القصه من المبادئ الى الغاي فقالوا لا نرى أن تذهب الى لاهور، وإن هو إلا محل الفتن والجور ، وقد تبين أنه ما قبل الشروط وأرى الضمور والمقوط ، وتشحط بدمه وما رأى سبيل الخلاص إلا شحوط ، وهمط وغمط وما ذبح كبش نفسه ، وما سمط وما قمط ، وانا سمعنا أنه ما جاء بصحه النية ، وليس فيه رائحة من صدق الطوية، هذا ما رأينا والأمر إليك، والحق ما أراك الله وما رأيت بعينيك، وكذلك كانت جماعتي يمنعونني ويردعونني، ويصرون علي ويكفونني ، حتى توليت عما نويت ، وحبب إلي رأيهم فقبلت وما ابيت، وتركت ما أردت وطويت الكشح عما قصدت ، ثم طفق المخالفون يمدحونه على فتح الميدان، ويطيرونه من غير جناح العرفان ، وكانوا يكذبون ولا يستحون ويتصلفون ولا يتقون ، ويفترون ولا ينتهون ، وينسبون إليه بحار محامد ما استحقها ، وابكار معارف ما استرقها، وكانوا يسبونني كما هي عاده السفهاء ، ويذكرونني بأقبح الذكر وبالاستهزاء، ويقولون إن هذا الرجل هاب شيخنا وخاف ، واكله الرعب فما حضر المصاف، وما تخلف إلا لخطب خشى وخوف غشى ، ولو بارز لكلمه الشيخ بابلغ الكلمات ، وشج رأسه بكلام هو كالصفاة في الصفات ، وكذلك كانوا يهذرون ويستهزئون بي ويسبون.
ووالله لا أحسب نفسي إلا كميت ترب أو كبيت خرب، والناس يحسبونني شيئا ولست بشيء وما انا إلا لربي كفيئي، وما كان لي ان ابارز وأدعو العدا ولكن الله أخرجني لهذا الوغى ، وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ، ولي حب قدير وإعانته تكفيني ، ومت فظهر الحب بعد تجهيزي و تكفيني ، و وهب لي بعد موتي كلاما كالرياض ، وقولا أصفى من ماء يسيح في الرضراض ، وحجة بالغة تلدغ الباطل كالنضناض ، وكلها من ربي وما أنا إلا خاوي الوفاض ، وأمرت أن أنفق هذه الأموال على الاوفاض و أن أرم جدران الإسلام قبل الانقضاض ، ومن بارزني فقد بارز الله رب العالمين ، وما جئت إلا بزي المساكين ، وما أجيز حزنا من حولي ، ولا بطنا من جولي ، بل معي قادر يواري عيانه ، ويري برهانه ، فلاجل ذلك تحامت العدا عن طريقي ، وقطعت النحور والاعناق من منجنيقي وما لأحد بمقاومة يدان ، ويدي هذه تعمل تحت يد الله الرحمن ، نزلت علي بركات هي حرز للصالحين ، فجمعت بها لنفسي التحصين والتحسين .
ومن نوادر ما أعطي لي من الكرامات ، أن كلامي هذا قد جعل من المعجزات ، فلو جهز سلطان عسكرا من العلماء ليبارزوني في تفسير القرآن، وملح الإنشاء فوالله اني لأرجو من حضرة الكبرياء أن يكون لي غلبة وفتح مبين على الأعداء، ولذلك بثثت الكتب واشعت الصحف النخبة في الأقطار وحثثت على هذا المصارعة كل من يزعم نفسه من أبطال هذه المضمار ، وما كان لأحد من علماء هذه الديار أن يبارزني فيما دعوتهم بإذن الله القهار ، فما أنت وما شأنك ايها المسكين الجولوري ؟ اتتغاوى علي بأخلاط الزمر واوباش الناس أيها الغوي ؟ أيها الغافل أعلم أن السماء أهدتك الي لتكون نموذج عبرة في الاراضين، وقادك الي القدر ليري الناس ربي قدر المقبولين ، وانا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المنذرين ، أيها المسكين لا تقل غير الصدق ولا تشهد لغير الحق ، واتق الله ولا تكن من المجترئين فأنت تجد في نفسك قدرة على تفسير القرآن برعاية ملح الأدب ولطائف البيان ؟ سبحان ربي! إن هذا إلا كذب مبين، وانت تعلم مبلغ علمك وتعلم من معك ومن تبعك ، ثم تدعي الفضل كالماكرين ، ويعلم العلماء أنك لست رجل هذا الميدان ولكنهم يكتمون عوارك كما يكتم الداء الدخيل ويسعى للكتمان . فحاصل الكلام أنك لست أهل هذا المقام وما علمك الله العلم والأدب من لدنه موهبة ، وما اقتنيت المعارف مكتسبة ومع ذلك لما حللت لاهور ادعيت كأنك تكتب التفسير في الفور، تعاميت أو ما رأيت عند غلوائك، وفعلت ما فعلت وسدرت في خيلائك ، وخدعت الناس باغلوطاتك ولونتهم بألوان خزعبلاتك ، وخدعت كل الخدع حتى أجاح القوم جهلاتك، واهلك الناس حيواتك، ثم ما تركت دقيقة من الاغلاط والازدراء، وتفردت في كمال الزراية والسب والهذر والاستهزاء ، وما قصدت لاهور إلا لطمع في محامد العامة ، ولتعد في أعينهم من حماة الملة ومن مواسي الدين ، ومعالجي هذه الغمة ببذل المال والهمة ، ولعلك تأمن بهذا القدر حصائد الألسنة ولا ترهق بالتبعة والمعتبة ، وليحسب الناس كأنك منزه عن معرة اللكن، ولست كعنين في رجال اللسن ، وليظن العامه الذين هم كالانعام أنك رزقت من كل علم، وانعمت من أنواع الإنعام واعطيت بصيرة تدرك منتهى العرفان ، وإصابة تكمل دائره البيان ، وفهما كفهم ذواد عن الزيغ والطغيان، وعقلا كبازي يصيد طير البرهان ، ونطقا مؤيدا بالحجج القاطعة المنيرة ، ونفس متحليه بأنواع المعارف وحسن السريرة ، وتوفيقا قائدا إلى الرشد والسداد ، والهاما مغنيا من غير رب العباد ، ثم ما بقي منك من تحميدك كمله صحبك في تأييدك ، وأنشد الأشعار في ثنائك ، وماترك دقيقة في اطراءك، ثم سبوني وحقروني بعد رفعك واعلاءك ، وكانوا لا يلاقون أحدا ولا يوافون رجلا إلا ويذكرونني عندهم استخفافا، واكلوا لحمي بالغيبة فما أكلوا الا سما زعافا . فلما بلغت اهانتهم منتهاها ،وكلمني كلمهم بمداها ، ووصل الأمر إلى مداها ، ورأيت أنهم جاروا كل الجور واثاروا كالثور ، وتركوا طريق الإنصاف وسلكوا مسلك الاعتساف، وكثر الهذر والهذيان و ملئت بكلمات سب القلوب والأذان، وتاهت الخيالات وكذبت المعارف وصدقت الجهلات ، القي في روعي أن أنجي العامة من اغلوطاتهم ، واطفئ بقول فيصل ما سعروا بترهاتهم ، و أكتب التفسير ، و أري الصغير والكبير أنهم كانوا كاذبين، وما حملني على ذلك إلا قصد افشاء كذب هذا المكار ، فانه مكر مكارا كبارا وأظهر كأنه من العلماء الكبار ، وادعى أنه يعلم القرآن وفاق الأقران وحان ان يغلب ويعان . والغرض من تفسيري هذا تفريق الظلام والضياء ، واراءة تضوع المسك بحذاء جيفة البيداء ، وإظهار خدع الخادع، ومواساة الرجال والنساء ، والاشفاق على العمي ومتبعي الأهواء، وقضاء خطب كان كحق واجب ودين لازم لا يسقط بدون الأداء، فهذا هو الأمر الداعي إلى هذه الدعوة مع قلة الفرصة ليكون تفسير الفرقان فرقانا بين أهل الهدى وأهل الضلالة ،ولولا التصلف وتطاول اللسان وإظهار شجاعة الجنان من هذا الجبان ، لمررت بلغوه مرور الكرام وما جعلته غرض السهام ، ولكنه هتك ستره بيديه فكان منه ما ورد عليه وإنه كذب كذبا فاحشا وما خاف بل خدع وزور واغرى علي الاجلاف، وزعم نفسه كأنه صاحب الخوارق والكرامات، وعالم القرآن، وشارب عين العرفان ومالك الدقائق والنكات ، ووجب علينا أن نري الناس حقيقة ما ادعاه ونظهر ما أخفاه ولولا الإمتحان لصعب التفريق بين الجماد والحيوان ، وكنت اقدر ان اري ظالعه كالضليع وحمره كالافراس، ولكن هذا مقام العماس لا وقت عفو عثار الناس ، والمتكبر ليس بحري ان يقال عثاره ويستر عواره. وكذلك لا يليق به أن يعرض عن ذلك الخصام ويستقيل من هذا المقام مع دعاوي العلم وكونه من العلماء الكرام ، بل ينبغي أن يسبر عقله ويعرف حقله ، وقد ادعى أنه صبغ نفسه بألوان البلاغة كجلود تحلى بالدباغة ، فإن كان هذا هو الحق ومن الأمور الصحيحه الواقعة فاي خوف عليه عند هذه المقابله، بل هو محل الابشار والفرحة لا وقت الفزع والرعدة فإن كمالاته المخفية تظهر عند هذا الإمتحان والتجربة، ويرى الناس كلهم ما كان لهم مستورا من الشأن والرتبة ، ومن المعلوم ان قيمه المرء الكامل يزيد عند ظهور كماله كما ان البئر يحب ويؤثر عند شرب زلاله .
هذا وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . نكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله.
أغلق الفيديو يا مروان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق