راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 23 سبتمبر 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من الزخرف .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الأخير من الزخرف .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أسماء أمة البر الحسيب :


  • افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأخير من أوجه سورة الزخرف ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


    بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

    الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السابع و الأخير من أوجه سورة الزخرف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :

    - من أحكام النون الساكنة و التنوين :

    الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغيير غنة و حروفه (ل ، ر) .

    و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .
    ______

    و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

    {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} :

    في هذا الوجه يقول تعالى : (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون) (إنَّ) أداة تأكيد على أن المجرمين المكذبين المنكرين للرسل و لرسالات الله تعالى في عذاب جهنم خالدون ، أي إلى حين .
    _____

    {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} :

    (لا يفتر عنهم) أي لا يُخفف عنهم العذاب و هم في جهنم ، (و هم فيه مُبْلِسُون) أي على إتباعٍ لإبليس عليه اللعائن ، مُبْلِس أي مُتبع لصراط إبليس اللعين ، (مُبْلِسُون) أي أَبى و تكبر و قال لا للصراط القويم ، فهذا هو معنى المُبلس ، و هذا معنى إبليس .
    _____

    {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} :

    (و ما ظلمناهم و لكن كانوا هم الظالمين) يعني الله سبحانه و تعالى لا يظلم ، (و لا يظلم ربك أحداً) و لكن الناس تظلم أنفسها ببَغيها و بحَيدِها و انحرافها عن طريق التوحيد .
    _____

    {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} :

    (و نادوا) أي المجرمين في جهنم ، (يا مالك) أي يا خازن النار ، الملاك مالك ، (ليقض علينا ربك) أي فادع ربك  يُمِتنا لكي لا نشعر بهذا العذاب الأليم ، فقال لهم مالك : (قال إنكم ماكثون) أنتم مستمرون ماكثون جالسون في جهنم إلى حين .
    _____

    {لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} :

    (لقد جئناكم بالحق) يقول مالك أي أن الله سبحانه و تعالى و رسله و ملائكته جاؤكم بالحق في الدنيا ، (و لكن أكثركم للحق كارهون) لماذا أكثرهم للحق كارهون؟ لأنهم متكبرون و يكرهون الحق لأنهم يعلمون أن الحق يأتي خِلاف أهواءهم ، لأن الحق هكذا يُخالف الأهواء .
    _____

    {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} :

    (أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون) هنا ربنا بيقول الكفار دول/هؤلاء أبرموا أمراً في الدنيا و مكروا و خططوا لدفع رسالات الله و إبطالها و إنكارها و تكذيبها و محاربتها ، أبرموا , كذلك نحن أبرمنا لهم عذاباً أليماً ، فهذا معنى (أم أبرموا أمراً) هم أبرموا أمراً و كادوا كيداً ، (فإنا مبرمون) احنا/نحن خططنا لهم و دبرنا لهم و أبرمنا لهم عذاباً أليماً .
    _____

    {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} :

    (أم يحسبون أنَّا لا نسمع سِرَّهُمْ و نجواهم) هنا ده ترهيب من الله للكافرين في الدنيا بإخبارهم أن الله يعلم سِرَّهُم و نجواهم ، يعلم ما في أنفسهم و صدورهم ، و يعلم أسراراهم أي و يعلم أحاديثهم الجانبية الخفية و هي النجوى ، (أم يحسبون أنَّا لا نسمع سِرَّهُمْ و نجواهم بلى) أي أننا نسمع سِرَّهُمْ و نجواهم ، (و رسلنا لديهم يكتبون) يعني نسمع و كذلك نُقيد أي نكتب ما يقولون و ما يُكَنُّ في صدورهم من الأسرار ، تُكتب بأمر من الله العَلَّام .
    _____

    {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} :

    (قُلْ إن كان للرحمن ولد فَأَنَا أول العابدين) هنا ربنا بيوجه الخطاب للجزء الكافر بشرك التثليث من أُمة محمد ، اللي/الذين هم النصارى ، لأن النصارى من أُمة محمد و اليهود من أُمة محمد و الوثنييون من أُمة محمد ، فهنا الخطاب موجه للجزء الإيه؟ المُثَلِث الكافر ، (قُلْ إن كان للرحمن ولد فَأَنَا أول العابدين) يعني لو فعلاً ربنا له ولد ، أنا هكون أول واحد هعبده ، بس/لكن ده مش حقيقي ، ليه/لماذا؟؟ .
    _____

    {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} :

    ليه/لماذا؟؟ : (سبحان رب السماوات و الأرض) تنزيه لله عز و جل عن هذه الصفة ، لأن الذي يحتاج للولد دليل على أنه عاجز أو عنده ضعف و نقص ، أما القائم بذاته فهو الله وحده دون سواه ، (قُلْ إن كان للرحمن ولد فَأَنَا أول العابدين ¤ سبحان رب السماوات و الأرض رب العرش عما يصفون) رب الصفات العليا ، (رب العرش) يعني رب الصفات العليا ، (عما يصفون) أي عما يصفونه من صفات النقص التي لا تليق به سبحانه .
    _____

    {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} :

    (فذرهم يخوضوا و يلعبوا) دي سياسة و دي إستراتيجية إلهية للأنبياء إنهم يتعاملوا بها مع الكفار و المعاندين ، اللي هو إيه؟ (فذرهم) اهجرهم هجراً جميلاً ، إعتزلهم بعد أن تُبَلغ ، خلاص ، لأن ربنا أعلم مِنَّا بنفسيات الكفار ، (فذرهم يخوضوا و يلعبوا) سيبهم/اتركهم يستعبطوا و يستهبلوا و يلعبوا و ينكروا و يُبطلوا ، (حتى يُلاقوا يومهم الذي يوعدون) حتى يُلاقوا يوم الدين ، يوم الدينونة ، يوم القيامة الكبرى .
    _____

    {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} :

    (و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله) أي أنه إلهٌ في كل زمان و في كل مكان و في كل كون ، (و هو الحكيم العليم) أصل الحكمة يُفيض منها على من يشاء ، العليم : أصل العلم ، يُفيض بعلمه و وحيه على من يشاء .
    _____

    {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} :

    (و تبارك الذي له ملك السماوات و الأرض) أي فيه البركة و يُعطي البركة لمن شاء ، و هو الله الذي له مُلك و ملكوت السماوات و الأرض ، (و ما بينهما) أي فيما لا نرى و فيما لا نعلم ، هذا معنى (و ما بينهما) أي في الأبعاد التي لا نراها و لا نُحيط بها علماً ، (و عنده علم الساعة) أي علم المواقيت ، و ساعة الصفر هي دايماً ربنا بيختص بعلمها ، و من أعاظم ساعات الصفر : القيامة الكبرى ، هي لها علامات صغرى و كبرى ، و لكن لا تأتي إلا بغتة ، (و ما بينهما و عنده علم الساعة و إليه ترجعون) .
    _____

    {وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} :

    (و لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق و هم يعلمون) أي لا يستطيع أحد أن يشفع أو يأذن بالشفاعة ، حتى من يُعبد من دون الله من قِبَل هؤلاء الكفار ، لا يستطيعون الشفاعة ، (إلا من شهد بالحق) أي الموحد المسلم المؤمن ، (و هم يعلمون) أي يعلمون أي يتصلون بالله بالوحي .
    _____

    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} :

    (و لئن سألتهم من خلقهم ليقولُنَّ الله) عارفين إن الله سبحانه و تعالى هو الذي خلقهم ، فربنا بيقول إيه؟ : (فأنى يؤفكون) إمتى/متى هيرجعوا عن ذلك الإفك و الكذب الذي يكذبون على الأنبياء و الرسل ، الجملة دي دليل أن الله عنده مبدأ ، فإيه؟ فينظر كيف تعملون ، (فأنى يؤفكون) و كذلك كلمة (فعسى) و كذلك كلمة (لعل) دلالة أن الله عنده مبدأ : فينظر كيف تعملون أي ينتظر منكم العمل و يتوقع منكم الخير ، فلا تجعلون الله يأسف عليكم و يحزن عليكم فينتقم منكم .
    _____

    {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ لّا يُؤْمِنُونَ} :

    (و قِيلِهِ يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) (و قِيلِهِ) يعني القول و المقولات التي تنتشر بعد كفران الكفار و إنكار المنكرين و تكذيب المكذبين و إعراض المُعرضين ، (و قِيلِهِ يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) يعني لغاية إمتى/متى يا رب سايبهم/تتركهم ، هو ده المعنى ، ينتشر قول المؤمنين في الآفاق و تجمع كلماتهم الملائكة فتكون هذه الحالة وصفها : (و قِيلِهِ يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) ، حالة إيه؟ دعاء من المؤمنين على الكفار بأنهم كافرون و غير مؤمنون ، بل و يكذبون و يُعرضون و يُنكرون و يصدون عن سبيل الله .
    _____

    {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} :

    فالوصية من الله  للمؤمنين إيه بقى؟؟ : (فاصفح عنهم و قُلْ سلام) يعني أعرض عنهم ، (و قُلْ سلام) يعني إجلب السلام بكلمات السلام من الله السَلَام ، ليه/لماذا بقى؟؟ (فسوف يعلمون) هيعرفوا الحقيقة يوم من الأيام ، أولها وقت سكرات الموت و إكمالها يوم القيامة و البرزخ ، (فسوف يعلمون) هذا تهديد مُبطن للكافرين ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
    ______

    و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

    هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

    _______

    و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق