درس القرآن و تفسير الوجه التاسع من غافر .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
- افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه التاسع من أوجه سورة غافر ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه التاسع من أوجه سورة غافر ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
مد فرعي بسبب السكون :
مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .
و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .
و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
يقول تعالى :
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} :
(هو الذي خلقكم من تراب) يُعدد سبحانه و تعالى نعمة من نِعَمه على بني آدم لكي يتفكروا و يتذكروا و يخشعوا و يتواضعوا و يبحثوا ، (هو الذي خلقكم من تراب) أي بدأ خلقتكم من تراب أي من الخلية الأولى في السائل الهيولي ، (ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً) أي أن خلقكم هو في تدرج ، (ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم) أي لتكونوا شباب ، (ثم لتكونوا شيوخاً و منكم من يتوفى من قبل و لتبلغوا أجلاً مسمى و لعلكم تعقلون) يُخبر سبحانه و تعالى أن لكل إنسان أجل سيبلغه إما بالزيادة أو بالنقصان حسب إرادة الله سبحانه و تعالى ، (لعلكم تعقلون) يعني يا ليت أنكم تعقلون و تتفكرون و تتذكرون و تخشعون .
_____
{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} :
(هو الذي يحيي و يميت) الله سبحانه و تعالى يُحيي و يُميت ، (فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) أي أن الأمر كله ، أن الأمر كله لله سبحانه و تعالى ، فيجب أن نتعلق بالله تعالى ، و أن نستسلم له و لرسالاته مع أنبياءه ، (هو الذي يحيي و يميت) فالذي يُحيي و يميت يجب علينا أن نطيعه ، (فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) من صفات الله أنه إذا قضى أمراً أي أراد شيئاً يقول له كن فيكون هذا الأمر .
____
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} :
(ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنِّى يصرفون) الناس اللي بتتكبر على الأنبياء و يجادلوا الأنبياء و يُبرروا كفرهم بالأنبياء ، ربنا بيقول لهم : متى تصرفون عن هذه الفرية و متى تصرفون عن هذا الجدال السقيم ، (أنى يصرفون) متى يُصرف ذلك الكافر عن طريق كفره .
____
{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} :
(الذين كذبوا بالكتاب) من صفاتهم أنهم كذبوا بالرسالة ، (و بما أرسلنا به رسلنا) و بكل ما أرسلنا به الأنبياء ، (فسوف يعلمون) هنا تهديد من الله ، سوف يعلمون هؤلاء الكفار لمن تكون عقبى الدار ، هيحدث إيه بقى؟ .
____
{إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ} :
هيحدث إيه بقى؟ (إذ الأغلال في أعناقهم و السلاسل يسحبون) يوم القيامة تكون في أعناقهم أغلال أي أقفال و سلاسل يُسحبون منها بكل ذلة و مهانة و العياذ بالله .
____
{فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} :
(في الحميم) أي يوضعون في الحميم أي في السائل الساخن ، في عصارة أهل النار ، هذا هو الحميم ، (ثم في النار يسجرون) أي يوضعون في النار الصافية ، (يسجرون) يحرقون .
____
{ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ} :
(ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون) بعد أن ينالوا قسطاً من العذاب ، يسألونهم خزنة جهنم : أين هم آلهتكم التي تشركونها مع الله عز و جل .
____
{مِن دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} :
(ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون ¤ من دون الله) من غير الله ، (قالوا ضلوا عنا) يعني إيه؟ لم نجدهم (بل لم نكن ندعو من قبل شيئاً) إحنا ماكناش/نحن لم نكن بندعو آلهة و لا حاجة ، في مقابل العذاب الإيه؟ اللي شافوه/الذي رأوه ، (كذلك يضل الله الكافرين) الله سبحانه و تعالى يُضل من كفر لأنه أراد أن يكفر بالله عز و جل .
____
{ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} :
(ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق و بما كنتم تمرحون) هذا جزاء تكبركم و فرحكم بغير وجه حق في إبطال شرائع الأنبياء ، فاليوم تجزون بما كنتم تعملون .
____
{ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} :
(ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها) ادخلوا من أبواب جهنم السبع ، (خالدين فيها) إلى حين ، (فبئس مثوى المتكبرين) هذا أسوأ مكان للمتكبر هو جهنم و العياذ بالله .
____
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} :
(فاصبر إن وعد الله حق) أمر للنبي و لكل نبي بالصبر ، (إن وعد الله حق) تأكيد أن وعد الله سبحانه و تعالى متحقق لا محالة ، و من ذلك : (فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك) يعني كل الوعود اللي وعدناك بها سواء لنصر دعوتك أو لإهلاك أعداءك ، ستحدث ستحدث ، سواء أحدث جزء منها في حياتك أو بعد مماتك ، و لكنه سيحدث سيحدث يا أيها النبي و يا كل نبي ، (فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون) أي مصيرهم إلينا فلن يذهبوا بعيداً عنا ، حد عنده سؤال تاني؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق