يوشع بن نون :
صلاة الجمعة ٢٠٢٢/٣/٢٥
-------------------------------------
-------------------------------------
-------------------------------------
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٢/٣/٢٥
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتابه ممن الرحمن يقول الامام المهدي الحبيب : وليكن معلومًا أن كلمة "الأب" التي يُطلقها المسيحيون الجاهلون على الله تعالى بغير حق مسيئين إليه تعالى إنما هي من الكلمات المشتركة.. أعني أنها من الكلمات العربية التي توجد بتغيُّر بسيط في جميع اللغات الأخرى التي تفرعت منها. فالحق أن كلمات Father (في الإنجليزية) وﭘتا (في الهندية) وباپ (في الأردية) كلها أشكال مشوهة لهذه الكلمة العربية، وسنتناول ذكرها في محلها بإذن الله تعالى. وقد استُمِدّت هذه الكلمة من حيث اللغة من أربعة جذور كالآتي.
1- إباء: الإباء هو الماء الذي لا ينضب. فبما أن ماء النطفة يظل يتكون في الرجل إلى مدة طويلة، ومن هذا الماء نفسه يخلق الله الحكيم ذو الجلال "الطفل"، لذلك سمي مصدر هذا الماء بـ "أب". ومن هذا المنطلق يطلق العرب على فرْج المرأة "أبو دارس"، والدارس يعني الحيض، فبما أن الحيض أيضا لا ينقطع إلى مدة طويلة فقد عُدَّ ماءً على سبيل المجاز وسُمِّي الفرج أبا دارس، وكأنه بئر لا ينقطع ماؤها.
2- استُمِدَّت كلمة الأب مِن "أبى"، لأن "أبى" في العربية يعني امتنع وتوقف أيضا، فبما أن الذَكر الذي يُسمَّى الأب يتوقف بعد قذف النطفة ولا يقوم بعد ذلك بأي شيء آخر، بل "الأم" -التي هي أوسعُ معنى من "الأب"- تتلقى في رحمها نطفة "الأب" التي تتغذى على دمها، الأمر الذي رُوعيَ أيضا في تسمية "الأب".
3- إن كلمة الأب مشتقة من "الأَباء" التي تعني القصب، وذلك لمشابهة ذَكَر الرجل بالقصب.
4- إنها مشتقة من "أبى"، ومعناه زوال الاشتهاء، ولما كانت شهوة الرجل تزول بعد الجماع، فرُوعِيَ هذا المعنى أيضا في سبب تسمية "الأب".
باختصار، هذه هي الأجزاء الأربعة التي يتضمنها قانون القدرة المتعلق بالأب، وبناءً عليها سُمّي الأب "أبًا". فإذا عرفنا سبب تسمية الأب علمنا أيضا سبب تسمية الأسماء التي تُستعمل في اللغات الأخرى للوالد بدلاً من الأب مثل: باپ، Father، پدر، وپتا، وغيرها، لأن جميع اللغات تفرعت من العربية، وهذه التسميات ليست إلا صورة مشوهة للتسمية العربية. والآن ينبغي أن يفكر هؤلاء مع الالتزام بمبادئ الحياء: هل يجوز أن يطلق على الله تعالى هذا اللفظ الذي عرفنا أسباب تسميته؟
ولو قيل: لماذا إذن أطلقت الكتب السابقة هذا الاسم على الله تعالى؟ فجوابه: أولاً أن جميع تلك الكتب محرفة ومبدّلة وقولها المنافي للحق والحقيقة لا يجدر بالقبول أبدًا، لأنها أصبحت الآن كالوحل القذر الذي ينبغي أن يتجنبه الإنسان الطاهر الطبع.
ولكن لو افترضنا جدلاً أن التوراة تضمنت مثل هذه الكلمات فعلاً، فنقول: من الممكن أن تكون لها معان أخرى تخالف مفهوم الأب، ذلك أن نطاق معاني الكلمات واسع جدًّا.
أما لو افترضنا أن هذه الكلمة لا تعني إلا المعنى المذكور، فيمكن الرد عليه كالتالي: بما أن بني إسرائيل وفروعهم من بعدهم كانوا يعانون من الانحطاط الشديد في ذلك الزمن، ويعيشون كالوحوش، فما كان لهم أن يفهموا المعنى الطاهر والكامل الكامن في اسم "الرب"، فبيّن لهم الوحي الإلهي مفهوم لفظ الرب بكلمات يفهمونها نظرًا إلى حالتهم المتردية. وهذه القضية تماثل قصة "عالَم المعاد"، فإن التوراة لم تصرّح بذلك العالمَ كما ينبغي، بل اكتفت بالترغيب في الأطماع المادية والإنذار عن الآفات الدنيوية فحسب، ذلك لأن تلك الأقوام لم تكن لتفهم في ذلك الزمن تفاصيل عالم المعاد، فأفضى هذا الذكر الإجمالي إلى وجود فرقة منكرة للقيامة بين اليهود، كذلك فإن استخدام تسمية "الأب" أدى بأمة جاهلة ..أعني المسيحيين.. إلى اتخاذ العبد العاجز إلهًا. غير أن هذه التعبيرات قد استُخدمت على سبيل الاضطرار نظرًا إلى انحطاط هؤلاء القوم إذ كانت تعاليم كتبهم محدودة، وكانت كلها ستُنسَخ عاجلاً في علم الله تعالى، فأجاز لهؤلاء القوم المتردين فكريًا استخدام مثل هذه التعبيرات. ثم لما جاء إلى الدنيا ذلك الكتابُ الذي يُرِي النور الحقيقي، فما كان ثمة حاجة إلى النور الذي يخالطه الظلام، بل رجع الزمن إلى حالته الأصلية وعادت الكلمات كلها إلى حقيقتها الأصلية. وهذا هو السر وراء إتيان القرآن الكريم بإعجاز الفصاحة والبلاغة، إذ كانت الدنيا بحاجة ماسة إلى معرفة الوضع الأصلي للغة، فوضع القرآن كل كلمة في موضعها، وكشَف الفصاحة والبلاغة كشفًا فصارتا كالعينين لرؤية الدين. أما الأمم السابقة فظلت غافلة تمامًا عن أن تجعل اللغة خادمة لكشف أسرار الدين، غير أنها كانت مضطرة لأنها كانت خاوية الوفاض في هذا المجال، إذ كانت لغاتها مشوهة رديئة بَكْماء عاجزة عن بيان وجوه التسمية للمفردات والأسماء. لم يكن لديها نظام للمفردات، ولا رأسمال من اطراد جذور الألفاظ، بل كانت كأحجار بناء متهدم خربٍ لم يعد فيه أثرٌ للترتيب الطبعي، فأَنّى لتلك اللغات الرديئة أن تساعدهم في الإلهيات، ولذلك هلكت تلك الأمم كلها. ثم نزل بعدها القرآن الكريم بلغة متكاملة متسمة بكل هذه المحاسن والمزايا، ولذلك ظل الإسلام محفوظًا من الخراب ولم يأخذ فيه المخلوق مكان الإله القادر.
كنا نودّ شرح المزيد من الكلمات العربية لبيان مدى احتواء المفردات العربية على الحقائق السامية، ولكنا ننهي هذا الموضوع هنا للأسف مخافة الإطالة. غير أن الثلاثمئة كلمة التي سجلناها في الكتاب إنما كتبناها ليأتي معارضونا بمثلها من لغاتهم، فمن واجبهم مثلاً أن يأتوا بخطبة مماثلة وتمهيد مماثل عن الكلمات المفردة، لنرى ما في لغاتهم من مفردات، وما إذا كانت مفرداتها تساعدهم على بيان موضوع ما، وما إذا كان عندهم نظام للمفردات فعلاً، أم أنهم يُطْلقون دعاوى فارغة.
ونرى من المفيد أن نردّ هنا على بعض الشبهات والوساوس التي أثارها ميكسملر في كتابه "المحاضرات" المجلد الأول تحت عنوان "علم اللسان". وفيما يلي شبهاته على منوال: قوله، وردودي عليها على منوال: وأقول.
قوله: من الموانع التي حالت دون رقي العلم أن بعض الأمم استخفّت بالأمم الأخرى واحتقرتها ونابذتها بألقاب مزدرِية، مما حرَمها مِن تعلُّم لغات الأمم المحقَّرة، ولم يبدأ علم اللسان إلا بعد إخراج هذه الكلمات المزدرِية.. مثل الهمجي والعجمي.. مِن قاموس الإنسانية، واستبدالِها بلفظ "الأخ"، والاعترافِ بحق جميع الأمم في كونها من جنس واحد.
أقول: يبدو من قول ميكسملر أنه يطعن هنا في العرب في الواقع، حيث يرى أن العرب الذين يسمّون أهل اللغات الأخرى عجمًا، إنما اخترعوا هذه التسمية حسدًا وتعصبًا واحتقارًا للشعوب الأخرى. ولكن هذا خطأ منه وقد وقع فيه لأن الحسد المسيحي منعه من النظر فيما إذا كانت كلمتا العرب والعجم من اختراع البشر أم من عند الله تعالى، مع أنه قد أقرّ في كتابه أنه ليس بوسع إنسان اختراع مفردات اللغة.
فليكنْ واضحًا له ولمن لَفَّ لفيفه، أن في اللغة العربية كلمتين قد وقعتا متعاكستين في فحواهما، إحداهما "العَرَب" التي معناها: فصحاء اللسان وبلغاؤه، والأُخرى التي تعاكسها هي "العَجَم" ومعناها: غير الفصحاء الذين حصرتْ ألسنتهم. وإذا كان ميكسملر يرى أنهما ليستا كلمتين قديمتين وأن الإسلام هو الذي اخترعهما حسدًا وتعصبًا، فعليه أن يدلّنا على أثر للكلمتين اللتين كانتا أصليتين في رأيه، إذ من المستحيل أن لا يكون بشعب ما أي اسم منذ القديم. وما دامت هاتان الكلمتان قديمتين، فلزم الاعتراف أنهما ليستا من اختراع الإنسان، بل الله القادر وعالم الغيب الذي خلق الناس مزودين بكفاءات متفاوتة، هو الذي قد سماهم بهاتين التسميتين بالنظر إلى كفاءاتهم المختلفة.
والدليل الثاني على ذلك هو أنه إذا كان أحد من البشر قد اخترع هذين الاسمين "العرب والعجم" احتقارًا وتعصبا، فلا بد أن يكونا خلاف الواقع وكذبًا لا دليل عليه، ولكنا قد أثبتْنا في هذا الكتاب نفسه أن لفظ "العَرَب" اسم على المسمى في الحقيقة، وأن من الحقائق الثابتة أن العربية تتبوأ -مِن حيث نظام مفرداتها ولطافة تراكيبها وغيرها من عجائبها وغرائبها- مكانة رفيعة لا يسع المرء بعدها إلا القول إن اللغات الأخرى تبدو بَكْماء إزاءَها. إن اللغات الأخرى تبدو بَكْماء إزاءَها. وعندما نجدها بكماءَ إزاءَ العربية، بل نجدها كجمادات لا حراك بها، ومفتقرةً إلى حركة اطراد المواد (المفردات) بحيث تبدو بلا حياة، فلا نملك إلا الاعتراف أن تلك اللغات متردّية جدًا، وأن العربية قد استعملت في الواقع لفظًا ليّنًا جدًّا عند وصفها غيرَ العرب عَجَمًا، إذ لم تكن تلك اللغات ولا أصحابها يستحقّون هذه التسمية أيضًا. ولو وصفنا حالة تلك اللغات المتردية وصفًا صحيحًا لكان الأولى أن تسمى لغات ميتة.
على أية حال، إننا لا نعرض هذه المقدمة الآن كمجردِ ادعاء فارغ، بل قد نشرنا مع هذا الكتاب إعلانًا لتقديم جائزة قدرها خمسة آلاف روبية حسمًا للخصام. فإذا كذّب أحدٌ بياننا هذا، سواء ميكسملر أو غيره، فالأَولى به أن يؤكد صحة تباهيه وتبجحه بأدلة مقنعة، ويأخذ منا جائزة خمسة آلاف روبية نقدًا.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد : يقول الامام المهدي الحبيب : إني أتأسف على ميكسملر كثيرًا إذ أثار اعتراضًا يتنافى مع ما ورد في كُتبه المقدسة مع أنه يسمي نفسه مسيحيا، فإنّ كتبهم المقدسة نفسها قد ذكرت العرب بلفظ "العَرب" (انظرْ إشعياء، الإصحاح 21: وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَب). أنسي الإنجيلَ عند ثورة التعصب والعناد؟ اقرأوا "أعمال الرسل" تروا أن إلههم ذكَر العرب بلفظ "العرب" فقط. فما دامت كتبهم المقدسة أيضا تحافظ على احترام كلمة "العرب" الذي ضـدُّه العجم، فالمؤسف حقًا أنهم ما استساغوا احترام هذا الاسم مع كونهم مسيحيين، كما لم يقبلوا الاسم الآخر المحاذي له. كان عليهم أن يفكروا أن كتبهم المقدسة قد صدّقت ما في كلمة "العرب" من مفهوم مقدس، ومن أجل ذلك فقد سمّت العرب في أماكن كثيرة بـاسم "العرب" الذي يشير إلى ميزة الفصاحة فيهم. إذن فقبل وجود الإنجيل أيضًا قد وردت كلمة العرب في التوراة مرارا وتكرارًا، والأنبياء الـذين تنبأوا عن العرب قد استخدموا كلمة "العرب" نفسها. فإذا كانت هـذه الكلمة ليست من الله تعالى فلزم القول إن الإنجيل وغيره من الكتب التي تُعَدّ كتبًا مقدسة ليست من الله تعالى، وبالتالي لا بد من التخلي عن تلك الكتب كلها بسبب هذا الحسد والتعصب.
قوله: في رأيي إن علم اللسان قد بدأ في الواقع مِن أول يوم البنتاكوستى.
((( طبعا البنتاكوستى هو عيد ايه ؟ البنتكسطى أو البنطيقستى أو البنتاكوستي أو البنتيكوستى أو عيد الخمسين أو حـلـول الـروح القدس بحسب العقيدة المسيحية . سمـي عيد حلول الروح القدس بعيد العنصرة عندهم لأنه كـان مـن أهـم أعيـاد اليهود عيـد يعـرف بعيـد العنصرة ، وهي كلمة عبرية معناهـا " الجمع أو " الاجتماع أو " الحفـل المقـدس " ، لأنهـم فيـه كـانوا يجتمعون ويعبدون ... وجاءت المسيحية فدعت عيد حلول الروح القدس باسم " عيد العنصرة لأن الروح القدس- حسب اعتقادهم حل فيه على جماعة التلاميذ وهـم مجتمعون في العلية . وسمـي عيـد حلـول الـروح الـقـدس بعيـد الخمسين " البنطيقــستى " باليونانية لأن عيد العنصرة عند اليهود كان معروفا باسم " عيد الأسابيع أو " عيد الخمسين " ، لأنه كان يأتي بعد 7 أسابيع من ثاني يوم عيد الفصح أي في اليوم الخمسين من عيد الفصح . وجاءت المسيحية فدعت عيد حلـول الـروح باسم " عيد الخمسين " ، أعيد البنطيقـسـتـى لأنـه يقـع فـي اليـوم الخمسين مـن قيامـة الـرب - كما يعتقدون . هذا قول المترجم الذي ترجم حديث او كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من الأردية الي العربية ))) .
يقول الامام المهدي الحبيب : أقول: لأنه قد ورد في أعمال الرسل أن الحواريين كانوا يتحدثون بعدة لغات، فيحتج ميكسملر بذلك على أن الديانة المسيحية هي التي قد وضعت أساسًا للتحقيق في اللغات.
فلينظر ذوو الرأي والنظر إلى مدى تعصب هذا الكاتب بناءً على كلمات لا أصل لها. يجب ألا يغيب عن البال أنه قد ورد في الباب الثـاني من أعمـال الرسل صراحةً أن الحواريين إنما تحدثوا يومذاك بلغات كان يتحدث بها يهودُ أورشليم، وليس أنهم تحدثوا عندها بالصينية أوالسنسكريتية أو اليابانية، بل قد ورد هنالك بوضوح أن جميع اليهود كانوا يفهمون تلك اللغات كلها لأنها كانت محكية في أورشليم. فأي كرامة في ذلك للحواريين؟ بل الواقع أن تقديم مثل هذه الأمور في هذا العصر مجلبة للخجل. أليس ممكنًا أن يتقن الحواريون أيضا اللغات التي كان يحيكها بكثرة قومهم وأقاربهم المقيمون في المدينة نفسها؟ فما دام الشعب واحدًا، والمدينة هي هي، والأقارب هم هم، وما دامت الحضارة تقتضي أن يكون بعضهم ملمًا بلغة بعض بحكم القرابة والعلاقات واللقاءات والمعاملات ليل نهار، فكيف يُستبعد أن يكون الحواريون ملمِّين بلغات إخوتهم الأعزاء؟ هذا النوع من الكرامة ليس أغربَ من أعمال الشعوذة التي يأتي بها النسّاك الهندوس في لاهور أحيانًا.
لو قال ميكسملر إن علم اللسان نشأ على يد أعداء المسيح الألداء، وهم الذين أسسوا هذا الأمر في البداية، لبدا كلامه سليمًا، لأن هناك اعترافًا في الإصحاح نفسه من أعمال الرسل بأن اليهود كانوا يتحدثون بتلك اللغات نفسها منذ مدة طويلة في المدينة التي كان الحواريون يسكنون فيها، فالتقدُّم في هذا المجال ثابت لليهود، ويكفي الحواريين تكريمًا القولُ إنهم لم يكونوا كسالى مثل المشعوذين، بل تعلّموا تلك اللغات من أقاربهم إذ تربّوا بين ظهرانيهم.
والحق أنه لم يوجد في العالم مَن وجّه إلى علم اللسان سوى القرآن الكريم، فإن هذا الكلام المقدس الذي قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)(سورة الروم).. أيْ مِن الآيات الدالة على وجود البارئ ووحدانيته خلقُ السماوات والأرض واختلاف لغاتكم وألوانكم، إنها آيات عظيمة لمعرفة الله، ولكن للذين هم أهل العلم.
فانظرْ إلى مدى حثّ القرآن الكريم على التحقيق في الألسنة حتى عدّ هذا العمل مداراً لمعرفة الله تعالى. هل توجد في الإنجيل آية مثلها؟ أقول بكل تحدٍّ: كلا. فيا للحياء.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة ومن سورة الأنعام .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ ۞ وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَاۤ إِلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَیۡهِمۡ كُلَّ شَیۡءࣲ قُبُلࣰا مَّا كَانُوا۟ لِیُؤۡمِنُوۤا۟ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ یَجۡهَلُونَ (١١٠) وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا شَیَـٰطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ (١١١) وَلِتَصۡغَىٰۤ إِلَیۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ وَلِیَرۡضَوۡهُ وَلِیَقۡتَرِفُوا۟ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ (١١٢) أَفَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِی حَكَمࣰا وَهُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مُفَصَّلࣰاۚ وَٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ یَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلࣱ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِینَ (١١٣) وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقࣰا وَعَدۡلࣰاۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (١١٤) وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِی ٱلۡأَرۡضِ یُضِلُّوكَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا یَخۡرُصُونَ (١١٧) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ مَن یَضِلُّ عَن سَبِیلِهِۦۖ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ (١١٦)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسوة الاخلاص .
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }
{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (٢) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (٣) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (٤) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (٥) }
[سُورَةُ الإِخۡلَاصِ: ١-٤]
---------------------------------
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق