راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 1 يوليو 2022

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من النور .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من النور .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

شرح سيدي و حبيبي نبي الله يوسف بن المسيح ﷺ الوجه الأول من سورة النور المباركة ، و بدأ نبي الله الحبيب جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة النور .
___

و ثم قام نبي الله يوسف الثاني ﷺ بشرح الوجه  فيقول :

{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} :

في هذه السورة المباركة ، يخبرنا سبحانه و تعالى في وجهها الأول أنها سورة أنزلها و فرضها سبحانه و أنزل فيها آيات للذكرى ، و كذا القرآن الكريم كله هو منزل من الله سبحانه و تعالى و مفروض و فيه أحكام مفروضة أنزلها سبحانه مبينة محكمة نافذة واجبة ، (سورة أنزلناها و فرضناها و أنزلنا فيها إيات بينات لعلكم تذكرون) أي لكي يرى الله سبحانه و تعالى من الذي سوف يتذكر ، و من الذي سوف يتبع ، و من الذي سوف ينسى ، و من الذي سوف يُعرض ، فكلمة (لعلكم) تفيد أن الله سبحانه و تعالى ينظر إلى أعمالنا ليرى كيف نصنع و ليرى كيف نختار ، و هي تفيد أن سبحانه و تعالى أعطانا الإختيار التام في العبادات و إعتقاد العقائد .
___

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} :

(الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) يُبين سبحانه و تعالى في هذه الآية حد من حدود الشريعة الإسلامية و هي الجلد مائة جلدة على الزاني أو الزانية ، و الزاني هو الذي ينكح إمرأة لا تحل له ، و الزانية هي التي ينكحها رجل لا يحل لها ، و كان حكمهما في الشريعة مائة جلدة للثّيّب أو للمحصن أو لغير المحصن ، هكذا هو الحكم عام ، و يثبت الزنا إما بالإعتراف أو بشهادة أربع شهادات متكاملة متوافقة متشابهة ، ليس بينها خلل ، (الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) يشهد العذاب طائفة من المؤمنين لكي يأخذوا العِبرة و لكي يعطوا زجراً لمن يريد أن يفكر في هذه المعصية و العياذ بالله ، (الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) لأننا إذا أخذنا بهما رأفة و عاملناهما برأفة فسوف تشيع الفاحشة في المجتمع ، و يهون الفحش و المنكر في المجتمع مما يؤدي إلى فساد الأخلاق و فساد المجتمعات و طغيان الظلم ؛ لأن المعصية تورث الظلم ، الإنسان لما يعصي الله عز و جل فإنه يظلم نفسه و يظلم غيره ، و ثم تتفاقم المعاصي و الظلمات حتى تسود المجتمع فيصير المجتمع مجتمع وحشي و العياذ بالله ، و ها نحن نرى الآن في هذا العصر ، كيف إستحال الناس إلى وحوش لا رحمة في قلوبهم ، يسرقون و يزنون و يقتلون و يظلمون و لا يبالون ، لأنهم لا يؤمنون باليوم الآخر و لا بالحساب ، إنما عبدوا الدنيا الفانية و اتخذوا الدرهم و الدينار إلهاً لهم من دون الله عز و جل ، (الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) لأنكم عندما لا تأخذكم بهما رأفة فأنتم بذلك ترأفون  بالمجتمع و بأعضاء المجتمع و بالأجيال القادمة ، (و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إِن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر) فأصل التقوى هو الإيمان بالله و بالبعث ، الإيمان بالله و بيوم الدينونة ، الإيمان بالله و اليوم الآخر ، (و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) لكي تتم العِبرة و يتم الزجر عن تلك المعاصي ، و يؤكد سبحانه و تعالى في الآية التالية أن الزنا هو الوجه الآخر للشرك بالله عز و جل ، لكي يؤكد سبحانه و تعالى أن الشرك هو زنا قلبي ، و لا يتفرق و لا يختلف عن الزنا المادي ، فكلتاهما نجاسة .
___

{الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} :

(الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة) فمقام الزاني أنه لا يتزوج أو لا ينكح إلا زانية مثله أو مشركة ، (و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين) من كان في قلبه إيمان و تقوى و صلاح فلا يسير في ذلك السير ، و لا يعمل في ذلك الطريق ، و قد فَرَّقَ سبحانه و تعالى و جعل مفاصلة في هذا الأمر بين المؤمنين و المشركين ، بين المؤمنين و الزُّنَاة ، (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين) .
___

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} :

(و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادةً أبداً) هنا سبحانه و تعالى يحدد حداً آخر من حدود الشريعة الإسلامية و هو حد قذف المحصنات المؤمنات الغافلات ، فإذا تجرأ أحد ، فإذا تجرأ رجل أو أمرأة على قذف إمرأة مؤمنة أو غير مؤمنة و لكنها عفيفة و اتهامها بما لم تفعل ، فإن الواجب أن يُحدّ هذا الرجل أو تلك المرأة القاذفة بالباطل ثمانين جلدة ، لأن الشهادة في هذا الأمر تتطلب وجود أربعة شهداء يصفون المشهد بوضوح و صراحة ، و أن تكون شهادتهم متكاملة متوافقة ، ليس فيها أي إختلاف أو تناقض ، (و الذين يرمون المحصنات) أي العفيفات ، (ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة) ما معنى أن يأتي بأربعة شهداء ذلك القاذف؟ أي أن واقعة الزنا و العياذ بالله تكون على قارعة الطريق أو في مكان عام أمام الناس ، فهذا يكون تمام الفحش و الفُجر من قبل الزاني و الزانية ، و بالتالي يستحقون عقوبة الزنا و يصدق قول الإيه؟ الشاهد في تلك الحالة ، و الله سبحانه و تعالى عندما أنزل هذه الأحكام ، إنما أنزلها ليُحافظ على المجتمعات ، و يُرقي المجتمعات و يطهرها و يُنقيها و يَسِمَها بالأخلاق ، (و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادةً أبداً) يعني أنهم يجلدون القاذفون بالباطل و كذلك تمنع أو يمنع قبول الشهادة منهم في مستقبل الأيام لكي يكونوا عِبرة لمن يعتبر ، (و أولئك هم الفاسقون) أي يُسَمّون و يوسمون بتهمة الفسق .
___

{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} :

(إلا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا) إلا من ظهرت عليهم أمارات التوبة و الصلاح ، (فإن الله غفور رحيم) الله سبحانه و تعالى غفور رحيم و بالتالي يجب على المجتمع أن يتسم بصفة الغفران و الرحمة مستفيضاً من الله سبحانه و تعالى و من صفاته .
___

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ¤ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ¤ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ¤ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} :

(و الذين يرمون أزواجهم و لم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ¤ و الخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين) هنا الله سبحانه و تعالى يُبين حدّاً آخر أو مسألة أخرى من مسائل الشريعة و الفصل بين إيه؟ الناس في المجتمع ، إذا اتهم رجل زوجته بصدق أو بباطل فإنه لا يغني إتهامه شيئاً أمام الله سبحانه و تعالى و أمام الشريعة ، فيجب عليه أن يأتي بأربعة شهداء ، فإن لم يجد الشهود الأربع و لم يكن متوفر شهود أربع ، و لم يكن هناك شاهد من البشر إلا هو ، فأنزل الله سبحانه و تعالى هذا الحكم و أسماه حكم الملاعنة أو اللِّعان : أي أنه يحلف بالله عز و جل أمام القاضي أربع شهادات بالله ، أربع مرات ، أي كأنه يقوم مقام الأربعة شهود أنه صادق ، و أن زوجه خائنة و وقعت في جريمة الزنا ، و يقول أنه صادق و يحلف بالله أربع شهادات مقام أربع شهود ، ثم يحلف حلفاً خامس أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، و لا يتوقف الأمر عند ذلك ، بل يتوجه إلى المرأة إن اعترفت فكان بها ، فيُقام عليها حد الزنا ، و إن لم تعترف و يدرأ عنها العذاب أي أنها إيه؟ ربما تكون صادقة أيضاً ، أن تشهد أربع شهادات بالله ، تحلف بالله أربع مرات مقام أربعة شهود أنه من الكاذبين ، أن هذا المفتري هو كاذب ، و تحلف حلفاً خامس : (و الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين) فأورث سبحانه و تعالى اللعنة على المُتَّهِم ، و أورث الله سبحانه و تعالى الغضب على التي كذبت في نفيها لتلك التهمة ، فاللعن و اللعنة تنزل على الزوج ، و الغضب ينزل على الزوجة ، إن كان أحد منهما كاذبا فيما يدعيه أو فيما ينفيه .
__

{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} :

(و لولا فضل الله عليكم و رحمته و أن الله تواب حكيم) طبعاً جريمة الزنا إن نتج عنها مولود فإنه يُلحق بالأم بعد اللعان و التفريق بين الزوجين المتلاعنين ، (و لولا فضل الله عليكم و رحمته و أن الله تواب حكيم) أي أن هذه الأحكام هي من فضل الله عز و جل و رحمته لكي تكون المجتمعات نقية طاهرة عفيفة ، لا ينتشر فيها الفحش ، و بالتالي لا ينتشر فيها الظلم و الجور ، لأن الظلم و الجور ينشيء العداوة و البغضاء و السلوك العدواني في المجتمعات و عدم الإستقرار ، (و لولا فضل الله عليكم و رحمته و أن الله تواب حكيم) أي أن الله في نهاية الأمر هو تواب فيجب أن تتصفوا بصفة التوبة ، و أنه حكيم فيجب عليكم أن تتصفوا بصفة الحكمة التي هي ضالة المؤمن .

__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 


============================


عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عبد الرزاق
كيف حالكم يانبي الله الكريم
عبد الرزاق
أرجو أن تكونوا بأتم صحة وعافية
عبد الرزاق
ليلة الخميس 6/30قبل النوم دعوت الله ربي عز وجل وسألته الرحمة ف رأيت صباحآ رؤية رأيت أن أبو عبدالرحمن ينظف بيتي من الغبار وكذلك يزيل بيوت العنكبوت من أطراف خزانة الملابس ويقابله عبدو (رحمه الله) كان ينظف من الطرف المقابل. انتهى
عبد الرزاق
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم

اليوم، الساعة 6:54 ص

You sent

دعائك ازال ذلك الغبار العالق في بعض الاركان و طهره من بقايا شرك خفي علقت به
You sent
و كان المزيل فيض صفة الرحمن
You sent
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق