راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 2 يوليو 2022

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من النور .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من النور .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

شرح سيدي و حبيبي نبي الله يوسف بن المسيح ﷺ الوجه الثاني من سورة النور المباركة ، و بدأ نبي الله الحبيب جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة النور .
___

و ثم قام نبي الله يوسف الثاني ﷺ بشرح الوجه  فيقول :

في هذا الوجه المبارك من أوجه سورة النور ، يُخبرنا سبحانه و تعالى عن حادثة الإفك التي حدثت أيام النبي محمد ﷺ ، يقول تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} :

(إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) يُخبرنا سبحانه و تعالى عن حادثة حدثت أيام النبي ﷺ و هي تخص السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما كانت مع النبي ﷺ في غزوة بني  المصطلق ، عندما كان الجيش ، جيش النبي ﷺ راجعاً قافلاً من تلك الغزوة سقط من السيدة عائشة عقد لها ، فجعلت تتلمسه حتى سار الجيش و نسيها ، فجلست السيدة عائشة في مكانها لعل أحداً من الجيش يرجع إليها و نامت ، فوجدها الصحابي الجليل صفوان فردها إلى المدينة المنورة ، و عندما شاهد المنافقون هذا المشهد بدأوا يتكلمون في عرض السيدة عائشة و يقولون : ما سلمت منه و ما سلم منها ، يقصدون صفوان -رضي الله عنه- ، و كانت هذه تجربة إجتماعية صعبة جداً على المسلمين ، حيث إختبر الله سبحانه و تعالى إيمان المؤمنين و أظهر(فضح ) المنافقين ، (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم) خير لكم كي إيه؟ تظهر علامات النفاق على المنافقين و كي يُعرَفوا و كي يُحذر منهم ، و كذلك لكي يكون درساً للمجتمعات في عدم الخوض في أعراض الناس ، (إن الذين جاؤوا بالإفك) و الإفك هو الإثم الشديد و الكذب الشديد ، إفك أي فعل أو كلمة يتأفف منها و تُترَك لنجاستها و هو الكذب العظيم ، لذلك سُمي هذا الفعل بإفك لأنه منفك عن التقوى ، (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) أي جماعة منكم ، كان فيهم بعض الإيمان و لكن سقطوا في تلك التجربة و في ذلك الإمتحان ، (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم) أي في باطن هذا الأمر العصيب خير لكم و خير لمجتمعكم و تصفية لها و تصفية له ، (لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم) كل واحد قال كلمة دون أن يتبين و لم يتقي الله عز و جل ، ف له نصيبه من ذلك الإثم ، (و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) عبد الله بن أُبَي بن سلول رأس المنافقين هو الذي بدأ يتحدث و يُلقي الأكاذيب على السيدة عائشة -رضي الله عنها- و عن صفوان -رضي الله عنه- ، فله عذاب عظيم في الدنيا و الآخرة ، و هنا الله سبحانه و تعالى في الآية التالية يُعاتب المؤمنين و يُعاتب المجتمع المؤمن و يقول لهم .
___

{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} :

و يقول لهم : (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيراً و قالوا هذا إفك مبين) يعني إذا كنتو في الوقت اللي سمعتوه فيه هذا الكذب و هذا الإفك و ظننتم بأنفسكم خيراً أولاً و قلتم : أنّا نحن المؤمنون لا نفعل ذلك فكيف بأم المؤمنين زوج النبي ﷺ تفعل ذلك !!!!، فهكذا إن كنتم تطنون في أنفسكم الخير لكنتم ظننتم الخير في أم المؤمنين ، فهكذا الله سبحانه و تعالى يُعاتبهم و يُقرعهم على هذا الإثم و على هذا الحديث الذي تحدثوه ، (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيراً و قالوا هذا إفك مبين) لو أنهم أحسنوا الظن بأنفسهم لأحسنوا الظن بالمؤمنين ، و هكذا الإنسان يرى الناس بعين طبعه و العياذ بالله .
___

{لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} :

(لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء) ألم يعلموا أنّ قذف المحصنات المؤمنات الغافلات إثم عظيم؟!! و فيه حدٌ من حدود الله ، ثمانين جلدة ،
(لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء) ألم يعلموا أن الإتهام لا بد له من أربعة شهود يشهدون شهادات واضحة كاملة غير متناقضة ، فإذ لم يأتوا بالشهداء (فأؤلئك عند الله هم الكاذبون) حكم هؤلاء الذين يتهمون الناس بالزور و الباطل في مسائل الشرف و الأعراض أنهم كاذبين عند الله ، إن لم يكن معهم أربعة شهود يشهدون شهادات كاملة واضحة غير متناقضة .
___

{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} :

(و لولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم) فإن الله سبحانه و تعالى غضب من فعلكم و كاد أن ينزل عليكم عذاباً من السماء لولا أنه تفضل عليكم و رحمكم ببركة النبي ﷺ و ببركة المُخلِصين من المؤمنين ، (و لولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم) (لمسكم) أي أحاط بكم و اجتالكم اجتيالاً شديداً .
___

{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} :

(إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هيناً و هو عند الله عظيم) الله سبحانه و تعالى يصف حال ذلك المجتمع في ذلك الزمان ، عندما تلقوا تلك الفرية و تلك الكذبة و ذلك الإفك بألسنتهم ، من لسان للسان ، و بدأوا يَلوكون هذه الكذبة و يتكلمون عنها و يخترقون الأحداث الكاذبة ، (إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم) أي تتحدثون بالباطل و بالكذب ، (و تحسبونه هيناً) أي تحسبون أن الحديث ، مجرد الحديث في أعراض الناس أمر هين ، (و هو عند الله عظيم) هو عظيم جداً عند الله و له حُرمة عظيمة .
___

{وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} :

(و لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا) يعني لو واحد منكم سمع الكلام ده ، من الذين خاضوا فيه و قالوا : ليس لنا حق أن نتكلم في هذا الأمر ، (و لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا) ، (سبحانك) أي تنزيه لله عز و جل ، (سبحانك هذا بهتان عظيم) أي أننا نرى أنه بهتان و كذب عظيم .
___

{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} :

(يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً) ربنا بيحذر الذين وقعوا في هذه السقطة أن يعودوا لمثل هذا الفعل مرة أخرى ، (إن كنتم مؤمنين) إن كان في قلوبكم ، إن كنتم مستقرين على الإيمان ، (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً) أي لا تعودوا لمثله أبداً ، (إن كنتم مؤمنين) .
___

{وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} :

(و يبين الله لكم الآيات و الله عليم حكيم) الله سبحانه و تعالى يُبين لنا المواعظ و النصائح و الآيات و العظات ؛ لأن الله هو العليم أصل الوحي و المعرفة ، و هو الحكيم أصل الحكمة .
___

{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} :

(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة) الذي يتحدث في أعراض الناس هو في الأساس يريد أن يشيع الفاحشة و الكلام الفاجر و الأخلاق السيئة في المجتمعات حتى تهون هذه الأمور ، (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون) الله سبحانه و تعالى يعلم مآلات الأمور و يعلم مآلات التهاون في أعراض الناس و في التحدث عن أعراض الناس ، مجرد التهاون في اللسان و الكلام عن أعراض الناس يؤدي إلى الفجور و يؤدي إلى نشر الفحش و الفاحشة في المجتمعات ، فالله سبحانه و تعالى يريد أن يكون المجتمع المؤمن مجتمع نقي طاهر عفيف ، فسَدَّ سبحانه و تعالى تلك الثغرات و منع الناس من أن يلوكوا بأفواههم الكذب و الخوض في الأعراض ، و ذلك على إيه؟ من باب القياس على قوله تعالى : (و لا تقربوا الزنا) أي لا تأتوا إلى مسببات الزنا و لا تحوموا حول الحِما  ، كذلك من باب عدم الحوم حول الحِما أن لا نتحدث في أعراض الناس و لا نخوض فيها ، (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون) أي أن الله يعلم الحكمة حتى و لو لم تعرفوها , فالواجب عليكم أن تتبعوا أوامر الله سبحانه و تعالى و أن تجتنبوا خطوات الشيطان .
__

{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} :

(و لولا فضل الله عليكم و رحمته و أن الله رؤوف رحيم) أي أن هذه الأحكام و تلك الحادثة هي من فضل الله سبحانه و تعالى على المجتمع المسلم و هي من تمام فضل الله سبحانه و تعالى ، و فيه الخير لأمة الإسلام ، (و لولا فضل الله عليكم و رحمته و أن الله رؤوف رحيم) أي أن الله سبحانه و تعالى بتلك الأحداث ، في حقيقة الأمر هو تفضل عليكم و آتاكم من رحمته و آتاكم من رأفته سبحانه و تعالى .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 


===========================



اليوم، الساعة 5:49 م



=====================================================


سماح :
سيدي انا كل يوم أقرأ سورة البقرة بنية الشفاء لك ولي واسمع الرقية كل ليلة رأيت أمس رؤيا وعندما استيقضت تذكرتك رأيت انني أدرس في قسم مع مجموعة من الزملاء وكانت المعلمة (اسمها شهرزاد معلمتي في المدرسة الابتدائية ) كانت تلقي علينا درس وذلك الدرس عبارة عن أغنية اسمها طبيب جراح كانت تأمر كل واحد منا بأن يغنيها فكانو يغنون الا أنا كنت أختبئ لكي لا تأمرني بغنائها .ثم رأيتها وقفت عندي وامرتني بترديد الأغنية وكنت خجولة وبدأت أبحث عن الورقة التي كتبت فيها الاغنية حتى وجدتها ثم بدأت أغني طبيب جراح قلوب الناس أداويها........وياما جراح وهنا نسيت الكلمة الموالية فقلت المعلمة انني نسيتها فقالت لي حاولي ان تقرئيها ثم اكملت الأغنية وياما جراح فضلت الليل أداويها وانتهت الرؤيا
اليوم، الساعة 8:12 م
8:12 م
You sent
شهر زاد = تزداد دعوتنا شهرة و شيوعا , و اغنية طبيب جرّاح هي بيعة يوسف بن المسيح فبايعي عليك السلام و رحمة الله و بركاته
Maissa
ان شاء الله
Maissa
Sali Maissa
قريبا
You sent
أحسنتِ
Maissa
Sali Maissa
جزاك الله خيرا
You sent
آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق