راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 3 يوليو 2022

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس من النور .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس من النور .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

شرح سيدي و حبيبي نبي الله يوسف بن المسيح ﷺ الوجه الخامس من سورة النور المباركة ، و بدأ نبي الله الحبيب جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الخامس من أوجه سورة النور .
___

و ثم قام نبي الله يوسف الثاني ﷺ بشرح الوجه  فيقول :

في هذا الوجه المبارك يضرب الله سبحانه و تعالى الأمثال ، و يضرب الله سبحانه و تعالى مثلاً لنوره ، و قال تعالى : ليس كمثله شيء ، أي أنه ليس شيئاً كمثل الله عز و جل ، و كذلك في نفس الوقت يضرب سبحانه و تعالى الأمثال لصفاته و من الممكن أن يتمثل الله سبحانه و تعالى في الرؤى و لا يتعارض ذلك مع قوله تعالى : ليس كمثله شيء ، لأن الرؤيا تمثل للتوضيح و التعليم و الإفاضة من صفاته العليا سبحانه و تعالى ، فيقول تعالى :

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} :

(الله نور السماوات و الأرض) أي أنه نور كل شيء ، (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) يضرب سبحانه و تعالى مثلاً ليُفهمنا طبيعة نوره تعالى ، فيقول : أرأيتم إلى تلك الكوة التي تكون في جدران بيوتكم و المسماة بالمشكاة ، التي تضعون فيها المصابيح ، (كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة) الزجاجة هي التي تُحيط بإيه؟ بالشمعة أو بفتيل الزيت كي تحفظه من الرياح كي لا ينطفيء ، و في نفس الوقت تكون هناك فتحة عليا في تلك الزجاجة لتدخل الأكسجين ليزداد النور نوراً و لكي لا ينطفيء ، فيمثل الله سبحانه و تعالى نوره كأنه مشكاة أي كوة في جدار بيت ، هذه الكوة فيها مصباح زجاجي ، أو هذه الكوة فيها مصباح أي إيه؟ مصدر للنور سواء أكانت شمعة أو فتيل زيت ، (المصباح في زجاجة) أي مغلف و محاط بزجاجة ، فيها فتحة عليا ، (الزجاجة كأنها كوكب دري) الزجاجة مثلها الله سبحانه و تعالى كأنها كوكب من دُر ، من درر ، منير ، (يوقد من شجرة مباركة) أصل زيت الإضاءة من الشجرة المباركة و هي شجرة الزيتون ، (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية) أي ليس لها مكان و ليس لها  زمان ، أي أن نور الله لا يحده مكان و لا يحده زمان مع أنه سبحانه و تعالى مَثَّلَ نوره بالمشكاة التي تكون في جدار البيت ، إذاً هو سبحانه و تعالى يمثل صفاته لكي نفهمها و نستفيض منها و نتعلمها و في نفس الوقت ينفي سبحانه و تعالى أنه يكون مثيل كل شيء أو أي شيء ، ليس كمثله شيء فيقول : أن نوره سبحانه و تعالى و صفاته لا تحدها زمان و لا يحدها مكان ، و يضيف سبحانه و تعالى في وصف نوره : (يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار) أي أنه مضيء بذاته ، لا يحتاج إلى شيء ليُضيئه ، بل هو مضيء بذاته ذلك النور و ذلك الزيت المبارك ، (نور على نور) أي نور فوق نور ، نور فوق نور ، أي نور ليس كمثله شيء ، (يهدي الله لنوره من يشاء) من أراد أن يصل إلى نور الله فسيصل ، هذا معنى (يهدي الله لنوره من يشاء) أي أنه وضع الإرادة في صدر الإنسان المُكَلّف و في صدر كل مُكلّف ، (و يضرب الله الأمثال للناس) هذه طبيعة الله سبحانه و تعالى أنه يضرب الأمثال للناس لكي يفهموا و يتعلموا و يستفيضوا من تلك الأمثال و لكي تكون هذه الأمثال لها إفاضات عبر الزمان و عبر المكان لا تنتهي أبداً ، بل هي إفاضات و فيوض مستمرة , لأنها أمثال ، (و الله بكل شيء عليم) الله سبحانه و تعالى محيط و عليم بكل شيء ، في هذه الآية المباركة ؛ آية النور و آية المشكاة ، علمنا من قرائن عدة أن الله لا يحده مكان و لا يحده زمان و كذلك علمنا أن الله في كل مكان و في كل زمان ، عندما شبه نوره سبحانه و تعالى بالمشكاة التي تكون في جدران البيوت ، (كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شيء عليم) ، ففي هذه الآية علمنا من تلك القرينة أن الله في كل مكان و في كل زمان ، كما أنه لا يحده مكان  و لا يحده زمان ، و علمنا أن الله يمثل صفاته لنا كي نفهمها و نعلمها و نستفيض منها و في نفس الوقت يقول : ليس كمثله شيء ، كذلك في آية قادمة في هذا الوجه سنعلم أن الله موجود في كل مكان ، عندما يقول تعالى : (و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً و وجد الله عنده) أي وجد الله عند ذلك المكان الذي ظنه الظان الكافر بأنه ماء ، فهنا الله يؤكد أنه موجود في كل مكان ، فهي قرينة .
___

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} :

يقول تعالى : (في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال) يذكر سبحانه و تعالى المساجد المباركة المقدسة المطهرة ، (في بيوت أذن الله أن ترفع) أي تقام و يعلو شأنها و ترفع بين الناس أي يعلو شأنها بين الناس ، (و يذكر فيها اسمه) أي يسبح الناس فيها إسم الله عز و جل ، (و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال) ، (يسبح له فيها بالغدو و الآصال) أي أن الله سبحانه و تعالى يُنزه نفسه فيها بالغدو و الآصال أي مع الضحى و مع قدوم الضحى بعد الشروق ، و كذلك الآصال أي قبل غروب الشمس ، أي في كل إيه؟ في كل زمان من اليوم أو على مدار اليوم ، من الذي يُسبح؟؟ الله ، كذلك الرجال .
___

{رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} :

(رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة) الذي يسبح أيضاً هم رجال ، الذين يذهبون إلى المساجد رجالاً أي على أقدامهم من الذكور و الإناث ، (رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة) أي أن بيعهم و تجارتهم ليست بعقبة أمام تسبيحهم لله عز و جل ، و إقامتهم للصلاة و إيتاءهم للزكاة و الطهارة ، (يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب و الأبصار) هكذا هو سبب  إيمانهم أنه متعلق بالخوف من يوم الحساب ، يوم البعث ، و هكذا أصل الإيمان و سبب الإيمان و عقدة الإيمان و مناط الإيمان سببه : الإيمان بالبعث ، الإيمان باليوم الآخر ، (يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب و الأبصار) تتقلب القلوب أي تنتقل من مكانها إلى مكان آخر ، كأن تصل إلى الحناجر ، و هذا وصف مجازي ، لتبين شدة الموقف و هول الموقف ، (تتقلب فيه القلوب و الأبصار) أي تتردد الأبصار في كل مكان يمنةً و يسرةً ، من الإضطراب الشديد ، و هذا وصف لهول الموقف .
___

{لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} :

في هذا اليوم المبارك المقدس الذين يجزون فيه كل خير ، (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله) أي أن الله سبحانه و تعالى يجزي المؤمنين على أفضل عمل عملوه ، يرى الله سبحانه و تعالى و ينظر في صحف أعمالهم فيرفع و يُرقي جميع أعمالهم إلى أحسن عمل عملوه في الدنيا ، هكذا يجبر الله سبحانه و تعالى جميع أعمالهم على أفضل عمل عملوه في الدنيا ، (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله) و كذلك يزيدهم فوق إحسانهم إحساناً ، (و الله يرزق من يشاء بغير حساب) هذا رزق الله العظيم في الدنيا و الآخرة .
___

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} :

(و الذين كفروا أعمالهم كسراب) يُشبه الله سبحانه و تعالى أعمال الكفار كسراب ، يعني وهم و ضلال ، (و الذين كفروا أعمالهم كسراب) أوهام كمعتقداتهم الوهمية ، (و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) بقيعة يعني بمنخفض من الأرض ، قاع ، قيعة يعني منخفض بسيط من الأرض ، (يحسبه الظمآن ماء) من بعيد عندما ينظر الظمآن في شدة الحر إلى مكان فيه منخفض بسيط ، يظن أن هذا المكان ممتليء بالماء ، و هذا هو السراب و هي تلك الأوهام التي عند الكفار ، هكذا شبهها الله سبحانه و تعالى بالسراب و الأوهام ، (و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) بمنخفض بسيط من الأرض ، (يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه) أي وصل لذلك المكان و تلك البقيعة أي المنخفض و شبه الله سبحانه و تعالى مكان عمل الكفار بالقيعة أي المنخفض ، أي أن أعمالهم منخفضة أو أنهم منخفضون أو أنهم خالدون مخلدون إلى الأرض ، (أعمالهم كسراب) كأوهام ، (حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً) لم يجد شيئاً من تلك الأوهام و من تلك الأعمال التي كان يظنها حقائق ، و هي في حقيقة الأمر هي ليست بحقائق بل هي أوهام ، (حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً و وجد الله عنده) وجد الله سبحانه و تعالى ، (فوفاه حسابه) أي أن الله سيُحاسبه و سيُناقشه الحساب و سيُطلعه على صحف أعماله ، (و الله سريع الحساب) الله سبحانه و تعالى لا يتعب من الحساب بل هو سريع الحساب .
___

{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} :

كذلك شبه الله سبحانه و تعالى أعمال الكفار : (أو كظلمات) كأنها ظلمات ، أعمال الكفار هي ظلمات ، (في بحر لُجِّيٍّ) في بحر شديد الموج ، له أمواج كثيرة ، لُجِّيٍّ أي متلاطم الأمواج ، (يغشاه موج من فوقه موج) أمواج كثيرة فوقها ، بعضها فوق بعض ، (يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب) أي أن السحب فوق تلك الأمواج في تلك الظلمة و في تلك اللُجة ، (ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها) من شدة الضباب و من شدة الظلمة ، هذه هي أعمال الكفار و هذا هو تشبيه أعمال الكفار بأنها ظلمات و ظلمة ، بأنها ظلمات و ظلمة ، هي ظلمات و ظلمة ، و ظلمات و ظلم ، في ذلك الليل و تلك الحُجب التي تحجبهم عن الله عز و جل ، (و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) لأن أصل النور هو الله سبحانه و تعالى و هو الذي يجعله لبني البشر و للمكلفين جزاء أعمالهم و بحثهم عن الله عز و جل و تزكيهم و ترقيهم .
___

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} :

(ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات و الأرض و الطير صافات) يُحَدث الله سبحانه و تعالى النبي و كل نبي و المؤمنين ، (ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات و الأرض) يؤكد الله سبحانه و تعالى على أن كل من في السماوات و الأرض و كل ما في السماوات و الأرض يُسبح الله سبحانه و تعالى و يُنزه الله سبحانه و تعالى ، و أصل ذلك التسبيح أنهم طير أي روحانيون ، (و الطير صافات) أي يترقون في الروحانية و هم صافات ، و كذلك صافات أي أنهم مُصطَفُّون و متصافون ، مُتَصَافّون أي صفوف ، و كذلك متصافون أي بينهم صفاء ، و هذه هي صفات الطير المؤمنين ، (كل قد علم صلاته و تسبيحه) كل منهم عَلِمَ كيف يصلي و عَلِمَ كيف يسبح ، و كل منهم تلقى وصاله و فيضه من الله تعالى ، (و الله عليم بما يفعلون) الله سبحانه و تعالى يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ، (و الله عليم بما يفعلون) الله يعلم ظاهرهم و باطنهم و سرهم و علانيتهم .
___

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} :

(و لله ملك السماوات و الأرض و إلى الله المصير) يؤكد سبحانه و تعالى أنه مالك السماوات و الأرض و مالك كل إيه؟ كل شيء في هذا الكون ، (و إلى الله المصير) أي أن المرجع إلى الله تعالى في نهاية المطاف ، فمن عَلِمَ أن المرجع إلى الله عز و جل و آمن بالبعث أي باليوم الآخر فحريٌ به أن يعمل و يتقي الله و أن يؤمن بالأنبياء المبعوثين في هذه الدنيا ، لأن بعث الأنبياء هو مثال على البعث في اليوم الآخر ، فمن آمن بهذا آمن بذاك .
___

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ} :

(ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً) يذكر سبحانه و تعالى نعمة من نِعمه تعالى في هذه الدنيا فيقول : ألم تر يا محمد أن الله يزجي سحاباً أي يجمع السحاب الخفيف ، (ثم يؤلف بينه) أي يزيده كثافة ، (ثم يجعله ركاماً) أي متراكماً بعضه فوق بعض ثقيلاً ، ثم (فترى الودق يخرج من خلاله) ترى إيه؟ الأمطار تخرج من خلال تلك السحب على الأرض ، و كذلك (و ينزل من السماء من جبال فيها من برد) يعني  تلك السحب كأنها جبال تنزل منها الأمطار و ينزل منها البَرَد أي الثلوج الصغيرة و كذلك من معانيها أن السحب عندما تصطدم برؤوس الجبال الباردة فتتكثف بشدة ثم تهطل الأمطار و يهطل البَرد على الأرض في مجارٍ تنشيء الأنهار ، (و ينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء و يصرفه عن من يشاء) هذا هو تقدير الله عز و جل و توزيعه للأرزاق ، فيُعطي من شاء و يصرف عن من شاء ، (يكاد سنا برقه) أي ضوء برق تلك السحب يذهب بالأبصار من شدته و قوته و عظمته و كثافة أمطاره و بَرَده .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق