راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 3 يوليو 2022

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من النور .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من النور .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

شرح سيدي و حبيبي نبي الله يوسف بن المسيح ﷺ الوجه السادس من سورة النور المباركة ، و بدأ نبي الله الحبيب جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السادس من أوجه سورة النور .
___

و ثم قام نبي الله يوسف الثاني ﷺ بشرح الوجه  فيقول :

في هذا الوجه العظيم يذكر سبحانه و تعالى آيةً من آياته ، آية تدل على بديع صنعه و خلقه و هندسته لهذا الكون ، يقول تعالى :

{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ} :

(يقلب الله الليل و النهار) أي أنه يزيد و ينقص من أوقات الليل و النهار ، و أنه يولج النهار في الليل و يولج الليل في النهار ، (إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) هذه عِبرة و سبب للتفكر و الإتعاظ و التدبر لأصحاب البصائر و لأصحاب الفطر السليمة ، فهنا سبحانه و تعالى يجذب إليه العقول و يستنهضها كي تبحث عنه سبحانه و تعالى .
___

{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :

(و الله خلق كل دابة من ماء) كل دابة تدب مخلوقة من ماء ، (فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) فيثبت سبحانه و تعالى أن الماء هو أصل الحياة ، الماء هو أصل الحياة و أصل الخِلقة و هو تمثل الوحي و الحياة و الوصال ، (و الله خلق كل دابة من ماء) سواء أكانت من الخلية الأولى قد تكون أيضاً من ماء ، لأن الخلايا هي من الماء أو كان مركباً أو مخلوقاً مركباً معقداً ، كذلك يكون أصله من ماء ، (و الله خلق كل دابة من ماء) ، (فمنهم من يمشي على بطنه) أي يزحف ،  (و منهم من يمشي على رجلين) أي منتصب ، (و منهم من يمشي على أربع) كالبهائم ، (يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) هو له القدرة سبحانه و تعالى المطلقة في كل زمان و في كل مكان .
___

{لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} :

(لقد أنزلنا آيات مبينات) آيات مبينات مع الأنبياء موضحات مفصلات ، (و الله يهدي من يشاء) من يريد طريق الخير فإن الله يهديه إلى صراط مستقيم ؛ إلى صراط التوحيد و الإيمان و طريق الأنبياء .
___

{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} :

(و يقولون آمنا بالله و بالرسول و أطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك و ما أؤلئك بالمؤمنين) هؤلاء هم المنافقون الذين آمنوا بعض الوقت و كفروا جُلّ الوقت ، (و يقولون آمنا بالله و بالرسول و أطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك و ما أؤلئك بالمؤمنين) الإعراض هو آية من آيات النفاق .
___

{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ} :

(و إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون) يأنفون من حكم الله و الرسول و يتكبرون على حكم الله و الرسول ، و هذا من صفات المنافقين .
___

{وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} :

(و إن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) و لو كانت لهم بًغية و لو كان لهم هدف و لو كانت لهم غايات يأتون إلى الحق ، إلى حكم الله و الرسول مذعنين أي مطيعين خاضعين ، ف هم انتهازيون ، فهكذا المنافق انتهازي يسير خلف رغبته و يسير خلف شهوته ، (و إن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) .
___

{أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} :

(أفي قلوبهم مرض) هنا يتسائل سبحانه و تعالى تساؤل استنكاري لكي يصرفنا عنهم و عن صفاتهم ويحذرنا منهم و من صفاتهم ، (أفي قلوبهم مرض) هل هناك أمراض قلبية عندهم نتيجة الشهوات المحرمة و المعاصي ، (أم ارتابوا) أو شكّوا ، (أم يخافون أن يحيف الله عليهم و رسوله) أي هل يخافون أن يظلمهم الله و الرسول ظلماً شديداً ، و الحيف و الإيه؟ و الإنقاص من الحق ، يحيف أي ينقص من الحافة ، من حافة الشيء ، أي لا يعدل و هو تعبير مجازي على عدم العدل ، أي هل يخافون ألا يعدل الله و رسوله؟؟ فتلك كلها أسئلة استنكارية من الله سبحانه و تعالى غرضها التنفير من ذلك السلوك ، (بل أؤلئك هم الظالمون) أكد سبحانه أن من فيهم تلك الصفات هو ظالم لنفسه ، ظالم لغيره .
___

{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} :

(إنما كان قول المؤمنين) يبين سبحانه و تعالى المفترض من سلوك المؤمنين ، فيقول : (إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا) هكذا يُسلموا و يطيعوا و يستسلموا لله و للرسول ، و جزاءهم أنهم يكونون مفلحين (و أؤلئك هم المفلحون) صفتهم أنهم المفلحون الفائزون ، (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا) أي استمعنا إلى القول و أتبعناه بالطاعة ، كأنهم آمنوا  ثم استقاموا على نفس النسق ، قل آمنت بالله  ثم استقم على نفس النسق سمعنا و أطعنا ، أي أتبعنا الإيمان بالعمل الصالح .
___

{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} :

(و من يطع الله و رسوله و يخش الله و يتقه فأؤلئك هم الفائزون) صفة الفائز المفلح أنه يطيع الله و الرسول و يخشى الله و يتقيه أي يخاف الله و يجعل بينه و بين عذاب الله وقاية  
___

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} :

(و أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن) يُظهر سبحانه و تعالى و يُبين صفة أخرى من صفات المنافقين فيقول : بأنهم يقسمون و يكثرون من الحلف ، يكثرون من الحَلف و يجعلون الله عُرضة لأيمانهم ، (و أقسموا بالله جهد أيمانهم) أي بكل جهد في إقسامهم ، (لئن أمرتهم ليخرجن) يعني لئن أمرتهم للجهاد و القتال  سيخرجون معك ، (قل لا تقسموا) مش محتاجة قسم هي ، ربنا بيقول هي مش محتاجة قسم ، ليه؟ (طاعة معروفة) يعني طاعة النبي أمر معروف و أمر بديهي ، و بالتالي مش محتاجة إن إنتم تقسموا و تؤكدوا إن إنتم هتطيعوا الرسول لما يأمركم بالخروج في سبيل الله ، و بالتالي ده دليل على إنكم إيه؟ مش واثقين في أنفسكم و دليل على أنكم إيه؟ تتخذون الله و الرسول و المؤمنين هزواً ، فربنا سبحانه و تعالى بيؤكد و بيقول : (إن الله خبير بما تعملون) أي أنه يعلم ظاهركم و باطنكم ، و ذكره سبحانه و تعالى لهذه الآية فيها زجر للمنافقين و دعوة لهم أن يعودوا إلى الإيمان الصافي و الخالص ، لأن المنافق من الممكن أن يتوب و يعود إلى الله عز و جل ، (و أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا) مش محتاجة قسم لأنه أمر إيه؟ معروف ، (طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون) .
___

{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} :

(قل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول) أمر من الله سبحانه و تعالى بطاعة الله ، بطاعته و بطاعة الرسول ، (فإن تولوا) أعرضوا عنك ، (فإنما عليه ما حُمِّلَ) على الرسول إيه؟ ما حُمِّلَ من الأمانة أي أنه يُبلغ فقط ، (و عليكم ما حملتم) أي أنكم حُمِّلتُم أمانة الإستجابة و أمانة البحث و أمانة الإستخارة عن صدق هذا النبي ، (و إن تطيعوه تهتدوا) لو أطعتوا النبي سوف تهتدون إلى الصراط المستقيم و تُهدَى قلوبُكُم و تؤمن ، (و ما على الرسول إلا البلاغ المبين) وظيفة النبي إنه يبلغ بشكل مُفَصَّل ، هذه هي وظيفة النبي و كل نبي .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 


==========================


اليوم، الساعة 10:06 م

You sent
الحمد لله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق