درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الإنسان .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الإنسان ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من سورة الإنسان ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه العظيم من السورة المباركة ، سورة الإنسان و الإنسان من النسيان لأن الإنسان من طبعه النسيان ، قال تعالى : (اليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) و قال تعالى : (و من أظلم ممن ذُكِرَ بآيات ربه فأعرض عنها و نسي ما قدمت يداه) فهكذا من طبيعة الإنسان و من جِبلَته العجل و الهلع و النسيان فهو إنسان ، كذلك إنسان من الأُنس و أنه يُحب المجتمع و الأُنس و الإجتماع إلى الناس فهذا من طبيعة الإنسان .
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .
_____
{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} :
يقول تعالى مُحفزاً الذاكرة الإنسية و مُحفزاً الهمة البشرية في التذكر و الإعتبار و الخشوع و قراءة الأخبار و التواريخ للأزمان و الأماكن و التدبر في خلق الله و البحث فيقول مُحفزاً الإنسان : (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) يعني يا أيها الإنسان هل أتى عليك فترة من الزمن ، من الأحقاب لم تكن شيئاً مذكورا أي أنك كنت عدماً أو إنك كنت شيء غير مذكور ، يعني شيء بسيط ، خلية حية أولى ، كائن له أهداب في المياه ، كائن بحري بسيط ، نبتة ، بعد كده كائن على قوائم أربع ، ثم كائن منتصب ، ثم كائن مستظل في الكهوف ، ثم كائن مستوي كامل الخِلقة العقلية و الجسدية مستعد لتلقي الوحي الإلهي ، و اللي/الذي كان منهم آدم ، تم إصطفاء آدم منهم -عليه السلام- ، فهنا ربنا بيحفز الإنسان إن هو/كي يتدبر في الأرض و في الكون ليعرف أصول نشئته ، و كلمة النشئة كما ذكر الإمام المهدي الحبيب في القرآن لها دلالة عظيمة على تطور خلق الإنسان في ستة أطوار ، كذلك على تطور أسلوب التكاثر في الجنس البشري على ستة أشكال ، و لمن أراد أن يستزيد فليُراجع مقالة "كشف السر" و مقالة "تعزيزاً لمقالة كشف السر" في المدونة ، فهنا الله سبحانه و تعالى يُحفز الإنسان على التذكر و على التدبر و على أن يكتشف و يبحث عن أصل خِلقته وفقاً لنظرية التطور .
_____
{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} :
طيب ، هنا بقى نتذكر و نقول : يقول تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ) و النطفة هي العلقة ، و هي الخلية التي نسميها الزايكوت....Zygot و هي الناتجة عن إتحاد الحيوان المنوي مع البويضة فتُسمى نطفة ، (أَمْشَاجٍ) أي أخلاط ، يعني هذه النطفة اللي/التي هي الزايكوت Zygot عبارة عن خليط ما بين الكروموسومات الذكرية و الكروموسومات الأنثوية ، ٢٣ كروموسوم ذكري زائد/+ ٢٣ كروموسوم أنثوي يُكَون الإيه؟؟ المخلوق ، فإذا كان X X أصبح أنثى و إذا كان Xy يصبح ذكر ، فهذا معنى مشيج أي الخليط ، فهذا أصل الكلمة في اللغة العربية ، المشيج أو الأمشاج هي الأخلاط ، كذلك العلقة تكون خليط لأن التكاثر هنا هو الأسلوب السادس أو المرحلة السادسة من التكاثر في زمان تكاثر الإنسان و هي التكاثر الجنسي ، تمام؟ ، (نَّبْتَلِيهِ) أي نختبره ، نختبر الإنسان و الكائن الحي ، طيب ، الإبتلاء ده/هذا اللي/الذي بيسميه إيه الملحدين : معضلة الشر أو المعاناة و دي/هذه قرينة بيستصحبوها في كفرهم بالله عز و جل فيقولون : لو أن هناك إلهاً عادلاً لَما وجدتْ تلك الكوارث في الدنيا و لَما وجِدَ الظلم في هذه الدنيا ، فنرَدُّ عليهم بهذه الآية الكريمة التي يقول فيها تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ) أي نختبره فهذه هي علة خلق الإنسان ، لذلك جعلناه إيه/ماذا؟ سميع بصير ، (فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) أي يستطيع أن يسمع و يعقل و يستطيع أن يُبصر و يعقل و يستبصر و يستنتج ليعبر إلى الحقيقة ، طيب ، بما أننا إستصحبنا قرينة من قرائن إلحاد الملاحدة فنقول لكم أن الكفار الملحدون في هذه الدنيا اليوم الذين رفع الله سبحانه و تعالى عصا كفرهم على المشايخ ليبتلي المشايخ و يُعذبهم و يكسر نرجسية المشايخ ، يقومون على ثلاثة أركان : الركن الأول نظرية كوبرنيقوس ، الركن الثاني نظرية التطور ، الركن الثالث نظرية العقل الباطن و اللاشعور ، إيه الكلام ده/هذا معناه إيه/ماذا؟؟؟ إكتشاف نظرية كوبرنيقوس إن الأرض ليست مركز الكون ، زمان/قديماً في الأديان من خلال قراءة الكتب المقدسة إعتقد الإنسان إن الأرض هي مركز الكون و إن الشمس تدور حول الأرض ، و الكواكب و النجوم تدور حول الأرض و هذا غير صحيح ، إكتشفنا إن الأرض إيه/ماذا؟ غير مسطحة بل هي كروية ، بيضاوية ، و القرآن أثبت ذلك (و الأرض بعد ذلك دحها) (يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل) فهذه النظرية لمن كان يفسر الآيات الإلهية تفسيراً حرفياً أصبحت عقبة كؤود أمامه لأن كوبرنيقوس و جاليليو إكتشفوا إن الأرض كروية و أنها ليست مركز الكون و أصبحت هنا معضلة عند الذين يفسرون الآيات تفسيراً حرفياً و لكننا بفضل الله عز و جل الأحمديون اليوسفيون أتباع الإمام المهدي الحبيب نفسر هذا الأمر بالتأويل ، فعندما فسرنا ذلك بالتأويل و الإستنباط و التفسير الباطني لآيات الله عز و جل حللنا هذه العقبة عقبة كوبرنيقوس ، الركن الثاني من أركان الإلحاد الذي يعتمد عليه اللادينيون أو الملحدون في هذا العصر و هم عصا رفعها الله سبحانه و تعالى على المشايخ الضالين ليكسر كِبرهم و هي لحكمة أرادها سبحانه و تعالى ، حكمة كونية أرادها سبحانه و تعالى ، هي نظرية التطور لدارون و التي تطورت فيما بعد ، نظرية التطور تطورت فيما بعد و ثَبُتَ منها أن الإنسان بالفعل تطور من الخلية الأولى في ست/٦ مراحل ، الست/٦ المراحل هذه نحن الذي ، الذين ذكرناها في مقالتنا و لا أعتقد أن أحداً سبقنا إليها ، ست/٦ مراحل من التطور في الخِلقة و ست/٦ مراحل من التطور في أسلوب التكاثر ، هذه النظرية قد إيه؟ ذكرتكم من قبل و دعوتكم إلى قراءة كتاب أصل الأنواع لدارون (....Origin of Species...) و هو كتاب عظيم و يتوافق مع آيات الله تعالى عندما تكلم و قال أنه خلق الإنسان أطوارا و مراحل ، لكن الذين يفهمون آيات الله على الظاهر و لم يُؤَوِّلوا و لم يفهموا المعنى الباطن وقعوا في هذه العقبة و لم يستطيعوا تفسيراً لها و لكننا نحن بفضل الله تعالى أتباع الإمام المهدي غلام أحمد قد فسرناها بتأويل آيات كتاب الله و بالإستبصار للمعنى الباطن ، لماذا؟ لأن الدين دينٌ باطنيّ و القرآن سبعة أبطن أي أبطن كثيرة و رقم سبعة للدلالة على الكثرة و ليس معناه سبعة فقط ، إنما هو للدلالة على الكثرة ، سبعة سبعين سبعمائة هي دلالات الكثرة ، فالمعنى الباطني هو معنى أصلي لا يصله إلا من كان قلبه مُطَهَّرَا لأن الله تعالى قال : (لا يمسه إلا المُطَهرون) أي لا يَمسَ معانيه أو لا يَمسُ معانيه إلا الإنسان طاهر القلب ، و لا يكون طاهر القلب في هذا الزمان إلا من بايع الإمام المهدي غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- و لا يُبايع المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- إلا من كَسَرَ كِبره و اتضع إلى الله عز و جل و خشع ، فنظرية دارون هي نظرية عظيمة تتوافق مع كتاب الله عز و جل كما هي نظرية كوبرنيقوس ، أما الركن الثالث من أركان الإلحاد فهو الباطن و اللاشعور و هي نظريات نفسية تم التوصل إليها من خلال التحليل النفسي و الدراسات العلمية المتراكبة المتعاقبة و تراكبت النظرية عبر العقود حتى إكتملت و تقول : أن في عقل الإنسان جزء كبير جداً عظيم أعظم من الوعي ، أعظم من العقل الواعي و الشعور و هو كجبل جليدي عظيم تحت الماء أكبر من الجبل الجليدي فوق الماء بتسعة أمثال مثلاً أو أكثر ، يقول علماء النفس أن العقل الباطن هو عقل تركيبي أي يُركب و يُجَمع ما لا يستطيع العقل الواعي جمعه و ربطه و تركيبه لأن وظيفة العقل الواعي و الشعور هو إيه؟ التحليل فقط ، أما العقل الباطن فوظيفته التركيب لذلك كان يقول علماء النفس أن الشعراء قديماً عندما كانوا يكونون ما بين النوم و اليقظة أو تصيبهم حالة من الإغماء و ثم يستيقظون ، يجدون أن تراكيب الكلمات جرت على ألسنهم بفعل العقل الباطن الذي ركب تلك الكلمات من قراءات كثيرة سابقة لهم ، تمام؟ ، و يقول علماء النفس أن حالة العقل الباطن هي حالة التركيب و تتجلى في النوم و في الحالة التي يكون فيها الإنسان بين النوم و اليقظة ، كذلك في حالة غياب الوعي أثناء الصرع ، و الصرع إيه؟ درجات و من ضمن درجات ذلك الصرع : الإغماء و التعرق كما كان يحدث لإبن الفارض الذي كان موجوداً في القرن السابع الهجري ، فهكذا هي نظريات إيه؟ نفسية ، طيب ، كيف تكون هذه أو كيف يكون هذا ركن من أركان الإلحاد؟؟ يقول الملحدون أن هكذا هم الأنبياء قرأوا كثيرا من الكتب أو سمعوا كثيرا من الآيات و الكتب و التفسيرات و الفلسفات ، ثم قام العقل الباطن بتركيب جمل من تلك الكلمات المخزنة و أخرجوا تلك الكلمات التي يَدَّعون أنها وحي أو الذين يَدَّعون أنهم سمعوها فيما بين النوم و اليقظة ، نقول لهم : كلامكم فيه جزء من الحقيقة و فيه جزء مُتَوَهم و مُلتَبِسٌ عليكم ، لماذا؟ لأن في أصل كلمات الأنبياء النبوءات و يستحيل على الإنسان أن يعلم شيء قادم في الزمن لم يحدث بعد من خلال معلومات قديمة عنده ، و مثال ذلك الأخبار التي أخبر عنها النبي ﷺ في عالم الغيب عن عصر المسيح الدجال و الذي تحققت بعد وفاة النبي ﷺ بإيه/بكم؟؟ إحنا دلوقتي/نحن الآن في عصر القرن ١٤((هجري)) و المسيح الدجال خرج بعد فتح القسطنطينية بالتحديد عام ١٤٩٢ مع دخول الأسبان غرناطة و خروجهم إيه؟ من كل حدب ينسلون في البحار اللي/الذين هم الأسبان ، و بعد كده اللي/الذي ورثهم مين/من؟؟ البريطان و الفرنسيين و بعد ذلك إيه؟ الأمريكان ، فالمسيح الدجال خرج بعد فتح القسطنطينية صح؟ و القسطنطينية فتحت عام ١٤٥٣ و الدجال خرج عام ١٤٩٢ تقريباً ، صح كده؟ إذاً الدجال هي الأمم المسيحية المُثَلِثَة((التثليث)) و المُلحدة ، لأن الدجال له أركان من ضمنه التثليث و من ضمنه الإلحاد و من ضمنه ظبية الدجال ( العري و بيوت الموضة و الاباحية الجنسية )، صح كده؟؟ ، و من صفات الدجال أنه إيه؟ يجمع كنوز الأرض فتتبعه كيعاسيب إيه؟ النحل ، صح كده؟ و يبحث عن الكنوز و يمر بالخَرِبة فيقول لها أخرجِ كنوزك ، مثل الغاز و البترول الذي يخرجه من الصحراء ، هناك إيه؟ أحاديث كثيرة ذكرها النبي ﷺ و تحققت في العصر الحديث ، فكيف يكون العقل الباطن أو اللاشعور لنبي من أنبياء يتنبأ عن أحداث قادمة بعد قرون أو سنين أو عقود ، هذا محال ، نحن لا ننكر دور العقل الباطن و لكن ننكر أن يكون كل ما يُقال هو فقط وفقاً لتحليل العقل الباطن ، إنما يدخل في غياب الوعي أو أثناء غياب الوعي وحي الله عز و جل و الذي يتجلى في النبوءات و هي دليل عظيم لا يعرف له الملحدون جواباً ، خلاص؟؟ و لمن أراد أن يستزيد في هذا الأمر في الرد على مسألة العقل الباطن و اللاشعور فليقرأ كتاب الإمام المهدي (حقيقة الوحي) على الأقل أول ٩٥ صفحة و ثم يقرأ كتاب الأحلام للدكتور علي الوردي و هو عالم إجتماع عراقي و هو رجل محترم مسلم زيدي و أستاذ و أفكاره مرتبة و ستستزيد جداً من هذا الكتاب و لكن إعلم أنك يجب أن تقرأه على ضوء و على نور كتاب الله و كتاب المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- (حقيقة الوحي) ، إن فعلت ذلك انتصرت في الثلاثة أركان على الملحدين ، انتصرت في نظرية كوبرنيقوس بالتأويل و انتصرت في نظرية دارون أيضاً بالتأويل و انتصرت في نظرية العقل الباطن و اللاشعور بإيه؟ بتفصيل آية النبوءات من خلال كتاب حقيقة الوحي ، هكذا تستطيع أن تنتصر على الملحدين .
_____
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} :
يقول تعالى : (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ¤ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ¤ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ) أي سبيل الرُشد و الإستقامة و الخير و التوحيد ، (إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) يعني أننا أعطيناه التخيير ثم نتيجة إختياره يدخل في التسيير في سلسلة متعاقبة من التخييرات تتبعها التسييرات و هذه القاعدة القرآنية التي استشففناها و استنبطناها من القواعد القرآنية تُجيب على معضلة أخرى ، على معضلة أخرى من معضلات الملحدين الذين يقولون إذا كان الأمر جبراً و أن الأقدار مكتوبة قبل أن نفعلها فهذا عبث ، و كيف لنا أن تكون هذه الحياة إختبار إذا كانت الأقدار مكتوبة و هذا خطأ ، كان خطأ من إيه؟ من مشايخ القرون الوسطى المظلمين من دابة الأرض التي أفسدت في تفسيرات كتاب الله و أحاديث رسول الله فأضلت العالم و أضلت المسلمين ، فالصحيح الذي يُريح و هو مُستنبط من القرآن الفصيح أن أعمال الإنسان إختيارية ، فإذا اختار سار في الطريق التسيارية في سلسلة متعاقبة من التخييرات تتبعها التسييرات و في هذه النقطة نرد على الدكتور علي الوردي في هذه المعضلة التي ذكرها في كتابه و قال : أن المؤمنون يقولون بالجَبر و بأن الأقدار مكتوبة فكيف لنا أن نفهم و كيف لنا أن نعلم و كيف لعقولنا أن تستقيم ، فمن خلال هذه الآية نرد عليه و نقول : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) يعني أعطيناه هداية التخيير فهو و شأنه إما أنه شَكَر و إما أنه كفر فهو راجع لإختيار الإنسان و إرادته و هي إرادة مستقلة ، إرادة مستقلة ، نقول : إستقلال إرادة الإله .
_____
{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا} :
(إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا) هنا تحذير للكفار فيقول تعالى : لقد أَعْتَدْنَا للكافرين الذين لم يُعمِلوا عقلهم و لم يتدبروا في نشأة الإنسان و لم يتدبروا في طريق التخيير و التسيير أعتدنا لهم عذاباً أليماً منه السلاسل و الأغلال أي القيود و السعير أي تسعر النار و حُرقَتِها و عذابها .
_____
{إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} :
ثم ثَنَّى سبحانه و تعالى و قال : (إِنَّ الأَبْرَارَ) أي البَارون بالله و بالنبيين المُطيعون لله و للنبيين ، (يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ) أي من حالٍ ، (كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) أي ممزوجة بالكافور ، كأس فيه شراب ممزوج أي بنكهة الكافور أي الراحة ، الكافور هو الإرتياح ، كافور .
_____
{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} :
(عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) هكذا وصفٌ مجازي لما يحدث في الجنات أنه متى أرادوا أن تنفجر لهم عينٌ من الأرض فوارة تنفجر لهم عينٌ زلالٌ رقراقةٌ نقية فقال : (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) يعني يأمرون الأرض في هذا الموضع مثلاً فتنفجر عيناً بالإضافة إلى الأنهار ، طيب .
_____
{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} :
(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) هكذا هي صفات المؤمنين الطائعين أنهم عند عهودهم لا ينكثون عهودهم فيُوفُونَ بالنذور أي ما نَذَروه لله عز و جل ، (وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) يخافون يوم الدين أي يخافون من الموت و ما بعد الموت فيعملون حساباً للموت و ما بعد الموت ، فكفى بالموت واعظاً ، فيعملون لذلك اليوم يوم القيامة الذي شر عذابه مستطير أي يطير بجهدٍ و قوةٍ و غاية ، متسطير أي طيرانه ممنهج و لغاية و بجهدٍ و قوة ، يأمر الله سبحانه و تعالى الملائكة بأن يجعلوا شر عذاب ذلك اليوم على الكافرين مستطير أي يطير عليهم لهدفٍ ما و هو تهذيبهم و تمهيدهم .
_____
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} :
و من صفات المؤمنين : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) أي يُزَكون و يتصدقون و يُطعمون المسكين و اليتيم و الأسير ، و هنا نقول : أن حُكم الأسير في الإسلام إما مَنَّاً بعد و إما فداء ، بدليل هذه الآية أنهم يطعمون الأسير .
_____
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا} :
(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) هكذا هي نية المؤمنين فيقولون : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) أي لله ، (لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا) لا نريد منكم جزاءً على فعلنا و لا شكوراً إنما نحن نبتغي الله و نتاجر مع الله عز و جل .
_____
{إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} :
أيضاً من صفات المؤمنين فيقولون : (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) نخاف يوم القيامة الذي من صفاته أنه يوم عبوس يعني يحث على العَبَس من الخوف ، و قمطرير أي أنه إيه؟ يقمط الناس أي يتحكم فيهم و يأسرهم ، من قَمَطَ و القمط ، القمط أي التحكم و الإيه؟ و الشد ، يقولك/يقول لك إيه مثلاً النجار جاب/أحضر خشبتين و لصق ما بينهم غِرا/غِراء و حط/وضع عليهم أمطة أو قمطة ، قمطة حديد علشان/حتى إيه/ماذا؟؟ تتحكم في الإيه؟ الخشبتين و تضمهم ضماً فهذا معنى قمط أي الضم و التحكم و الإيه؟ و الإمساك و الأسر ، فهذا من صفات يوم الدين أنه عبوس أي يبعث على العبس و الخوف و التجهم و قمطرير أي أنه متحكم آسر قابض .
_____
{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} :
(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ) أي المؤمنين الله سبحانه و تعالى وقاهم شر ذلك اليوم يوم الدين ، (وَلَقَّاهُمْ) أي جعلهم إيه؟ يُقابلون ، (لَقَّاهُمْ) جعلهم يُقابلون ، كذلك (وَلَقَّاهُمْ) أي أعطاهم ، (نَضْرَةً) أي نضرة يعني إيه؟ بشاشةً في الوجه و إرتياحاً إيه؟ في الوجه ، (وَسُرُورًا) أي حُبورا و فرحاً و هذا هو السرور .
_____
{وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} :
(وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا) جزاء صبرهم في الدنيا على الإبتلاء ، (جَنَّةً) الجنة بما فيها ، (وَحَرِيرًا) حريراً هو إيه؟ أجمل أنواع الأنسجة في الملابس و كله راحة ، حرير أي يرى الراحة ، تمام .
_____
{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا} :
(مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ) حالهم حال راحة و إرتياح فيتَّكِؤن على الأرائك أي الكراسي الفاخرة ، (لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا) يعني لا تصيبهم حرارة شمسٍ و لا برد شتاء ، لأن إيه؟ الزمهرير هو البرد الشديد .
_____
{وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا} :
حالهم إيه برضو/ماذا أيضاً في الدنيا ، في الجنة؟؟ : (وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا) ظلال الجنة من أشجار و نعيم دانية قريبة تظللهم ، (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا) يعني قطوف و ثمار الأشجار أصحبت قريبة منهم فلا يبذلون جهداً في قطفها بل هي تأتيهم إلى جانبهم و إلى جوارهم ، (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا) .
_____
{وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا} :
أيضاً من صفات نعيم أهل الجنة : (وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ) في خدم يطوفون على أهل الجنة بأكواب مصنوعة من فضة ، (وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ) آنية أواعي/جمع وعاء يعني ، آنية يعني إيه؟ مواعين/أطباق كبيرة ، (وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا) الأكواب دي بقى إيه؟ كانت قوارير محفوظة ، قوارير محفوظة لأهل الجنة مُسماة بإسمهم فكانت قوارير من الإيه؟ القرار ، مش/أليس الرسول قال : رفقاً بالقوارير ، القوارير اللي/الذين هم إيه؟ النساء اللي/اللاتي بِيَقِروا في البيت ، بيقعدوا يعني يجلسوا و يُحفظوا في البيت ، فهذا إيه معنى رفقاً بالقوارير ، لذلك سُميت أكواب الجنة قوارير لأنها محفوظة مُسمّاة محفوظة .
_____
{قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} :
(قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ) هذه القوارير الأكواب من فضة ، (قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا) الخدم حطوا فيها أو وضعوا فيها الشراب لكل واحد بإسمه على حسب ما يشتهي و على حسب إيه؟ ما يريد من شراب ، يعني هم بيبقوا/يكونون عارفين بأمر الله و علم الله إن الإنسان ده/هذا مثلاً عاوز/يريد الشراب الفلاني بقدر معين منه فيُعطوه على قدر ما يريد فلا ينقص و لا يزيد ، فهذا معنى (قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا) .
_____
{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلا} :
(وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا) المؤمنين يُسْقَوْنَ في هذه القوارير كأساً شراباً ، (كَانَ مِزَاجُهَا) أي مخلوط بها و نكهته إيه؟ (زَنجَبِيلا) زنجبيلا إيه؟ شراب إيه؟ يعطي العزيمة و الحماس لأن المسيح الموعود-عليه الصلاة و السلام- قال كلمة زنجبيل من خلال أصوات الكلمات : أي زنأ جبيلاً أي صعد جبلاً ، فصعود الجبال هو دلالة العزيمة ، تمام؟ و الكافور هو الراحة ، إذاً الكافور عكس الزنجبيل ، الكافور هو الراحة و البرودة و الإسترخاء ، أما الزنجبيل فهو إيه؟ العزيمة و الحماسة .
_____
{عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا} :
(عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا) يشربون من عين تسمى سلسبيل أي إسأل عن السبيل ، و هناك مقال في المدونة تسمى : سلسبيلا يفجرونها تفجيرا ، (عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا) مفصلٌ فيها هذه الكلمة لمن أراد أن يستزيد ، سلسبيل أي إسأل عن السبيل اللي/الذي هو طريق الهداية و الإستقامة ، كذلك سلسبيل أنها عينٌ سَلِسَة سهلة تُعطي إيه؟ الشراب الطيب الطاهر بكل سهولة و أريحية ، حد عنده سؤال تاني؟ طيب ، ربنا قال إيه؟ (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) ربنا قال في الحديث القدسي : "لا تَسبوا الدهر فأنا الدهر" ربنا هو الزمن ، فربنا هنا ذكر صِفَتُه أو ذَكر صِفَتَهُ في هذه الآية (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) أي من الزمان الذي أنا هو ، (لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) علينا أن نتدبر في أسماء الله و صفاته لنستشعر وجوده في حياتنا و في قلوبنا . و الزمن لا يمضي و ينتهي بل هو يلتف فيعود , يبدأ و يعيد بشكل دائري .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"إن أركان الإلحاد الثلاثة قد خرجت من أحضان الكنيسة الكاثوليكية الوثنية و هي من وضع مسيحيين نالوا من حركة الإصلاح الديني شيئاً في تحرر عقولهم و أفهامهم فأبصروا القيود اللعينة التي وضعتها عليهم هذه الكنيسة الخبيثة المُحرفة لكلام المسيح عيسى و كلام الله و قيدوا عقول الناس فجعلتهم كالبهائم يسيرون وفق ما تريد و يبذلون لها أموالهم و أنفسهم كالبلهاء ، فكتاب جاليليو في الفلك الجديد الذي صدر عام ١٥٤٣ و الذي سماه الغرب المسيحيين بعام العجائب قد حطم أول القيود على أذهان الناس فتعجبوا و تسائلوا عن صدق دينهم و تشككوا حتى بوجود إله أو مسيح ضحى بنفسه لخلاصهم و تشككوا في دعوى البابوات في الحروب الصليبية و أنهم ما أنفقوا من مال و نفس إلا لملإ بطون هؤلاء الفجار رجال الدين و مصالحهم السياسية التي لا تعرف للدين من وزن و لا مخافة الرب و خشيته ، فكان لهذا نتيجة لصالح المسلمين آنذاك إذ توقفت الدعوات للحروب الصليبية التي يطلقون عليها بالحرب المقدسة على بلاد الكفر أي الإسلام لتحرير بيت المقدس منهم لأن المسيحيين الأوروبيين قد تشككوا في أصول دينهم و في الكنيسة الرومانية التي فضحت أمام أعينهم من ضلالها و إستغلالها الفاجر للشعوب بإسم الرب ، لكن حتى المسلمين في ذاك الزمان كانوا تحت وطأة مشايخ الإسلام الذين نبذوا و منعوا دخول ثمار الخير من حركة النهضة الغربية أنذاك فظنوا بأنهم حموا المسلمين بنبذ العقل و ما يتعلق به من دراسات و أبحاث و منعوا التحرر في الدراسات و التعليم بعيداً عن نطاق الدين ، لأنهم خشوا من تفتح عقول الناس فتنهار سلطاتهم عليهم ، و أركان الإلحاد الثلاثة هذه لم يستطع الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد أن يُدافع عن نفسه أمامها و يُظهر صدقه الكامل ، لكن القرآن الكريم قد فعل بقوة الله و عزته لأنبياءه بوحيه الذي لم ينقطع و الذي هو في أنبياء عهد محمد و الذين هم الآن من أتباع الإمام المهدي و المسيح الموعود غلام أحمد القادياني و نبي زماننا يوسف بن المسيح و جميعهم هم من بركات سيدنا خير الورى محمد -عليهم جميعهم صلوات الله و بركاته و سلامه- ، و لأن المشايخ المسلمين أنكروا و رفضوا إتباع الإمام المهدي و الخضوع له فإنهم عجزوا عن الرد على الملاحدة فجعل الله هؤلاء الملاحدة عصا عذاب على المشايخ المجرمين لعلهم يتعظوا و يبصروا نور الله في أنبياءه الكرام في دعوة المهدي الحبيب و إبنه الموعود يوسف الثاني ، لعلهم يفعلون فينجون و يفلحون و يفوزون . "
===========================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق