promised1431ah

راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الخميس، 27 يونيو 2024

تجليات نور الغيب في الوحي .

 

تجليات نور الغيب في الوحي .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

د.محمدربيع طنطاوي-

  · 1 يونيو الساعة 5:11 م  ·
تجليات نور الغيب في الوحي .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الحمد لله الحمد لله وحده , الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : أدعو طيوري و أحبابي و محبينا إلى قراءة كتاب (حقيقة الوحي ) للإمام المهدي ( أول 95 صفحة على الأقل ) و كتاب ( الأحلام ) للدكتور علي الوردي و كتابة تعليق مفصّل مصاحب للقراءة , يعني كل 30 صفحة مثلا تكتب تعليق في ملف ورد ثم تنقح التعليق و تهذبه بعد قراءة الواجبين الذين حددتهما لكم . ممكن تقرأ الكتابين بالتوازي أو بالتتالي . تعليقاتكم مهمة جدا لتنوير العالم . يوسف بن المسيح , مصر .
===========================
شمعاتُ فيصلة في صفحة القدر مُعَنْوَنَة .
::::::
{ رُبَمَا يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين } حِجْر 3
رُبَى : سُمُوّات و ارتفاعلت و علوات . ربوة .
ما يود الذين كفروا : الذي يرغب به الكافرون في أن يكونوا مسلمين .
لكنّ الذي يمنعهم هو ذلك الحجر الذي صنعوه بعقولهم و يحجر و يفصل بينهم و بين تلك الربى المرتفعة , ربى الروح و الإيمان اللذيذ .
و هو قسمٌ إلهي بتلك الرُّبَى و الرغبة الكامنة لدى الكافرين ليكونوا مسلمين . رَبى يربو إلى . أي يرغب في هذا الامر .
===================
لطيفة : لذة التنبوء و تحققها بظهور النبوءة للعيان المشهود المنظور هو إحدى دلالات وجود الإله .
========================
كذلك { رُبما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }
بمعنى أنّ الله يعلم الاحتمالات و يوفق بينها و لا يعلم الاختيارات التي سوف يتخذها المكلفون و هي من أدلة مبدأ ( فينظر كيف يعملون )
و معناها ( رُبَّمَا يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )
الله يخبرنا عن طبيعة اختيارات المكلفين أنها اختيارات حرة و نزيهة و مستقلة بلا ادنى تزوير أو تزييف و فقا لإرادة الناخب و هم المكلفون مستقلين في ذلك استقلال الإله .
و الله يغرسُ شمعات فيصلة في صفحة القدر مُعَنْوَنَة , هذه الشمعات الفيصلية لا بد لها أن تتحقق و حتماً , لكنّ اختيارات المكلفين تكون داخل المسافات التي تفصل بين تلك الشمعات , بنا أو بغيرنا تتحقق تلك الشمعات أي نقاط الفيصلة مثل بعث النبيين و تولد المواليد و البدايات و النهايات المختلفة , الله يستطيع تحريك تلك الشمعات الى الأمام أو إلى الخلف لكنه لا يطفئها بل تظل مشتعلة اشتعال جذوة روح الإله الازلية الابدية الماورائية في المالانهاية السرمدية بعيدا عن الزمان و عن المكان .
بنا أو بغيرنا تتحقق تلك الشمعات , الاختيار لنا , و الشمعات له سبحانه .
===========================
لقد أحب الرسول ان يكون مع المساكين يوم الحشر و قال المسيح الناصري ( طوبى للمساكين ) , قد يظن الظان هنا أنّ المساكين هم الفقراء قليلوا الاموال المادية , كلا , بل المساكين هم المساكين بالروح , و التي تسكنهم موهبة الروح القدس و تبرز من تجاويفهم النفس المطمئنة , من قال ان الأنبياء مدحوا الفقراء أو الفقر ؟؟؟, بل الفقر هو عدو الإنسانية يجب عليها ان تحاربه ليل نهار ,و قال علي ّ ( لو كان الفقر رجلا لقتلته )
الله سبحانه و تعالى لم يبعث رسله لشقاوة عباده بل بعثهم ليحيوا حياةً طيبة بنص القرآن و بمتن حروفه المتكلمة إلى الابد .
مفهوم المساكين ليس الفقراء بل هم المسكونون بروح القدس و الوصال مع اصل الفيض في الاكوان ربي و رب آبائي من قبل إبراهيم و اسحق و يعقوب . د محمد ربيع , مصر .

 =======================================================

 

د.محمدربيع طنطاوي-

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم بعض التعليقات على كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي و هو أستاذ دكتور في علم الإجتماع ، هو علم عظيم يدرس سلوك المجتمعات عبر الزمان و المكان ، دكتور علي الوردي تحدث في بداية كتابه عن أحلام الإنسان البدائي و ذَكَر شواهد من تلك الأحلام في كافة أو في معظم الأمم البدائية ، و نتج عن تلك الأحلام عبادة أو عقيدة عبادة الأسلاف و نشأت معه أحلام الإنسان البدائي فكان يرى الآباء و الأجداد و يظن أنهم يساعدونه من وراء حجاب أو من وراء الغيب فقام بعبادتهم و قام باختراع أو تأليف عقيدة عبادة الأسلاف عبر الزمان ، فتحدث الدكتور علي الوردي عن أحلام الإنسان البدائي في الأمم البدائية و كان من شواهدها في هذا العصر الحديث ما نراه من خلال القبائل المنعزلة في إفريقيا و أستراليا أو الأمريكتين ، و تحدث عن عقيدة عبادة الأسلاف التي تطورت عبر الزمان في تلك المجتمعات ، أيضاً تحدث عن  الأماني و الرغبات و الآلام و الارتياحات  و حديث النفس و أثره في نشوء الأحلام و تحدث عن العقل الباطن أو ما يُسمى بالعقل الكامن أو ما يُسمى باللاشعور أو تحت الشعور و هي كلها أسماء لشيء أعتقد أنه هو النفس التي تنتج من تفاعل الجسد و العقل الواعي و الوجدان مع الروح فينتج لنا اللاشعور أو العقل الباطن أو العقل الكامن أو النفس أو ما تحت الشعور ، تمام ، و هي إيه؟ شيء آخر غير الروح و كلاهما يقع في غياهب العقل البشري ، لكني أعتقد أن الروح هي التي تتلقى الوحي و النبوءات من عالم الغيب أما العقل الباطن فيتلقى تجاربه و معلوماته من المألوفات الإجتماعية و التجارب النفسية الخاصة فبالتالي العقل الباطن أو اللاشعور أو ما تحت الشعور أو العقل الكامن هو النفس البشرية الناتجة من التفاعلات التي تحدث في الإنسان و خارج الإنسان في محيطه و مجتمعه فتتأثر تلك النفس أي العقل الباطن بالمألوفات الإجتماعية و التجارب النفسية و تفاعلات الجسد و العقل و الوجدان مع الروح فينتج لنا النفس و هي العقل الباطن ، تجارب العقل الباطن و أثره أول من اكتشفه في العصر الحديث هو الدكتور فرويد ، سِجمود فرويد ، و تحدث عنه و كانت معلومات فرويد بدائية لكنها صحيحة و أكملها من بعده العالِم إدلر الذي كان هو تلميذ لفرويد ، ثم بدأ هذا العلم يتطور عبر الزمان مثل نظرية التطور عندما اكتشفها داروين ثم تطورت عبر الزمان تطور تراكمي لأن الحقيقة كما نعلمها هي حقيقة نسبية ، كلما تراكمت الحقائق النسبية بعضها فوق بعض اقتربنا من الوصول إلى الحقيقة المطلقة ، تفسيرات فرويد للأحلام غالباً كانت تُغَلف بطابع الكبت و هو ما عَبَّرَ عنه فرويد بالكبت الجنسي الذي يظهر في الأحلام ، يستقر في اللاشعور ثم يظهر في الأحلام عن طريق رموز أو بشكل صريح ، و قَسَّمَ النفس البشرية أو قسم اللاشعور إلى إيه؟ أو قَسَّمَ الإحساس الإنساني إلى الأنا العليا و هو إيه؟ الإنسان عندما يكون في حالة طوبائية أو مثالية و هو الضمير أو الأنا السفلى و هي التي تُعبر عن الغرائز و الشهوات ، و الأنا المتوسطة أو العقل الواعي و هو الذي يوازن بين الأنا العليا و الأنا السفلى ، هذا كان تفسير فرويد ثم أتى بعده تلميذه إدلر ففَسر كثير من الأحلام بأنه يكون سببه عُقدة النفس التي تعرض لها الإنسان في فترة أو فترات متباعدة أو متقاربة من حياته ، كذلك تكلم الدكتور علي الوردي عن ما يُسمى بقانون كويَه ، هذا كويه عالِم فرنسي ، عالِم نفس فرنسي قال قانون يؤثر في اللاشعور ، و ما هو؟؟ يقول إننا عندما نُحذِّر إنسان من الوقوع في خطأ ما بشكل متكرر فقد يقع في هذا الخطأ بشكل لاشعوري ، فكانت تلك ملاحظة نفسية و سُميت بقانون كويه ، فقال عندما مثلاً إيه يأتي طفل كي يتعلم ركوب الدراجة  و هو يسير في الشارع و يحاول أن إيه؟ يتوازن بالدراجة و كان هناك على جانب الطريق إلى الأمام بعض من الزجاج المكسور على الأرض ، عندما يُحذره المُعلم من الوقوع في ذلك الزجاج أو المرور بالدراجة على ذلك الزجاج فإن اللاشعور تلقائياً يدفع الشعور إلى الوقوع في السير على ذلك الزجاج و سُمي ذلك بقانون كويه و هو أحد أسرار النفس البشرية التي من خلالها يتم التحليل النفسي و بالتالي العلاج النفسي ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن ظاهرة التنويم المغناطيسي ، تمام؟ و أول من شرح التنويم المغناطيسي هو مِسمر الفرنسي و جيمس برايد الجراح الإنجليزي ، و قال أن هناك طرائق كثيرة ، من خلال هذه الطرائق يقوم المُنَوِّم بالإيحاء العقلي بتنويم الشخص المُراد تنويمه مغناطيسياً إما بالنظر إلى البِندول أو ترديد بعض إيه؟ الكلمات بشكل متزامن أو ما إلى ذلك من طرائق المختلفة ، المهم أن أهمية التنويم المغناطيسي ظهرت في التحليلات النفسية و ظهور المكبوتات من اللاشعور و بالتالي الوصول إلى العلاج النفسي ، فكان من مباديء العلم النفسي الحديث موضوع التنويم المغناطيسي و ما ينتج وراءه من آثار أو من خروج لمكبوتات اللاشعور ، من خلال التنويم المغناطيسي يستطيع المُنوِّم أن يقوم ببعض الإيحاءات الفكرية و العقلية للإنسان الذي قام بتنويمه مغناطيسياً ، تمام ، فالمُنوِّم يكون غير متصلاً بالشخص الذي قام بتنويمه فيستطيع الإيحاء له بأي شيء بدون الكلام فقط ، بدون الكلام ، فقط من خلال الأفكار يستطيع الإيحاء له فبالتالي هذا الأمر نستطيع من خلاله أن ندرس التخاطر و هو ما نسميه الحاسة السادسة ، من خلاله نستطيع أن ندرس توارد الأفكار ، بالتالي نستطيع أن نستنتج  أن العقل الكوني هو الله يُنَوِّم من أراد أن يُوحي له ، و فقدان الوعي يكون له درجات و هي كافية لتخدير الشعور و إيقافه و من ثم تنبيه اللاشعور و العقل الباطن فيستجيب للوحي و يتلقاه بسهولة أكثر ، و أرى أن الروح هي قرينة النفس أو اللاشعور و تتلقى الوحي من عالَم الغيب ، أما الشعور و العقل الباطن فهو يتلقى التعليمات أو التأثيرات من المألوفات الإجتماعية أو من التجارب النفسية المُحيطة ، إذاً لنُصحح فنقول : أن العقل الكوني يُخدر العقل الواعي ليؤثر في الروح ، أيضاً ذَكَر الدكتور علي الوردي أن هنالك ما يُسمى بالتنويم الذاتي ، أن يُنَوِّم الشخص نفسه تنويماً مغناطيسياً و ذَكر أن هذا منتشر عند الصوفية ، و تحدث الدكتور علي الوردي أيضاً عن موضوع التنويم الإجتماعي أن الإنسان يستطيع أن يخدع المجتمع من خلال بعض الأوهام و التُرَهات عبر الأزمان و سُمي ذلك مجازاً بالتنويم الإجتماعي ، الدكتور علي الوردي تحدث صراحةً و قال أنه لا يستطيع أن يفهم و لا يستطيع أن يُجيب على مسألة تحقق النبوءات و اعترف بصراحة أن هذا الأمر لا يستطيع أن يجد له تفسيراً ، و نقول أن تفسير تحقق النبوءات و رؤية الرؤى التي تتحقق فيما بعد ، هذا الأمر مشروح بالتفصيل في كتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي و المسيح الموعود  ميرزا غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- ، فنقول : فالدكتور علي الوردي في كتابه شرح لنا آليات الأحلام التي تنتج من خلال حديث النفس و المكبوتات في اللاشعور و من خلال المألوفات الإجتماعية و ما إلى ذلك من رغبات و رَهبات ، أما موضوع تحقق النبوءات فلم يستطع أن يَحُلَّه بنظرته العلمية المادية ، فتفسيره موجود في كتاب (حقيقة الوحي) ، إذاً كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي هو خالٍ من حقيقة الوحي و الذي يُتممه و يُكَمله و يفيض عليه هو كتاب الإمام المهدي (حقيقة الوحي) ، أيضاً الدكتور علي الوردي يعني تحدث في كتابه بشيءٍ من السخرية التي لا أقبلها عن المتصوفة أو الصوفية فنحن نقول أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره و هذه قاعدة ناقصة فلابد أن نقول أن الحكم على شيء فرع عن تصوره و أيضاً عن تجربته ، لأن العقل التجريدي بحد ذاته قد يكون متوهم في الحُكم على الأشياء ، فلابد من تجربة الأمر لكي نستطيع أن نحكم عليه حُكماً أقرب إلى الصواب ، أيضاً تحدث الدكتور علي الوردي عن الأحلام الكيشوتية و هي الأوهام أثناء اليقظة التي تسيطر على الشعور و هي نسبة إلى شخص إسمه دون كيشوت كان يعيش في أحلام اليقظة بشكل مُبالغ فيه ، فسُميت الأوهام و الأحلام اليقظة التي تؤثر على الإنسان تأثيراً جَلياً و كبيراً بأنها الأحلام الكيشوتية أي الأوهام و لكنها مُبالغ فيها ، أوهام مُبالغ فيها تسيطر على الشعور ، أحلام و أوهام يقظة تسيطر على العقل الواعي و الشعور ، تحدث الدكتور علي الوردي عن الفرضية الموجية و هي إنتقال المادة عبر موجات كهرومغناطيسية من عقل لآخر ، و قال أن الطاقة هي المادة و الموجة هي المادة في صورةٍ إيه؟ مختلفة تنتقل من عقلٍ إلى آخر و يستطيع كل عقل أن يستقبل و يرسل تلك المواد من خلال أو على شكل موجات كهرومغناطيسية مهما إبتعدت من مسافات ، و تحدث عن موضوع الباراسيكولجي و هو العلم الموازي لعلم النفس و هو ما يُسميه الإمام المهدي بالقوى القُدسية ، ذَكَرَ بعض تعليقات الدكتور راين و كذلك ذكر كثير من تعليقات الدكتور جوزيف سينل في كتابه (الحاسة السادسة) و تحدث عن دكتور دايفس ، و قال أيضاً الدكتور علي الوردي أن أي موجة كهرطيسية أو كهرومغناطيسية تستوعب في تأثيرها الكون كله و لا فرق في ذلك بين أن تكون الموجة ضعيفة أو قوية ، فقال : أن الموجة الكهرومغناطيسية ستظل موجودة في الحقل الكوني كما يقول ، أيضاً ذكر الدكتور علي الوردي إعتراضات تيرل على الفرضية الموجية و أنّ تلك الأمواج الكهرومغناطيسية تخرج من العقول و أيضاً تستقبلها العقول  كأمواج كهرومغناطيسية , من خلالها أي من خلال هذه الفرضية الموجية نستطيع تفسير بعض مظاهر الباراسيكولجي أو الحاسة السادسة ، فقال إن تيرل كان مهندس كهربائي أو مهندس أجهزة لاسلكية و كان يعترض على ذلك ، فهو كان يظن تيرل أن الأجهزة التي تكون في أو المفترض أن تكون في عقول البشر لابد أن تكون مُشابهة لما شاهده و مارسه في علم الهندسة الكهربائية و الموجية فَرَدَّ عليه الدكتور علي الوردي : بأن كل جسم أو كل طبيعة يكون لها إيه؟ طبيعتها الخاصة و فيزيائيتها و يكون لها نوعها الخاص الملائم لها ، يقول أيضاً الدكتور علي الوردي : أن العقل الواعي هو ذو طبيعة تحليلية ، أما العقل الباطن فهو ذو طبيعة تركيبية ، و أنّ من أسرار الإبداع إطلاق العنان لللاشعور أي العقل الباطن ، يحدث ذلك في النوم و بين النوم و اليقظة و في العزلة و في الكهوف و في حالات الصرع و شرب القهوة أو الخمر و الحشيش وفق الدكتور علي الوردي ، حيث يُخدر العقل الواعي فينتقل العقل الباطن للظهور و التأثير ، و يقول أن الصرع درجات منه الشديد و منه الخفيف الذي لا يعدو كونه ذهول و إغماء و تعرق و قد يُصاحبه تسارع في النَّفَس و النبض ، و كان القدماء يُطلقون على ذلك إسم المرض المُقدس و يُعدونه سبباً للإتصال بالأرواح ، بَيَّنَ أيضاً الفرق بين (المنطق الشكلي) الظاهري يعني و بين (المنطق الباطني) الحقيقي أو إيه؟ منطق المحتوى ، و تحدث عن الطوبائيين أو الطوبائيون و هم المثاليون الغير واقعيّون ، و تحدث و قال : أن المألوفات الفكرية و المألوفات الإجتماعية ليست شرط أن تكون صحيحة عقلياً ، كذلك الأشياء المعقولة ليس شرط أن تكون صحيحة علمياً وفق التجربة المعملية ، و قال : أن المُدركات الحسية تتغير بتغير المكان و الزمان ، فقال أيضاً : التجربة تجلب الفكر إلى أرض الواقع و تمنع من تراكب الأوهام درجةً فوق درجةً نتيجة عقل متوهم تجريدي ، و الصحيح هو أنّ العقل التجريدي مع الواقع أو الوقائع الحسية و التطبيق العملي العلمي المعملي هو الذي يعوّل عليه ، و قال أيضاً : قد تكون الفكرة صحيحة من جانب و خاطئة من جانب آخر و هذا ما نسميه الحقيقة النسبية و بتراكم الحقائق النسبية نقترب من الحقيقة المُطلقة ، فمثلاً أعطى مثال عن موضوع شكل الكرة الأرضية و ما يُحيطها من أجرام و نجوم ، فقال : أن بطليموس هو الذي إبتدأ و شكك في موضوع أن الأرض هي مركز الكون و ثم بعد ذلك تطور الأمر مع كوبرنيكوس ، تمام ، ثم تطور الأمر أكثر و أصبح أكثر صحةً مع كبلر ، ثم ظهر الأمر جَليّاً أكثر و أكثر وضوحاً و حقيقةً مع العالِم نيوتن ثم توضح الأمر بشكل جَليٍّ أعظم مع العالِم أينشتاين ، فإذاً يجب أن ننظر إلى الحقائق النسبية بشكل متراكب نُراكبها فوق بعضها البعض لكي نصل إلى الحقيقة المُطلقة أو نقترب أقرب ما نكون أو أقرب ما يكون من الحقيقة المُطلقة .

 المعرفة البشرية لا تستطيع أن تقف و لا تستطيع أن تقفز ، إنها تنمو كما ينمو الكائن الحي مرحلةً بعد مرحلة ، و كل نمو جديد إنما هو تمهيدٌ لنمو يأتي بعده و هكذا ، و من أمثلة ذلك نظرية الديالتيكية لهيجل ، الديالتيكية و تعريبها الدواليكية يعني كل فكرتين متضادتين ينبثق منهما فكرة وسط و هكذا إلى ما لا نهاية ، كذلك تحدث الدكتور علي الوردي عن مغالطة الحِلِّي و صححها ، عندما ذَكَر الحِلِّي بعض الشروط للإدراك أو للحُكم على الشيء فذَكَر شروط بدائية ، ذكر شروط بدائية صَححها له علي الوردي و تصحيح الوردي كان مَبني و بناءً على تطور العلم و تطور المجتمعات و نمو المعرفة البشرية جيلاً تلو جيل ، و أصبحنا الآن نستطيع أن نُنَظّر و نصحح و ننقد كتب الأولين وفقاً للتطور المادي و العلمي و الإجتماعي الذي حدث للبشرية .

 الضوء و الأمواج الكهرطيسية أو الكهرومغناطيسية هي مادة في حد ذاتها منطلقة في الفضاء ، و الضوء هو نوع من أنواع الأمواج الكهرومغناطيسية ، الأجسام الجامدة هي طاقة كهرومغناطيسية مُعلبة تدور في أفلاك صغيرة ، نظرياً يمكن تحويل المادة الجامدة إلى أمواج منطلقة في الفضاء و العكس صحيح ممكن تحويل الأمواج إلى مادة جامدة و كلاهما مادة و المادة هي الطاقة .

 المادة و الحركة هما مظهران لحقيقة واحدة ، المادة و الحركة هما مظهران لحقيقة واحدة فالمادة حركة و الحركة مادة ، يعني أنهما عبارة عن طاقة كهربائية مغناطيسية تظهر لحواسنا المحدودة بمظهرين مختلفين . 

يقول العالِم الفيزيائي روبرت دنكن أن الأمواج الكهرطيسية أو الكهربائية المغناطيسية تنطلق بلا إنقطاع من كل مادة في الوجود فتصطدم بما حولها من مواد و تؤثر فيها ، يقول الدكتور علي الوردي : حواس الإنسان محدودة ، حواس الإنسان محدودة فهي لا تستطيع إلتقاط كل ما في الكون من أشكال أو أصوات أو أطياف و بالتالي يُشبّه الإنسان في هذه الحالة بمصطلح "الأطرش في الزفة" و هذا المصطلح يعني إيه؟ يُبَين لنا أن هناك بالفعل أكوان متوازية لا نعلم عنها شيئاً ، هي موجودة في نفس اللحظة و في نفس الزمن ، و لكننا لا ندركها لأن حواسنا لا تُدركها و بالرغم من أن حواسنا لا تدركها فهذا لا ينفي وجودها ، الزمن لا يمضي بل يدور في دائرة .

 

 و الحمام الزاجل يعود من مسافات بعيدة لبيته بعد أن تم نقله في صندوق مغلق لمكان بعيد جداً فكيف يحدث ذلك؟؟ أكيد يحدث ذلك من خلال النظرية الموجية أي أن هناك في عقل الكائن الحي جهاز إرسال و إستقبال للموجات الكهرومغناطيسية و هي مادة تنطلق بين العقول و كذلك بين العقول و الأماكن و الجمادات أو الإيه؟؟ أو المواد الحية ، طبيعة هذا الأمر لم يتم تحليله و إكتشافه بشكل إيه؟؟ متطور حتى الآن و لكن من المنتظر و المترقب أن يتم الكشف عنه في الأزمان الإيه؟ التالية بأمر الله تعالى .

 

 يرى سينل صاحب كتاب (الحاسة السادسة) أن الغدة الصنوبرية Pineal gland في الدماغ هي المسؤولة عن إلتقاط و بث الأمواج الكهرومغناطيسية ، هذه الغدة تكون أكبر في الإناث و الأطفال عنها في الذكور و البالغين و هي في الأطفال أكبر نسبياً ، هذه الغدة ، هذه الغدة أكبر في الأطفال نسبياً ، لذلك نجد أن الشفافية عند الأطفال تكون إيه؟ ملحوظة و أكبر من غيرهم أو تكون هذه الشفافية أكبر من غيرها  في الأطفال ، نلاحظ أن في الأطفال تكون الشفافية أعلى ، غالباً بسبب هذه الغدة ، الغدة الصنوبرية ، أيضاً تحدث الدكتور علي الوردي في فصل الحاسة السادسة عن كانط و سويدنبرغ و تحدث عن شارل ريشيه و لدوغ كهن ، تحدث عن توجانز و كودا بوكس ، ذَكَر كثير من مظاهر إيه؟ تجلي الحاسة السادسة و التخاطر و الإرسال و الإستقبال غير الطبيعي أو غير المعروف لدى مدركات الحواس الطبيعية لدى الإنسان و فسر ذلك كله بالحاسة السادسة ، أيضاً تحدث عن الحاسة السابعة و هو ما سماها بالسيكومتري psychometry و هي إيه بقى؟؟ حكاية تاريخ و أحداث الأشياء التي يتم لمسها أو الأماكن التي يتم دخولها ، و أنا أقول أيضاً يستطيع الإنسان أو يحدث له أن يدخل مكان فينام ، و يدخل بحالة ما بين النوم و اليقظة أو النوم الكامل فيرى تاريخ هذا المكان أو يرى أو يستطيع أن يرى أحداث حدثت في هذا المكان و هذه إيه تجربة حدثت معي بشكل شخصي قد ذكرتها في المدونة ، تحدث الدكتور علي الوردي أيضاً عن أن الحالات التي يتصادم فيها دافع الشعور و اللاشعور و كذلك الحالات التي يتصادم فيها دافع اللاشعور و الشعور ، إيه؟ يجب أن نقوم إيه؟ بدراستها و تحليلها تحليلاً نفسياً علمياً ، أيضاً تحدثتُ أنا عن اللاشعور و الروح و فَرَّقتُ بينهما فقلتُ أنا اللاشعور أو ما تحت الشعور أو العقل الكامن أو العقل الباطن كلها مسميات للنفس التي هي تكون ناتج تفاعلات ما بين الجسد و العقل و الوجدان مجتمعة مع الروح فينتج لنا النفس ، و قلتُ أن النفس و الروح هما كلاهما في إيه؟ في غياهب إيه؟ العقل البشري ، في غياهب العقل البشري تؤدي أو يؤدي كل منهما وظيفة ، لذلك سُميت إيه؟ النفس و الروح بمُسميين مختلفين  هما سول soul و سبريت spirit إحداهما كان يُطلق على النفس soul و الآخر يُطلق على الروح spirit ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن العالم بافلوف و التعلم الشَرطي أو الإستجابة المشروطة و تحدث عن تجربة الكلب و سيلان اللُعاب و دق الجرس و الطعام الشهي ، و تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي أن تجربة التعلم الشَرطي أصبحت مفيدة جداً في التحليل النفسي و في التربية النفسية الحديثة للأطفال و قال أن التعليم الحديث هو من خلال التجربة أو الإستجابة المشروطة و هو التعلم الشَرطي فيكون هو أكثر نفعاً للأجيال الحديثة ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن أن الإيحاء الإجتماعي الذي يتغلغل في العقل الباطن يكون له أكبر الأثر في تشكيل اللاشعور ، أيضاً الدكتور علي الوردي يذكر أنه يعتقد أن بوذا و سقراط هم أنبياء ، و قال أيضاً إنك لا تستطيع أن تقنع أحداً بصحة عقيدة جديدة إلا إذا تمكنت أولاً من تغيير معاييره اللاشعورية بحيث تكون ملائمة لتلك العقيدة ، ذكرنا أيضاً أن اللاشعور هو تحت الشعور و هو العقل الباطن و هو العقل الكامن ، تسأل أيضاً الدكتور علي الوردي فمن هو العاقل؟ و ما هو المسمى الصحيح للعاقل و ما هي الشروط الصحيحة لكي نطلق على شخص أنه عاقل ، قال : أنه ليس بين الناس مجنونٌ محض أو عاقلٌ محض و بالتالي من الممكن وضع الناس من حيث الجنون و العقل في صف تدريجي على منوال ما وضعناه من حيث الطول و القِصَر لأطوال مجموعة من الناس .

 ذكر أيضاً مسألة الإنسان و الخجل فقال : أن الخجل من أهم أسباب قيام المجتمعات ، لماذا؟ لأن الخجل يكبح جماح اللاشعور و الرغبات المكبوتة و بالتالي إيه؟ من خلال هذا التحكم و الكنترول الذي يُسببه الخجل يستطيع الناس أن يتعايشوا فيما بينهم في المجتمعات ، ذَكر أيضاً الدكتور علي الوردي و قال : أن للعباقرة صفتين أساسيتين : القدرة الهائلة على تركيز الذهن و العزلة و هي الصفة الأولى ، و الصفة الثانية هي القدرة على ملاحظة العلاقة النمطية بين الأشياء فينظرون إلى الكون بعين طفل متسائل ذا فضول ، ذا فضولٍ بالغ ، تمام ، و قال : أن العقل الواعي و العقل الباطن هنا تصنيعة المجتمع و نتاج مألوفاته و تقاليده ، فهناك صنف يخضع لعقله الواعي و هو العاقل ، و هناك صنف يخضع لعقله الباطن و هو المجنون ، و هناك صنف يخضع للعقلين معاً و هو العبقري ، ذكر أيضاً الدكتور علي الوردي فقال : من الأقوال المأثورة أن الشخص يكون إجتماعياً بمقدار ما هو ضحل في تفكيره و العكس كلما كان الشخص عبقرياً كان منعزلاً غير إجتماعي ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن ما يسمى قانون الوسط المرفوع و قانون التدريج و هو باختصار : قانون الوسط المرفوع كان  شهيراً و دارجاً عند الأقدمين عندما كانوا يظنون أن الإنسان يجب أن يكون مثالي أو طوبائي عندما يتحدث عن المثاليات فلابد له ألا يقع في الزلل أو الخطأ أبداً ، فهذا ما يسمونه بقانون الوسط المرفوع ، و قد ثبت مع التجربة أن هذا القانون خاطيء غير صحيح ، و أُستبدل حديثاً بما يُسمى بقانون التدريج و هو أن الإنسان قد يقع منه الصح و قد يقع منه الخطأ فهذا لا ينفي صحة قوله الصحيح و لا ينفي أنه قد يقع في بعض الأحيان في الخطأ ، و هذه المسألة أو هذا القانون الإجتماعي في علم الإجتماع و في علم النفس و الذي يُسمى بقانون التدريج هو يجعل التربية تكون واقعية و يجعل الإنسان متصالح مع ذاته إلى حدٍ ما ، و بالتالي يُظهر هنا أثر خطورة الطوبائية أو المثالية الإيه؟ الزائدة عن الحد أو ما يسميها بعض الفلاسفة الأفلاطونية ، كانت تلك بعض التعليقات على كتاب الأحلام ، كانت تعليقات مختصرة و بأمر الله تعالى ننتظر تعليقات اليوسفيين على هذا الكتاب و سوف نقوم بجمع مقتبسات من كلام الإمام المهدي و المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- من كتابه (حقيقة الوحي) لكي تتضح الصورة جَليَّة على أن كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي هو كتاب خالٍ من حقيقة الوحي ، و سوف نُجَلي هذا الأمر بأمر الله تعالى بشكلٍ جيد من خلال الإمام المهدي -عليه الصلاة و السلام- ، هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك  

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا) أي أن القرآن مُنَزل من الله عز و جل و هو وحيٌ من الله عز و جل و ليس بتجميع اللاشعور أو العقل الباطن كما يقول الفلاسفة و علماء النفس من الملحدين بل هو وحي مُنزل و نحن لا ننكر عمل العقل الباطن و اللاشعور في الأحلام طبعاً ، لأن الأحلام يكون فيها إيه؟ عوامل كثيرة منها حديث نفس صح؟ منها الآلام ، تمام ، تفريغ للعقل الباطن ، صح؟ منها العامل الجنسي أو الكبت الجنسي تخرج في الأحلام أيضاً ، منها الإحساس بالنقص يخرج في الأحلام أيضاً كما قال العالِم إدلر ، أما التفسير الجنسي فقال به العالِم إفرويد ، و نحن نجمع تلك الأقوال كلها و نقول بها في علم النفس و هي لا بأس بها و هي تحليلٌ و إجابةٌ لكثير من أنواع الأحلام و الذي ذكرناه في ذلك في غير موضع منه حديث النفس و الشعور بالألم و التفريغ النفسي و التفريغ الجنسي و التفريغ بعُقَد النقص ، تمام؟ و حديث النفس و هكذا و أيضاً نزغ الشيطان و العياذ بالله و هكذا ، و قد يكون الحلم خليط من كل ذلك ، و أيضاً يكون الحُلم من الله عز و جل ، و من أراد أن يفهم طبيعة الحلم من الله و وحي الله فليقرأ كتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي ، تمام؟ ، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا) أي مُنَجَماً يعني مُقَطَّعاً على سنوات ، على مُكث لغاية التربية .

 .

{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} :

يقول تعالى مُحفزاً الذاكرة الإنسية و مُحفزاً الهمة البشرية في التذكر و الإعتبار و الخشوع و قراءة الأخبار و التواريخ للأزمان و الأماكن و التدبر في خلق الله و البحث فيقول مُحفزاً الإنسان : (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) يعني يا أيها الإنسان هل أتى عليك فترة من الزمن ، من الأحقاب لم تكن شيئاً مذكورا أي أنك كنت عدماً أو إنك كنت شيء غير مذكور ، يعني شيء بسيط ، خلية حية أولى ، كائن له أهداب في المياه ، كائن بحري بسيط ، نبتة ، بعد كده كائن على قوائم أربع ، ثم كائن منتصب ، ثم كائن مستظل في الكهوف ، ثم كائن مستوي كامل الخِلقة العقلية و الجسدية مستعد لتلقي الوحي الإلهي ، و اللي/الذي كان منهم آدم ، تم إصطفاء آدم منهم -عليه السلام- ، فهنا ربنا بيحفز الإنسان إن هو/كي يتدبر في الأرض و في الكون ليعرف أصول نشئته ، و كلمة النشئة كما ذكر الإمام المهدي الحبيب في القرآن لها دلالة عظيمة على تطور خلق الإنسان في ستة أطوار ، كذلك على تطور أسلوب التكاثر في الجنس البشري على ستة أشكال ، و لمن أراد أن يستزيد فليُراجع مقالة "كشف السر" و مقالة "تعزيزاً لمقالة كشف السر" في المدونة ، فهنا الله سبحانه و تعالى يُحفز الإنسان على التذكر و على التدبر و على أن يكتشف و يبحث عن أصل خِلقته وفقاً لنظرية التطور .
_____

{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} :

طيب ، هنا بقى نتذكر و نقول : يقول تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ) و النطفة هي العلقة ، و هي الخلية التي نسميها الزايكوت....Zygot و هي الناتجة عن إتحاد الحيوان المنوي مع البويضة فتُسمى نطفة ، (أَمْشَاجٍ) أي أخلاط ، يعني هذه النطفة اللي/التي هي الزايكوت Zygot عبارة عن خليط ما بين الكروموسومات الذكرية و الكروموسومات الأنثوية ، ٢٣ كروموسوم ذكري زائد/+ ٢٣ كروموسوم أنثوي يُكَون الإيه؟؟ المخلوق ، فإذا كان X X أصبح أنثى و إذا كان Xy يصبح ذكر ، فهذا معنى مشيج أي الخليط ، فهذا أصل الكلمة في اللغة العربية ، المشيج أو الأمشاج هي الأخلاط ، كذلك العلقة تكون خليط لأن التكاثر هنا هو الأسلوب السادس أو المرحلة السادسة من التكاثر في زمان تكاثر الإنسان و هي التكاثر الجنسي ، تمام؟ ، (نَّبْتَلِيهِ) أي نختبره ، نختبر الإنسان و الكائن الحي ، طيب ، الإبتلاء ده/هذا اللي/الذي بيسميه إيه الملحدين : معضلة الشر أو المعاناة و دي/هذه قرينة بيستصحبوها في كفرهم بالله عز و جل فيقولون : لو أن هناك إلهاً عادلاً لَما وجدتْ تلك الكوارث في الدنيا و لَما وجِدَ الظلم في هذه الدنيا ، فنرَدُّ عليهم بهذه الآية الكريمة التي يقول فيها تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ) أي نختبره فهذه هي علة خلق الإنسان ، لذلك جعلناه إيه/ماذا؟ سميع بصير ، (فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) أي يستطيع أن يسمع و يعقل و يستطيع أن يُبصر و يعقل و يستبصر و يستنتج ليعبر إلى الحقيقة ، طيب ، بما أننا إستصحبنا قرينة من قرائن إلحاد الملاحدة فنقول لكم أن الكفار الملحدون في هذه الدنيا اليوم الذين رفع الله سبحانه و تعالى عصا كفرهم على المشايخ ليبتلي المشايخ و يُعذبهم و يكسر نرجسية المشايخ ، يقومون على ثلاثة أركان : الركن الأول نظرية كوبرنيقوس ، الركن الثاني نظرية التطور ، الركن الثالث نظرية العقل الباطن و اللاشعور ، إيه الكلام ده/هذا معناه إيه/ماذا؟؟؟ إكتشاف نظرية كوبرنيقوس إن الأرض ليست مركز الكون ، زمان/قديماً في الأديان من خلال قراءة الكتب المقدسة إعتقد الإنسان إن الأرض هي مركز الكون و إن الشمس تدور حول الأرض ، و الكواكب و النجوم تدور حول الأرض و هذا غير صحيح ، إكتشفنا إن الأرض إيه/ماذا؟ غير مسطحة بل هي كروية ، بيضاوية ، و القرآن أثبت ذلك (و الأرض بعد ذلك دحها) (يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل) فهذه النظرية لمن كان يفسر الآيات الإلهية تفسيراً حرفياً أصبحت عقبة كؤود أمامه لأن كوبرنيقوس و جاليليو إكتشفوا إن الأرض كروية و أنها ليست مركز الكون و أصبحت هنا معضلة عند الذين يفسرون الآيات تفسيراً حرفياً و لكننا بفضل الله عز و جل الأحمديون اليوسفيون أتباع الإمام المهدي الحبيب نفسر هذا الأمر بالتأويل ، فعندما فسرنا ذلك بالتأويل و الإستنباط و التفسير الباطني لآيات الله عز و جل حللنا هذه العقبة عقبة كوبرنيقوس ، الركن الثاني من أركان الإلحاد الذي يعتمد عليه اللادينيون أو الملحدون في هذا العصر و هم عصا رفعها الله سبحانه و تعالى على المشايخ الضالين ليكسر كِبرهم و هي لحكمة أرادها سبحانه و تعالى ، حكمة كونية أرادها سبحانه و تعالى ، هي نظرية التطور لدارون و التي تطورت فيما بعد ، نظرية التطور تطورت فيما بعد و ثَبُتَ منها أن الإنسان بالفعل تطور من الخلية الأولى في ست/٦ مراحل ، الست/٦ المراحل هذه نحن الذي ، الذين ذكرناها في مقالتنا و لا أعتقد أن أحداً سبقنا إليها ، ست/٦ مراحل من التطور في الخِلقة و ست/٦ مراحل من التطور في أسلوب التكاثر ، هذه النظرية قد إيه؟ ذكرتكم من قبل و دعوتكم إلى قراءة كتاب أصل الأنواع لدارون (....Origin of Species...) و هو كتاب عظيم و يتوافق مع آيات الله تعالى عندما تكلم و قال أنه خلق الإنسان أطوارا و مراحل ، لكن الذين يفهمون آيات الله على الظاهر و لم يُؤَوِّلوا و لم يفهموا المعنى الباطن وقعوا في هذه العقبة و لم يستطيعوا تفسيراً لها و لكننا نحن بفضل الله تعالى أتباع الإمام المهدي غلام أحمد قد فسرناها بتأويل آيات كتاب الله و بالإستبصار للمعنى الباطن ، لماذا؟ لأن الدين دينٌ باطنيّ و القرآن سبعة أبطن أي أبطن كثيرة و رقم سبعة للدلالة على الكثرة و ليس معناه سبعة فقط ، إنما هو للدلالة على الكثرة ، سبعة سبعين سبعمائة هي دلالات الكثرة ، فالمعنى الباطني هو معنى أصلي لا يصله إلا من كان قلبه مُطَهَّرَا لأن الله تعالى قال : (لا يمسه إلا المُطَهرون) أي لا يَمسَ معانيه أو لا يَمسُ معانيه إلا الإنسان طاهر القلب ، و لا يكون طاهر القلب في هذا الزمان إلا من بايع الإمام المهدي غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- و لا يُبايع المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- إلا من كَسَرَ كِبره و اتضع إلى الله عز و جل و خشع ، فنظرية دارون هي نظرية عظيمة تتوافق مع كتاب الله عز و جل كما هي نظرية كوبرنيقوس ، أما الركن الثالث من أركان الإلحاد فهو الباطن و اللاشعور و هي نظريات نفسية تم التوصل إليها من خلال التحليل النفسي و الدراسات العلمية المتراكبة المتعاقبة و تراكبت النظرية عبر العقود حتى إكتملت و تقول : أن في عقل الإنسان جزء كبير جداً عظيم أعظم من الوعي ، أعظم من العقل الواعي و الشعور و هو كجبل جليدي عظيم تحت الماء أكبر من الجبل الجليدي فوق الماء بتسعة أمثال مثلاً أو أكثر ، يقول علماء النفس أن العقل الباطن هو عقل تركيبي أي يُركب و يُجَمع ما لا يستطيع العقل الواعي جمعه و ربطه و تركيبه لأن وظيفة العقل الواعي و الشعور هو إيه؟ التحليل فقط ، أما العقل الباطن فوظيفته التركيب لذلك كان يقول علماء النفس أن الشعراء قديماً عندما كانوا يكونون ما بين النوم و اليقظة أو تصيبهم حالة من الإغماء و ثم يستيقظون ، يجدون أن تراكيب الكلمات جرت على ألسنهم بفعل العقل الباطن الذي ركب تلك الكلمات من قراءات كثيرة سابقة لهم ، تمام؟ ، و يقول علماء النفس أن حالة العقل الباطن هي حالة التركيب و تتجلى في النوم و في الحالة التي يكون فيها الإنسان بين النوم و اليقظة ، كذلك في حالة غياب الوعي أثناء الصرع ، و الصرع إيه؟ درجات و من ضمن درجات ذلك الصرع : الإغماء و التعرق كما كان يحدث لإبن الفارض الذي كان موجوداً في القرن السابع الهجري ، فهكذا هي نظريات إيه؟ نفسية ، طيب ، كيف تكون هذه أو كيف يكون هذا ركن من أركان الإلحاد؟؟ يقول الملحدون أن هكذا هم الأنبياء قرأوا كثيرا من الكتب أو سمعوا كثيرا من الآيات و الكتب و التفسيرات و الفلسفات ، ثم قام العقل الباطن بتركيب جمل من تلك الكلمات المخزنة و أخرجوا تلك الكلمات التي يَدَّعون أنها وحي أو الذين يَدَّعون أنهم سمعوها فيما بين النوم و اليقظة ، نقول لهم : كلامكم فيه جزء من الحقيقة و فيه جزء مُتَوَهم و مُلتَبِسٌ عليكم ، لماذا؟ لأن في أصل كلمات الأنبياء النبوءات و يستحيل على الإنسان أن يعلم شيء قادم في الزمن لم يحدث بعد من خلال معلومات قديمة عنده ، و مثال ذلك الأخبار التي أخبر عنها النبي ﷺ في عالم الغيب عن عصر المسيح الدجال و الذي تحققت بعد وفاة النبي ﷺ بإيه/بكم؟؟ إحنا دلوقتي/نحن الآن في عصر القرن ١٤((هجري)) و المسيح الدجال خرج بعد فتح القسطنطينية بالتحديد عام ١٤٩٢ مع دخول الأسبان غرناطة و خروجهم إيه؟ من كل حدب ينسلون في البحار اللي/الذين هم الأسبان ، و بعد كده اللي/الذي ورثهم مين/من؟؟ البريطان و الفرنسيين و بعد ذلك إيه؟ الأمريكان ، فالمسيح الدجال خرج بعد فتح القسطنطينية صح؟ و القسطنطينية فتحت عام ١٤٥٣ و الدجال خرج عام ١٤٩٢ تقريباً ، صح كده؟ إذاً الدجال هي الأمم المسيحية المُثَلِثَة((التثليث)) و المُلحدة ، لأن الدجال له أركان من ضمنه التثليث و من ضمنه الإلحاد و من ضمنه ظبية الدجال ( العري و بيوت الموضة و الاباحية الجنسية )، صح كده؟؟ ، و من صفات الدجال أنه إيه؟ يجمع كنوز الأرض فتتبعه كيعاسيب إيه؟ النحل ، صح كده؟ و يبحث عن الكنوز و يمر بالخَرِبة فيقول لها أخرجِ كنوزك ، مثل الغاز و البترول الذي يخرجه من الصحراء ، هناك إيه؟ أحاديث كثيرة ذكرها النبي ﷺ و تحققت في العصر الحديث ، فكيف يكون العقل الباطن أو اللاشعور لنبي من أنبياء يتنبأ عن أحداث قادمة بعد قرون أو سنين أو عقود ، هذا محال ، نحن لا ننكر دور العقل الباطن و لكن ننكر أن يكون كل ما يُقال هو فقط وفقاً لتحليل العقل الباطن ، إنما يدخل في غياب الوعي أو أثناء غياب الوعي وحي الله عز و جل و الذي يتجلى في النبوءات و هي دليل عظيم لا يعرف له الملحدون جواباً ، خلاص؟؟ و لمن أراد أن يستزيد في هذا الأمر في الرد على مسألة العقل الباطن و اللاشعور فليقرأ كتاب الإمام المهدي (حقيقة الوحي) على الأقل أول ٩٥ صفحة و ثم يقرأ كتاب الأحلام للدكتور علي الوردي و هو عالم إجتماع عراقي و هو رجل محترم مسلم زيدي و أستاذ و أفكاره مرتبة و ستستزيد جداً من هذا الكتاب و لكن إعلم أنك يجب أن تقرأه على ضوء و على نور كتاب الله و كتاب المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- (حقيقة الوحي) ، إن فعلت ذلك انتصرت في الثلاثة أركان على الملحدين ، انتصرت في نظرية كوبرنيقوس بالتأويل و انتصرت في نظرية دارون أيضاً بالتأويل و انتصرت في نظرية العقل الباطن و اللاشعور بإيه؟ بتفصيل آية النبوءات من خلال كتاب حقيقة الوحي ، هكذا تستطيع أن تنتصر على الملحدين .

 
  - استدراك : الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدي إستدراك على التعليق الذي ذكرته على كتاب الأحلام للدكتور علي الوردي فأقول : أن الدكتور علي الوردي كرر كثيراً في اواخر الكتاب مدحه للثورة أو للثورات الشعبية التي حدثت في جمهوريات سايكسبيكو و عزا ذلك إلى الشعب أو إلى قادة الثورات و أنا أقول : ان تلك الثورات ما كانت لتقوم إلا من خلال تأييد و تحفيز و تشجيع و دفعٍ أمريكي من المخابرات الأمريكية ، لأن أمريكا كان من مصلحتها أن تسقط الأنظمة الملكية التي كانت متوافقة و خاضعة للإستعمار البريطاني و الإستعمار الفرنسي ، فلما أن انتصرت أمريكا في الحرب العالمية الثانية و على سبيل المُكايدة لبريطانيا و فرنسا أرادت أن تتخلص من مستعمراتهم القديمة و أن تُخلص المستعمرات القديمة من الهيمنة الفرنسية و من الهيمنة البريطانية التي كانت متمثلة في أنظمة ملكية خاضعة و تابعة لتلك الدولتين ، فشجعت أمريكا و اتصلت بالضباط في جيوش تلك المناطق و تلك الدول و أخرجت تلك الثورات ، و التي ظنها الدكتور علي الوردي وقتها أنها ثورات خالصة من الشعب و بعض القيادات لجيوش تلك البلدان ، و ههنا أقول : أن الدكتور علي الوردي وقع في مغالطة الحِلِّي و هو عدم إدراكه لواقع أمره لأنه لم يكن يُحيط بكل بيانات و مُدخلات ذلك الظرف الإجتماعي و السياسي ، و بما أن التاريخ قد مضى و مرت عقود من السنوات و تكشفت الحقائق فالآن نستطيع أن نقول بملِء أفواهنا أننا على دراية و على وعي أكثر من مما كان عليه الدكتور علي الوردي في وقته في الخمسينات ، فنقول : أن تلك الثورات كانت بتأييد و دفعٍ من المخابرات الأمريكية نكايةً في فرنسا و بريطانيا .

 هناك تعليق آخر أريد أن أقول : أن فرويد عندما قَسَّمَ النفس إلى الأنا العليا و الأنا السفلى و الأنا المتوسطة و قال أن الأحلام ما هي إلا تنفيس عن الكبت  الجنسي الذي هو موجود لدى الإنسان فيظهر هذا الكبت على صيغة رموز و ربما يظهر أيضاً بصيغةٍ صريحة ، كذلك الرغبات العنيفة لدى الإنسان التي يكبتها قد تظهر في الأحلام ، نقول إن فرويد قال أن الأنا العليا تكون مراقبة على الأنا السفلى في الأحلام فتتحير الأنا السفلى و تخاف من الأنا العليا فتُخرج الأحلام على هيئة رموز ، تمام ، كذلك نقول : أن الأحلام هي من وسائل النفس التي هيأها الله سبحانه و تعالى للعلاج لأن الإنسان عندما لا يستطيع أن يُنَفس في حالته الواعية فإن الله جعل له تنفيساً في حالته اللاواعية من خلال الأحلام ، و كما أن الشباب غير المتزوجين يكون لهم في أثناء النوم الإحتلام و هو تصريفٌ جنسي ، نقول : كذلك أن من لديه كَبتٌ أو أزمة نقصٍ أو عقدة نقصٍ و عندما لا يستطيع أن يُنفس عنها في حالته الواعية فإنه يحدث له التنفيس في حالته اللاواعية في النوم أو في حالة ما بين النوم و اليقظة ، هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

 

د.محمدربيع طنطاوي-
الروح ليست مادة و لا شكل من اشكال المادة بل هي شيء لا نعرف طبيعته و لن نعرف طبيعته بنص كتاب الله , قل الروح من أمر ربي , الصحيح أن نقول أنّ الروح تلبس لبوس عوالم مختلفة ذات فيزياء مغايرة لتنتقل عبر الزمان و المكان فربما كان ذلك الجسد موجات , هي ( أي الروح ) بالنسبة له العقل الواعي الذي يستجلب أنباء الغيب

د.محمدربيع طنطاوي-

 أسماء أمة البر الحسيب :

 السلام عليكم و بعد ، قد طلب مِنَّا نبي الله يوسف بن المسيح ﷺ أن نقرأ كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي و نكتب تعليقات عليه و أن نقرأ بدايات كتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي الحبيب ﷺ لنتبين ما في الكتاب الأول من ثغرات و ما يسدها موجود في الكتاب الثاني بأمر الله تعالى ، و لا غنى عن الإستفادة منهما معاً ، بسم الله الرحمن الرحيم :

في مقدمة كتاب (الأحلام) كان الحديث عن الحال السيء الذي وصل إليه المجتمع العربي من إعلاء قدر الأحلام و أثرها في المجتمع و كذلك تَأثُرُها به حتى أثر ذلك في العادات و العقائد الموجودة بشكل جيد و لكن الأثر السيء أكبر ، فمثلاً ظاهرة تقديس آل البيت كما أوردها الدكتور علي الوردي الموجودة في العراق ، إلى درجة وصل الحال بالناس أن يعتبروا إنكار فضيلة النسب الشريف مروق عن الدين ، يرون أن خروج الناس على أحد الأشراف أي من آل البيت و إن كان ظالماً أمر لا يُسمح به بل يعتبر مروق عن الدين !! ، سيدنا محمد ﷺ كان قد حارب الطبقات المتعالية بأنسابها فلا يمكن أن يقبل بأن يجعل من آل بيته من بعده طبقة تعلو على الناس بنسبها الشريف و أن يُقَدم الناس لهم الإحترام و إن كانوا ظالمين !! ، الأحلام عند كثير من الأمم خاصةً الإسلام بُنيت عليها العقائد و العادات ، من رجال الدين (منهم المسلمين) قد قالوا أنهم يرون في الأحلام الوحي الذي لا شك فيه و مجرد الإعتقاد بذلك و إنتشاره بين الناس فسيكون له أثر على المجتمع سواء جيد أو سيء ، و كما قال سيدنا محمد ﷺ بأن الأمة الإسلامية ستتبع النصارى في ضلالها حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه ، لوجدنا أن حال أوروبا في العصور الوسطى المظلمة و ما بعدها هو نفسه حال المسلمين من بعدهم ، فمثلاً أن يرى راهب في الرؤيا ألوان العذاب في السماء و الأرض فيعزو ذلك لظلم و جور الحاكم مثلاً كما حدث في فلورنسا الإيطالية في القرن الخامس عشر للميلادي فأثار خوف و فزع الناس فاستغل ذلك المعارضين للأسرة الحاكمة (آل مديتشي) أنذاك حتى نجحوا في إسقاطها و أن يصلوا للحكم في ظل الراهب و مواعظه المفزعة التي خدرت عقول الناس و لكن للأسف ما نجحوا في البقاء فوق الرؤوس حتى سقطوا تحت الأرجل لما أن تنبه الناس بأنهم على هاوية سقوط بلادهم في الحرب لسوء الإدارة و الموعظة ! ، و وجد كثير من المسيحيين من رأوا أحلاماً فيها المسيح مثلاً يدعوهم إليه فيسيروا دعاة بين الناس و يُنشؤوا طوائف جديدة و تقع تحت إضطهاد الكنيسة الكاثوليكية الرسمية مثلاً ، كذلك الحال عند المسلمين ، بعضهم من يرون في أحلامهم النبي أو أحد الأئمة فيؤمنون بأنها رؤى صادقة فتَعُم بين الناس متأثرين فأدى ذلك بأن اعتنق المسلمون آراء و عقائد لم يأتي بها الإسلام ، بل أحياناً تُخالفه صراحةً !! ، فمن خلال ما يرونه من أحلام يؤدي إلى تقديس فئة معينة من الناس مثل الأشراف من آل بيت رسول الله أو الأولياء أو أصحاب الأضرحة و غيرهم ، كما يُقدس النصارى مؤسسي الطوائف الرهبانية و كما عندهم الأعداد الهائلة من القديسيين و كل قديس يتولى حماية مدينة أو بلد مثل القديس جورج الحامي لبريطانيا و يحتفلون بيوم خاص به و يتذرعون له و يحملون إسمه على علم خاص له فيه صليبه عند الحرب مثلاً و يوجد قديس متخصص في علاج مرض ما فيحج الناس إلى قبره يلتمسوا منه الشفاء من هذا العلاج و يتباركون ببقاياهم المباركة سواء شعر أو لباس أو عظام و غيرها (أظن من هنا جاءت كلمة hollyshit) و كثيراً ما تكون مزيفة ، و هذا حال المسلمين عند أضرحة الأولياء و الطرق الصوفية الضالة و غيرها ، و هي أداة مهمة قوية الأثر يستعملها رجال الدين (مثل المشايخ أو البابوات) للسيطرة على عقول البسطاء من الناس الجهلاء فيستغلون ذلك في تحريكهم على أهواءهم بخلط و مزج قدسية الدين مع مصالحهم السياسية و غيرها ، و نرى هذا في في تاريخ أوروبا و بلاد المسلمين بشكل واضح مشابه ، لكن أوروبا أزاحت هذا الهراء عن رأسها و لا يزال يحوم فوق رؤوس المسلمين و إن كان بشكل أقل ، لأن أوروبا تعلمت الدرس مما أصابها من كوارث بجعل عقيدة معينة هي الحاكمة في بلد ما فيحدث منع و تضييق للعقائد و المذاهب الأخرى في نفس البلد لأنها تخالف الرسمية الحاكمة فيؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة منها تضييق حرية الفكر و الإبداع و الإبتكار و تعوق نمو نواحي الحياة الأخرى الإقتصادية و العلمية و الأدبية و غيرها ، لذلك يجب أن تكون الحكومة علمانية و تعطي الحرية الدينية و الفكرية لكافة رعاياها ، و الأمر المؤسف أن التقديس الناتج عن الأحلام له أثر سيء في أخلاق المجتمع كالأحلام التي ذكرها الدكتور علي الوردي في كتابه و التي فيها النبي أو أحد آل بيته الكِرام يأمرون بحب الأشراف و طاعتهم و إكرامهم و إحترامهم و إن كانوا عصاة ظلمة في الواقع ، و أن الثورة على سلطانهم الجائر هو مخالف للشريعة الإسلامية و أن طاعتهم من طاعة الله ! .
 و كما حدث في المسيحية من تقديس للمسيح و البابا و غيرهم و أنهم سيشفعون لهم (ببيع صكوك الغفران) ، حدث ذلك أيضاً عند المسلمين بالإعتقاد بشفاعة النبي و المبالغة بها : و ضرب الدكتور علي الوردي امثلة على ذلك : منها شفاعة النبي لبعض من آل بيته الظالمين في أحلام الناس ، و كشفاعته مثلاً لشاعر مات سكيراً فرآه إبنه بعدها في الحلم بأن النبي شفع له لما ذكر له أبيات فيها مديح لآل البيت ! أو كشفاعة النبي للسفاح تيمورلنك الذي كان يبني مآذن جديدة على جثث المسلمين المتراكمة كما حدث لما استولى على دمشق ، فيراه أحدهم في النوم جالس بجانب النبي و شفع له النبي لأنه أحسن لذرية النبي ! ، كما المسيحين فعلاً سار المسلمون في الخراب ! 

 فاستغلال الدين موجود في كل مكان و كل عصر لصالح فئة معينة تنتفع بذلك بشكل شيطاني : كثير من الرهبان و الراهبات يدخلون في حالات إضطراب نفسي بسبب ما يفرضون على أنفسهم (بما يُخالفه الله و يرفضه أساساً) من قيود و التعبد على أنه زهد و تزكية و تقرب إلى الله فيعذبون و يهلكون أجسادهم فيُصابون بالعلل سواء النفسية أو الجسدية ، هؤلاء يرون أحلام كثيرة فيها المسيح أو مريم العذراء أو قديس ما (خاصةً قديس طائفتهم طبعاً) فيستيقظون و قد تم شفاءهم ! فيُعلنون عن معجزة حدثت في الدير فيحج الناس إليه بالهدايا و المال لنيل البركات (و هذه البُغية المهمة الهامة الأهم : جبي الأموال) ، هذا الحال عند أضرحة الأولياء و غيرهم عند المسلمين و من يرى هذا الولي (الذي يزور ضريحه كثيراً) في النوم فإن ذلك يعتبر قمة التدين و دليل كافٍ على أنه ولي الله حقاً فيشد من أزر إخوته المسلمين بصحة التضرع و تقديم الصدقات عند ضريحه ، و الحمد لله ! ، لكن هؤلاء و هؤلاء يفتعلون الحيل و الخداع و الكذب بإصطناع معجزة أمام الناس ليصدقوا ما يزعمون أو يكذبون بوجود ضريح ولي و ما هو ولي كقصة الكلب الذي تحول إلى ولي كبير يحج إليه الناس ، و كثير من كذب الكذبة و صدقها في النهاية ! ، و أساساً كثير من هذه المعجزات تكون المشكلة فيها نفسية فتُعالج بالصلاة و هدوء النفس ، يقول الدكتور علي الوردي : ما ميز المسلمين عن غيرهم من الأمم بأنهم أدخلوا بعض الأحلام في صلب شريعتهم و أيدوها بالقرآن و سنة النبي فاعتبروها وحياً ، و يقول : الأحلام كلها لا تصلح دليلاً على شيء و هذا مقصده من كتابه ، و نحن لا نراه صائباً فالوحي و الرؤى الصادقة من الله هي أمر آخر و لها علامات تدل عليها و هذا ما جاء به الإمام المهدي الحبيب في كتابه حقيقة الوحي لما أن أوضح المراتب الثلاث التي ينطوي تحتها الناس في ذلك .
- الرد على الحالمين هؤلاء : أن أي شخص يظل مشغولاً منهمكاً في يومه و تفكيره في أمر ما و يرى ذلك أيضاً في بيته أو مجتمعه ، فمن الطبيعي أن يرى ذلك في نومه ما شغله نهاراً ، فيرى ما يؤمن به و يُصدق به فيظهر له مثلاً ذاك الولي أو الإمام أو القديس فيقول له في المنام من القول ما يوافق إيمان و تصديق النائم نفسه أي تنطبع أفكار النائم على منامه و شخوصه و هذا لا يعتبر دليل بأن أحلامهم كلها حق ! خاصة لما أن تأتي مخالفة لأوامر الله و الرسول و القرآن ، فهؤلاء ينهضون يصبحون دعاة و وعاظ للناس و إن كان في كلامهم مخالفة شريعة ، فطبيعي جداً أن المجتمع الذي سادت فيه فكرة تعظيم آل البيت مثلاً إلى حد أن يكون من أسس الشريعة فإن ذلك يؤثر على تفكير أهل ذلك المجتمع ، فالذي يعترض على فعل حاكم ما أو شريف من آل البيت بأنه ظالم معتدي فإنه لما تأثر بطبيعة أفكار المجتمع و انتشارها قد ترسخت في عقله الباطن أو اللاشعور فبذلك فإنه يرى في النوم بأن النبي مثلاً يُعاتبه على إعتراضه هذا أو على وصفه لأحد الأشراف بأنه ظالم فلا يجوز له هذا الإعتراض لأن هذا الشريف من ذرية النبي !! و كأن النبي ﷺ سيقبل بهذا الإفتراء و الظلم !! ، إن التصديق بهذا الهراء يُفسد أخلاق المجمتع و يجعل فيه ثغرة تبث الإضطراب و الظلم و تحث على طاعة و حسن معاملة الظالم و الطاغية لأن ما يُشفع لهذا الطاغية بأنه من ذرية النبي ! أين الإسلام الذى أمر بالتقوى بأنها معيار الفضيلة و الخير لا الحسب و النسب ، و بالمناسبة الذين يخافون من الجن و يفكرون فيه و تنتشر القصص المرعبة عنهم و تفاصيل أشكالهم و أسماءهم و أين يعيشون و الدجل الناتج عن ذلك من شعوذة و ظهور مشايخ مختصين بإخراجهم من الناس : كم عدد الذين يرون في أحلامهم الجن و يستيقظون مرعوبين؟؟؟ أظنهم أكثر من الذين يرون الأئمة و غيرهم ، و الله أعلم .
- و أذكر هنا أن من الحملات الصليبية ظهرت حملتين أحدهما من آلاف الفلاحين و أخرى من آلاف الأولاد الصغار ، و ظهرتا بعد فشل الحملات الصليبية الكبرى(أي بقيادة الملوك أو الأمراء المسيحيين) جميعها في الإستيلاء على بيت المقدس ، و أُبين هنا أن طبيعة الحياة أنذاك في غرب أوروبا كانت صعبة للحروب الداخلية فيها بين الدول و تدهور أحوال المعيشة و خاصة أحوال الفلاحين الكادحين الذين تحملوا أعباء الحملات الصليبية و الحروب الأوروبية بدماءهم و أموالهم و محاصيلهم ، في هذه الأحوال الصعبة ظهر أحدهم يعلن أن المسيح أمره في الرؤيا بأن يخرج في حملة صليبية فجمع حوله آلاف من الفلاحين الذين رأوا لا فرق بين الموت في بلادهم المُفقَرة و المقفرة أو الموت في سبيل القدس لكن شعروا بالأمل بأنهم قد ينالوا الأراضي في الشرق بنصر الله لهم فيكونون السادة ، لكن الحملة لم تصل للشرق فقد مات كثير منهم في الطريق و منهم من عاد ، و حملة الأولاد : فيها ظهر من يقول أن المسيح يأمره بجمع الأولاد لاستعادة بيت المقدس و طبعاً في نفس أحوال السابقة ، كان أولاد الفلاحين ملزمين بالعمل طيلة الوقت فوجدوا فرصة للتمرد و التخلص من عبء الآباء فانضموا لها ، و هذه الحملة لم تصل للشرق ، فالسفن التي حملتهم لتنقلهم : منها ما غرق و منها أصحابها أخذوا الأولاد و باعوهم شمال إفريقا ، و كان رأي البابا الكاثوليكي أنذاك للحملتين هو الرفض التام رغم أن من دعا إليها يقول أن المسيح أمره بذلك ! و أمر البابا بقطع رؤوس أصحاب السفن لفعلهم هذا .
- من الطوائف المسيحية التي ظهرت و مبنية على الأحلام أو الأصح على رؤية مؤسسها المسيح و يكلمه فيها ، طائفة من المذهب البوريتانيين(المتطهرون) و هؤلاء من البروتستانت الإنجليز : طائفة الكويكرز أي المهتزين عند سماع إسم الله ، مؤسسها هو جورج فوكس في منتصف القرن ١٧ ميلادي : يقول أنه رأى المسيح في المنام يحثه بالتخلي عن كل شيء من أجل المسيح و الجنة ، فترك كل شيء و مضى في الوعظ المتجول ، و يقول فوكس : أن الله أظهر له إدراك حُبه الأبدي و إدراك النور الباطن في القلب و الذي هو إتصال مباشر بين الله و المؤمن دون وسيط ، و أن من ينال النور الباطن فسيكون له أفضل مرشد فيستغني عن الأسرار المقدسة و الكنيسة و القساوسة ، و يرى الكويكرز أن قوة الله تتجلى لهم في إجتماعهم فيحدث في نفوسهم صراع ما بين قوة جانب الله و بين قوة جانب الشيطان في الإنسان فيشعرون بالإجهاد كأنهم في معركة فلما ينتصر جانب الله فيهم يشعرون بصمت مهيب فتهتز أجسادهم من ذلك فيحمدون الله و يشكرونه ، بحالتهم الصوفية هذه قد أسهموا في تحسين أخلاقهم بشكل ملحوظ و تميزوا عن غيرهم بصفات حسنة و معظم الطبقات الوسطى في انجلترا حديثاً من المنتمين لهذه الطائفة و انتشر مذهبهم في الأمريكتين ، لكن انظر لحال جورج فوكس قبل أن يرى ما رأه في المنام : كان يُطيل بالتفكير بالعذاب و الجحيم(تأثر من تزمت و صرامة المذهب البيوريتاني الحاكم أنذاك و الذي يفرض نظام أخلاقي صارم شبيه بالعصور المظلمة فطبيعي أن يؤثر بأفكار الناس و أخلاقهم و سلوكهم و أحلامهم ، فيشعرون بصعوبة الحياة على هذه الشاكلة ، فكأنهم يبحثون عن منفذ أسهل و أيسر إلى المسيح !) و أن أغلب الناس سيهلكون و قلة من ستنجو فضاع في شعوره بالإثم و الذنوب فرأى أحلاماً فيها الأرض تزلزل بالعذاب و النيران تملأ السماء و لم يُسعفه القساوسة من إرشاد و أخذ يتشكك حتى بوجود إله أو إبن الإله و أنه لن يكون من زمرة الناجين يوم الحساب ، ثم يرى ما رآه و أن الله أخبره بأن إسمه مكتوب في سجل المسيح أي سينال الخلاص الأبدي (و هذا لُب تفكير فوكس و رغباته) و طبعاً أي فرقة جديدة أو فكرة جديدة تطل برأسها يجب أن تنال الصفعات و اللطمات و بعض الركلات .
● و أورد هنا إقتباس من كتاب الإمام المهدي و المسيح الموعود ﷺ من كتابه (حقيقة الوحي) صفحة ٢٨ و ٢٩ ، توضيح لمن يرون الرؤى السيئة و النحسة ، و أن لديهم صفات سيئة و أثر ذلك في أحلامهم و أنها تكون إبتلاء أحياناً ، فيقول : "لا يستطيعون أن يشهدوا شهادة صادقة خشية أن يسخط بسببها من كان من كبار الناس ، و فيهم كسل و تهاون في الأمور الدينية إلى درجة كبيرة ، و هم غارقون في هموم الدنيا ليل نهار ، و يساندون الكذب و الزور عمداً .... و في بعضهم عادة أسوأ من ذاك أنهم لا يتورعون عن الفسق و الفجور و يرتكبون كل عمل غير مشروع لكسب الدنيا ، كما تكون الحالة الأخلاقية لبعضهم منحطة جداً و يكونون تجسيداً للحسد و البخل و العُجب و الكِبر و الغرور ، و يصدر عنهم أعمال دنيئة من كل نوع و توجد فيهم أنواع من الخُبث المُخجل ، و العجيب في الأمر أن بعضهم لا يرون إلا رؤى سيئة و تتحقق أيضاً ، و كأن أدمغتهم لم تُخلق إلا لرؤية الرؤى السيئة و النحسة ، و لا يرون رؤى فيها خير لهم تُصلح دنياهم أو ينالون مبتغاهم ، و لا يرون رؤى فيها بُشرى لغيرهم .".
 
■ هذا تعليق على الجانب الأول من كتاب (الأحلام) ، أما الجانب الآخر فهو متعلق بالنظريات العلمية القديمة و الحديثة في محاولة تفسير الأحلام ، و كلها تعتبر فرضيات و من المعروف أن الفرضية تبقى حتى تأتي أخرى فتحل محلها و هكذا لأن العلم يتطور كأنه درجات سلم يعلو و لا يتوقف عند حد ، فالذي يتم تصديقه سابقاً قد يأتي زمن بعده يُعلن بُطلانه و العكس ، ككروية الأرض مثلاً ! ، إن تفسير الأحلام من خلال علم النفس و توضيح أثره في شخصية الفرد و المجتمع لأمر مهم جداً لأن الأحلام تتأثر و تؤثر في عادات و معتقدات المجتمع بشكل كبير ، فدراسة هذا الأمر يُوضح الخفايا في النفس البشرية و بذلك نصبح أكثر دراية عن الكائن البشري فيتضح لنا أسباب كثير من أفعاله مثلاً ، حقاً إن العلم نور و لو أتاح للناس قديماً جزء ما نعرفه الآن لَمَا إنساقوا كالبهائم نحو أحلامهم التي هي نشأت من تأثير المألوفات الإجتماعية المختلفة .

  - بدايةً هنا أساس البحوث العلمية لابد أن تبدأ من القديم إلى الجديد ، فآراء القدماء في الأحلام ، عند البدائي لسذاجة تفكيره اعتقد أن الأحلام تنشأ من تدخل الآلهة أو الشياطين لأن من غير هذه القوى الخارقة للطبيعة يستطيع أن يجعل البدائي النائم يرى شيئاً ليس موجوداً في قريته ! ، في علم الإجتماع نظريتين تعزوان للأحلام أهمية كبيرة في نشوء الدين عند البدائي : الأولى : نظرية سبنسر و يقول : البدائي لا يُفرق بين الموت و النوم فكلاهما تخرج الروح من الجسد ، فإذا مات أحدهم يُقومون بالطقوس و تقديم القرابين إلى روحه بغية التضرع و طلب العون منها و من هنا نشأت عبادة الأسلاف و هي أولى العبادات بين البشر ، و الثانية هي نظرية تيلر و يقول : فكرة الروح نشأت عند البدائي لما اعتقد بوجود الروح في بدنه جراء ما يراه في النوم فاعتقد أن كل شيء في الدنيا له روح ، فالعالم مليء بالأرواح القادرة على نفعه و ضره ، و الآلهة نُخبة ممتازة من الأرواح ، و هذا يدل على أثر التفكير البدائي في الأحلام و تأثره بها ، طبعاً ظهرت حديثاً نظريات أفضل تعلل نشوء الدين .
  - النظريات في المدنيات القديمة لم تختلف كثيراً عن البدائية بل هي نفسها لكن بمدى أوسع كوجود إله متخصص بالأحلام مثلاً كما في بابل و مصر القديمة و الإغريق و غيرهم .
- تحدث الدكتور علي الوردي عن تفسيرات فرويد في الأحلام ، إذ يرى فرويد أن معظم الرموز في الأحلام ذات مغزى جنسي و فسر حتى أفعال الأطفال من خلال ذلك ، و قال فرويد : أن الأنا العليا تكون مراقبة على الأنا السفلى في الأحلام فهي الضمير المراقب الصارم على الأنا السفلى التي تخاف من هذا الضمير فتخرج رغبات المكبوتة التي لم يستطع الإنسان إشباعها في يومه لأن الضمير يمنعه ، فتخرج في الأحلام على هيئة رموز ، و فسر فرويد الأحلام المؤلمة أو الكابوس بأنه صورة من صور العقاب يفرضه الضمير على الإنسان أثناء نومه ، و أنه من أسباب ذلك الرغبة المازوخية فبعض الناس يرغبون في الألم و أن يقع عليهم إعتداء أو إهانة فيظهر ذلك في أحلامهم ككابوس ، لكن تفسيره لم يلقى ترحيباً .
- ثم يأتي تلميذه إدلر الذي يقول بأن الأحلام هي تحقيق لما يرغب فيه الإنسان ، فقال بنظرية عقدة النقص كأن يرغب الإنسان بالتعالي و السيطرة لشعوره بالنقص في حياته الواقعية فيرى نفسه مثلاً يطير فوق رؤوس الناس .
- و قال الدكتور علي الوردي عن قانون (كويه) : لما تسيطر فكرة على إنسان فتصبح عميقة في عقله الباطن (اللاشعور) فإن جهود عقله الواعي التي يبذلها الإنسان ليُكافح تلك الفكرة تؤدي إلى حدوث عكس ما أراده العقل الواعي ، كالذي يريد أن يرمي كرة فيصيب تفاحة فوق رأس صاحبه ، صاحبه يقول له لا تصبني ، لكن فكرة الإصابة تعمقت في العقل الباطن للرامي فمهما حاول عقله الواعي منع حدوث ذلك ، فسيُصيب وجه صاحبه ! ، كذلك مثل عدم القدرة على كتمان الضحك أمام معلم غاضب مثلاً فأنت لا تريد ذلك لأنك ستُعاقب لكن عقلك الباطن قد سيطرت عليه فكرة الضحك ، و كلما حاولت منع ذلك ازداد الضحك و لكنه يتوقف فجأة لما أن يخرج المعلم ! .
- و ذكر الدكتور علي الوردي عن التنويم الإجتماعي : و هو أن يقوم مُنَوِّم من تنويم شخص ما تنويماً مغناطيسياً فإنه يقول له بأنه سيغلق نافذة حالما يسمع سعال أحدهم ، و لما أن يستيقظ فهو لا يذكر ما قاله له المُنَوِّم لكن لما يسمع صوت سعال يُسرع لفتح نافذة من غير أن يفهم سبب قيامه بذلك ، يندفع لفعل ذلك بشكل لاشعوري ، و هذا هو الإيحاء ما بعد التنويم و قد يطول أثره بعد الإستيقاظ من التنويم المغناطيسي لساعة أو أيام أو شهور أو سنوات ، فالإنسان في حياته الإجتماعية كالذي يقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي و مُنَوِّمه هو المجتمع بما فيه من قيم و تقاليد .
  - كذلك تحدث الكاتب عن الأحلام الكيشوتية : و هي تختلف عن أحلام اليقظة إذ تسيطر على حياة الإنسان كلها فيخلق لنفسه العالم الذي يريد فتصبح حياته عبارة عن حلم متصل بلا إنقطاع ، في أحلام و أوهام مبالغ فيها تسيطر على الشعور و العقل الواعي عند الإنسان .
  - و تحدث عن تنبؤات الأحلام : و الباحثون انقسموا إلى فريقين في تفسيرها : الأول : يُعللون تنبؤات الأحلام بعامل الإتفاق و المصادفة ، و ضرب مثال كالخوف من غرق السفينة فيرى أحد الركاب في المنام أن السفينة تغرق فيخاف الموت فيترك السفينة عند أول ميناء يراه و بعدها بقليل تغرق السفينة ، فاتفق حلمه مع الغرق الفعلي ، لكن كثير من الركاب يخافون من الغرق و يحلمون بذلك لكنهم ينسون خوفهم و أحلامهم عند نجاتهم و عدم غرق السفينة !! فعندما يتحقق حلم واحد من بين أحلام كثيرة لم تتحقق فيرى الناس الحلم الذي تحقق أمر غير عادي فيبالغون فيه و يتناقلونه و ينسون الأحلام الكثيرة التي لم تتحقق ! و طبعاً الرد على هذا يكون من كتاب الإمام المهدي الحبيب ﷺ في كتابه (حقيقة الوحي) و سأذكر إقتباس منه للرد على من يتباهون بأنهم يرون بعض الأحلام التي تتحقق ، و ما يتميز به عباد الله الخواص الذين صلتهم بالله كبيرة فيرون الرؤى الصادقة و الواضحة الجلية بالنسبة لهؤلاء المتباهين ، فيقول الإمام المهدي الحبيب ﷺ في كتابه (حقيقة الوحي) في الصفحة ٧١ و ٧٢ : " لعل جاهلاً يقول إن بعضاً من عامة الناس أيضاً يرون رؤى صادقة أحياناً ، فيرى رجل أو إمرأة في بعض الأحيان ولادة إبن أو إبنة في بيت أحد ثم يتحقق كما رأوا ، و يرون موت أحد فيموت فعلاً أو يرون في الرؤيا أحداثاً بسيطة أخرى من هذا القبيل فيحدث كذلك تماماً ...... هذه الأحداث ليست شيئاً يُذكر و لا يشترط أن يكون صاحبها صالحاً بالضرورة فقد يرى كثير من الأشرار و ذوي الطبائع الخبيثة أيضاً مثل هذه الرؤى عن أنفسهم أو عن غيرهم ، أما الأمور الغيبية الخاصة فهي خاصة بعباد الله الخواص ، و تتميز عن رؤى الناس و إلهاماتهم في أربعة أمور :

* أولاً : إن معظم مكاشفاتهم تكون واضحة جداَ غير مبهمة إلا فيما شذ و ندر ، أما مكاشفات غيرهم فتكون مشكوكاً فيها و مشوَّهة في معظم الأحيان ، و لا تكون واضحة إلا نادراً .
* ثانياً : تكون مكاشفاتهم بكثرة مقارنة مع عامة الناس بحيث لو قورنت مع غيرهم لكان الفرق مثل المقارنة بين مال المتسول و مال المَلِك .
* ثالثاً : تظهر على أيديهم آيات عظيمة لا يقدر غيرهم على الإتيان بنظيرها .
* رابعاً : تُلاحظ في آياتهم أماراتُ القبول ، و تكون علامات حُب المحبوب الحقيقي و نصرته بادية فيها ، و يبدو جلياً أنه -سبحانه و تعالى- ينوي إظهار تقرُّب هؤلاء المقبولين و إكرامهم على الدنيا من خلال تلك الآيات ، و يودّ أن يرسخ عظمتهم في القلوب ، أما الذين لا تكون علاقتهم كاملة مع الله تعالى فلا توجد فيهم هذه الأمور ، بل إن تحقق بعض رؤاهم أو إلهاماتهم يكون إبتلاء عليهم لأنها تؤدي إلى نشوء الكِبر في قلوبهم ، و في الكِبر يموتون و يُعارضون الأصل الذي هو السبب في خُضرة الفروع ...." .

- و الفريق الثاني في تعليل تنبؤات الأحلام يرون أن المصادفة لا يصح أن تعلل كل تنبؤات الأحلام ، لأن فيها جوانب غامضة لا يسهل تعليلها ، من ذلك : الحلم الذي يكون متشعب كثير التفاصيل فيكون كأنه مسجل على شريط سينمائي ، و بعضها يظهر للنائم عدة مرات كإنذار من مصدر خفي يحاول تنبيه الإنسان من خطر قادم ، و من الباحثين من يستندون على قانون أينشتاين في مفهوم الزمان ، يرون أن الزمان بُعد رابع و هو خط ممتد في الفضاء كما خطوط الطول و العرض و الإرتفاع (الأبعاد الثلاثة) ، فالزمان واقف لا يتحرك بل نحن نتحرك نحوه و بذلك ممكن تصور الإنسان ذو مقدرة خفية تمكنه من التحليق في أحلامه فوق هذا البُعد فيطلع على ما يحتوي عليه الزمن من أحداث ، يعترف الدكتور علي الوردي في هذا الأمر بأنه عاجز عن إبداء أي رأي حاسم منه في موضوع التنبؤات في الأحلام ، و الرد يكون من كتاب الإمام المهدي كما ذكرنا .
  - التنويم المغناطيسي لا يختلف عن النوم الطبيعي إلا بشيء واحد بأنه نوم اصطناعي يطرأ على الإنسان من خلال إيحاء يُسلط عليه فيقع الإنسان تحت تأثير المُنَوِّم ، و الأحلام في الحالتين مختلفة ، ففي التنويم يكون خاضع لتوجيه المُنَوِّم و إرادته فيقدر على أن يجعل النائم يرى كل ما يوحى إليه ، فالتنويم يجعل من الأوهام حقائق واقعية ، مثلاً كأن يوهم النائم بأنه نسيَ إسمه فينساه فعلاً ، و كما يوجد التنويم الذاتي كالذي يوجد عند بعض المتصوفة فمثلاً لما يجرحون أنفسهم بالخناجر دون أي يصابوا بأذى .
  - التنويم و الجراحة : انتشر استخدام التنويم في المعالجات الطبية و العمليات الجراحية في أنحاء العالم بدلاً من البنج .
  - من الإيحاء التنويمي المجتمعي : قصص الجن و الأشباح ، إذ يتعرض لها الناس بإيحاء من الخوف منها فيُهيأ لهم رؤيتها حقاً ! .
  - الذي يقع تحت تأثير الإيحاء التنويمي قد يفعل ما يريد المُنَوِّم حتى و لو كان ارتكاب جريمة ، لكن أكثر الباحثين يرون أن هذا النائم لا يقوم بعمل مخالف لضميره أو لرغبته الواعية ، فيقول الدكتور علي الوردي : كلما ازدادت ثقافة الناس و تفتحت عقولهم ضَعُفَ فيهم أثر التنويم الإجتماعي أو الفردي و قَلَّ خطره .
  - عبقرية الأحلام : علاقة الأحلام بالإنتاج الفني و العلمي ، فيُعرف أن من الفنانين و المخترعين توصلوا لإبداعهم أثناء النوم أو ما يُشبه النوم من أوقات الذهول و الإستجمام ، مثل : اكتشاف الأنسولين و اختراع إبرة ماكنة الخياطة و شكل حلقة البنزين السداسية برؤية الحل الذي يرجوه صاحب الإختراع في حلم بعد إنهماكه في التفكير و البحث المطول فيه ، كذلك الأمر في الإبداع في مجال التأليف الشعري و الموسيقي .
  - ابن خلدون : اعتقد أن الأحلام تقدر على حل بعض مشاكل اليقظة بشرط أن يَعُد الحالم نفسه لها إعداداً نفسياً قبل أن ينام ، حتى يكون قادر على توجيه قواه الذهنية نحو الحل المطلوب .
  -  كذلك الفكرة الإبداعية لا ينحصر ظهورها أثناء النوم فقط بل في أي وقت يخمد نشاط العقل الواعي ليتمكن اللاشعور أو العقل الباطن من إظهار نشاطه بشكل ما ، فالصرع مثلاً يُخدر العقل الواعي أحياناً و يُتيح للاشعور فرصة العمل المُبدع ، و الصرع منه الشديد و منه الخفيف الذي لا يضر بشخصية صاحبه فهو فترة ذهول أو إغماء يغيب فيها الوعي قليلاً مع التعرق و قد يخرج المصاب بعد ذلك بأفكار جديدة لذلك عُرف الصرع عند الشعوب القديمة بالمرض المُقدس .
  - العقل الواعي هو ذو طبيعة تحليلية لا تركيبية أي يبحث و يفكر و لا يقدر على الإبتكار إلا قليلاً ، لأنه يميل للتركيز و الدقة في النظر ، التركيز في نقطة واحدة دون باقي النقاط ، فلا يقدر على الربط بين فكرتين متباعدتين . أما العقل الباطن فذو طبيعة تركيبية .
  - العقليون : هم الواثقون بمقدرة العقل على رؤية الحقيقة المُطلقة بنظرة واحدة و هؤلاء لا يؤمنون بالحركة أي إذا صحت لديهم فكرة في زمان و مكان ما فإنهم يُعَمِمُوها في كل زمان و مكان لذلك يتعصبون لآراءهم (يرون جانب واحد من الهرم) .
  - اللأدريين : يرون أن العقل البشري عاجز بشكل تام عن إدراك شيء من الحقيقة المُطلقة ، يرون هذه الحقيقة من الخارج حيث لا يستطيع العقل فهمها ، و ما يقدر على فهمه هو الظواهر السطحية البعيدة عن كنه حقيقة الوجود (هؤلاء يدورون حول الهرم و ينظرون إلى جوانبه المختلفة و مع ذلك لا يرون أن هذا يكفي لفهم حقيقة الهرم) و بذلك يرون أن كل الأفكار البشرية نسبية لا تدرك من الحقيقة المُطلقة شيء .
  - أصحاب الرأي الأوسط : لا ينكرون نسبية الأفكار البشرية كلها ، بل لابد أن تؤدي إلى فهم الحقيقة المُطلقة في النهاية ، فكل فكرة نسبية هي خطوة إلى الأمام نحو إدراك الحقيقة المُطلقة ، فتتراكم هذه الحقائق النسبية فيزيد ذلك من القرب نحو الحقيقة المُطلقة ، وضرب الدكتور علي الوردي مثال على ذلك بالتقدم في علم الفلك ، و أقول هذا التقدم أثار ضجة و إنقلاب كبير في آراء الناس و عقائدهم المبنية عليه ، و تقدم علم الفلك بالتدريج :
  ▪︎ أولاً : اعتقد الناس بأن الارض مُسطحة فأتى بطليموس و قال بأنها كروية و أنها ثابتة في مركز الكون و تدور حولها الأجرام السماوية ، و هذه الفكرة متطورة عن الأفكار السابقة لها و لكنها ساذجة بالنسبة للتي ستأتي بعدها و لابد أن تُبنى عليها ، فهي أقرب مما سبقها إلى الحقيقة ، و كما نعلم فإن فلك بطليموس اعتمد عليه بشكل كبير تفسير الكتاب المقدس خصوصاً الكنيسة الكاثوليكية الرومانية و التي سُتصاب بلطمة قوية تهتز بها أركان هذه الكنيسة الخبيثة و هذه اللطمة كانت على يد كوبرنيكوس ،
  ▪︎ ثانياً : فلك كوبرنيكوس : و نشر كتابه عام ١٥٤٣ و قال فيه أن الشمس هي مركز الكون و أن الأرض تتحرك حول نفسها و تدور كما الأجرام السماوية حول الشمس ، فأتى مخالفاً للكتاب المقدس ! و كان لذلك أثر كبير في اهتزاز إيمان النصارى فتفتحت عقولهم أكثر فأكثر نحو الكون و نحو خبايا الكنيسة الخبيثة .
  ▪︎ ثالثاً : كبلر الذي صحح ما في نظرية كوبرنيكوس من أخطاء و قال بأن الأجرام السماوية تدور في أفلاك إهليجية و ليست دائرية ، و بالطبع في كل نظرية أخطاء تأتي النظرية التي بعدها فُتصلح ما سبقها و تبني فوقها .
  ▪︎ رابعاً : نيوتن و نظريته في قوانين الجاذبية و التي كانت خطوة كبرى نحو فهم الكون ففسرت حركات الأجرام السماوية بشكل رياضي ، و على طريقة حساباته الرياضية اكتشف العلماء كواكب سيَّارة غير معروفة و تحققوا بوجودها بالمراصد ، لكنهم اكتشفوا ظواهر فلكية لا تخضع لقوانين نيوتن مثل انحراف عطارد في سيره عن الفلك المعين له .
  ▪︎ خامساً : أتى أينشتاين بنظريته النسبية و هي أكثر إتساعاً و تعقيداً من سابقتها ، فلم يُلغي قوانين نيوتن بل حدد لها الإطار التي تصح فيه .
  - كذاك الأمر يسير بالنسبة للنظريات الإجتماعية مثلاً و تطورها ، فالأزمنة و الأماكن تؤثر في النظريات فلا يصح أن تُفرض القديم منها على عصر حديث مثلاً .
  - بين الممكن و المستحيل : حواس الإنسان محدودة و لكن مع تقدم العلم و وسائله و أجهزته المتطورة قد توسع إدراك الإنسان للكون بشكل أكبر من السابق ، و هذا التطور في نمو لا يتوقف ، لذلك نجد بعض الناس يندهشون من اختراع لا يتناسب مع مفاهيم عصرهم مثل اختراع التلفون و اللاسلكي ، و عندما لا يستطيعون فهمه يلجأون بتفسيره إلى الخرافات أو الأساطير أو الشياطين أو السحرة و غيره و ثم بالتدريج يعتادون عليه و ثم يتعجبون بالجديد الذي بعده و هكذا : من دائرة المستحيل الذي لا يقبله العقل إلى دائرة الممكن المقبول و كذلك مثل نظرية التطور لدارون تتطور جيلا بعد جيل .
  -  الحاسة السادسة : توصل العلماء إلى وجود حاسة أخرى غير الحواس الخمس المعروفة و أسموها بالحاسة السادسة و عزوا إليها مثلاً : مقدرة الحمام الزاجل بالعودة إلى مكانه الأول بعد أن أبعدوه في صندوق مغلق لمسافات كبيرة ، و توصل العلماء بأن في الحمام جهاز قادر على إلتقاط الأمواج الكهرومغناطيسية الصادرة إليه من المكان الذي نشأ فيه فبذلك يهتدي بهذه الأمواج في عودته لمكانه ، و كذلك مقدرة الخفاش على الرؤية ليلاً رغم أن عينيه صغيرة جداً فتبينوا بوجود جهاز خاص بالخفاش دون غيره من الحيوانات و هذا الجهاز يصدر أصوات ذات ذبذبة عالية فترتبط بالحواجز المادية ثم يرتد الصدى إليه فيعرف مقدار البعد بينه و بين هذه الحواجز ، و دراسة الخفاش ما حفز العلماء على اختراع الرادار .
  - الأستاذ سينل في كتابه (الحاسة السادسة) يقول فيه : بوجود نتوء صغير في مخ الحيوان أسماه العلماء الجسم الصنوبري و لا يعرفون وظيفته ، فيقول سينل بأنه جهاز الحاسة السادسة يلتقط أمواج معينة يتطابق معها ، و يقول : الإنسان لإنشغاله في التفكير أهمل استخدام الجسم الصنوبري أو الغدة الصنوبرية فبسبب إنشغاله اليومي فإنه لا يصغي لومضات الحاسة السادسة ، أما الحيوانات فلا تعرف التفكير مثله فتقدر على إستخدام الحاسة السادسة بطلاقة ، و أن العلاقة بين قوة التفكير و قوة الحاسة السادسة عكسية في الإنسان .
  - مثال على الحاسة السادسة : أن رجلاً يعرف ما يُكتب في ورقتين مطويتين في قبضتي من أمامه دون أن يُخبره أحد أو دون أن يلمس الورق .
  - ظهور هذه الحاسة عند البعض لأنهم قادرين على إيقاف حركة تفكيرهم أي العقل الواعي فتعمل الحاسة السادسة من غير تشويش ، فالحاسة السادسة موهبة تلقائية تنبعث من اللاشعور .
  - الحاسة السابعة : يقول فيها العلماء : مقدرة الشخص على تناقل الأفكار بين مخين ، و بأن الجمادات في ظروف معينة تتلقى بعض التأثيرات إلى مخ شخص آخر فتصبح الجمادات كالبطارية الخازنة تلتقط الكهرباء و تُفرغه ، كالقلم مثلاً فالذي يملك هذه الحاسة يستطيع أن يعلم ما كتبه الشخص بالقلم من خلال ما خَزنه القلم مما خطر في مخ الكاتب و نقله إلى مخ صاحب الحاسة السابعة ، و هذا يُشبه اسطوانة من مادة الفوسفور التي تُخزن من الضوء الذي تتلقاه من مصباح بجوارها فتضيء ليلاً ، فقد تكون كل مادة في الكون مثل الفوسفور تخرج الأمواج الكهرمغناطيسية الواردة إليها و ثم تُطلقها ، فالفوسفور قام بتخزين أمواج الضوء ، و قد يُدرك صاحب الحاسة السابعة أمواج خفية فإذا أمسك قطعة من المادة تأثرت مخيلته بما يصدر عنها من أمواج و ما جرى عليها من حوادث أو ما انطبع عليها من أفكار ، و يتمنى العلماء بأن يأتي يوم على العلم يكون قادر على اختراع جهاز يُمكن به رؤية حوادث التاريخ و سماع أصواتها ، و المحتمل أن جميع الأمواج و الذبذبات المنبعثة من حوادث التاريخ القديمة ما تزال موجودة حديثاً و ربما اختزن بعضها الآثار القديمة الشاهدة عليها ، و ربما تُخترع أجهزة دقيقة تقدر على كشف أمواج الأزمنة الماضية ، فمثلاً النجمة التي انفجرت و اختفت في السماء فإن ضوءها يظل يظهر لمن ينظر لها على الأرض كأنها ما تزال موجودة ، يظل ضوءها لملايين السنين دون أن يدري الشخص بأنها ليست موجودة إذ أصبحت من التاريخ ! .
  - اللاشعور أو العقل الباطن أو العقل الكامن أو ما تحت الشعور : كان فرويد أول من لفت الأنظار إلى اللاشعور و أظهر خطأ العقليين القدماء الواثقين بالتفكير الواعي بأنه الأساس الوحيد الذي يقوم عليه السلوك البشري ، فقال فرويد : أن الإنسان لا يسير دائماً على ما يُمليه عليه التفكير أو الإرادة بل يوجد في أعماق نفسه حوافز خفية تدفعه لعمل ما في شكل لاشعوري .
  - يوجد وراء العقل المُفكر عقل آخر يدفع الإنسان لإتخاذ سلوك معين نحو الناس و الأشياء دون أن تكون له إرادة واعية فيه .
  - جميع الأحداث التي تقع للإنسان تؤثر في ذهنه بشكل ما و يبقى تأثيرها كامن في أعماق ذهنه و يظن الإنسان أنه نَسِيَ ذلك ، فالنسيان هو إختفاء الفكرة من العقل الواعي و ذهابها إلى العقل الباطن و قد تظهر عندما يتخدر العقل الواعي أو ينام .
  - المخ البشري يختزن كل الأحداث التي تمر بالإنسان سواء النافعة أو الضارة لذلك فإن اللاشعور قد يهبط ببعض الناس بالجنون و التخلف أو يسمو ببعضهم إلى العبقرية أو ليكونوا من ذوي المواهب الخارقة .
  - الإستجابة الشَرطية و تجربة التعلم الشَرطي ذات فائدة في التحليل النفسي و في التربية النفسية الحديثة للأطفال .
  - اللاشعور له تأثير على مجال الأخلاق و الآراء و المعتقدات خاصةً التي يتلقاها من خلال الموروث أي يولد و ينشأ عليها فيظنها صحيحة ، لذلك فالإنسان مثلاً يعتاد على عقيدة معينة نشأ فيها فتمتد جذور هذه العقيدة الموروثة في أعماق عقله الباطن و هي تُقيد تفكيره من حيث لا يشعر ، و مثال ذلك أي قوم يُبعث لهم نبي فإنهم يرفضونه لأنه يأتي بما يُخالف أهواءهم و آراءهم .
  - لا يمكن إقناع أحد بصحة عقيدة جديدة إلا إذا تمكنت أولاً من تغيير معاييره اللاشعورية لتُلائم تلك العقيدة الجديدة .
  - إن من الذين يرفضون الأفكار الجديدة يكون دافعهم المصالح القائمة فيهم و من هؤلاء رجال الدين سواء الوثنيين أو في الأديان السماوية فيرفضون أي نبي مبعوث من الله لأنه يأمرهم بترك أهواءهم النجسة و أن يسيروا في الطريق المستقيم ، فبالتالي هؤلاء الرافضون يقومون بأي عمل ضد هذا النبي ، و الكارثة أن هؤلاء أصحاب المصالح هم قلة في المجتمع ، أما الكثرة فربما يحاربون الفكرة الجديدة رغم أنها خير و تلائم لمصالحهم ، لأن الكثرة هؤلاء أفكارهم و عقائدهم القديمة متجذرة فيهم لاشعورياً فيصبحون كالأغنام وراء الفئة القليلة التي تدعي حرصها على العقائد المقدسة القديمة ! و هكذا مع أي فكرة جديدة تظهر .
  - اللاشعور له عامل فعال في توجيه السلوك البشري و هو في ثلاثة أجزاء :
 ▪︎ الأول : يتكون من الرغبات الحيوانية الأصلية في الإنسان و تولد معه .
 ▪︎ ثانياً : من الرغبات التي لم يتمكن الإنسان من إشباعها فيكبتها في أعماق نفسه و تُسمى العقد النفسية .
▪︎ ثالثاً : الضمير : و هو بين الشعور و اللاشعور ، يرى فرويد أن الضمير يراقب الإنسان في يقظته و نومه ، فالأحلام وسيلة الإنسان لإشباع الرغبات التي لم يُشبعها في اليقظة لكن الضمير يكون المراقب له فيمنعه من التمادي في إشباعها أثناء النوم لذلك تظهر على شكل رموز في الحلم .
  - في القرن العشرين ظهرت ثورة علمية كبيرة و من مظاهرها : تغير في مفهوم (المادة) ، سابقاً رأوا أن الكون مؤلف من أمرين (المادة و الحركة) و لا يرون في سر المادة من شيء و يرون أن نوع مادة الحجر هي نفسها مادة الكون ، و ثم ظهرت نظرية (دالتون) عن الذرة بأنها جزء صغير من المادة لا يمكن تجزئتها و لا تختلف عن مادة العنصر التي فيه , اما الجزيء فهو الذي يعبر عن صفة المادة و يتكون من اكثر من ذرة من نفس او من غير نوع الذرة ، و ثم وجد العلماء أن الذرة يمكن تجزئتها فاكتشفوا بالتجارب (الإلكترونات) في الذرة و هي من أمواج كهرومغناطيسية .
  - الفرق بين المادة و الشعاع : أمواج المادة مُعلبة تدور في أفلاك صغيرة في الذرة أما أمواج الشعاع فهي منطلقة في الفضاء ، فاستطاع العلماء تحويل المادة إلى أشعة فاخترعوا القنبلة الذرية ، و لكن لم يصلوا بعد إلى صنع مادة من أشعة .
  - فالمادة و الحركة مظهران لحقيقة واحدة ، فالمادة حركة و الحركة مادة و هما طاقة كهرومغناطيسية تظهر لحواسنا بمظهرين مختلفين .
  - الأمواج الكهرومغناطيسية تنطلق بلا إنقطاع من كل مادة في الوجود فتصطدم بما حولها من مواد و تؤثر فيها ، و الإنسان في هذا الكون كأنه (أطرش في زفة) .
  - بين الجنون و العبقرية : الأمم القديمة و منها عرب الجاهلية يعزون الجنون و العبقرية لفعل الجن .
  - من هو العاقل ؟ : اعتاد الناس أن العاقل هو من يتبع المألوفات و القيم الإجتماعية و من يُخالفها يسخرون منه بأنه مجنون .
  - الإنسان و الخجل : ما يميزه عن سائر الحيوانات الأخرى هو الخجل ، فيخجل الخروج عن المألوفات عند الناس فيُراعيها ، فمن أهم أسباب ظهور المجتمعات : الخجل .
  - لا شك أن كثير من الناس فكروا بفكرة إبداعية لاختراع مشابه لاختراع تم اختراعه مثلاً ، لكنهم يخفون الفكرة و لا يحققونها مخافة أن يضحك عليهم الناس ، و من يتجرأ على تحقيقها بتحطيم قيد الخوف و الخجل من الناس فإنهم ينعتونه بالمجنون ! .
  - العبقري : رأي مغلوط شائع أن كل عبقري هو مفرط الذكاء ، فالعبقري يختص في ناحية واحدة من نواحي المعرفة أو الفن فينهمك فيه دون غيره .
  - للعباقرة صفتين أساسيتين : ▪︎ القدرة الهائلة على تركيز الذهن ، ▪︎ و القدرة على ملاحظة العلاقة النمطية بين الأشياء ، و العبقري يميل للعزلة بشكل كبير و لا يُحب تقليد الناس بما اعتادوا عليه من أعمال و أفكار لذلك كان قادر على اكتشاف حقائق جديدة من أبسط الظواهر المألوفة فيفكرون فيها مراراً ، فمثلاً نيوتن قد سأله شخص مرة كيف اكتشف قوانين الجاذبية فقال : "بإدمان التفكير فيها" .
  - العقل الواعي و العقل الباطن هما تصنيعة المجتمع و نتاج مألوفاته و تقاليده .
  - يمكن تصنيف الناس إل ثلاثة أصناف :
▪︎ صنف يخضع لعقله الواعي و هو العاقل .
▪︎ صنف يخضع لعقله الباطن و هو المجنون .
▪︎ صنف يخضع للعقلين معاً و هو العبقري .
  - من الأقوال المأثورة : أن الرجل يكون إجتماعياً بمقدار ما هو ضحل في تفكيره .
  - أسباب الجنون : العوامل الفردية التي تؤدي بالشخص للجنون لا تؤثر فيه إلا من خلال العوامل الإجتماعية .
  - تختلف معايير الجنون بين الشعوب : قديماً يرون المجنون كاهن أو ساحر ، و المجانين عند شعوب يُحترمون و عند شعوب أخرى يُحتقرون .
  - يقول الدكتور علي الوردي : ليس بين الناس مجنونٌ محض أو عاقلٌ محض و بالتالي من الممكن وضع الناس من حيث الجنون و العقل في صف تدريجي .
  - و لا عجب بالقول بأن من ملوك التاريخ مجانين أو أنصاف عقول أو بلهاء ، فنالوا العروش بالوراثة ، و هذا من عيوب الملكية الوراثية إذ يرتقي العرش طاغية أو ظالم أو فاسد أو مجنون ، و ضرب الدكتور علي الوردي مثالاً بهارون الرشيد الذي كان يبكي و يغشى عليه من خشية الله عند الموعظة و لكنه يسفك الدم دون سبب عند الغضب ! .
  - العبقري يجمع مزايا الشعور و اللاشعور أو مزايا الموضوعية و الذاتية فيصل بها للفكرة الجديدة ، أما المجنون فالموضوعية عنده ضعيفة فلا يقدر على فهم الواقع فيندفع بحوافزه اللاشعورية العارمة من غير رادع .
  - الجنون و الظروف العائلية : و هي أكثر تأثيراً في تكوين شخصية المجنون من الظروف الإجتماعية العامة .
  - و نعتب على الدكتور علي الوردي ما قاله عن المتصوفة بسخرية و تقليل في عدة مواضع في الكتاب منها : "المتصوفة الذين يزعمون أنهم عند الوجد يفنون في ذات الله" هنا نشعر بأن الدكتور علي الوردي لا يفهم طبيعة الوصال الروحاني و لا تجربته ، فيقول أن فناء العبقري فيما خلق الله في كونه من أسرار أنفع و أقرب إلى الله من أن يفنى الإنسان في ذات الله ! ، إن الذي لا يفنى في ذات الله لا ينفعه التأمل و التفكير و البحث في أسرار الكون كلها طالما هو ناقص و فاقد لموهبة الروح القُدس و التلقي و الوصال بالله عز و جل ، فما الفائدة؟! .

  ☆ في الخلاصة : لا يجب أن نُلغي ما يقوله العلم الحديث من فرضيات و نظريات في شأن الأحلام فلابد من أن نربط بين العالم المادي و العالم الروحي لأنه كما علمنا يوسف بن المسيح ﷺ أن لكل شيء مادي تمثل روحاني و العكس صحيح ، لذلك لا يجب أن نُلغي كل ما يقوله العلم الحديث في شأن الأحلام (و هو العالم المادي) بل يجب الربط بينها و بين ما لم يستطع له رواد العلم الحديث من الإتيان به و هو حقيقة الوحي الإلهي و فيوضه (و هو العالم الروحي) ، و هذه هي الحلقة المفقودة في هذه المعادلة نجدها فقط بيد الإمام المهدي و المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني ﷺ و تجلت في كتابه (حقيقة الوحي) و أوضح فيه تلقي الوحي و مراتبه و إختلاف الناس في التلقي تبعاً لعلاقتهم مع الله و تحدث عن تنبؤات الأحلام و من ينال فيوضها ، نعم قد أشار الإمام المهدي الحبيب إلى أن بعض الأحلام تكون من الله صادقة أو من الشيطان أو من حديث النفس ، و هذا يوافق ما توصل إليه العلم الحديث و وضعوا تعليلات مختلفة أخرى تسبب الأحلام و لا ننكرها لأن طبيعة النفس البشرية معقدة مليئة بالأسرار ، لكن من يربط بين الحلقة المفقودة التي هي بيد الإمام المهدي الحبيب (العالم الروحي ، حقيقة الوحي) و بين العلم الحديث (العالم المادي) ؟؟؟ إنه نبي هذا الزمان و هو يوسف بن المسيح ﷺ الذي أفاض الله عليه من علوم الروح و تأويل الرؤى من لدنه و شرح و أوضح كلام الإمام المهدي للذين يريدون التبصرة .
 فبذلك فإنه لا يمكن أن نفصل بين العلم و الروح ، أي بين العلوم المادية و العلوم الروحانية ، فهما يسيران جنباً إلى جنب ، فما يصح في الأولى تُثبتها الثانية و العكس صحيح .
و نقول بأن ثغرات كتاب (الأحلام) قد سُدَّتْ بكتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي و المسيح الموعود ﷺ ، و أنقل هنا من كلام الإمام المهدي من كتابه و أعلم أن الدكتور علي الوردي لو قرأه لتحركت نسمة بستان المهدي في قلبه و أنعشته ، يقول الإمام المهدي ﷺ في الهامش من صفحة ٧٢ و ٧٣ من (حقيقة الوحي) : "حينما يأتي نبي أو رسول بأمر من السماء ينزل ببركته نور من السماء بحسب قدرات الناس و يُلاحظ انتشار الروحانية ، فيتقدم كل شخص في مجال الرؤى ، أما الذين لديهم قدرة على الإلهام فيتلقون الإلهام ، و تُشخذ العقول في أمور الروحانية .... فيكون الرسول هو السبب لكافة البركات ، و كل ما يتلقى الناس من رؤى أو إلهامات فإن الرسول هو السبب الحقيقي وراء فتح أبوابها عليهم ، لأنه بمجيئه يحدث التغير في الدنيا و ينزل من السماء نور عام يستفيد منه كل شخص حسب قدرته ، و يصير هذا النور سبباً للرؤى و الإلهام ، و لكن الجاهل يظن أن ذلك قد حصل بسبب تدبيره هو ، و لكن الحق أن ذلك الينبوع من الإلهام و الرؤى يُفجَّر للدنيا ببركة ذلك النبي ، و يكون زمنه زمن ليلة القدر التي تنزل فيها الملائكة .... فهذه سُنة الله منذ أن خلق الدنيا ."
و الحمد لله رب العالمين .

 

=======================================================

 

 

 

 

 

 

 

عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
[١٩/‏٦, ٩:١٤ ص] Housam: بسم الله
دَعانا د.محمد ربيع طنطاوي (يوسف بن المسيح عليه السلام)الى قراءة كتاب (الأحلام)للدكتور علي الوردي وكتابة تعليق مفصل مصاحب للقرأة، ويرجو أن تكون تعليقاتنا مفيدة لتنوير العالم.
[١٩/‏٦, ٩:٢٣ ص] Housam: نبذة عن الكاتب:هو علي حسين محسن عبدالجليل الوردي،عالم اجتماع عراقي، استاذ مؤرخ، وعُرف بتنبيه للنظريات الإجتماعية الحديثة في وقته، وله كتاب وعاظ السلاطين وهو من رواد العلمانية في العراق.
[١٩/‏٦, ٩:٢٧ ص] Housam: مقدمة:عندما تسمع وصف ما لما يحدث اسأل نفسك ماهي تحيزاته وأهدافه، إذا وضعت هذا السؤال في ذهنك وحصلت على إجابة له، فستتمكن من رؤية الأشياء بشكل أفضل.
[١٩/‏٦, ١٠:٢٠ ص] Housam: إن الكاتب في كتابه الاحلام يضع فكرة ويضع لها مثالآ، وستجد في مجمل كتابه أنه يستخدم المثال الواقعي، يضع الفكرة ويظهر ضعفها، وسلبيتها على المجتمع وهذا لايأتي من فراغ لإنه فعلآ الامثله التي يطرحها تكون واقعية عمليآ وتلحظ آثارها فيُشعِركَ من حديثه أنه معه كل الحق وشيء طبيعي إن تميل فئة كبيرة من القراء المتجهة أفكارهم باتجاه الماديات والإثبات العقلي.
[١٩/‏٦, ١٠:٢٤ ص] Housam: وتشعر فيما أنك تقرأ أن الأمور التي لاسند لها قد اختلطت مع الأمور المسندة، موصلآ فكرة الى العامة أن لاتتمسكوا بالأمل او برحمة تأتي من مكان ما، وأن الخالق قد ترك هذه الأرض منذ زمن بعيد.
[١٩/‏٦, ١٠:٥٤ ص] Housam: يتطرق الكاتب الى موضوع الاحلام ممهدآ أن البشرية منذ الزمن الأول تهتم بالأحلام ولكن تجده يشتد في لهجته في زمن الأمه الإسلاميه .
فهو يعتقد اعتقادآ كاملآ بكمال القرآن الكريم وأن القرآن أجل وآسمى من أن يغش أتباعه أو أن يسلك بهم سبيل الأوهام، ويجرح في المسلمين بإنهم أبدو إهتمامآ زائدآ عن غيرهم من الأمم السابقة بالأحلام حتى أنه سماها (أوهام الأحلام) وأطلق حكمآ واستخدم كلمة (هذا العصر) وهذا يدل على أن الكاتب يبغي المنطق فقال:ولكننا في هذا العصر الذي نعيش فيه يجب أن لانتهاون في أمر مكافحتها.
وحتى أنه يولد لديك شعور أن الكاتب أنه قام بفعل عظيم وهذا يدل على أنه يقصد بكلامه كل المقصود.
[١٩/‏٦, ١٠:٥٩ ص] Housam: يرى الكاتب أن أفراد المجتمع المسلم يستخدم الرؤى في تحصيل مصالحه المادية الشخصية وأعطى أمثلة في ذلك أن أحدهم قال أنه رأى بعض الأئمة أو الصحابة وبدأ الناس يأتون إليه ويأخذ النقود بالمقابل ، فقلل من أهمية الرؤى وجرح فيها مستغلآ عدم فهم الناس لطبيعة الرؤى وهذا ساعد الكاتب كثيرآ بأن يكون رأيه هو الصواب.
[١٩/‏٦, ١١:١٥ ص] Housam: ويرى الكاتب أن العوام يستمدون جذور عقائدهم من مؤلفاتهم الإجتماعية والويل كل الويل لمن يخالفهم فيما يتخيلون ويعتقدون ، حتى أن سياسة الحكم أو القضاء كان يتدخل فيه حلم ما وأن الحلم هو تدخل الآلهة ووجد تشابهآ كبيرآ بين القدماء والمسلمين في تأويل الأحلام.فالمسلمين صارو يؤمنون بأية رؤيا تأتهيم وذلك حبهم لمعرفة المستقبل وأصبح تعبير الرؤى علمآ قائمآ. وأشار بسخرية الى شروط رواية الرؤية وأداب قولها،وأظهر كيفية استخدام الرؤى في مجال الاحتيال والكذب وأعطى أمثلة في ذلك، وأطلب الأحكام ثم بعد ذلك يبرر بكلمات مثل ( لعل)(الأمر في النهاية لله)
ولم يبدي أهمية أو ذكر لقصص عن الرؤى الصالحة.
[١٩/‏٦, ١١:٢٢ ص] Housam: واستدل الكاتب بطريقة ابن خلدون الذي كان متأثرآ به طريقة (الحالومية)ليثبت صحة قوله بإن الرؤى من تفكير البشر وتشوق الناس لهذا الأمر. وهي عبارة أن تقول كلام لامعنى له عندما تستلقي في فراشك ثم يأتيك الحلم وأنت نائم.
يريد إيصال فكرة إن الأحلام مجرد أوهام. فركز على أنه هناك ثغرات في دين الإسلام الحقيقي وبعد قليل سوف يقول لك لايوجد إله.
[١٩/‏٦, ١١:٢٩ ص] Housam: هناك أمر يجب ذكره أن د.علي الوردي وصل لمرحلة فقد الأمل وقنط من الرحمة مثل كثير من الناس، نتج عن ذلك تشعر كأنه وصل لمرحلة الإلحاد.
وهناك أمر آخر لم يتطرق الى ذكره عند المسلمين حتى المسلمين أنفسهم لم يعودوا يفعله وهو (الإستخارة)التي أوصى بها نبي الإسلام أصحابه أن يفعلوها عند الأمور الهامة.
الإستخارة دليل قوي على وجود حبال الوصل بين الخلق والخالق ومن لايفعلها يكون عنده ظنون بأن يأتيه جواب عن مسألته.
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي

 
 
 
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
[١٩/‏٦, ١١:٣٦ ص] Housam: لابد أن نسأل سؤال جدير بالإجابة بعد قرأنا ماكتبه د.علي الوردي فيما سبق
كيف نميز بين الرؤيا الصادقة والحلم العادي؟
وهل إذا رأى أحدنا إحدالأئمة أوأحد الصحابة أو أحد الصالحين مثل (الخضر) تكون الرؤيا صحيحه؟
[١٩/‏٦, ١١:٤٧ ص] Housam: في موضوع تحقق الاحلام
يقول الكاتب أنه بحث فوجد نظريتين
الأولى (المصادفة وعامل الاتفاق)
الثانية(المصادفة وعامل الاتفاق لايكفي)
الفريق الثاني قال أن بعض التنبؤات تدل على وجود حاسة خارقة في الانسان وهنا ظهرت مشكلة الزمن
ويعترف د.علي الوردي بعجزه عن إبداء أي رأي حاسم في هذا الموضوع ويقول أننا في لانزال في أول الفريق منه، وان نأخذه على محمل الجد ويتمنى أن يتطور العلم ويكشف لنا الحقائق في المستقبل
في شأن الزمن في الرؤيا هذا ما كتبه د.محمدربيع طنطاوي(يوسف بن المسيح)وأشكر أخي حازم مصطفى كل الشكر أنه أرسل لي ما كتبه يوسف بن المسيح عليه السلام بعد أن طلبت ذلك منه.
[١٩/‏٦, ١١:٥٤ ص] Housam: د.علي الوردي استعرض نظريات وآراء حول طبيعة الأحلام ويرى بعضها متحيز أو مغلوط، ويرى من وجهة عامة ذات مغزى اجتماعي نافع يشير الى مبلغ ماتورط به القدماء من خطأ وتهافت في تقديسهم لبعض الاحلام.
ونوه أن ننتبه لموضوع المغالاة بالحلم وإنه تحقق فعلآ
[١٩/‏٦, ١١:٥٩ ص] Housam: وتتطرق الكاتب على ذكر الحاسة السادسة والحاسة السابعة وأعطى أمثلة عن ذلك وذكره للأمثلة الحقيقية تشعر بأن الحلم والرؤيا تصير ضعيفه وأنها صغير بالنسبه للحاسة السابعه.
وقد درس هذه الحالات علماء متخصصين ووجدوا أنه هناك ترددات مغناطسية بين الاشيلء وجسم الانسان.
[١٩/‏٦, ١٢:١٢ م] Housam: خاتمة:لقدتناول الكاتب موضوع الأحلام بشكل علمي وتاريخي باحثآ في آراء القدماء والمسلمين والآراء الحديثة .
اعتقد أن الكاتب كان يبحث عن إجابة عن أسئلة كانت تدور في ذهنه عندما كتب كتابه.
هنا لدي سؤال هل قرأ د.علي الوردي كتاب حقيقة الوحي ل ميرزا غلام أحمد(المسيح الموعود والمهدي المعهود عليه السلام).
 
 
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
معظم الناس يرون احيانآ رؤى صالحة وإلهامات صادقة ليعلموا أن مجال التقدم مفتوح أمامهم ولكن رؤاهم وإلهاماتهم لاتكون مصحوبة بعلامات القبول.
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
على العاقل ايجاد علامة فارقةبين نوعي الرؤى والإلهامات في حالة وجود أدلة على أن الناس من كل فرقة يرون الرؤى ويتلقون الالهامات مع اختلافاتهم في الدين والمعتقدات ويكذب بعضهن بعضآ بناءآعلى رؤاهم وإلهاماتهم ثم تتحقق بعض الرؤى لأصحاب كل فرقة فمن الواضح أن هذا الأمر يمثل حجر عثرة في سبيل الباحثين عن الحق ويشكل عليهم خطرآ كبيرآ.
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
كتاب حقيقة الوحي ل حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام يعتبر الترياق لسم كل كلام يبحث في أمر الرؤى والإلهامات فصاحب كتاب حقيقة الوحي صاحب التجربة في هذا المجال مئات من رؤاه وكشوفه والهاماته التي تحققت في ظروف غير مواتيه ظاهريآ وأثبت أنها من الله تعالى.
 
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي
[٢٤/‏٦, ١٠:٣٥ ص] Housam: على المرء ألا يفرح كثيرآ ويعتقد أنن صار كاملآ إن رأى رؤيا صالحه واحدة ، أو تلقى إلهامآ صادقآ واحدآ،بل على المرء أن يعتبر ذلك نوع من أنواع الاختبار. وهذا غالبآ يحدث مع أحدنا فتذهب به أفكاره أن هو صار محصنآ من ارتكاب المعاصي واذا أتى بمعصية يفكر أن له كفارة عند الله عزوجل لانه رأى رؤيا صادقة واحدة .
[٢٤/‏٦, ١٠:٤٠ ص] Housam: يذكر المسيح المسيح أن الوحي قسمان وحي ابتلاء ووحي اصطفاء
[٢٤/‏٦, ١٠:٥٦ ص] Housam: وذكر عليه السلام مصطلح(مولع بالإلهام) ترى أناس جربوا الإلهام مرة واحدة أو أكثر وصدق معهم فيصبحون مدمنين بتفكيرهم في كل حركه وكلمه واسم ويفهمونه حسب اهوائهم، فتصبح حياتهم كالجالس أمام شاشة تدور فيها أحداث حياته وحياة من حوله فكلما حدث حدث ،أو طرأ أمر،أو مرت كلمة فيتعب روحه في التحليل والتفكير وينتهي به المطاف في المعالجة النفسية أحيانآ. وهنا يأتي دور الاختيار يجب أن لاننسى أننا مخيريين ولسنا مسيريين وهناك شمعات فيصلية كما قال يوسف بن المسيح عليه السلام وأيضآ لا ننسى أن الدعاء يغير الأقدار ويجب أن نضع في بالنا دائمآ أنه هناك أمر إسمه (العد الإلهي)وهذا أمر بيد الله وحده سبحانه وتعالى.


 
Hazeem Ahmade
تعليق ختامي : الحمد لله وبعد : برأيي ان الكتاب مظلم مع أنه ضروري ومهم في مكتبة التدافع الكوني ، ومظلم من ناحية انه ليس فيه ذكر لله تعالى لا من قريب ولا من بعيد ، غير انه لا يبالي بالفطرة المقدسة ، ولا يلتفت لحاجة البشر للتواصل مع الذات الإلهية الفياضة ، بل يترك الذات البشرية تتيه في صحراء العقل والنظريات والمقارنات ، ومع ذلك فإننا لا ننكر كثير من الأمور الصحيحة التي جاءت فيه ، والرؤى المقدسة المذكورة فيه تلك التي ذكرتنا بالإله ، الا أن الكاتب حرص على أن لا يدخل ذكر الذات الإلهية وحاول ان يمنع تواجد ذكر تلك الذات في الكتاب من هذا الباب فهو مظلم جدا مؤلم للقلب غير انه نافع من باب انه يهز القارئ والباحث ويجعله يعيد حساباته ومن جديد ترتيب اوراقه ، الا الذين كان لهم حظا من الوصال الإلهي فهم ينظرون بنظرة مميزة وفريدة لان حظوظهم من روح الله وانفاس الله تغلب تلك الظنون والنظريات وغيرها ، وهي تفيض على كيانهم بإفاضة مقدسة ، لاشك ان هناك مجهود كبير قد ضخ في هذا الكتاب الا انه الى سراب مادام خالي من النور حتى لو صحت بعض النظريات ، وتحققت بعض المقارنات ، وصدقت تلك الروايات ، الا انها لم تمنحه النور الذي يطول ويدوم ويبقى على مر الزمان ، ويكون بغية الطالبين ، وراحة للمقوين ، والكنز المخفي المفقود ، كل ما ذُكر في الكتاب هو قصص وتجارب مع افراد ومجتمعات ، وقصص وتجارب للكاتب ، وكلٌّ ذكر تجاربه في اختصاصه وفي بحوثه . ولكن الغريب انه لماذا اعرض الكاتب عن ذكر تجارب الانبياء في وحييهم ورؤاهم وتحقق نبوءاتهم ؟ لماذا ؟ لأنه ليس من اهل الاختصاص في هذا المجال ولم يجربه او شعر بأن ذكر هذه التجارب تنافي مقصد الكتاب وبغيته . والحقيقة انه لن يقوى على هذا الكتاب الا تجربة نبوية .
Hazeem Ahmade
=19=بعض فرائد الرؤيا والوحي التي لا يمكن ان تنسب الا لجهة في ما وراء الوراء ، ذات لا تحده زمان ولا مكان ، وله كلمته سارية في الكون نافذه في تفاصيله ، هي كلم رمزية ، في حلل مجازية ، تواسي تارة وتشفى تارة اخرى ، وتحذر مرات ، وتعاقب مرة ، تخبر وتنبئ مرات ، وتعلم وتفهم ، لها رأي ولها موقف ومواقف ، انها ممكن ان تتدخل وممكن ان لا تتدخل ، عزيزة تختفى بلطف وتأتي بلطف ، واحيانا تأتي بجلال ، واحيانا في حلل الانذار ، انها كلمة الله سارية في الكون نافذة في تفاصيله .
وهذه من فرائد الرؤيا العظيمة المعظمة .منها :
• رموز الرؤيا : والرؤيا تأتي في حلل الرموز ، رموز حكيمة ودقيقة ، لا يمكن ان يقدّرها عقل باطن او ضمير او تأثير ما قبل النوم ، او التفكير بأمر معين ، ورموز الرؤيا هي بمثابة صمام امان قوي للرؤيا وكلما كثرت رموزها كلما كانت اصفى . من هو مصدر الرموز الحكيمة الدقيقة جدا دقة هذا الكون .؟
• رؤيا الشخص قبل ان تعرفه : مثلا رؤيا شخص صالح قبل ان تعرفه ومثلا هناك كثير من الناس رؤوا صورة الامام المهدي قبل ان يعرفوا صورته في الواقع ثم على اثر ذلك تم لهم الايمان والمعرفة . هذا مثال . وهناك امثلة كثيرة . فمن اين تسربت صورة الشخص المجهول للرؤيا ؟ من المصدر ؟ وقد ترى انك تسير في مكان ثم تتحقق وانت لم تطئ هذا المكان يوما !؟
• رؤيا معاكسة للمُراد : مثلا لما يستخير شخص في امر ما ويكون قلبه يريد شيء من الأمرين ثم تأتي الرؤيا معاكسة لمراده ويكون الخير فيما لا يريد ، فأين رغبته القلبية !؟ او عقله الباطن او تأثير مجتمعه ، وللتوضيح اكثر لو استخار شخص في امر الزواج من امرأة يميل قلبه اليها ويحبها ثم تأتي الرؤيا تذم المرأة وتحذر المُستخير من الزواج منها . فمن مصدر هذا الرؤيا ؟
• رؤيا التحفيز : يعني مثلا لو ان شخص كاره لعمل ما ولا يريد ان يعمله ولكن تأتيه رؤيا تحفزه جدا وتقويه وتغير ما بداخله ثم يستيقظ في حال اخر ، فمن غيّر حاله وهو كاره ، ان عقله الباطن لا يحب هذا الامر وضميره لا يستسيغه ولا يرغب به حتى مجتمعه لا يرضى عنه فمن اذن غير حاله ؟ ما هو هذا المصدر ؟
• رؤيا الاطمئنان : انك تكون خائف من شيء جدا مرسخ في عقلك خطورته وانت خائف جدا ، حتى المشاعر والاحاسيس في حالة من الخوف ، ولكن تأتي الرؤى تطمئنك وتأتي معاكسة تماما لتفكيرك ومشاعرك ومن حولك ؟
ما هو العامل هنا ، وما تلك الجهة المجهولة ؟
رؤيا الشفاء : يكون الشخص في حالة مرض معين وقد يكون مستعصي جدا ثم بعد الدعاء وعقد الهمة ، يرى في الرؤيا ( على اختلافه حالاتها ) انه يتم شفاءه من ذلك المرض ويكون ضمن حالة تلقى الرؤيا ، ثم يستيقظ سليما معافاة . هنا الرائي يرغب رغبة عارمة في ان يُشفى لكن شفاءه يتحقق ضمن رؤيا واذا كان عقله الباطن او ضميره او حتى رغبته قادرين على تحقيق ذلك الشفاء فلماذا لم يتحقق ذلك في اليقظة ؟
رؤيا العذاب : شخص يرى رؤيا انه يُعذب فيها ويتم ايلامه وايذائه ، فمن مصدرها ؟ هل يرغب شخص في العذاب !؟ هل يرغب شخص في الشقاء !؟ وان كان فلماذا لا يعذب نفسه في اليقظة ، انتحار او ما شابه ؟
رؤيا الاموات : كم يشتاق كثير من الناس لرؤية اقربائهم والمتوفون مع انه يفكرون بهم وينظرون اليهم في الصور وغيرها ، فلماذا لا يقضون الليالي معهم في الرؤيا اذا كان رغباتهم عارمة ، انما يأتون بأوقات دقيقة منظمة وعند الحاجة .
• الرؤيا المتواترة : من ذا الذي يتحكم في تواترها ولماذا ليست كلها متواترة والتواتر شيء لا يأتي دائما انما احيانا ، فمن يعيد الكلام ويكرره ؟ ومن يختار التواتر ويقد الرؤيا التي تصطبغ بتلك الصبغة .
• رؤيا اللغات : انك تسمع او ترى جمل او كلمات من غير لغة الرائي ، من لغة لم يسمع عنها قط ! وتكون مناسبة وجواب لسؤلك او استجابة لدعائك ؟ فمن تكلم بتلك اللغة ؟ هل نزلت ملفات اللغات في عقلك الباطن ؟ ام استنشاقها ضميرك من الهواء الطلق ؟ ام ان احد المترجمين مر بجانبك فجذبها عقلك كالمغناطيس من تكلم بها في الحلم والرؤيا ؟
• رؤيا النبوءة : وهي تكون في حلل النبوءة مثل ولادت مولود او وفاة شخص معين ، والحياة والموت بيد الله لذلك فإن مصدر المعلومة هو الله وحده . مثلا بشرى ابراهيم بمولود ، كيف له ان يصدق وأمرئته عاقرا ! ولكن الله تكلم .
• رؤيا سؤال الله : تسال الله فيجيبك بجواب غريب بعيد عن فكرك وتخيلك .
• رؤيا الوعيد : ممكن ترى رؤيا ولا تتحقق وتكون مشروطة بتوبة او تراجع عن سيئة معينة .
• الرؤيا الطويلة : اي انها تتحقق بعد مدة طويلة ، يعني رؤيا تتحقق بعد عشر سنوات او عشرين سنة ، ويكون حال الرائي وعقله الباطن تغير وضميره تغير وتأثير مجتمعه تغير وقد يكون تغير مجتمعه كله ، حتى خلايا جسمه قد تكون تغيرت ! فمن يعمل على تحقيق تلك الرؤيا بعد سنوات طويلة ، هنا نتكلم عن سنوات ضمن عمر الرائي فما بالك اذا تحققت بعد قرون طويلة جدا ، مثل تحقق رؤى النبي محمد في وصف عيسى اخر الزمان والمسيح الدجال وغيرها ، وهكذا تحقق رؤى الامام المهدي في ابنه الموعود . من يعمل على تحقق هذه الرؤيا بعد تلك القرون…
وبقول كلي ان كلمة الله تُستشف ، انها مميزة يعرفها اهلها ، وهي ما اتى الانبياء بها ولأجلها ، وهي سر الكون ، وبقية الله . بها يتحقق وجوده والانبياء بها عرفوا الله وعرفوا انفسهم وعرفوا زمانهم حاضرهم وماضيهم ومستقبلهم ومستقبل اقوامهم .
Hazeem Ahmade
=18=وتعليقا على تطور العقل وان الامر الذي يعد اليوم اعجوبة يصبح غدا امر عادي وهكذا ظن العامة وقت اختراع الهاتف انه شعوذة وتخاوي شياطين ، كما ان جد الكاتب لم يصدق خبر اختراع الطائرة وهكذا فليعلم الجميع ان النبي محمد قد تنبأ بجميع الوسائل الحديثة اليوم التي تتمثل بكونها كيان الدجال من طائرة وقطار ووسائل نقل وغيرها قد رأها النبي محمد وكان مستغربا منها وقتئذ لكنها اليوم حقيقة لكن النبي آمن بها ، وقال حدثوا عني فرُبَ مُبَلِغٍ أوعى من سامع وهكذا كان النبي مدرك كيفية تطور العقل مع الزمن ومؤمنين بحقيقة الوحي والنبوة والرؤيا .
فالكاتب يريد ان يبين ان اعجوبة الرؤى والأحلام القديمة استحالة اليوم مع تطور العلم الى امر عادي قد يندرج تحت اوهام العقل او ايحاءات العقل الباطن ، او انفاس اللاشعور ! او تأثيرات اخرى ! فهل كان العقل الباطن وغيره لهم نظرة مستقبلية كهذه ؟!
Hazeem Ahmade
=17=اذا كانت الاحلام والرؤيا الغيبية كلها مجرد اوهام او ايحاءات العقل الباطن ، او الرقيب الخلقي ، او اللاشعور لتطرق الشك ايضا الى وجود الذات الإلهية وبالتالي سنستنتج ان الانبياء مجرد اناس متوهمون او مبالغون في الوهم والإحصاءات الغيبة او العقل الباطن او الرقيب الخلقي او اللاشعور . كذلك لتطرق الشك الى الاعمال التي يعتبرها الانسان خيرية ويؤجر عليه ولتطرق الشك الى الكتب السماوية ايضا ، وبالتالي لاعتبرت الاديان مجرد خرافات كشف عورتها الوقت والزمان والتطور ، ولكانت الراحة والطمأنينة والسكينة التي تنزل بواسطة الصلوات والاذكار تحصل بسبب الملفات التي تم إدخالها الى العقل الباطن ، وبالتالي حصلت من خلال اللاوعي الذي قد اُعلم ان هذه الطقوس والحركات تُحقق الراحة فعمل عمله في الجسد وحصلت تلك الراحة .!!
وبالتالي لبطل ايمان المؤمنين ونبوات النبيين ، والا فماذا ؟! اذا كانت أصل نبوة النبيين وكلمات الكتب السماوية هي الوحي والرؤيا ؟
Hazeem Ahmade
=16=شرود العباقرة يسمى ذهولا ووجد ابن الفارض يسمى صرعا تلك قسمة ضيزى !
انك تضع الساعة في المقلاة وتبقى البيضة في يدك اسمه ذهول ، وانك تكون في حالة تلقى تسمى صرعا ؟
Hazeem Ahmade
=15=وتعليقا تحت عبقرية الاحلام فهي بالفعل عبقرية مساعدة للبشر على اختلافهم وتفاوتهم ، ووصف الكاتب لبعض الحالات على انها صرع مثل حالة ابن الفارض ليس الا لأنه ليس من اهل الاختصاص وليس له علاقة بالوحي واهله ، فأهل الوحي والوصال يعرفونه ، اما الكاتب فمنغمس في التحليلات والنظريات والقياسات التي ليس عليها دليل وليست الا فلسفة قديمة وللعلم فنحن لا ننكر تأثيرات العقل الباطن واللاشعور والتفريغ النفسي ووجود كثير الكثير من الخرافات والاوهام والامراض النفسية وهي منتشرة بكثرة وايضا لا ننكر وجود الوحي والرؤيا وانها مصدر الهي ولها اهلها المختصين يعرفونها ويغربلونها فيأخذون الطيب الصافي ويدعون الكدر العكر . ومن يقرئ في الكتاب ما جاء تحت تنبؤات الاحلام وعبقرية الاحلام ، ويطلع على تلك الاحلام وقوتها ونورها يعلم جيدا ويظهر له قوة الرؤى وتدخل الوحي في الوجود ومسيرة الرؤيا مع العقول وفي كل وقت ومع تطور العقول كذلك الرؤيا تلائم كل زمان وعقول اهل كل زمان . وقد رتب الكاتب الرؤى والاحلام على اربع انواع . احلام النوم ، احلام اليقظة ، احلام الكيشوتية ، احلام الجنون .
الحقيقة ان الانبياء قد وصفوا بالجنون على مر العصور لسبب ان الاقوام لم يفهموا حقيقة الوحي وحقيقة النبوة وبالتالي لو انهم صبروا وتربوا على يد كل نبي في كل زمان لفهموا وتعلموا من خلال الأنبياء كلامهم سيرتهم حياتهم ، وبالتالي لنجت تلك الاقوام من الهلاك والعذاب والتبار بسبب محاربة الانبياء ونعتهم بالجنون والسحر وما شابه والعياذ بالله.
Hazeem Ahmade
=14=تعليق : لما اقتربت من نصف الكتاب اصبحت اشعر ان الكتاب جاف جدا وناشف لأنه ليس فيه اي ذكر لله والمهم فيه ان لا يكون للرؤيا والحلم اي صلة بالله وبالتالي ليس لله علاقة مع البشر ، وكلما قرأت فلن ترى سوى النظريات والفرضيات والقياسات واقوال الفلاسفة التي لا تتعد عن كونها نظريات وفرضيات ليس اكثر وان صحّت وخاصة ان كل أولئك المذكورين ليسوا من اهل الاختصاص او الروحانية الحقة . ان بعض الرؤى القوية جدا المذكورة في الكتاب يستطيع اي شخص بسيط على الفطرة ان يستنبط انها من ذات معظمة التي سببا في نجاة اصحابها ، ناهيك عن شوكتها وقوتها ، اضافة الا انها قويا وتشعرك بعظمة الوحي ، وما قيل عنها في الكتاب انها ليست بشيء بالنسبة للتي لم تتحقق ، وقلنا انها اشبه بالجواهر بالنسبة للأحجار ، والجواهر فريدة عظيمة غالية الثمن صعبة المنال الا ان كثرة الاحجار لم تحط من شأنها بشيء كما ان كثرة اعداد البشر لم يحط من شأن الانبياء الذين هم اشبه بالجواهر .
Hazeem Ahmade
=13=وبالنسبة لحديث الامواج المخية وحدوث تواصل بيت مخيّن عن بعد فهذا الامر اقترب ان يعتبر شيء عادي وهو ما يصف بالتخاطر امر عادي صار وفي تجارب انك تستطيع ان ترسل رسالة من مخك الى مخ شخص اخر ولكن الامر يحتاج تمرس وعلم وهو بالنسبة لأهل الايمان لا شيء وليس له علاقة بالوحي والرؤيا مع ان مناطه العقل فكما اننا نستطيع التواصل من خلال الانترنت عن طريق الرسائل وليس للمسافة اي اعتبار كذلك يحدث التخاطر . الوحي والرؤيا موضوع اخر كما سيتبين .
Hazeem Ahmade
=12=ويذكر الكاتب من خلال ذكر التجارب والقصص والرؤى الصادقة المميزة المتحققة ويتوصل الى شيء وهو ان الرؤى التي تتحقق لا تساوي شيء امام الرؤى التي لا تتحقق .
واقول له ان عدد الانبياء لا شيء بالنسبة للبشرية ، وان الجواهر والالماس لا تساوي شيء امام احجار الارض.
Hazeem Ahmade
=11=في قسم تنبؤات الاحلام ذكر الكاتب بعض الرؤى المميزة المثبتة والتي تحققت بجلاء تام وذكر ايضا من خلال مثال يبين ان ازاء ذلك هناك الكثير والكثير من الرؤى التي لم تتحقق ووضحنا معنى ان هناك علاقة بين الرؤيا وصاحبها وعمله وهي سلسلة مترابطة . وذكر الكاتب بعض النظريات التي تفترض ان الانسان ممكن ان يطلع على الحاضر والمستقبل وممكن ان تكون للنفس البشرية قدرة خارقة كمثل طيار يرى النهر من فوق ويرى ما لا يراه الزورق الموجود في النهر ! . ويقول د.علي انه لا يبدي رأي في هذا الامر ولكنه ذكر ذلك وعلى القارئ الاطلاع…
ونقول : ان هذه النظريات لا دليل عليها وهي محض استنتاجات وفرضيات وليس عليه اي دليل ولكن قياسات وفرضيات ، والدليل على قولي هو ان الانسان ليس بمقدوره ان يتحكم في رؤياه ومنامه ولا حتى له سلطة على نفسه في ذلك العالم ، وانما ذلك العالم عالم عظيم فنبدي رأينا كيوسفيين اتباع غلام احمد ويوسف بن المسيح في الرؤيا ونقول ان الرؤيا هي نعمة من الله وتنزل على الجميع كما ينزل المطر على جميع الارض فتُنبت الارض الخصبة اما الارض البور فلا تُنبت ، وهكذا تعمل الرؤيا عملها في كيان المؤمن المخلص تنبت في نفسه زروع الإيمان ثم تثمر ثمرات اليقين ، لأن نفسه تعرضت للحرث حتى لانت وانبتت ، واما الرؤيا فلا تؤثر في نفس الكافر العاصي لان ارضه ونفسه بور فلا يستفيد منها . وهكذا فهي نعمة عظيمة ، انها وسيلة للوصول الى الخالق ، نعم انها سفير ما وراء الوراء .
Hazeem Ahmade
=10=توضيح : يتساءل الكاتب بانه هناك رؤى ونبوءات تتحقق ولكن ايضا هناك الكثير والكثير لم تتحقق ؟!
اقول : هناك رؤى ونبوءات مشروطة ووعيد ، يعني ممكن انو يشوف انسان رؤيا بأنه سيأتيه خير وبشرى ولكنه يُفاجئ بالعكس او عدم التحقق ولكن الحقيقة ممكن ان تكون سيئة من سيئاته حبست ذلك القدر والخير . والعكس صحيح ممكن ان يرى الانسان رؤيا فيها شر وعذاب وحادث اليم ثم لا تتحقق او يحصل له بشرى وخير والحقيقة ممكن صدقة خفية منه تدفع ذلك العذاب او استغفار او عمل صالح يمنع تحقق تلك الرؤيا والوعيد .فحالة الانسان لها علاقة برؤاه والحقيقة ان الاقدار تسير باختيارك وممكن ان تتغير بدعائك اذكر ان المسيح الموعود رأى رؤيا عن موت مولود وكان المولود في حالة حرجة جدا جدا وشارف على الموت ولكن دعاء المسيح الموعود وشفاعته غيرت القدر حتى ظنه المسيح الموعود قدر مبرم ولكن الرؤيا لم. تتحقق !! فهذا من باب التوضيح وليس الحصر لذلك قال المسيح بما معناه ان الاصل هو التقوى لا تلقى الوحي ، الاصل ان يكون الانسان متقى مرضي مقبول في عين الله وليس صاحب رؤى وكشوف ، وذكر المسيح بما معناه ان صفاء الوحي انعكاس صفاء النفس وكلما تزكى الانسان زادت بصيرته جلاء ولاشك ان الجميع قد يتلقى الرؤى والكشوف ولكن المعيار هو التقوى والصدق والصفاء .
Hazeem Ahmade
=9=الاحلام الكيشوتية عبارة عن عقد نفسية اجتماعية تتلاشى بالتزكية والايمان الحقيقي وحلول الروح القدس على المرء ، فيصبح انسانا آخر تماما ، مطهر القلب صافي النوايا ، متوازن في عواطفه ، تمتلأ نفسه بالسلام ، وحياته بالإيمان لأن الإيمان بعيد كل البعد عن تلك الاحلام الكيشوتية . ويُشفى المرء من هذه الامراض بالتزكية والوحي الذي يملئ مكنوناته ، والصلوات الوسطى والوصال بالله تعالى .
Hazeem Ahmade
=8=يقول الكاتب خلاصة القول: نستخلص من هذا أن الانسان هو في حياته الاجتماعية كالواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي. ومنومه الأكبر هو المجتمع بما فيه من قيم وتقاليد وأنواع شتى من الإيحاء.
واقول لأنه باختصار مجتمع منافق لا يتبع اوامر الله ورسوله ولو كان كذلك لاستقام امره ، والدليل هو ان المجتمعات كثيرة التطير شديدة التذمر ، وهو واقع بهم.
ولذلك ترى سيرة النبي تكون مضادة للمجتمع وتراه مخالف في سيرته لأنه تحت تأثير التنويم الإلهي لذلك تراه لا يتصرف الا بأوامر الله فهو مجذوب لتلك الذات المقدسة خاضع لتأثيراته وكلماته ووحيه ، فهو بالفعل تأتيه حالة النوم حتى والتنويم من دون ان يكون في حالة نعس او تعب هكذا تأتيه الغفوة ثم ملاك الوحي يضفي بتأثيراته ورسائله على عقل النبي ووجوده ، فمن خلال هذا التجارب تفهم حقيقة الوحي او تقترب من فهمها .
Hazeem Ahmade
=7=وتعليقا على تجربة التنويم المغناطيسي فمن خلالها تستطيع ان تفهم آلية تلقى الوحي ، فبدلا من بولكا يكون ملاك الوحي قد ارسل رسالته ، وهذه التجربة تدل على ان الوحي مناطه العقل الباطن وان الرؤيا او الوحي تؤثر في الرائي فتأثير الرؤيا الإلهية يختلف عن حديث النفس وعن نفث الشيطان . وارى ان الثلث الاول من الكتاب يفصل في شرح التفريغ النفسي واحاديث النفس .
Hazeem Ahmade
=6=يقول فرويد : " ان الاحلام تلجأ للرموز لتخفي الاغراض التي يحظرها المجتمع " كلامه مذكورا في الكتاب وعلق الكاتب عليه.
واقول : هل المجتمع مخيف لتلك الدرجة لتأتي الاحلام بحلل الرموز ؟!
Hazeem Ahmade
=5=ذكر الكاتب كلام فرويد عن الاحلام " انها وسيلة لإشباع للرغبات التي لم يستطع الانسان اشباعها اثناء اليقظة " وهذه الشبهة تدحض بمجرد ان تعلم ان الاحلام ايضا تأتي الملوك والسلاطين الذين اشبعوا كل رغباتهم في اليقظة مثلا رؤيا ملك مصر في زمن يوسف هل كان ينقصه طعام ليحلم به ؟ او هل كان محروما ما لحم البقر ليراها في منامه ؟ ام هل كان يوسف يريد ان يكون الها تسجد له الشمس والقمر هل كانت تلك رغبته ؟ وهل كان ينوي او يرغب ابراهيم بقتل ابنه ليرى ذلك في منامه ؟ هل ان موسى يحب النار ويبحث عن اعواد ليشعلها فيراها في كشف اليقظة ؟ ام ان عيسى كان يشتهي التين ومحروما منه فرئ ذلك التجلي؟ هل كان يوسف النجار يحب مصر ليحلم بالذهاب اليها فتحقق ما اراد !! .
Hazeem Ahmade
=4=يقول د.علي : أحلام الشعوب
ولا يغرب عن بال القاري أن الشعوب تحلم كما يحلم الأفراد. فكتاب ألف ليلة وليلة مثلاً ليس سوى مجموعة من الأحلام الشعبية. وهي بصفة خاصة أحلام الفقراء الذين يجوعون إلى المرأة الجميلة والقصر الفخم والطعام اللذيذ .
والمظنون أن عقيدة "المنقذ الإلهي " ليست سوى حلم راود الشعوب القديمة في بعض مراحل تاريخها. فالشعوب حين تتألم من ظلم حكامها، ثم تشعر بالعجز عن إزاحة ذلك الظلم الواقع عليها، تأخذ باعتناق عقيدة الإنقاذ الإلهي. وعندئذ تتخيل مجيء يوم يرسل الله لها فيه من ينقذها وينتقم لها من أعدائها. فتملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً.
++++ونقول له : الحق انه قد بُعث المُنقذ الإلهي ، ولكنهم لم يعرفوه بل كذبوه وأذوه فأصابتهم لعنة ، وهم منها يعانون ، والحق انهم انكروه ولم يعرفوه كما لم يعرف اليهود عيسى ، فكذبوه فلُعنوا .
Hazeem Ahmade
=3=وبالنسبة للرؤى فإنها متنوعة زمانا ومكانا ، هناك رؤى في القرآن مثبتة مثل رؤيا ابراهيم رؤيا يوسف رؤيا السجينين مع يوسف في السجن رؤيا الملك في زمن يوسف ، وهناك رؤى ايضا مثبته في العهد القديم كثيرة جدا مثل رؤيا الرعود السبعة ورؤيا بيلاطس عن المسيح او رؤيا زوجته ببراءته ، رؤيا يوسف النجار وذهابه بمريم وهي حبلى الى مصر ، رؤيا . مثلا كان على عهد النبي الصحابة يرون رؤى وكشوف وغيرها لكن هذه الجماعة كانت تفهم وتفقه وتعلم كيف تتعامل وتفهم الرؤى والوحي والأحلام فلم يفسد مجتمع بالعكس ارتقى وازدادت نورا فالرؤيا ليست سببا في فساد المجتمع او مغالاته او توهمه او ما شابه ، الحقيقة ان الاكثرية مذمومة وليست حكما ولا قاضيا ، هناك حكما عدلا في اخر الزمان وهو غلام احمد ومن تبعه في سلسلته .
Hazeem Ahmade
=2=ضف الى ذلك انه لو اُعتبر فهم المسلمين للرؤى والأحلام فهم خاطئ ، او انهم غالوا فيها او ان منهم من اسهب في ذلك لكن الخطأ ليس في هذا الامر اي الرؤيا والحلم فمثلا ان المسلمين ضلوا في كثير من الأمور منها فهم بعثة المهدي وعيسى ، مثلا وفهم حقيقة المسيح الدجال ، وفهم امور كثيرة ، خذ مثلا امر الجن الذي غالى فيه الكثير وانتشرت حوله كثير من الخرافات وغيرها ، منهم من اقروا كذلك وبنوا عليه احكام وعقائد ، منهم من انكره نهائيا مثل جزء من الاحمديين التابعين لميرزا بشير الدين محمود ، فالحقيقة ان العطل ليس في حقيقة الجن . ان المجتمعات في كل زمان ومكان تختلف في كل شيء تغالي في شيء في زمن معين ، وتنكره في زمن آخر . حتى ان الذات الإلهية مُختلف على فهم حقيقتها او معرفتها حق المعرفة منذ القدم حتى اليوم كل زمن واهله لهم عقائد ومفاهيم ، لكن كيف نعرف الحقيقة بالتجربة العملية وهذه امامكم تجارب انبياء عهد محمد .
Hazeem Ahmade
=1=الحمد لله وحده وبعد ; أن تكتب حول موضوع الأحلام جميل ولكن أن تفهم حقيقته كاملة فصعب الا أن تكون نبيا أو تتربى على يدي الأنبياء والاولياء ، أنك تنسب تخلّف بعض المجتمعات الإسلامية الى الرؤى والأحلام بالذات فهذا خطأ ، اذ أنه ليست الاحلام والرؤى بالذات سبب التخلف والفساد في العقائد والمجتمعات الاسلامية ، عندك مثلا الروايات والموروث الهش كم افسد من عقائد ومجتمعات وخاصة عندما جعلوا الأحاديث قاضية على القرآن .
كذلك يبدو ان الكاتب كان يعاني من فساد المجتمعات الاسلامية وخاصة الشيعية منها في العراق اذا ان الكتاب قد أُلف في خمسينيات القرن الماضي وخاصة انه ذكر مثل قصص القبور والاضرحة وغيرها والرؤى التي بُنيت عليها الأحكام والعقائد وكانت مؤثرة في المجتمع في ذلك الوقت .
الحقيقة يا دكتور علي لو كنت شايف زماننا هذا وكيف ينظر الجميع للأحلام والرؤى على ان اصحابها مجرد متوهمين ومرضى عقول وغيرها ويعتبرون ان اصحابها يعيشون في حالة من الوهم الخرافة والخيال .
الحقيقة يا د.علي لو اننا جمعنا زمانك الذي كتبت فيه عن الاحلام والرؤى التي كانت تتحكم في العقائد والمجتمعات وكانت ذات اهمية قدسية ، وزماننا الذي تعتبر فيه الرؤى والأحلام امور وهمية وامراض عقلية او خرافات ولاقيمة لها . ستجد ان العطل ليس في الاحلام والرؤى بالذات انما في المجتمعات العامة " القطيع "على اختلاف زمانها ومكانها ، ستجد انها في الحقيقة موجودة في زمن البدائيين وزمن اصحاب الاديان وزمن العلم وفي كل زمان ومكان لماذا ؟ باختصار لأنها كلمة الله الازلية الابدية لا تزال تسري في الوجود في عقول البشر تتكيف مع تطور تلك العقول هي موجودة بتفاوت درجاتها بأشكالها والوانها لكنها موجودة بالفعل كل زمان واهله يتعاملون معها بشكل من الاشكال منهم من يخطيء فهمها ومنهم من يجهل التعامل معها منهم من يقدسها ومنهم من ينكرها لكنها موجودة.
يا دكتور علي كلمة الله صافية نافذة الى الابد لكن ليس الكل يعرفها ، ليس الكل يفهمها انها تُستشف من بين الكلمات ، انها فريدة قد تكون كلمة اشارة لون شكل رمز حرف . يعرفها اهلها من هم اهلها انهم المؤمنون حقا الأنبياء والاولياء والمؤمنين الخلّص.
وتعلم من القرآن ان الاكثرية مذمومة فعلها مذموم ومذهبها مذموم فكيف نجعلها حكم او قاض ؟ الحكم والقاض هو فرد وهو نبي او ولي او تابع مخلص لهم يتنفس بأنفاسهم ، هكذا الحكم هو صاحب التجربة وهو احمد المهدي غلام احمد القادياني الامام المهدي والمسيح الموعود وتجربته مدونة في كتابه حقيقة الوحي ، ويوسف بن المسيح وتجربته مدونة في دوحة اسماعيل وهكذا . التجربة العملية خير برهان تعالوا وجربوا يا اخوان .
 

Hazeem Ahmade

11 س  ·
ما هو تأثير هذا الكتاب؟( حقيقة الوحي لغلام أحمد القادياني عليه الصلاة و السلام )
اعلموا أن تأثير هذا الكتاب الجامع لجميع الأدلة والحقائق لا يقتصر على أنه قد أُثبت فيه بفضل الله تعالى بالحجج البينة أن هذا العبد المتواضع هو المسيح الموعود، بل من تأثيره أيضا أنه قد أُثبِت فيه أن الإسلام دين حيٌّ وصادق. مع أنه يمكن لكل قوم أن يدّعوا أنهم يؤمنون بالله واحدا لا شريك له، كما يدّعي الآريون والبراهمو أنهم يعتقدون بالوحدانية مع اعتبارهم كل ذرة شريكة لله وأزلية؛ ولكن لا يسع هذه الأقوام أن تُقدِّم دليلا قاطعا على وجود الله الحي ولا تطمئن قلوبهم بوجود الله سبحانه وتعالى . لذا فإن دعاويهم بالإيمان بالله واحدا لا شريك له ليست إلا دعاوى فارغة فحسب، فإقرارهم هذا لا يقدر على أن يصبِّغ قلوبهم بصبغة التوحيد الحقيقي. فليس من نصيبهم أن يؤمنوا بوجود الله أصلا، دعك عن إيمانهم به سبحانه وتعالى واحدا لا شريك له، بل إن قلوبهم تائهة في الظلمات.
تذكّروا أنه لا يسع الإنسان أن يعرف الله -الذي هو غيب الغيب - بقوته الشخصية ما لم يعرِّف سبحانه وتعالى عن نفسه بآياته. كما لا يمكن أن تنشأ علاقة صادقة مع الله ما لم تنشأ منه هو سبحانه وتعالى بوجه خاص. ولا يمكن أن تتخلص النفس من شوائبها بالكامل ما لم ينـزل على القلب نور من الله القادر.
انظروا، إني أقدم شهادة عيان أن تلك العلاقة إنما تنشأ باتّباع القرآن الكريم وحده، ولم يعُد في الكتب الأخرى روح الحياة قط، ولا كتاب تحت أديم السماء يُري وجه ذلك المحبوب الحقيقي إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم.
إني لا أعبأ بالاعتراضات المختلفة التي يوجّهها إليَّ قومي، إذ من الخيانة الكبيرة أن أتركَ سبيل الحق خوفا منهم. عليهم أن يتفكروا أن الله تعالى قد وهب شخصا بصيرة من عنده وأراه بنفسه السبيل وشرّفه بمكالمته ومخاطبته وأظهر لتصديقه آلاف الآيات، فأنّى له أن يُعرض عن شمس الصدق والحق معتبرا ظنيات المعاندين شيئا يُذكَر. ولا أبالي أيضا بأن المعارضين من الداخل والخارج يبحثون عن عيوب فيَّ، لأن ذلك لا يُثبت إلا كرامتي، لأنه لو كان في شخصي كل أنواع العيوب وكنت - على حد قولهم - ناقض العهد وكذابا ودجالا ومفتريا وخائنا وآكل الحرام وسببا للفُرقة في القوم وفتّانا وفاسقا وفاجرا وأفتري على الله منذ ثلاثين عاما تقريبا وأسب الصالحين والصادقين، وليس في روحي إلا الشر والسيئة والتصرفات الشائنة والأنانية، وفتحتُ هذا المتجر لخداع الناس فقط ولا أؤمن بالله كما يزعمون (والعياذ بالله)، ولا عيب في الدنيا إلا وهو بي، ومع وجود عيوب الدنيا كلها في شخصي، ومع كون نفسي مليئة بكل أنواع الظلم، ومع أنني أكلت أموال الكثيرين بغير وجه حق، وشتمتُ الكثيرين - الذين كانوا أطهارا كالملائكة - وساهمت في كل سيئة وخداع أكثر من كل واحد؛ فما السر في أنه قد هلك كل من بارزني من أصحاب السيرة الملائكية مع أني أنا السيئ وصاحب السيرة السيئة والخائن والكذاب! وكلُّ من باهلني دُمِّر، وكلُّ من دعا عليَّ رُدّ عليه دعاؤه. وكل من رفع ضدي قضية في المحكمة هُزم؟ ولتجِدُنَّ في هذا الكتاب نفسه أمثلة على إثبات كل هذه الأمور.
كان من المفروض أن أُهلَك أنا في تلك المواجهات، وأن تنـزل الصاعقةُ عليَّ، بل لم تكن هناك حاجة أصلا لأن يبارزني أحد لأن الله بنفسه عدوٌّ للمجرمين. فبالله عليكم، فكرّوا لماذا ظهرت النتيجة على عكس ذلك؟ لماذا هلك الأبرار أمامي وأنقذني الله عند كل مواجهة؟ ألا تثبت من ذلك كرامتي؟ فالشكر لله تعالى على أن السيئات التي تُنسَب إليّ إنما تُثبت كرامتي.
الراقم، مـيـرزا غلام أحـمد القادياني، الـمسيح الـموعود
https://drive.google.com/.../12OAYjyde7oBGWSqD6py.../view...

===========================
Youssef Hala Mounir
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سيدي اعلم انه طويل جدا ولقد عنونته والذي لا توافق عليه نحذفه يا سيدي

د.محمدربيع طنطاوي-
اللافت للانتباه يبدو أن الدكتور علي الوردي لا يؤمن بالأحاديث = احذفي هذا المقطع

د.محمدربيع طنطاوي-
الذبيح هو اسحق عليه السلام

د.محمدربيع طنطاوي-
فكأنه يفتش ويبحث بين الموجودات عن ظالته التي قد نسي اسمها..." = عن ضالته . ام هي مكتوبة هكذا ؟

د.محمدربيع طنطاوي-
( الإنسان مادة وروح ) = هل هذا من اضافتك ام من كلام علي الوردي . لان الروح شيء آخر غير المادة الموجية .

د.محمدربيع طنطاوي-
هذه التجربة هي تجربة الشق المزدوج التي كانت أحد نتائجها هو أن الإلكترون مادة وموجة اي ( الإنسان مادة وروح )!!!!! = الروح غير المادة يا اسيا

د.محمدربيع طنطاوي-
علمنا ان الموجه هي شكل من اشكال المادة
د.محمدربيع طنطاوي-
هذه التجربة هي تجربة الشق المزدوج التي كانت أحد نتائجها هو أن الإلكترون مادة وموجة و الموجة من أشكال المادة (صلبة - سائلة - غازية - بلازما - موجة ) هكذا هو التصحيح

  • د.محمدربيع طنطاوي-

    يعني ينتقل الى بعد آخر بقوانين مختلفه اين لا يوجد فيه لا زمان ولا مكان = تقصدين ( أي )؟

    د.محمدربيع طنطاوي-

    هو زمن جوهري يحصل فيه اللا مستحيل = هل تقصدين ( المستحيل )؟
د.محمدربيع طنطاوي-
الروح ليست مادة و لا شكل من اشكال المادة بل هي شيء لا نعرف طبيعته و لن نعرف طبيعته بنص كتاب الله , قل الروح من أمر ربي , الصحيح أن نقول أنّ الروح تلبس لبوس عوالم مختلفة ذات فيزياء مغايرة لتنتقل عبر الزمان و المكان فربما كان ذلك الجسد موجات , هي ( أي الروح )  بالنسبة له العقل الواعي الذي يستجلب أنباء الغيب
د.محمدربيع طنطاوي-
لقد قمتُ بتعديل الاخطاء فور قرائتها و نشرت تعليقك في مقالة تجليات نور الغيب في الوحي

Youssef Hala Mounir
 شكرا بارك الله فيك سيدي يا رسول الله انا ممتنة لك كثيرا حضرتك والله والله والله بدون مجاملة طريقتك معنا في التعليم ممتعة جدا ومميزة تخلينا نفكروا ونتأملوا سبحان الله ربي يخليك لينا ويحفظك ويفتح عليك فتوح العارفين امين 🙏

Youssef Hala Mounir


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أنبياء عهده وبعد :
لما كانت الأحلام تعكس العديد من النواحي النفسية والعاطفية والمعرفية للفرد والمجتمع ، وأصبحت لدى البعض شغلهم الشاغل لدرجة الإفراط في التعامل معها، والانشغال بها في محاولة للحصول على تفسير لها، أو بناء حكم مباشر دون تأويل في مسألة دينية أو عقائدية. أو أي أمر يتعلق بحياة الإنسان في علاقته مع الله و علاقته مع الناس ، كان من الطبيعي أن يسترعي موضوع كهذا فلاسفة وعلماء من مختلف الأزمان والأجناس ، ومفكري الإسلام من بينهم الدكتور علي الوردي في محاولة لفهم طبيعة الأحلام ودلالتها وفك رموزها في كتاب (الأحلام بين العلم والعقيدة) محلقا في أجواء النفس البشرية وخباياها وما ورائياتها جمعت عدة مدارس ونظريات قديمة وحديثة في ضوء علم النفس التحليلي والباراسيكولوجي .
☆الاحلام عند الدكتور علي الوردي لا تعتبر مصدرا للمعرفة الدينية أو اثبات شيء أو نفيه : يقول الدكتور علي الوردي رحمه الله تعالى " المأثور عن النبي محمد أنه صنف الأحلام إلى ثلاثة أقسام حيث قال: (الرؤيا ثلاث، رؤيا من الله، ورؤيا من الشيطان، ورؤيا ما يحدث المرء به نفسه فيراه في المنام ) الظاهر أن المسلمين في عهودهم المتأخرة لم يعبئوا بهذا التصنيف فقد رأيناهم يعتبرون الأحلام كلها وحيا من الله حيث اهملوا بهذا الإعتبار حديث النفس وحديث الشيطان".
يبدو أن الذي أثار استياء الدكتور علي الوردي وجعله يبحث في موضوع الأحلام هي تأثيرها على معتقدات المسلمين ، حيث أنه صرح مرتين أن المقصد الأول من تأليفه هذا الكتاب ينحصر في القسم الأول منه، ويبحث هذا القسم ظاهرة الأحلام من الناحيه الاجتماعية وتأثيرها على المجتمعات الإسلاميه ومعتقداتهم وسلوكهم اليومي ، ويرى بأن الأمة الإسلامية ابتليت بموجة من تيارات زائفة، أثرت على اخلاق وقيم منافية لتعاليم الإسلام بسبب غلوها في الأحلام ، وكل هؤلاء الغلاة خالفوا المنهج الصحيح للأحلام واعتبروها مصدرا للتلقي والتشريع وينقضون بها شرع الله سواء في العقيدة أو الفقه أو أحكام شرعية أو قضائية.. ولقد سلط الضوء على بعض العادات والتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان ، بسبب خلع لباس القدسية على الأحلام التي يرى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم و الائمة عليهم السلام ، استنادا إلى الحديث " من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي " يقول:" قد يسالني سائل ما هي الصلة التي تربط كتابي هذا وهو يبحث في الأحلام بموضوع الشرف والشرفاء من أهل البيت" فهو يرى أنه من بين العقائد التي نشأت بين المسلمين بسبب الأحلام و تم تأطيرها بأطر دينية هي:
☆ عقيده الغلو و التقديس للشرفاء والساده من ذرية النبي او الائمه عليهم السلام ، بغض النظر عما يقومون به من أفعال ، أو يتصفون به من صفات ، و وجوب طاعتهم والرضوخ لحكمهم حتى ولو كانوا ظالمين ، مما أدى إلى إنتشار ظاهرة من ظواهر العنصرية بسبب وضع درجة النسب وتقسيم الناس إلى فئتين ، فئه السادة وتشمل المنتسبين إلى آل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والفئة الثانية تشمل بقية الفقراء من الشعب ، وكل إنكار لفضيلة النسب الشريف يعتبر مروق عن الدين، وكل نقد موجه لهم باعتبارهم وارثين للنبي فهو أبشع جريمة يرتكبها الإنسان في حقهم ، ويرى الدكتور على الوردي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعث بالدين الحق لينشر العدل والمساواة بين الناس جميعا فليس من المعقول أن يجعل من آل بيته طبقة جديدة تتعالى على الناس وتسلك سبيل الظلم والإثم والبغي مستغلا قصة النسب لينال الجاه في الدنيا وحقوق ليست من حقه
●والحق هذا ما يؤيده المسيح الموعود عليه السلام فيقول في موضوع النسب" ليس المراد من آل محمد صلى الله عليه وسلم قرابة دنيوية بل المراد من الآل هم الذين يرثون ثروة النبي صلى الله عليه وسلم الروحانية كالأبناء، بل الحق هذا ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم دائما من كلمة آل ، لا القرابه الدنيوية وهي أمر حقير وفان وتمزق إربا إربا بعد الممات فورا بسيف "فلا انساب بينهم" ويقول يوسف عليه السلام إن الغلو "هو مبدأ فتن النصارى ".
و إلى جانب عقيدة الغلو في تقديس آل البيت يرى الدكتور أن هناك عقائد أخرى نشأت بسبب الأحلام ☆ ظاهرة القبور الوهمية ، وظهور الحاجة الى تعدد أضرحة وقبور مقدسة مزعومة ومكذوبة للولي أو منسوبة إلى آل بيت النبي من دون التحقيق في صحة نسبتها إلى أصحابها ، ودراسة حال الشخص الذي ينسب إليه القبر.
☆خطة بحث الدكتور على الوردي
النظرية الدوالكية ( نظرية هيجل) والآراء القديمة والحديثة في الأحلام :
ولان الدكتور علي الوردي يؤمن بالنظريه الدوالكيه التي ترى ان الفكر البشري بوجه عام يجري على اساس تناقض و التضاد ثم تنشأ فكرة وسطى وهي بدورها تؤدي الى ظهور ما يناقضها وهكذا دواليك .. فقد عمد الى دراسة طبيعة الأحلام على هذا النحو فقال : " قد وجدت من دراسه الآراء التي قيلت في الأحلام قديما وحديثا أن النظرية الدوالكيه تصدق عليها إلى درجة لا يستهان بها ، فبعدما كان القدماء يحيطون الأحلام بهالة روحيه ويعزون اليها الوحي الإلهي، صار المفكرون الجدد يقولون بعكس ذلك فيها حيث جردوها من كل صبغة روحية أو قدسية وسنأتي بالقسم الثالث من هذا الكتاب على ذكر الآراء الوسطى التي بدأت تنتشر بين الباحثين في الايام الاخيره".
● اعجبني قول المسيح الموعود عليه الصلاه والسلام وكأنه يرد على هذه النظرية فيقول "يمكن أن يصدر من العقل المجرد أخطاء ولكنها تعدل بإعادة النظر فيها مرة أو مرتين، هذا القول هو خطأ عقلكم الغريب!! وما زال حتى الآن صدور الخطأ من عقل الإنسان في حين من الأحيان، وفي موضوع ما في ما وراء المحسوسات أمر لابد منه ، بسبب النقصان في مرتبة البصيرة الكاملة ، ولكن فكروا في أنفسكم جيدا ، وسترون أن التنبيه إلى كل خطأ وتداركه ليس أمرا محتوما ، فتبين في هذه الحالة أن تدارك الأمر اللازم بغير اللازم ليس ممكنا دائما في كل الاحوال فلا يمكن أن يصحح الخطأ اللازم إلا ما كان يتحلى بالصحة والصواب مقابله و توجد فيه صفة ذلك "الكتاب لا ريب فيه" .( كتاب البراهين الأحمدية ص209-210)
هكذا بناء على نظرية دوالكية ( نظرية هيجل) عرض الدكتور علي الوردي آراء ونظريات قديمة وحديثة تتراوح ما بين النزعة الروحية( الافراط حيث شبه الدكتور علي الوردي المسلمين بالشعوب البدائية في الأحلام التي يرى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم و آله ) والنزعه الماديه( تفريط ، ارسطو في العصر القديم ومن المسلمين المعتزلة في العصر الحديث ) والرأي الوسط ( الرواقية في العصر القديم والصوفية في العصر الحديث )
☆رأي الدكتور علي الوردي في الأحاديث وفلاسفة المسلمين وحكم المسيح الموعود عليه السلام فيهما :
 حيث قال ( تروى عن النبي محمد أحاديث عديدة في الأحلام كلها تشير الى أن الرؤيا الصادقة وحي من الله، واشهر هذه الأحاديث إثنان أحدهما يقول بأن(الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة،) وجاء في حديث آخر أن الصحابة شق عليهم أن يخبرهم النبي بانقطاع النبوة بعده فطمانهم النبي قائلا( بقيت من بعدي المبشرات) ولما سئل النبي عن المبشرات هذه ما هي ؟ قال: (هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له )
●قول المسيح الموعود عليه السلام في الأحاديث : لقد تناهى إلى سمعي أن بعضا منكم لا يؤمن بالحديث مطلقا فإن كان كذلك فإنهم مخطئون خطأ كبيرا " ويقولعليه السلام " أكبر فائده للحديث هي أنها خادم للقرآن وخادم للسنة" ويقول " ينبغي أن تتمسكوا بالأحاديث النبوية تمسكا بحيث لا يصدر منكم حركة أو سكون أو فعل أو ترك فعل إلا ويكون هناك حديث يؤيده، وإذا كان هناك حديث يعارض قصص القرآن معارضة صريحة فعليكم أن تحاولوا التطبيق والتوفيق فلعل التعارض من خطئكم ، وإن لم يزل ذلك التعارض فانبذوا مثل هذا الحديث فإنه ليس من رسول الله ، وإن كان ثمة أحاديث ضعيفة يوافق القرآن رغم ضعفه فاقبلوه فإن القرآن مصدقه. " انتهى كلامه عليه السلام.
وعندما نضع أحاديث التي شك في صحتها الدكتور على الوردي رحمه الله على ميزان آيات القرآن الكريم تبين لنا أن هناك نصوص واضحه عن أهميه الرؤا ، وعلى رأس تلك النصوص سورة قرآنية كامله هي سورة يوسف ، والرؤيا هي محور التي دارت حولها الأحداث في آياتها، ورؤيا الملك وسبب خلاص نبي الله يوسف من السجن بسبب تعبيرها وصار عزيز مصر، وقصة الذبيح إسحاق عليه السلام وكيف فداه الله تعالى بكبش عظيم لأن أباه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قد عمل تصديقا لرؤياه ، والرؤا التي خص الله تعالى بها حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأشار اليها بقوله عز وجل " لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق" وفي قوله عز وجل " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس"
يقول دكتور علي الوردي وحتى فلاسفه المسلمين والذين تابعوا ارسطو في كثير من آرائه خالفوه في موضوع الأحلام فلم يأخذوا برأيه فيه ..... إن هؤلاء الفلاسفة خشوا من غضب العامة فجاروهم فيما يعتقدون به من قدسية الأحلام !!
● المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام دافع عن فلاسفة المسلمين فقال:" إن الذين يتلقون وحيا والهاما من الله يخلصون كل العاقلين من إرهاق النفس، وبفضلهم تنحل المسائل الصعبه بكل يسر، كما أن وحي الله تعالى يهيئ مثل الليل سترا للعقل الإنساني، لان أرباب العقل متى تلقوا نور الوحي أصلحوا أخطائهم بأنفسهم واتقوا الفضيحة بفضل بركة الوحي الإله القدسي ، لذلك لن تجدوا أحدا من فلاسفة الإسلام قرب للأصنام دجاجا كما فعل أفلاطون الفيلسوف ، كان افلاطون محروما من نور الوحي لذلك انخدع ، وبذرت منه تلك الحماقه البشعة رغم كونه فيلسوفا كبيرا ، ولكن حكماء الإسلام عصموا من مثل هذه الاعمال النجسة الحمقاء بفضل اقتدائهم بسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظروا كيف ثبت ان الوحي يزود العقلاء بستر كمثل الليل.
☆الوسطية هي الحل عند الدكتور علي الوردي
لقد حاول الدكتور علي الوردي ان يسلك في بحثه عن موضوع الاحلام طريق وسط لا إفراط ولا تفريط فقال" إننا يجب أن لا نتطرف في موضوع الأحلام إلى جانب الذين يصدقون بها ، أو إلى جانب الذين يكذبونها ، ولابد لنا أن نتخذ بين هؤلاء وأولئك طريقا وسطا في دراستنا موضوعيين على قدر الإمكان "
في العصر الحديث ..النزعة الروحية والنزعة المادية :
حسب رأي الدكتور علي الوردي فإن النزعة الروحيه قد حكمت عقول الناس لزمن طويل إلى أن جنح المفكرون إلى الانقلاب عليها ، فالكون لديهم مادة يجري حسب قوانين ميكانيكية صرفة خالية من أي أثر روحي، هكذا انبعثت نظريه أرسطو من جديد صار اسمها "الحافز الحسي" .
الحافز الحسي ( ارسطو، برجسون ) مفادها أن الحلم ينشأ في النائم من جراء إحساس مادي يطرأ عليه. وهذه النظريه رغم التجارب العلميه التي تدعمها تلقت نقدا شديدا خاصه من قبل عالم النفساني فرويد .
☆الفرق بين الثرى والثريا:
الحافز النفسي ( فرويد) : ملخص هذه النظريه هو ان الحلم هو تحقيق مقنع للرغبه المكبوتة ، يقول علي الوردي:" كان فرويد أول من اكتشف في الإنسان عقلا ثانيا غير هذا العقل،الذي اغتر به الناس طويلا وقد سماه "بالعقل الباطن" او "اللا شعور"... اللاشعور هو الذي يوجه السلوك البشري . وقسم فرويد النفس البشرية إلى ثلاث ذوات 1 الذات الحيوانية 2 الذات البشرية 3 الذات المثالية
يقول الدكتور علي الوردي فكرة اللاشعور كانت معروفه قبل فرويد ، لكنها كانت في الغالب فكرة غامضه غير واضحة المعالم ، ويعزى إلى فرويد الفضل الأكبر في توضيح هذه الفكرة وباقامة بناء نظري شامخ عليها.
يبدو أن الدكتور على الوردي لم يكن يعلم ان هذا النظر الجديد في دراسه النفس البشريه له أصول دينية، فهذه التقسيمات هي نفسها الموجودة في القرآن الكريم ، وفصل فيها المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في كتابه فلسفه تعاليم الاسلام
●يقول المسيح الموعود عليه السلام : " إذا كان هناك شك في كيفية إمكان أن يحيط القرآن الكريم بجميع الحقائق الإلهية فاتحمل مسؤولية أن استخرج من القرآن الكريم أية حقيقة دينية استخرجها أحد من أي كتاب سواء كان عبريا أو يونانيا أو لاتينيا أو انجليزيا او سنسكراتيا أو غيره أو أي دقيقة عقلية استنبطها بقوه عقله. "
فتقسيم فرويد النفس البشرية إلى 1- الذات الحيوانية تقابلها النفس الأمارة التي هي منشأ لجميع الحالات الطبعية يقول المسيح الموعود هو خروج الانسان عن حد الإعتدال وجنوحه إلى السيئات .
2-الذات البشرية تقابلها النفس اللوامة ويقول المسيح الموعود عليه السلام هي منشأ الحالات الأخلاقية وهي إن كانت تمقت الانصياع للنوازع الطبعية ولا تنفك تلوم نفسها فإنها مع ذلك لا تكون قادرة كل القدرة على عمل الصالحات بل إن النوازع الطبعية تصارعها أحيانا.
3-الذات المثالية تقابلها النفس المطمئنة ويقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هو مقام روحاني تتخلص فيه النفس من كل ضعف وتتصل بربها إتصالا لا تكاد تحيا بدونه وتجد الجنة في هذا العالم لا في غيره.
●يقول المسيح الموعود عليه الصلاه والسلام
ان الحالات الطبعيه لا تؤهل الانسان للثناء ما لم تصر أخلاقا اذ لا تخلو منها الحيوانات وحتى الجمادات .. كما ان اكتساب الأخلاق الفاضلة وحدها أيضا لا يهب الإنسان حياة روحانية قد يتخلق بها ملحد يكفر بالله تعالى.. كل هذه حالات طبيعيه يمكن ان يتصف بها شخص غير صالح لا معرفة ولا نصيب له من ينبوع النجاه الحقيقي " ويقول " هؤلاء المتحلين بالأخلاق الفاضلة وهم بعد زهاد ذو جفاف روحاني يجب ان يسقوا رحيق المحبة ويذاقوا لذة الوصال " ويقول:" إن بلوغ هذا المقام موقوف على كفاح صادق وتضحيه مخلصة .. إن أول شرط للسلوك في هذا السبيل أن يضع الانسان بكل صدق أقدامه في نار يفر منها الآخرون خائفين.، اذا لم يكن حماس عملي فلا نفع في هتفات فارغة يقول الله تعالى{ واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} اي لو سألك عبادي أين أنا ؟ فقل لهم انني قريب جدا منهم ، انني استجيب دعاء من يدعوني فعليهم ان يبتغوا وصالي بالدعاء وليؤمنوا بي كي يفلحوا.
● ويقول المسيح الموعود عليه السلام : كيفيات العقائد والأعمال صالحة كانت ام طالحة تكون كامنة في باطن الإنسان في هذا العالم ، وتبعث في كيانه تاثيرا خفيا ناجعا أو ساما ، وأما في العالم الآخروي فلن يظل الأمر هكذا ، بل إن كل هذه الأحوال سوف تنكشف انكشافا واضحا ونجد مثال على ذلك في عالم الرؤيا فإن الحاله الغريبة على الجسم تتراءى في عالم المنام في صوره مجسمه ، فمثلا كثيرا ما يرى المريض في منامه النار ولهيبها قبيل إصابته بالحمى ، ويرى المصاب بالانفلونزا والزكام والرشح أنه في الماء، وهكذا فإن حالة المرض الذي يدخل فيها الجسم تتمثل كيفياتها في عالم المنام" فبتدبر في عالم المنام يستطيع كل إنسان ان يدرك أن هذه السنه جارية أيضا في الآخرة فكما أن المنام يحدث فينا تغييرا معينا ويرينا الحاله الروحية في صورة مجسمة كذلك يحدث في حال ذلك العالم."
اذا كان فرويد فيلسوف وطبيب حاز على معرفة وحكمة بعد التدبر والتأمل العميق في كتب الفلسفة واطلاعه على حقائق علمية وأدلة يقينية نتيجة حيازته على العلوم العقليه، ومطالعة مؤلفات المتقدمين فلقد بين محمد صلى الله عليه وسلم أمور كان لبيانها فوق طاقته وقدرته ومستوى علمه وفهمه ولم يكن لديه لبيانها وسيله من وسائل الأسباب المادية
●يقول المسيح الموعود عليه الصلاه والسلام اذا لم يكن الله سبحانه وتعالى هو منزل القرآن الكريم فكيف إذن وردت فيه العلوم الإلهية الحقة الموجودة في الدنيا كلها ؟ وأي فيلسوف عديم النظير والمثال سجل في القرآن ادلة كاملة للعلوم الإلهية التي عجز عن كتابتها بالصحه والتمام جميع علماء المنطق والعقل والفلسفه بل ماتوا غارقين في الأخطاء وكيف خرجت من فم أمي خطابات ذات معاني سامية ومدعومة بادله لو رأى نورها وقولها الحكماء المتكبرون من اليونان او الهند لماتوا أحياء إن كانوا يملكون شيئا من الحياء !؟
☆عندما تكون مملكة السماء في يد العقل البشري !!
●يقول المسيح الموعود عليه السلام : " إذا كان هناك شك في كيفيه إمكان أن يحيط القرآن الكريم بجميع الحقائق الإلهية فاتحمل مسؤولية أن استخرج من القرآن الكريم أية حقيقة دينية استخرجها أحد من أي كتاب سواء كان عبريا أو يونانيا أو لاتينيا أو انجليزيا او سنسكراتيا أو غيره أو أي دقيقة عقلية استنبطها بقوه عقله."
الملاحظ في نظريه فرويد ركزت على هموم الطفولة وهي اقوى مخزون تحت سطح الوعي وهي تتعلق بالممنوعات والمحرمات والمكبوتات في عقل الباطن للطفل ، وتركيز فرويد على الجانب الجنسي شديد في تفسيره للأحلام ، لدرجة يكاد يدين كل شيء ، حتى الحركات فسرها جنسيا ، وكذلك هناك مبالغة شديدة في مسألة(عقدة اوديب ) وهو يعتبر أن علاقة الطفل بأمه يشكل جميع المشاكل النفسيه في الكبر ، هو يقول أن الطفل يرتبط بأمه ارتباط حب وغيرة من الاب !!! فينقلب إلى كراهية للأب ثم رغبته في قتل الأب!! ليستاثر الطفل بأمه . وكأن علاقه الطفل بالام جنسيه عند فرويد!! ومص الثدي يعتبرها الشعور باللذه !! مع ان الطفل لم يصل بعد الى مستوى ليفهم معنى اللذه!!
● لننظر ماذا قال المسيح الموعود الحبيب عليه الصلاة والسلام في علاقه الطفل بامه ، يقول : من الحالات الإنسان الطبعية بحثه عن الذات العليا التي توجد في قلبه جاذبية خفية إليها ، وتظهر آثار هذا البحث بالوليد بمجرد خروجه من بطن أمه ، فإن أول ما يبديه الطفل من خواصه الروحانية بعد الولادة هو حبه لأمه وانجذابه اليها تلقائيا ، ثم كلما أخذت حواسه في الجلاء والوضوح وتفتحت براعم فطرته ازدادت باستمرار جاذبية المحبة هذه جلاءا وإشاراقا حتى أنه لا يرتاح إلا في حضن أمه،و لو فصل عن أمه لا يجد تمام السعادة إلا في حجرها الحنون حتى ولو كان بين يديه صنوف النعم ، فما هو سر هذه الجاذبية والمحبة التي يشعر بها المولود نحو أمه؟ إنها في الحقيقة جاذبية المحبة التي أودعت في فطرة المولود الإله الحق بل إنها نفس الجاذبية التي تفعل فعلها في كل رابطة حب ينشئها الإنسان، وهي التي تنعكس في وجدانه وهيامه هنا وهناك فكأنه يفتش ويبحث بين الموجودات عن ضالته التي قد نسي اسمها..."
☆ المنهج التجريبي الحديث هي التجارب التي حيرت عقول علماء الفيزياء وقال عنها انشتاين " هذا فعل شبحي" !! :
ولقد حاول الدكتور علي الوردي ان يسلك في بحثه عن موضوع الأحلام طريق وسط لا إفراط فيه ولا تفريط، معتمدا على المنهج العلمي التجريبي الحديث ، وهذا العلم هو علم الباراسيكولوجي ويرى ان كل من ينفي الخوارق المنسوبه للأحلام أي النبوءات هو ذو نزعه مادية ،و هذه النزعة كانت تسود عقول العلماء في القرن التاسع عشر، أما الآن فقد ظهرت اكتشافات حولت مجرى العلم إلى اتجاه آخر جعلت المستحيل ممكن ومعقول. يقول الدكتور علي الوردي : ( علماء اليوم لا يزالون ماديين في تفكيرهم ولكن المادة انقلبت بين ايديهم من شكل الى آخر فبعدما كانت الماده مؤلفة من ذرات صغيرة جدا لا يمكن تجزئتها أصبحت مؤلفه من طاقه على شكل أمواج كهربائيه مغناطيسيه" هذه التجربة هي تجربة الشق المزدوج التي كانت أحد نتائجها هو أن الإلكترون مادة وموجة و الموجة من أشكال المادة (صلبة - سائلة - غازية - بلازما - موجة ) ويقول : " أما هذه المادة الظاهرة لنا فليست سوى نوع خاص من تلك الأمواج قد تكونت على نمط معين" ويقول الفضاء الذي نعيش فيه مملوء بأمواج غير منظورة يعجز الحد عن احصائها وهي تتراطم على أجسامنا في كل لحظة من غير أن نحس بها أو ندرك مبلغ اثرها فينا" وكذلك لإثبات التخاطر والتواصل عن بعد أشار إلى نظرية التشابك الكمي في فيزياء الكم وملخص هذه النظرية أن الالكترونات تتواصل فيما بينها( التخاطر ) فاذا كان الكترونين في تفاعل واحد وانفصلا لأي سبب يبقى التواصل بينهما مهما كانت المسافه بينهما، وكل واحد منهما يتأثر بالثاني، وبناء على هذه النظريه يقول الدكتور علي الوردي" لقد أثبتت الأبحاث المادية الحديثه بأن المخ البشري كاي شيء في هذا الكون له امواج كهريطيسبة خاصه به ومن المعقول أن هناك تجاوب موجي بين الولد ومخ أمه على الرغم من بعد المسافة بينهما" ويقول " المسافة اليوم ليس لها من الأهمية مثل ما كان لها بالامس" يقصد بها أنه في قوانين الفيزياء الكلاسيكيه لا يوجد جسم ينتقل من مكان إلى مكان إلا إذا كانت هناك مسافة بين مكانين ، لكن الفيزياء الكموميه اثبتت عكس ذلك في تجربة القفزة الكمية وهو ان الإلكترون في مداره عندما نريد أن نحفزه بمقدار من الطاقه الكافية لينتقل من مدار إلى مدار أعلى ، فهو يختفي من المدار الذي كان فيه ويظهر في المدار الثاني. ومثل ما ينطبق على الاجسام المتناهية في الصغر مثل الالكترون من المفترض ان ينطبق على الأجسام المتناهية في الكبر مثل الانسان ، هذا يفسر لنا ان من أجل الانتقال من زمن منبسط الأرضي إلى الزمن المنقبض يتطلب طاقة أعلى من الدرجة الحالية(روح) وبسبب هذه الطاقة يحصل طي الزمن ونستطيع تفعيل التحكم بالزمن، وهذه الدائرة تسمى (اللازمكان )يعني ينتقل الى بعد آخر بقوانين مختلفه اي لا يوجد فيه لا زمان ولا مكان، لا يوجد فيه( اين ، كيف ، متى ) هو زمن جوهري يحصل فيه  المستحيل، وعندنا امثلة كثيرة في القرآن عن بعض فئة من عباد الله يسمون بالربانيين أو الأنبياء استطاعوا ان يدخلوا دائرة اللازمكان كقصة أصحاب الكهف وقصة الإسراء والمعراج
ولكن الذي لا يعلمه الدكتور علي الوردي ان علماء الفيزياء اليوم يبحثون عن نظرية وسطى توفق بين الفيزياء الكلاسيكيه وفيزياء الكمية لانهما لا تتوافقان ( تسمى بنظريه كل شيء)
☆اعتراف للدكتور علي الوردي بعجزه الوصول إلى اليقين الكامل :
وبالرغم من ان الدكتور علي الوردي قدم الكثير من الآراء الفلسفيه القديمه والحديثه في تعليلهم لطبيعه الأحلام إلا أنه ارتحل من هذا العالم دون الوصول إلى تفسير يشفي فضوله وفضول من يرغب في معرفة طبيعة الأحلام ، ولم تنفعه وغيره سفينة الفلسفة الورقية على حد قول المسيح الموعود فهو يقول:" قد يسالني القاريء عن رأيي الشخصي ازاء تلك الجوانب المتناقضة وهنا أود ان اعترف بعجزي عن إبداء أي رأي حاسم في هذا الموضوع ، وجل ما أستطيع قوله هو أننا في أول الطريق منه ولعل العلم سيكشف لنا عاجلا أو آجلا ما يرفع حجاب الغموض عن هذا الموضوع العويص" .
نعم لان التقديرات العقليه والقياس في المسائل التي تتعلق بالأمور الغيبية يغرق الانسان في بحر الحيرة ويصبح رأيه ظني ومشتبه فلا يأمن من العثار والخطأ، صحيح العقل يستطيع أن ينقذ المرء من الأفكار والشبهات التي لا أصل لها في علوم الدين وعلوم العقائد إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه لبلوغ مرتبة اليقين الكامل فهو دائما بحاجة إلى رفيق آخر يجبر نقصه وضعفه وهو الوحي ، وباب الوحي مفتوح كما كان مفتوح في السابق وحتى نحظى بوصال ذلك الحي يجب علينا أن نكرس حياتنا وجميع قوانا في سبيله ، و ندعوا الله ليسقينا من كأس المعرفة الإلهية الحقيقية .
●يقول المسيح الموعود عليه السلام " أليس صحيحا أن الله تعالى قد أنزل كلامه ليخرج الناس من الظلمات الى النور ؟ فإذا كان كتاب الله لا يستطيع أن يخرج الإنسان من الظلمات وكتب ارسطو و افلاطون تستطيع ذلك ! فان قول الله بأن كتابه وحده قادر على النجاة من كل أنواع الظلمه ليس إلا ادعاء فارغ.... القرآن يحيط بمئات الحقائق والمعارف لم تخطر على بال افلاطون ولا ارسطو وغيرهما ....فكلام الله تعالى جامع للدقائق الدينيه( ص162 البراهين الأحمدية )

=========================

    Jameela Mohamed Rabie
     

    ■الأحلام بين العلم و العقيدة
    -يبدأ علي الوردي بقصة طبع كتابه هذا تحت وصف قصة لا تخلوا من طرافة[يقول بما معناه أنه أعتاد استشارة اصدقاءه المقربين قبل طبع كتاباته خوفاً من أي اعتراض سياسي،يعني رجل يحب الكتابة لأجل الكتابة و لأنه يستمتع بالكتابة،و ليس هو ذاك الرجل الذي يملأ قلبه إيماناً بما يقول و يجاهد لنشر كلمة حق(أنه رجل علم و العلم يغير نظرياته كل يوم،هذا تعليله لاسلوب تفكيره،و ماكتبته عنه هنا بأول قراءتي للكتاب أكده هو بأخر الكتاب)،و بما أننا هنا سنقرأ أيضا كتاب المهدي _عليه الصلاة و السلام_حقيقة الوحي،لن ألجأ للمقارنة بين باحث و نبي مرسل،بل أكتفي أن أقول أن كلام المهدي هو جازم و موضح لأي شك يطرحه الكاتب و جواب لأي سؤال،و يكفي لأي أنسان يقرأ الكتابين معاً أن يشعر انها مناظرة سؤال و جوابه،و كأنك جالس تشاهد شخصين أحدهما يطرح اسئلة و أفكار مبعثرة و أخر ينظمها و يرتبها و يجيب عليها بكل دقة و شمولية،الأول هو علي الوردي الكاتب الذي يحب قلمه و يستمتع بالكتابة و هو لا يدافع عما يقول كل الدفاع و كل الجهاد في سبيله لأنه هو مجرد ملاحظ للحالة غير مستقر في تحديد أبعادها،سرعان ما خشي الناس عند أول هجوم تعرض له ،و الثاني هو المهدي _عليه الصلاة و السلام_ من يملك القلب الشهيد و العين المشاهدة و الأذن الواعية،المطلع على الغيب،من يعرف حقيقة الوحي ،الملبي لنداء الله في التبيين للعباد و التفصيل و تزكية النفوس و أعطاءها الدواء لكل داء عضال،رجل امتلئت روحه بطلب الحق فملأ الله قلبه يقين،و الذي هو كله يقين بمعية الله له،فقد جرب ذلك،و لا يخشى أحد في قول كلمة الحق]و لعل الشيء الذي رأه الوردي طريف هو أنه لم يخطر على باله أبدا و هو يكتب هذا الكتاب ذلك الاعتراض الذي استخرجه صديقه المقرب،ثم بعد فترة تحدث جلبة بسبب مقال لأحد الكتاب يتحدث فيها أن الأسلام ساوى بين الناس،و في حقيقة الأمر أنها قصة طريفة حقاً و تدعوا الوردي لتأمل كتابه هذا من جديد،ربما هذه المرة على علي الوردي أن يتأمل كتابه ليس بصفته مختص بعلم الاجتماع، بل بصفته إنسان في مجتمعه فيشفق على نفسه و على من حوله فتطلب روحه الدواء بعد أن عرف أن هناك مرض لم يستطع تحديده أو تشخيصه أنما أستطاع معرفة بعض أعراضه بشكل عارض و سطحي،كأنه مجرد ممرض يسحب عينة و لا يدري كيف يحللها،يعطي حقنة لا يدري أهي الدواء المخلص،أم هي المسكن و المخدر،يجود الكاتب بعواطفه أمام مريض أيقن بحسب خبرته بالتمريض أن لا نجاة لحياته،فالأصابة شظية في الدماغ يصعب اقتلاعها أو التعايش معها،و لا ألوم الوردي على خبرته القليلة،فضحايا الحرب بحالتهم المؤلمة،أخرجت للعالم قلوب تعطف بألم و تكتب بتشتت و حيرة،تمر سنوات و لا تستجمع كلمة تامة كاملة لتؤمن بها،قلوب تجود بعواطفها و دموعها و آهاتها،باحثة عمن تخفف عنه آلامه و يخفف عنها خوفها و غربتها،و لكني ألومه على يأسه و قنوطه من رحمة الله الواسعة،فعدم أمتلاك الخبرة الكاملة لا يبرر لنا اليأس من رحمة الله.
    _يقول علي الوردي أن تلك الأحلام التي شكلت عقيدة أن محبة آل بيت الرسول تنجي من غير أخلاق و عمل صالح و ثورة على الظلم،هي كارثة على بنية المجتمع.
    -أضرحة و همية:قد بدأ الكاتب أول فصل و هو أخلاق و عقائد باستغراب في نفسه و حسن ظن ثم أخذ يستعرض في أضرحة وهمية حالات دجل و خداع ،و كأن هذا الكاتب في رحلة حقيقة صادقة ليكتشف حقيقة الأحلام،و كأن الأمر هو شخصي بالنسبة له قبل أن يكون عمل و واجب كاتب ،يبدو لي أن الكاتب مؤمن و لكن عندما يبدأ المرء في البحث عن الحقيقة،تفتح له أبواب عديدة من المتناقضات و الفرضيات،لتتجوهر لديه الحقيقة المطلقة و تتبلور و يستشف من خلالها جمال الله و جمال صنعه و دقته،و ربما هكذا أراد الله لهذا الكتاب أن يكتب بهذا الترتيب المحكم.
    و قد استوقفتني قصة مزعل الفحام التي نقلها علي الوردي عن جعفر الخليلي،حاولت فهم بغية الكاتب من هذه القصة،ففهمت منها أن الكاتب يقول أن الناس في جوع وعطش شديدين لبركة المقدسين و للبركة الروحية،في هذه القصة ابداع عظيم،أن الناس في حياتهم الروحية هم كحال مزعل الفحام بحياته المادية و قد كُتب في وصف مزعل((فقيراً كل الفقر ،يكدح طيلة العام في عمله دون أن يجد فيه نفعاُ))أليس هذا العطش و الجوع لبركة المقدسين هو حقيقة بفطرة الأنسان يؤمن بها إيمانا فطريا حتى أنه في بعض الأحيان يخدعه وهم الدجالين،فالوهم الذي من الممكن تصديقه هو ناتج عن حاجة فطرية غريزية،كذلك قصص الاضرحة الوهمية،الانسان من اعماقه يؤمن بأن هناك أشخاص مقدسين عند الله ،ينال المرء البركة بالتقرب منهم،و ذلك حقيقي و اكثر جمال من الوهم الذي ينساق وراءه مخدوعي الأضرحة الوهمية،فالانسان الطاهر المقدس المبارك هو بركة لمن حوله من المردين الطائعين،فالأن أخبروني أليس حقيقة أن الأنسان بفطرته يؤمن بقدسية الأطهار و ببركتهم دليل على استمرار النبوة و البعث،فمن اطهر و اصدق من النبي على طول الخط،فطوال حياتهم تتنزل البركة عليهم و على من حولهم،و اذا كانت البركة في مقامات الصالحين حقيقة لا يمكن أنكارها،فمن باب أولى أن يجعل الله الحي بركة انسان حي بين الناس يعلمهم و يعطف عليهم و يزكيهم و يسقيهم شرابا سلسبيلا،اليس في هذا الارسال و البعث من الله تمام كمال بركة الله على العبد الطاهر و من حوله،أليست صفات الله لا تتعطل و تتم بأكمل وجه و أتم صورة،فكيف يمكن أن تتم فيض بركة الله على العبد الطاهر و من حوله إذا لم يمكن هذا العبد بأتم صورة و هي صورة النبي،فالحمدلله المعطي لم يحرم عباده من عطاياه بل بعضهم من هم اختاروا أن يكونوا من المحرومين،عندما رفضوا تصديق مبعوث السماء_و من يكمل فقرة أضرحة وهمية حتى نهايتها تتعمق عنده هذه الحقيقة
    _نتائج و أسباب:يقول الكاتب هنا[خلاصة القول إن الإيمان بالاحلام كثيرا يؤدي الضرر من الناحية و النفسية و الاجتماعية،و لا يفوتني أن اذكر هنا بأني ألتقيت ببعض الناضجين من رجال الدين اسالهم عن هذا الأمر فرأيتهم يذهبون فيه مذهب المعتزلة و الزيدية القدامى،و يقولون بأن الاحلام كلها لا تصلح دليلاً على شيء،أني أتمنى أن ينتشر هذا الرأي الرصين بين جمهور المسلمين،و هذا هو مقصدي الأول من تأليف هذا الكتاب]انتهى،و الأصح أن لا ننفي صحة الأحلام بهذا الشكل القاطع و الكلي،فلا يجوز هذا النفي الكامل للأحلام،فالأصح و الأجمل و الأكمل أن نوضح حقيقة حامت حولها الاوهام و الشبهات و الخرفات على أن ننفيها نفيا تاما،و قد فعل المهدي الحبيب_عليه الصلاة و السلام_في حقيقة الوحي ذلك،بكل بساطة و تبسيط و بكل ثقة و إيقان و أتقان وضح حقيقة الوحي،فلا يضيع أنسان بعدها في طرق الظلم و المظلمين،و الوهم و الواهمين،الحمدلله رب العالمين.
    و أنقل هنا فقرة مهمةجدا من الكتاب[إنهم بعبارة أخرى لا يرون فرقا بين العلم و العقل،مع أنهما قد يفترقان و يختلفان أحيانا كثيرة،فالعقل إذا كان تجريديا يأخذه مقاييسه من المألوفات التي نشأ عليها،لهذا نجده اليوم يحكم على شيء بأنه غير معقول ثم يكتشف أخيرا أنه معقول بعد أن يعتاد عليه،اما العلم فلا يحكم على شي إلا بعد ان يجري عليه التجربة و يتثبت منه تثبتا موضوعيا،و هو لا يبالي بعد ذلك بمألوفات الناس أو اعتبارتهم العقلية]
    _آراء القدماء في الأحلام:الأحلام عند البدائين:قد عرض الكاتب هنا أراء القدماء،و أقول أني استنتجت من هذا العرض ان الأحلام تكون رؤى صادقة عند الأنسان كلما كانت أخلاقه طيبة و حسنة و كلما كان أكثر سمو و رقي كان أقرب للرؤيا الصادقة،و الكاتب يقول ان التوجه الصوفي هو النوع الثالث الذي كان شديد الأصرار على أهمية الأحلام و كما نعلم ان اساس التصوف هو الأخلاق و الأحسان ،و في ذلك تفسير منطقي،فمن يسلك طريق الخلق و الأحسان لوجه الله الذي هو غيب،يبقى قلبه متعلق بالغيب و له من الكفاءة و الأفضيلة ما لا ليس لغيره من الناس.
    _يقول الوردي أن للاحلام أهمية منذ القدم،أي أن ذلك يدل بوضوح أن الحلم الذي هو موضع اهتمام منذ القدم هو شيء ثمين حقاً و مؤثر بنفس الانسان و الاسباب كثيرة،فمثلا هو أول ما دعا الانسان بالتفكير بالغيبيات و هو محفز جبار على التطور و النمو مهما كان التفسير أو الشكل الذي منحناه للحلم على تطور العصور،فكل ما يدفع الانسان للسؤال و التعجب و الاندهاش هو سبب لترقيه و تطوره،و الحلم هو أول ما دفع الانسان للسؤال و التعجب و الاندهاش،.و قد قيل هنا بما معناه أن الحلم هو تركيبة باطنية للانسان تمثل شخصيته و افكاره و توجهاته و باطنه،و رغباته و عقد نقصه ...الخ،لكي نعرف أن نفسر الحلم يجب ان نعرف شخصية الانسان و بيئته و...و...،و من هذا المنطلق أقول لماذا لا نقول أن المرء هو أدرى بنفسه،قال الله تعالى:[بل الانسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره]فكل ما يخفيه و يعلنه و ما يظهر في الحلم و الواقع هو مجموعة مما يدور بباطنه و نيته و هو اعلم بها،فمثلا لو يرى الانسان رغبة أو نقص أو عاقبة وخيمة او مهما كان نوع حلمه،نقول أن الانسان هو دائرة مغلقة على نفسه فمن افعاله و نواياه يجد واقعه و رؤاه و يتدخل الله في بعض رؤاه ليحذره عن عاقبة فعله أو يبشره بنتيجة نيته الطيبة أو تصرفه النبيل،و كثير احيانا نظن أن فعلنا تصرف طبيعي بحسب مقتضيات الحياة الدنيا نجد الله يخترق هذا الاعتقاد و يفهمنا أنه خطأ،و كثير من الاحيان نقدم فعل طيب،فنجد من الناس الانكار و السب و سوء الفهم حتى نشك بصدق نيتنا حقا،فتجد الله تدخل و اعطانا البشرى و المواساة،فكيف نفسر هذا الامر؟.
    خلاصة القول أن الأنسان هو اعلم بحاله و نيته سوا بالشعور أو اللاشعور و يظهر ذلك في رؤاه و واقعه كاملا متكاملا و في تدخلات من الله يرشده و يواسيه و يبين له،لذلك على المرء فينا أن يحمد الله على نعمة الحلم سوا كان تجلي داخلي أو تدخل ألهي من دون أن نلجأ لتسخيف الحلم اي كان هو،فكما أن الله محيط بواقع الانسان بيقظته،محيط بواقعه بمنامه،كما يتدخل بيقظة الانسان يتدخل في منامه.
    _و ربما الكاتب يقصد أن يظهر حقيقة الاحلام و طبيعتها لكي لا تأخذ أكبر من حجمها الطبيعي،فأجد لحد الآن أنه موقف في ذلك.
    و استناداً على هذا المبدأ اقول كلما ارتقت نفس الانسان ارتقت نوعية أحلامه و تبدل شكلها و صفاتها و هيئتها ،فمثلا الاناني الذي لا يفكر إلا بنفسه و رغباته يجد أن نوعية احلامه مرتكزة على نفسه،بينما الانسان السامي الذي تسامى حقا فوق رغباته و امتلئت نفسه تضرعات و ابتهالات و ادعية و رجاء و زلفى لله و حب للعرفان الالهي لايمكن ان تكون احلامه إلا احلام من نوع أخر،نوع نقي صافي ممزوج برحمة الله الدائمة و استجابة الله الدافئة،لا يمكن أن يهمل الله هذه النفس ابداً دون أن يكلمها و يعلمها،لأن ذلك من ضمن صفاته التي لا يشوبها شائبة،الحمدلله.
    -كثير من الشبهات و النظريات العلمية التي طرحها الكاتب،يتم الرد عليها بكلمة واحدة قالها المهدي _عليه الصلاة و السلام_[:أن كل حقيقة روحية تقابلها حقيقة مادية تدلل عليها،و كل حقيقة مادية تقابلها حقيقة روحية تدلل عليها].
    و أجمل ماعرفناه نحن اليوسفين أن حياتنا المادية الواقعية ليست منفصلة عن حياتنا الروحية الواقعية،و كل ما كان الأنسان اكثر تقوى و رهافة حس وجد ذلك التطابق جلياً واضحا أمامه،و ليس في رؤاه فقط بل بتفاصيل كثيرة و دقيقة في حياته اليومية، و ملاحظات الكاتب حقيقة في مجتمعنا الذي فقد التقوى و الأحساس و الخشوع،فكانت الأحلام فيه،تستعمل بالكذب و الافتراء و الاوهام و حديث النفس.
    _و في قول لا إله إلا الله ،أي في التوحيد أقرار بأن هذا العالم يحيط به إله واحد،إله حي،تتجلى صفاته جميعا على الكون كله،اللطف الرحمة الكرم العفو القهر الجبروت الجبر البر السلام العطاء الشدة الرفق....و..و
    ...،و العباد يعاملهم الله بروحه كل حسب حاجته و ليس بغافل عما خلق سبحانه،فالحلم بما أنه من عالم الروح و الغيب فيجب أن يُتعامل معه على أنه لتهذيب النفس و أرشاد الروح و التخفيف من آلام الانسان و امدده باليقين بخالقه،و كل ما ينمي صفاته الوجدانية و الروحية و يهذب ويطمئن النفس،و يهبه العرفان الألهي،و يربط بين العبد و خالقه.
    _و قد صرح الكاتب أنه يميل للكتابة عن عيوب الشعوب و أنه إيضا يميل لابحاث اللاشعور ميلاً عظيماً،و كذلك ذكر عيوبه الشخصية من وجهة نظره غير مرة ،و ذلك مترابط جداً لمن يهتم باللاشعور،و بتصريح منه إيضا يؤكد أن الأنسان يرى الحقيقة من جهة واحدة و لا يستطيع أدراكها كاملة و يتعصب لوجهة نظره و يسعى لتأكيدها بكل الوسائل،و كتاب علي الوردي هذا هو وجهة نظر من ناحية واحدة ،يعتمدها الكاتب بحياته و كتاباته،و هي التركيز اللاشعور،و ادراك ما خلف القول و الفعل من نوايا و خفايا و عيوب،فقد يبدو التصرف طاهر كامل ،و القول أحلا من العسل،لكن قول و فعل يشوبه الكثير من النفاق،و قد قال ذلك في مواضع كثيرة،و أغلب ما طرح كاتبنا هنا هو تعميق و تأكيد لنظريته اللاشعور،فأن الأنسان الذي يميل ليدرك عيوبه و ما خلف نيته و يكون يقظ على صحة باطنه،يكون ميال لمثل هذه النظريات و الأفكار،فخلاصة القول أن كاتبنا أنسان نبيل حقاً و صادق في نيته،جزاه الله خيراً،لكن هناك ما هو أسمى من أدراك اللاشعور و عيوب النفس البشرية،هناك الحق بصورته النقية و الفطرية بما فيها من جمال و جلال و خفة و رقة و وضوح،و أصحاب القول الحق و الفعل الحق،هم صفوة مختارة يعلم الله مافي قلوبهم و يضعهم في امتحانات و اختبارات تزيدهم صفاء و صلابة و يقين،فهؤلاء مصقولين ليس في أفعالهم و أقوالهم إلا الجوهر و الروح،فؤلائك هم من يُتخذ من أقوالهم و افعالهم آيات و أشارات للطريق،لا أقول أن نتخذ من أقوالهم و أفعالهم عقيدة جامدة،فما أقصده هو ألطف و أدق،ففي سيرتهم سكينة و طمأنينة،ثقة و يقين،صوت عذب و رقيق،يمنح الملتمس هداية الطريق روح الهداية و جوهرها،التزكية و اليقين الخالص،و كل طالب بحسب اجتهاده،هؤلاء هم الأنبياء بالقول و الفعل،نبي برؤياه،نبي بقوله،نبي بفعله،نبي بيقظته الفطرية المتأصلة في يقينه،هؤلاء روح الله و هدية الله و هداية الله لعبيده،لا يتركون شي بغير توضيح و تبين،فمثلاً هذا الكتاب الذي طرح مشكلة حقيقة جداً و تركها معلقة من غير حل،و لو قرأ القارئ هذا الكتاب،لزاد حيرة و ضاع في موضوع الأحلام بدون أن يجد دليل،حتى ليشعر بإن الحلم مهم و غير مهم،فلا يعرف أ يصدق الحلم أم يتجاهله.
    و كتاب حقيقة الوحي للأمام المهدي الحبيب _عليه الصلاة و السلام_،هو جواب لأكثر من سؤال،كاليقين الذي يفحم الوساوس الكثيرة،و كذلك مدونة يوسف بن المسيح أعليه الصلاة و السلام _هي تعيد الخط للهواتف السماوية لأي أنسان بدون خوف أو قلق،فكل ما يشك به الانسان يجد له جواب،و كله بشكل عملي و تجريبي،لم تعد الصلة بين العبد و الرب شاقة و مضنية بسبب غياب العلم الروحاني بل صارت متوفر لكل طالب صادق،بشكل سهل على أساس التقوى و الصبر و حسن الظن،ثم سريعاً يجد الوصال بين يديه،و يجد يد الله ترشده يقظة و منام،و هذا مجرب لدى كل يوسفي و لله الحمد.
    _و لتفسير تطور الآراء حول الاحلام قبل الاسلام و بعده،فأجد في قصة يوسف_عليه السلام_تفسير لذلك التطور،فمثلا رؤيا حاكم مصر في البداية استعان بالكهنة لتفسيرها،فهذا يعني انه كان علم تفسير للرؤى لكنه عجز عن تفسير رؤيا الحاكم،لانه كان تراث خالي جامد،مجرد علم متدوال لا يناسب عصر و زمان يوسف_عليه السلام_،و في يومنا هذا يؤخذ التفسير من القرآن و كتب المسيح و ابنه عليهما الصلاة و السلام.
    _و نجد أن كل فيلسوف يطرح نظرية جديدة للاحلام ثم يأتي من ينقدها،و لكل فيلسوف نظرية شاملة للحلم كافية بحسب استنتاجه لواقعه،و تعددت المسائل النفسية و تنوعت في هذا الكتاب و من يقرأها يجزم بأنها صحيحة،حتى وصلنا لنظرية علي الوردي في الاحلام الكيشوتية و عمّمها على الناس بمختلف انواعهم و مراتبهم و على العقائد و الشعوب و قال أن تلك الاحلام تقل و تزيد بحسب حالة الانسان الاقتصادية و الفكرية،أقول أن نظرية الدكتور هذه صحيحة و لكن السبب الذي طرحه في كل حالة مغلوط فالانسان في كل حالة كانت سبب احلامه فقد الأيمان و التقوى،و الدواء ليس مثالياً كم يدعي دكتورنا و فلاسفتنا،مثالي زيادة حتى يؤدي للكبت و الضغط و النفاق،أرى أن الدواء أجمل و ألطف،ليت الكاتب اتخذ من هذه المناسبات الكثيرة سبباً ليذكر من سنة الرسول و القرآن ما يداوي كل علة ،فضاعف بحثه ليكون بحث انسان مسلم يتشرف بدينه،و لعل كاتبنا ظن أن ذلك عيب في موضوعية الطرح،حتى أنه غال في موضوعيته،كأنه يشتهي أن يكون كتابه ليس كتاباً عربياً فقط بل كتاباً عالمياً،و كأنه بهذا يضمن أن ينال شرف الباحث الموضوعي،و ربما هو مجرد باحث يضع مشكلة دون أن يبحث عن حلها،و ليس من اختصاصه إيجاد الحلول،و أقول أن الانسان بالتقوى و التزكية المستمرة يستطيع أن يحجب خياله عن كل ماهو محرم و يبتغي بذلك رضا الله وأجر الآخرة،فلا يكون ذلك كبتاً بل تعففاً،و التعفف حالة لطيفة على النفس و تقي الانسان من سيئات كثيرة قد تعكر صفو مزاجه و راحة باله،و قد يتعثر المؤمن في خياله لكنه يعود فيستغفر من قريب و يستعذ بالله فيكون أكثر قوة وليس أكثر ضعفاً،و بالنسبة لنظرية المخلص الذي فندها كلياً ،أقول إذا كان المخلص كما تتخيله عامة الناس و يتخيله كاتبنا،فهو غير موجود،و لكن المخلص الحقيقي موجود بالصورة الشافية التي أرادها الله لأمته العليلة وجدانيا و روحيا و نفسيا،و ذلك المخلص هو المهدي الحبيب و المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني_ عليه الصلاة و السلام و أننا اليوسفين نحبه جدا جدا _و أنه حقيقة مخلص كاتبنا من حيرته و قلة حيلته،فقد خلصه بصفحات من كتاب حقيقة الوحي تساوي أقل من ثلث صفحات هذا الكتاب،و لا تتساوى اي صفحة من هذه الصفحات مع صفحة من كتاب المهدي_عليه الصلاة و السلام_، فالأمر أشبه بأن وضع كاتبنا مئة باب موصود و أراد أن يعرف أي الابواب يؤدي للجنة حتى يدخلها،فيأتي المهدي_عليه الصلاة و السلام_ ليريه باب مفتوح هو باب السماء .
    و المهدي_عليه الصلاة و السلام_ذكر ثلاث أنواع من الناس في تلقي الوحي،و ماذكره علي الوردي في هذا الكتاب محصور بالنوع الأول و الثاني .
    _و أرى ان الطرح في هذا الكتاب ممتع و مرعب بنفس الوقت و كأن الكاتب من عشاق أفلام الرعب،ربما هذا من دون قصد الكاتب أو ربما باللاشعور قصد ذلك!و الله اعلم،و ربما هذا هو العلم و نظرياته ممتع و مرعب بآن واحد،و كأن العلم النفسي لا يثق بالنفس البشرية،و ربما لا يلام على ذلك،فهو لا يدري شيئا عن الانبياء و لا عن اتباعهم،فالتابع يطمح دائما على يد النبي أن يزكي نفسه و يرتقي بها فيأمن من شرها عليه و على غيره،و يبدو أن كاتبنا متأثر بالعلم لحد أنه مرعوب،و أرى ايضا أن الانسان عاقل يستطيع أدراك ما يحيط به،و ليس عليه خوف من هذه النظريات المرعبة و كأن العالم كله مندفع وراء مجهولات كثيرة و علاقات غامضة قلما يتبين حقيقة اطرافها،و هذا غير صحيح الانسان عاقل و مدرك،حتى الخبيث مدرك لخبثه،و كذلك و كأن هذه النظريات و هذا الكتاب به عيب غريب هو تغيير المسميات أو الجهل بأطلاق الاسماء على الاحوال ،و أن أغلب هذه النظريات بها عيب أنها تجعل من الحبة قبة،و الله اعلم.
    _و أن كلامه في ملحق مهزلة العقل البشري صحيح جدا،و يعتمد كاتبنا اسلوب تفكير بسيط و قريب من الحقيقة و المحزن أن ذلك يدل أن هذا النوع من التفكير مع واقع مجتمعنا الديني و العقائدي المهزوز بسبب دابة الأرض ،مشايخ السوء،يؤدي بصاحبه لحال هي عليها كاتبنا العزيز،انه يجد شرخ كبير بين الدين و العلم،أن العلم أكثر أقناع و اقل ضرر و اكثر نفع من الدين،و لا حول و لا قوة إلا بالله،و سيجد قارئ في كتاب حقيقة الوحي بفضل الله و بفضل استمرار النبوة أن ديننا دين حق و بالتجربة و البرهان و على لسان صاحب تجربة فتح الباب لغيره من الناس و أعطاهم التعاليم التي توصلهم لليقين،ووهبهم اليقين من خلال تجربته،أن معضلات العصر حللها جميعا و أجاب عن اسئلة السائلين،و لله الحمد.
    _و الآن و أنا اقرأ ملحقات الكتاب اتسأل يا ترى كيف لشخص يؤمن بالعلم و التجربة و يشك بكل ما حوله أن يؤمن إيماناً حقاً،فخطر لي أن لا يمكن أن يؤمن شخص مثل هذا إلا بكثرة التضرع و الخشوع و الانطراح بين يدي الله سأله اليقين اليقين،سأله رؤية وجهه الكريم،فوالله أن شخص كهذا روحه في خطر،و لا أقصد أن ذلك الشخص مخطأ في تركيبة حياته لكن شخص بهذه الصفات بدون تضرع دائم لهو قريب جداً من الألحاد،و في تضرع هو قريب جداً من اليقين.
    _و الكاتب كباحث يطرح أفكار ربما مستهلكة و معروفة في زماننا هذا ،لكنه بهذه الطريقة العفوية المبسطة التي يطرح بها أفكاره ،تتجلى حقائق عظيمة جدا،بالأخص نحن اليوسفين من نؤمن باستمرار النبوة و نؤمن بالوحي نعرف هذه الحقائق جيدا،و كتاب حقيقة الوحي مع هذا الكتاب هو تجلي لتلك الحقائق
    ،يعني من يدرس هذين الكتابين معاً مهما كان غير مقتنع بالنبوة،لابد أن يدفعانه دفعا للإيمان.
    _ينقل الكاتب في ملحق الحاسة السادسة تحت عنوات نماذج بشرية شاذة قصص بعض الاشخاص اشتهروا بأن لهم حاسة سادسة قوية و هذه القصص في دول أجنبية،أقول أن هؤلاء الناس جعلهم الله مصدر تساؤل لمن حولهم عن حقيقة الغيب و الأطلاع عليه كحد أدنى و دافع للبحث في حقيقة الروح و الغيب بالأخص أن هؤلاء لا يؤمنوا بالوحي و النبوة و الألهام بأي شكل من الأشكال،و نجد أن الأنسان يتأثر ببني جنسه فعندما نجد بشر مثلنا له طبيعة تخالفنا في أدراك الغيب يأخذنا التساؤل و خصوصا إذا كنا نعلم بأن هذا الانسان من البسطاء ليس من مدعي السحر و الشعوذة،فنتأثر و نقف متسائلين،بينما لو شاهدنا الأعاجيب بعالم الحيوان فلا يوقفنا ذلك إلا لنقول أن لكل مخلوق طبيعته،و نجد أن الغرب له اهتمام خاص بالعلم ،لذلك كانت تلك القصص الغريبة في مجال العلم و الدراسة لتكون حجة عليهم،و سبب للبحث الروحي،حتى اصحاب تلك القصص لا يجدون لها تعليل و هم فيها لا حول لهم و لا قوة.
    _و هناك طرح استغربته جدا،يقول الكاتب أن العلماء يتمنوا أن يجد العلم اجهزة تعلم بالمستقبل ثم قال بأنه من الممكن أن بعض آثار الماضي من ذبذبات و أمواج لازلت تحيط بنا ،و مثال على ذلك أن نجم انفجر من ملايين السنيين في الفضاء و لازال ضوءه ينبعث إلينا اليوم،لان ضوء انفجاره لم يصل إلينا بعد،أي أننا الان ننظر لتاريخ السماء!
    فربما يقصد لو أنه عرف الماضي لعرف حقيقة المستقبل،و يتسائل هل من الممكن ان يستطيع العلماء صنع اجهزة تبصر الاحداث الماضية؟
    الغريب بالقصة أن كاتبنا تمنى لو ان هذا الاكتشاف موجود لرأى فيه الغزالي مع تلاميذه،و انوشروان محاط بالجلادين و الجلاوزة.
    فأنا مثلا لو كنت مكانه و اكتب كتاب طويل عريض عن معضلة الاحلام في مجتمعنا و ان هذه المعضلة اقلقتني جدا و شغلت تفكيري و انتباهي ،و ان السبب الرئيسي في نشوء هذه المعضلة هو أحاديث مروية عن النبي صلى الله عليه و سلم و هي مقدسة عند عامة الناس،لتمنيت أن اشاهد النبي مع اصحابه لاعرف صحة الحديث و حقيقة النبوة.
    _و تحت عنوان التعصب و العقيدة يقول الكاتب بما معناه أن من ينشأ على دين يظنه الحق و غيره لا ،حتى لو بحث في باقي الاديان يعود لما تربى عليه،فدينه الحق، و في ذلك قال المهدي_عليه الصلاة و السلام_ :
    ما هو تأثير هذا الكتاب؟
    اعلموا أن تأثير هذا الكتاب الجامع لجميع الأدلة والحقائق لا يقتصر على أنه قد أُثبت فيه بفضل الله تعالى بالحجج البينة أن هذا العبد المتواضع هو المسيح الموعود، بل من تأثيره أيضا أنه قد أُثبِت فيه أن الإسلام دين حيٌّ وصادق. مع أنه يمكن لكل قوم أن يدّعوا أنهم يؤمنون بالله واحدا لا شريك له، كما يدّعي الآريون والبراهمو أنهم يعتقدون بالوحدانية مع اعتبارهم كل ذرة شريكة لله وأزلية؛ ولكن لا يسع هذه الأقوام أن تُقدِّم دليلا قاطعا على وجود الله الحي ولا تطمئن قلوبهم بوجود الله. لذا فإن دعاويهم بالإيمان بالله واحدا لا شريك له ليست إلا دعاوى فارغة فحسب، فإقرارهم هذا لا يقدر على أن يصبِّغ قلوبهم بصبغة التوحيد الحقيقي. فليس من نصيبهم أن يؤمنوا بوجود الله أصلا، دعك عن إيمانهم به  واحدا لا شريك له، بل إن قلوبهم تائهة في الظلمات.
    _و في حديثه عن الجنون و العبقرية أرى انه قد اطال الحديث فيهما و قال ان العاقل هو شخص يضع اعتبار لمجتمعه و العبقري و المجنون لا يفعلان ذلك ،و قال ان ليس هناك عاقل بشكل تام و لا مجنون بشكل تام،و ان هناك تدرجات بينهما،و طبعا المجنون من خالف المألوف اي كانت تلك المخالفة،المرض النفسي هو ناتج عن الظروف الاقتصادية و الاجتماعية فلو فهمنا تلك الظروف و تأثيرها على النفس لاستطعنا ايجاد العلاج النفسي،فمثلا لو عاش مريض نفسي في ظروف مغايرة لما اعتل و مرض،و في حديثه عن هارون الرشيد و بحسب وصفه فأنا بصراحة لم اقرأ عنه،و لكن بحسب ماجاء بهذا الكتاب فأن كاتبنا يقول ان العاقل بعين مجتمعه هو من وافقهم و لم يخرج عن المألوفات فإذن هارون هو وافق مجتمعه فقد كان مطلوب من الأمير أن يكون منفتح و خاشع و كريم و أمير و حازم و صارم و الكثير و الكثير و هذا ما فعله هارون الرشيد و وفق بين كل هذا لحد العظمة.
    فالأفضل أن نقول أن اساس العلة هي بعد الانسان عن روحه و جوهره ،فكثير من المعضلات التي طرحها الكاتب هي لبعد الانسان عن غاية وجوده،حتى أن هذا السؤال قلما يسأله شخص لنفسه،ما غاية وجودي؟فهو يجد حياة أمامه يعيشها بما فيها و ينسى أن يسأل نفسه عن بغية وجوده،حتى لو الكل يعلم(ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدون)لكن ماهي العبادة فعلاً و كيف لنا أن نصل لتلك القناعة فتكون عبادة فعلية و جوهرية بدون الأنبياء و المرشد الروحي؟ و في وصف تلك العبادة يقول المهدي_عليه الصلاة و السلام_:
    =إن الإنسان يدّعي عبادة الله، ولكن هل يمكن أداء حق العبادة بمجرد كثرة السجود والقيام والركوع؟ أو هل يمكن أن يُعدَّ من عباد الله أولئك الذين يمرِّرون حبات السُّبحة بكثرة؟ بل الحق أنه لا يمكن أن يؤدي حق العبادة إلا الذي جذبه حب الله حتى يزول وجوده من الطريق نهائيا.
    أولا، لا بد من اليقين الكامل بذات الله ثم الاطلاع الكامل على حسنه وإحسانه، ثم تتقوى علاقة الحب معه  حتى يغلي الصدر بحرقة الحب دائما، وتتراءى هذه الحالة في الوجه على الدوام، وتترسخ عظمة الله في القلب لدرجة تصبح الدنيا إزاءه  كجيفة. ويرتبط كل نوع من الخوف بذاته  ويتمتع الإنسان بالألم من أجله، وتكون المناجاة معه مدعاة لراحته ولا يطمئن القلب ولا يستقر له قرار إلا معه تعالى. فإذا تحققت هذه الحالة فهي التي تسمَّى العبادة الحقيقية. ولكن أنّى لها أن تتحقق دون عون الله الخاص. لذا فقد علَّمنا الله تعالى دعاء إياك نعبد وإياك نستعين.. صحيح أننا نعبدك يا ربّ ولكن أنّى لنا أن نؤدي حق العبادة ما لم نحظ بعون خاص منك. إن عبادة الله باعتباره المحبوب الحقيقي هي الولاية التي لا مقام بعدها. ولكن هذا لمقام لا يُنال إلا بعونه تعالى. والعلامة على نيله أن تترسخ عظمة الله وحبه في القلب، ويتوكل الإنسان عليه  وحده ولا يحب إلا إياه، ويؤثره على كل شيء، ويجعل ذكره هدف حياته. وإذا أُمر مثل إبراهيم  بذبح ابنه العزيز بيده أو طُلب منه إلقاء نفسه في النار فينفِّذ مثل هذه الأوامر القاسية أيضا بدافع المحبة ويسعى لنيل مرضاة ربه بحيث لا يدخِّر في طاعته جهدا. إن هذا الباب ضيق جدا، وهذا الشراب مُرٌّ شديد المرارة، فقليل هم الذين يدخلون هذا الباب أو يشربون هذا الشراب. تجنب الزنا ليس بالمهمة الكبيرة، وعدم قتل أحد بوجه غير حق ليس من الأمور العظام، والامتناع عن الإدلاء بشهادة الزور ليس بالعمل الجبار، أما إيثار الله  على كل شيء واختيار أنواع مرارة الدنيا من أجله بحب صادق وحماس حقيقي، بل خلْق الإنسانِ أنواعَ المرارة لنفسه بيده مرتبة لا ينالها إلا الصادقون. وهذه هي العبادة التي أُمر بها الإنسان. والذي يؤدي هذه العبادة يترتب على فعْله هذا فعلٌ من الله، ويسمَّى إنعاما كما يعلِّمنا تعالى في القرآن الكريم دعاء: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. فمن سنة الله  أنه حين تُقبَل في حضرته خدمةٌ يترتب عليها إنعام حتمًا. فالخوارق والآيات التي لا يسع الآخرين أن يأتوا بنظيرها هي أيضا إنعامات إلهية تنـزل على خواص عباده.
    ولله در من قال في بيتين – بالفارسية - تعريبهما:
    "يا من كان أسير الهوى في حياته كلها، أنّى لك أن تحظى بالنصرة الإلهية مع سواد نفسك. فإن أبديت الصدق مثل موسى فليس غريبا أن يغرق فرعون". (انتهت الترجمة)
    و يقول سيدنا يوسف بن المسيح_عليهما الصلاة و السلام_وفي قوله هذا رداً على فقرة ما وراء الاحزاب:
    {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} :
    ثم يُكرر سبحانه و تعالى القسم بالملائكة فيقول : (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) أؤلئك الملائكة من صفاتهم أنهم نشيطون ، كذلك أنهم مُنَشِّطون يُعطون نفخات أو نفحات تنشيط ، هكذا رأيتُ في الرؤيا منذ أعوام أن هناك ملاك يُعطيني نفخة تنشيط ، هي مذكورة في المدونة ، إذاً (وَالنَّازِعَاتِ) أي ينزعون أرواح أو أرزاق أو بلاء و العياذ بالله ، (غَرْقًا) أي غارقون بقوة و بتمكن ، من صفاتهم أيضاً : (النَّاشِطَاتِ) أي يُنَشِّطون الأرزاق ، يُنشطون الأقدار ، يُنشطون أحداثاً معينة ، (النَّاشِطَاتِ) هكذا عندما سمعت نفخة التنشيط في الرؤيا من الملاك ، كذلك أيضاً في اليقظة سمعتُ نفخة تنشيط لثورة خمسة و عشرين/٢٥ يناير ، أنا و أمكو/أمكم((أم المؤمنين الدكتورة مروة)) في يوم الأحد الموافق لثلاث و عشرين/٢٣ يناير سنة ٢٠١١ ، يوم الأحد الضحى ، كنت أنا و ماما في البيت لوحدنا ، كنتم أنتم في المدرسة و سمعنا هذه النفخة ، كانت نفخة قوية جداً ليست من هذا العالم و علمنا أنها كشف مقدس يسبق حدثاً هاماً و يدلل على أمر هام كنتُ قد رأيته في الرؤيا من قبل ، و هذا من فعل الملائكة ، (وَالنَّاشِطَاتِ) قاموا بنفخة تنشيط بأمر من الله إنتقاماً من أعداء الله و دفعاً لقانون التدافع ، لأنه لولا ثورة ٢٥ يناير ماكنش إيه/لم يكن ماذا؟ التيارات الإسلامية ظهرت على حقيقتها و ظهرت أنها خبيثة و عدوة لله و للرسول و لدين الله و للشعب ، ربنا جعلهم إيه؟ يقعون في شر أعمالهم ، فهذا من فعل الناشطات التي سَخَّرَه الله لنا ، و من أسباب تسخير تلك الناشطات هو الدعاء ، الدعاء ، الدعاء الخاص و الحار و المُخلص الذي يتوجه إلى رب السماوات و الأرض فيستجيب فيُجري الأقدار فيُسَخر لذلك الملائكة ، (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) أي بكل قوة تنشط في نفخات التنشيط التي تدفع قانون التدافع لكي يقوم بمهمته .
    __
    _و الأن بعد أن أخذت أنتهي من قراءة الكتاب،أحاول أن أجد تشبيه لهذا اللقاء،لقاء الدكتور علي الوردي باحث علم اجتماع في(الأحلام بين العلم و العقيدة)مع المهدي و المسيح الموعود _عليه الصلاة و السلام_(في حقيقة الوحي)هو لقاء لا يشبه إلا نفسه،لقاء العلم بالنبوة ،لقاء ومضات خافتة بنور ساطع،لا ينكر فضل الومضات بحياة البشرية بل لها أثر في الظلام ،فكأنك تمشي في صحراء مظلمة و كل كم ساعة يومض ضوء فتجري نحوه ثم يذهب ليومض غيره فتتبعه كذلك، و هكذا....،و لكن المشكلة بنهاية الطريق هل هي مضمونة؟لا ندري و لا حتى الباحث يدري،بينما النور الساطع يهديك الطريق و الدفئ و الثقة و الهدوء و الاسترخاء و الرؤية الصحيحة و ينجيك من الليل و ظلمته و وحشته،و الغريب بحثت لاقرأ عن علي الوردي فوجدت مايلي (ومما يروى عن الاستاذ حسين علي محفوظ حيث سأل في أواخر أيامه عن صديقه ورفيق دربه عالم الاجتماع علي الوردي بوصفه لم يكن قريبا للعلامة الراحل فقط بل كان رفيق درب في التعليم والثقافة والتأليف والمدينة أيضا، هل كان الوردي علمانيا غير متدينا؟ وماذا يتذكر عنه؟، فأجاب محفوظ قائلا: (عند الوردي خصلة اتمنى ان يمتلكها الجميع وهو انه لا ينزعج من النقد ولا يكره احدا بل كان يفرح عندما ينتقده أحد.. فهو كان مؤمنا بالله قطعا.. لكنه يتجاوز الولاء للهويات الضيقة.. كان يثير الناس لينتقدوه. وكان له عالمه الخاص به.. أنا لا اعتقد أنه لم يكن يصلي.. ربما يكون متهاونا بالفرائض.. ولكن أتذكر عندما كان يمشي على الجسر يقرأ من القرآن الآية:(والليل إذا سجى) دائما كدلالة على علاقته بالله).
    _ و في النهاية أقول رحم الله الكاتب الباحث فقد جمع في هذا الكتاب الفكري الممتع الكثير مما يستحق القراءة،و أن كاتبنا الباحث بحسب زمانه الذي عاش فيه،أرى أنه يصنف من الشجعان الصادقين،و الله أعلم.
    ●حقيقة الوحي:
    و سأنقل مقتباسات من الكتاب.
    الباب الأول
    في بيان الذين يرون بعض الرؤى الصالحة
    ويتلقون بعض الإلهامات الصادقة
    ولكن ليس لهم مع الله تعالى صلة قط،
    ولا نصيب لهم من النور الذي هو أدنى ما يحظى به أهل العلاقة،
    ويبعدُ وجودهم المادي عن النور آلاف الأميال
    فليتضح أنه لما كان الإنسان قد خُلق ليعرف خالقه ويبلغ درجة اليقين من أجل الإيمان بذاته وصفاته، فقد فطر الله تعالى ذهن الإنسان ووهب له قوى عقلية بحيث لو ألقى نظرة على صنع الله تعالى مستخدما تلك القوى لوصل إلى كنه حكمة الله -عز اسمه- الكاملة، وأدرَك ما يوجد من التركيب البليغ والمحكم في كل ذرة من نظام العالم ولعلِم ببصيرة تامة أن هذا الكون الواسع المكوَّن من السماوات والأرض لا يمكن أن يوجَد دون خالق، بل لا بد أن يكون له خالق. ومن ناحية ثانية فقد أعطِي حواسَّ وقوى روحانية لكي تسد الخلل أو النقص الذي يمكن أن يتركه العقل في معرفة الله تعالى، لأنه لا يمكن الحصول على معرفة الله تعالى بصورة كاملة بواسطة العقل وحده. والسبب في ذلك أن عمل العقل الذي أعطِيه الإنسان مقصور على أن يحكم أنه ينبغي أن يكون لهذا العالَمِ جامعِ الحقائق والحِكم خالقٌ، وذلك بالنظر في السماوات والأرض وما فيهما وترتيبهما البليغ والمحكم. ولكن ليس بوسعه أن يحكم أن ذلك الخالق موجود في الحقيقة. والظاهر أيضا أن الإحساس بضرورة الصانع أو الخالق لا يُعدُّ معرفة كاملة إلا إذا بلغت مبلغ اليقين بأن ذلك الصانع موجود في الحقيقة، لأن القول إنه ينبغي وجود خالق لهذه الأشياء لا يساوي قط القول بأن الخالقَ الذي اعتُرف بضرورته موجود فعلا. لذا كان الباحثون عن الحق - لإتمام سلوكهم ولأداء مقتضى الفطرة المترسخ في طبائعهم من أجل المعرفة الكاملة - بحاجة إلى أن يعطَوا القوى الروحانية أيضا علاوة على القوى العقلية لكي يقدروا - إذا استخدموا القوى الروحانية كما ينبغي ولم يحجبها حجاب - على الكشف عن وجه الحبيب الحقيقي بوضوح لم تقدر على كشفه القوى العقلية. إذن، فإن الإله الكريم الرحيم كما جعل فطرة الإنسان تجوع وتتعطش من أجل معرفته الكاملة، كذلك فقد أودع فطرة الإنسان نوعينِ من القوى بُغية إيصاله إلى تلك المعرفة الكاملة: إحداهما القوى العقلية التي مصدرها الدماغ، والثانية هي القوى الروحانية التي مصدرها القلب والتي يعتمد نقاؤها على نقاء القلب. والأمور التي لا يمكن للقوى العقلية أن تكشفها بصورة كاملة فإن القوى الروحانية تبلغ كنهها. والقوى الروحانية إنما تملك القوة الانفعالية فحسب، أي خلق الصفاء والنقاء حتى تنعكس فيها فيوضُ مبدأ الفيض. لذا يُشترَط لها أن تكون مستعدة لجذب الفيض حتى تنال فيض معرفة الله الكاملة، وألا يحول دون ذلك حائل أو عائق، وألا تقتصر معرفتها على أنه يجب أن يكون لهذا العالم المليء بالحِكم صانع، بل تكون محظوظة بالمكالمة والمخاطبة الكاملة مع هذا الصانع وتشاهد آياته العظيمة وترى وجهه الكريم وترى بعين اليقين أن هذا الخالق موجود في الحقيقة.
    =نعم، إن رحمة الله الأزلية التي لا تريد أن تضيِّع الفطرة الإنسانية وضعَت في معظم الناس سُنَّتها كبذر البذرة؛ فهم يرون أحيانا رؤى صالحة وإلهامات صادقة ليعلموا أن مجال التقدم مفتوح أمامهم. ولكن رؤاهم وإلهاماتهم لا تكون مصحوبة بعلامات القبول عند الله وحبه وفضله، كما لا يكون أصحابها منـزهين عن نجاسة النفس. فلا يرون الرؤى إلا لتكون حجة عليهم ليؤمنوا بأنبياء الله الأطهار، لأنهم لو ظلوا محرومين كليا من فهمِ حقيقة الرؤى الصالحة والإلهامات الصادقة، ولو لم يحصلوا بذلك على علم اليقين لكان لهم عند الله عذر أنهم لم يكونوا قادرين على فهم حقيقة النبوة لجهلهم بالموضوع جهلا تاما. وحُقَّ لهم أن يقولوا: قد جهلنا حقيقة النبوة تماما؛ إذ لم تُعطَ فطرتنا لفهمها نموذجا، فأنّى كان لنا أن ندرك هذه الحقيقة الكامنة؟ لذا فإن سنة الله القديمة الجارية منذ بدء الخليقة هي أن الناس عمومًا يرون رؤى صالحة ويتلقون إلهامات صادقة إلى حد ما كنموذج، بغض النظر عن كونهم صالحين أم طالحين، أبرارا أم فاسقين، وسواء أكانوا على دين صادق أم باطل، لكي تصل إلى علم اليقينِ أفكارُهم وخيالاتهم المبنيّة على النقل والسماع فقط، ولكي يكون في أيديهم نموذج من أجل التقدم الروحاني. ولتحقيق هذا الهدف فقد خلق الله الحكيمُ المطلقُ دماغ الإنسان بصورة معينة وأعطاه قوى روحانية بحيث يستطيع أن يرى بعض الرؤى الصالحة ويتلقى بعض الإلهامات الصادقة. ولكن تلك الرؤى والإلهامات لا تدل على عظمةٍ أو صلاحٍ فيهم وإنما تدل على أنهم يتقدمون شيئا فشيئا، وعلى أن صاحبها سليم الفطرة بشرط ألا يلقى عاقبة سيئة بسبب أهوائه النفسانية. ويُتوقع من صاحب هذه الفطرة أن يتطور إن لم تعترض سبيله العوائق والحجب.
    =لأن القوى التي وهبها الله الفياض المطلق لجسد الإنسان مثل قوة البصر والسمع والشم واللمس والحفظ والفكر وغيرها لا تزال موجودة في الناس على حالها، فكيف يمكن التصور إذن أن القوى الروحانية التي كانت موجودة في الناس في الأزمنة الغابرة غابت كلها من فطرتهم في هذا الزمن؟ مع أن تلك القوى هي أكثر ضرورة وأهمية من القوى الجسدية من أجل كمال نفس الإنسان. ثم كيف يمكن إنكارها حين تُثبت التجربةُ اليوميةُ أنها ما فُقِدتْ. فيتبين من ذلك كم هي بعيدة عن الحقيقة تلك الأديان التي تعترف أن القوى العقلية والمادية في فطرة الناس ما زالت كما كانت، ولكنها ترفض بقاء تلك القوى الروحانية فيهم على حالها.
    =وكما يرى بعض الناس رؤى أو يعلمون شيئا بواسطة إلهامات بسبب بُنيتهم الدماغية فقط، كذلك تناسب بعضَ الطبائع الحقائقُ والمعارف بناء على بُنيتها الدماغية، فتخطر ببال أصحابها أمور لطيفة. والحق أنه ينطبق عليهم الحديث: "آمن شِعره وكفر قلبه"، لذا فإن معرفة الصادق ليس بوسع كل شخص بسيط.
    =وقد وُجدت في بعضهم عادة أسوأ من ذلك بأنهم لا يتورعون عن الفسق والفجور ويرتكبون كل عمل غير مشروع لكسب الدنيا. كما تكون الحالة الأخلاقية لبعضهم منحطة جدا ويكونون تجسيدا للحسد والبخل والعُجب والكبر والغرور، ويصدر عنهم أعمال دنيئة من كل نوع وتوجد فيهم أنواع من الخبث المخجل. والغريب في الأمر أن بعضهم لا يرون إلا رؤى سيئة وتتحقق أيضا. وكأن أدمغتهم لم تخلق إلا لرؤية الرؤى السيئة والنحسة. لا يرون رؤى فيها خير لهم تُصلح دنياهم أو ينالون مبتغاهم، ولا يرون رؤى فيها بشرى لغيرهم. ومَثَلُ رؤاهم -من الأنواع الثلاثة التي ذُكرت سابقا- كمن يشاهد دخانا من بعيد ولا يرى ضوء النار ولا يشعر بحرارتها؛ لأن أناسا مثلهم ليست لهم مع الله تعالى علاقة قط، وليس نصيبهم من الأمور الروحانية إلا الدخان الذي لا ضوء معه.
    =الباب الثاني
    في بيان الذين يرون رؤى صادقة
    أو يتلقون إلهامات صادقة أحيانا
    ويكونون على علاقة مع الله تعالى نوعا ما
    ولكنها ليست قوية
    وإن كيان نفوسهم لا يكون قد احترق تماما بشعلة النور إلا أنها تكون قريبة من هذه الدرجة لحد ما
    يوجد في الدنيا أناس ملتزمون بالعفة والزهد إلى حد ما، علاوة على وجود القدرة الفطرية فيهم على تلقي الرؤى والكشوف، حيث إن في بُنيتهم الدماغية قابلية لتلقّي الرؤى والكشوف إلى حد ما، ويحاولون أيضا قدر الإمكان إصلاح نفوسهم، وتنشأ فيهم الحسنة والصدق بصورة سطحية، وبسببهما تنشأ فيهم أنوار الرؤى الصالحة والكشوف الصادقة إلى حد ما ولكنها لا تكون خالية من الظلمة.
    =فيكون هذا الشخص كجنين نُفختْ فيه الروح ولكنه لم ينفصل عن المشيمة بعد، ولا زالت عينه محجوبة عن مشاهدة العالم الروحاني بصورة كاملة، ولم ير وجه أمه التي نشأ في رحمها، وبحسب القول القائل: "العلم القليل فتنة" لا يزال في خطر بسبب معرفته الناقصة. صحيح أن أناسا مثله قد يطلعون على بعض المعارف والحقائق أيضا ولكن مثلها كمثل حليب اختلط به شيء من البول، أو كماءٍ فيه شيء من النجاسة. والشخص الحائز على هذه الدرجة يكون مصونا إلى حد ما من مسّ الشيطان وحديث النفس في رؤاه وإلهاماته مقارنة مع مَن كان في الدرجة الأولى، ولكن ما دام للشيطان نصيب في فطرته لذا فلا يمكنه أن يتجنب ما يلقيه الشيطان في رؤاه. وبما أن أهواء النفس أيضا تكون محيطة به فلا يكون مصونا من حديث النفس كذلك. والحق أن صفاء الوحي والإلهام يعتمد على صفاء النفس. والذين كانت في نفوسهم قذارة، وُجدت القذارة نفسها في وحيهم وإلهامهم أيضا.
    =النوع الثاني من الذين يرون الرؤى أو يتلقون الإلهامات هم أولئك الذين لهم صلة مع الله تعالى إلى حد ما ولكنها ليست كاملة. فمَثَلُ رؤاهم أو إلهاماتهم -من الناحية المادية- كمن يرى ضوء النار من بعيد في ليل حالك الظلام شديد البرودة فيستفيد من الضوء بحيث لا يسلك سبيلا فيه حُفَرٌ وأشواك وحجارة وأفاعٍ ووحوش ضارية، ولكن هذا القدر من الضوء لا ينقذه من البرد والهلاك. وإذا لم يصل إلى الدفء حول النار لهلك كما يهلك السالك في الظلام.
    =الباب الثالث
    في ذكر الذين يتلقون من الله تعالى وحيا على الوجه الأكمل والأصفى
    ويحظون بشرف المكالمة والمخاطبة الكاملة،
    ويرون الرؤى الصادقة كفلق الصبح
    وتكون لهم علاقة حُبّ بالله تعالى على وجه أكمل وأتم ويدخلون نار حبه،
    ويحترق وجودهم النفسي بشعلة النور ويصبح رمادا
    اعلموا أن الله رحيم وكريم جدًّا، والذي يرجع إليه بالصدق والصفاء يُظهر الله له صدقه وصفاءه أكثر. والمتقدم إليه بصدق القلب لا يُضاع. إن الله يتحلى بأخلاق عالية لإظهار الحب والوفاء والفيض والإحسان والتجليات، ولكن لا يشاهدها كاملة إلا من يفنى في حبه.
    =ومن تلك العلامات أن الله تعالى يُجري على لسانه بين حين وآخر كلامه الفصيح والحلو المحتوي على عظمة وبركات إلهية وقوة كاملة على الغيب ويكون مصحوبا بنور يبرهن على أنه أمر يقيني وليس ظنيا، ويرافقه لمعان رباني ويكون منـزَّها من الشوائب. وفي معظم الأوقات وغالب الأحيان يكون هذا الكلام محتويا على نبوءات عظيمة ذات نطاق واسع وعالمي، وتكون عديمة النظير كيفًا وكمًّا ولا يقدر أحد على الإتيان بنظيرها، وتكون مليئة بهيبة إلهية، ومن خلالها يتراءى وجه الله تعالى بسبب قوتها التامة. لا تكون نبوءاته مثل نبوءات المنجِّمين، بل تلاحَظ فيها أمارات الحب والقبول الإلهي وتكون زاخرة بالتأييد والنصرة الربانية. وتكون بعض نبوءاته عن نفسه وبعضها عن أولاده وأصدقائه، وبعضها عن أعدائه، وغيرُها عن الدنيا بشكل عام، ومنها ما تكون لأزواجه وذويه. تُكشَف عليه أمور لا تُكشف على غيره وتُفتح في نبوءاته أبواب الغيب التي لا تُفتح لغيره. وينـزل عليه كلام الله كما ينـزل على أنبيائه ورسله الأطهار ويكون كلاما يقينيا ومنـزّها عن الظنون. يُعطَى لسانُه شرفا إذ يُجرى عليه كلام عديم النظير كيفًا وكمًّا لا يسع الدنيا مبارزته. وتوهَب عينُه قوة على الكشوف فيرى أمورا أدقَّ وأخفى. وفي كثير من الأحيان تُعرَض عليه كلمات مكتوبة، ويقابل الأمواتَ مقابلةَ الأحياء. وكثيرا ما تمثل أمام عينيه أشياء تبعد في الواقع مئات الأميال وكأنها تحت الأقدام.
    كذلك توهَب أذنه قوة لسماع المغيبات، ففي كثير من الأحيان يسمع صوتَ الملائكة ويطمئن بسماعه في حالات الاضطراب. والأغرب من ذلك أن يتناهى إليه أحيانا صوت الجمادات والنباتات والحيوانات أيضا.
    فلسفى كو منكرِ حنّانه است از حواس انبياء ﺑﻴﮕﺎنه است
    أي إن الفيلسوف الذي ينكر بكاء الجذع لا يدرك أحاسيس الأنبياء الباطنية.
    [[و اليوم و قبل أن اقرأ هذه الجملة للمهدي _عليه الصلاة و السلام_:(ومن تلك العلامات أن الله تعالى يُجري على لسانه بين حين وآخر كلامه الفصيح والحلو المحتوي على عظمة وبركات إلهية وقوة كاملة على الغيب ويكون مصحوبا بنور يبرهن على أنه أمر يقيني وليس ظنيا)كنت اقرأ قرآن وتأملت كلام الله فشعرت أنه كامل الفصاحة و حلو جدا،اي و الله قلت لنفسي هذا الكلام تماما،ثم بعد ساعات اقرأ هذه العبارة في كتاب حقيقة الوحي]]
    [[ببساطة يقول المهدي الحبيب_عليه الصلاة و السلام_أن الوحي و الألهام نعمة من الله يهبها كاملة للصادقين،و تكون هناك بذرة بكل انسان تنمو أو تبقى مدفونة في التراب على حسب همته و صدق طلبه لوجه الله تعالى،و للمقبولين علامات عديدة يذكرها المهدي الحبيب هنا و هو خير من يعرف تلك العلامات لانه منهم.]]
    =أرى من المناسب أن أقول مكررا: ينبغي ألا يظن جاهل أنه ما دام الآخرون أيضا يرون الرؤى والكشوف ويتلقون إلهامات ويشتركون في معظم ما جاء في هذا الكتاب حول الكاملين إيمانا وحبا لله والحائزين على الدرجة الثالثة؛ فلا وجه للتمييز بين الفريقين.
    فمع أننا دحضنا هذه الوساوس مرارا وتكرارا ولكن مع ذلك نقول مرة أخرى إن هناك فرقا كبيرا بين المقبولين وغيرهم، وقد ذكرنا بعضه في هذا الكتاب أيضا. أما الفرق الكبير من حيث الآيات السماوية فهو أن عباد الله المقبولين يُغرَقون في أنوار سبحانية، وتُحرَق نفسانيتهم بنار الحب، ويكونون غالبين على غيرهم في كل شؤونهم كيفًا وكمًّا، وتظهر لتأييدهم ونصرتهم آيات الله بكثرة، بحيث لا يسع أحدا في الدنيا أن يأتي بنظيرها، لأنهم، كما سبق أن ذكرنا، مظاهر كاملة لإظهار وجه الله تعالى، ويُظهرون للناس الإله الذي يكون خافيا، والله تعالى بدوره يُظهرهم.
    =أما النوع الثالث من أصحاب الرؤى والإلهام فيشمل الذين تكون رؤاهم وإلهاماتهم شبيهة بالمشهد المادي؛ حيث يرى ضوءَ النار كاملا في ليل حالك الظلام شديد البرودة ويمشي في ضوئها، وليس هذا فحسب، بل يدخل أيضا في محيط حرارتها ويحتمي من ضرر البرد كليا. وهذه الدرجة ينالها أولئك الذين يحرقون لباس شهوات النفس بنار حب الله تعالى ويختارون حياة المرارة من أجله. إنهم يرون الموت أمامهم ويختارونه لأنفسهم مسرعين. ويقبلون في سبيل الله كل ألم ومرارة، ويصبحون لنفوسهم كالأعداء ويسلكون مسالك معادية لها ويظهرون قوة إيمانية بحيث يتعجب بإيمانهم حتى الملائكة ويستغربون. إنهم أبطال الروحانية، وهجمات الشيطان كلها لا تساوي أمام قوتهم الروحانية شيئا. إنهم أوفياء مخلصون ورجال صادقون لا تضلهم ملذات الدنيا وإغراءاتها، ولا يصرفهم حب الأولاد أو الزوجة عن حبيبهم الحقيقي. فباختصار، لا تخيفهم مرارة الدنيا ولا تصرفهم أهواء النفس عن الله تعالى ولا تحول علاقة بينهم وبين علاقتهم مع الله.
    هذه هي الدرجات الثلاث للمراتب الروحانية: أولها تسمى علم اليقين، والثانية عين اليقين والحالة الثالثة المباركة والكاملة تُسمَّى حق اليقين. ولا تكتمل معرفة الإنسان ولا تتطهر من الشوائب ما لم تصل إلى حق اليقين، لأن حالة حق اليقين لا تقتصر على المشاهدات فقط، بل تطرأ على قلب الإنسان فتصبح حاله. فيدخل الإنسانُ نار حب الله المضطرمة ويفنى وجوده النفسي كليا. وفي هذه المرحلة تتحول معرفة الإنسان من القال إلى الحال، وتحترق الحياة السفلية تماما وتصبح رمادا، فيتربع ذلك الإنسان في حضن الله. وكما أن الحديد عندما يدخل النار يصير مثلها تماما وتبدأ صفات النار بالظهور فيه، كذلك فإن الإنسان الحائز على هذه الدرجة يتصف بصفات الله بصورة ظلية، ويفنى في مرضاة الله تعالى بطبيعته كأنه يتكلم من خلاله  ويبصر ويسمع من خلاله ويمشي بواسطته وكأنه ليس في حلته إلا الله ، وتُغلَب الأهواء البشرية تحت التجليات الإلهية. ولما كان هذا الموضوع دقيقا للغاية وليس مما يسهل فهمه على عامة الناس لذا نتركه هنا.
    ويمكن أن نصور المرتبة الثالثة التي هي الأعلى والأكمل بأسلوب آخر ونقول إن مَثَلَ وحيٍ كاملٍ -وهو النوع الثالث من الأنواع الثلاثة- ينـزل على شخص كامل كمثل ضوء الشمس وشعاعها الذي يقع على مرآة نقية موضوعة مقابل الشمس تماما. ومعلوم أن ضوء الشمس هو هو ولكن بسبب الاختلاف في المظاهر يُغيِّر كيفية ظهوره؛ فعندما تقع أشعة الشمس على قطعة أرض كثيفة ليس على سطحها ماء نقي بل تراب أسود قاتم وسطحها أيضا غير مستوٍ فإن الشعاع المنعكس يكون ضعيفا جدا، وخاصة إذا حالت بين الشمس والأرض غيوم. ولكن عندما يقع الشعاع نفسه الذي لا تحول دونه غيوم على ماء نقي لامع كمرآة نقية فإن قوته تظهر عشرة أضعاف الشعاع العادي حتى أن العين لا تحتمله.
    كذلك حين ينـزل الوحي على نفس زكية ونقيّة من كل الشوائب فإن نوره يظهر بصورة تفوق العادة، وتنعكس فيها (أي النفس) الصفات الإلهية بصورة كاملة، ويظهر وجه الله الأحد كاملا. فيتبين من هذا البحث أن ضوء الشمس عند طلوعها يقع على كل مكان طاهرا كان أم نجسا حتى إن المرحاض المليء بالبراز أيضا يناله نصيبه، إلا أن الفيض الكامل من هذا الضوء تناله المرآة النقية أو الماء الصافي الذي بمقدوره أن يعكس صورة الشمس بسبب نقائه. وبما أن الله تعالى ليس بخيلا فإن كل واحد ينال نصيبا من نوره، ولكن الذين يتخلون عن أهوائهم ويصيرون أتم مظاهر الله  ويدخل الله فيهم بصورة ظلية، فإن حالتهم تختلف عن الجميع. كما ترون أن الشمس مع كونها في السماء فإنها حين تقابل ماءً نقيًّا أو مرآة صافية تبدو كأنها موجودة في الماء أو المرآة، ولكنها في الحقيقة ليست في الماء أو المرآة بل بسبب نقائهما وجلائهما يُخَيَّلُ إلى الناس أن الشمس فيهما.
    [[الجميل أنه بعد أن اطلعت على كتاب الأحلام لعلي الوردي و قرأت لحد الأن اكثر من مئتي صفحة و اطلعت على أغلب النظريات الموجودة فيه،و أنا اقرأ الآن للمهدي_عليه الصلاة و السلام_ كلما قرأت كلمة اقول بنفسي و قلبي:الله ما أطيب هذا الكلام،أنه فعلا دواء شافي ]]
    =ففي هذا الزمن مُلئت الدنيا بالخلافات، إذ يقول اليهود شيئا ويقول النصارى شيئا آخر، ومن جانب آخر هناك خلافات داخلية في الأمة المحمدية. أما المشركون الآخرون فيبدون آراء تخالف الجميع. ولقد وُجدت في هذه الأيام مذاهب جديدة ومعتقدات جديدة وكأن لكل شخص مذهبا خاصا به. فكان ضروريا بحسب سنة الله أن يأتي حَكَم للحُكم في هذه الخلافات. فقد سمِّي هذا الحَكَم مسيحا موعودا ومهديا معهودا، أي قد سمِّي مسيحا نظرا إلى تسويته الخلافات الخارجية، وسمِّي مهديا معهودا بناء على تسويته الخلافات الداخلية. مع أن سنة الله في حقه كانت متواترة بحيث لم تكن هناك حاجة لأن يقال في الأحاديث أن شخصا سيأتي حَكَمًا وسيسمَّى مسيحا، ولكن مع ذلك توجد في الأحاديث نبوءة أن المسيح الموعود الذي سيكون من هذه الأمة سيأتي حَكَما من الله تعالى. أي سيرسله الله لرفع الخلافات الخارجية والداخلية كلها. والاعتقاد الذي سيُثبَّت عليه (المسيح الموعود) يكون هو الاعتقاد الصحيح دون غيره، لأن الله تعالى سوف يثبِّته على الصدق والحق. وكل ما يقوله فإنه يقوله على بصيرة، ولا يحقّ لأية فرقة أن تجادله بناء على الاختلاف معه في المعتقدات، لأن المسائل المنقولة التي لم يأتِ التصريح عنها في القرآن الكريم سيكون مشكوكا فيها بسبب الاختلاف في المعتقدات في ذلك الزمن. والمتخاصمون من الداخل أو أصحاب الخلافات من الخارج -بسبب كثرة الخلافات- سيكونون بحاجة إلى حَكَم يظهَر صدقُه بشهادة سماوية كما حدث في زمن عيسى  وبعده في زمن النبي . وهذا ما سيحدث في زمن الموعود الأخير أيضا.
    =لقد وقع الكسوف والخسوف في عهدي أنا. وفي زمني تفشى الطاعون حسبما جاء في الأحاديث الصحيحة والقرآن الكريم والكتب السابقة. وفي زمني أنا اكتُشف مركب جديد.. أي القطار. وفي زمني أيضا وقعت الزلازل المخيفة حسب نبوءاتي. أفليس من مقتضى التقوى إذن ألا يتجاسروا على تكذيبي؟
    =هذه آيات الله التي أقدمها، فتفكروا هل في أيديكم حجة للمعارضة؟ لكنكم تقدمون أحاديث يشهد القرآن ضدها وتوجد مقابلها أحاديث أخرى، وقد وقعت الأحداث على عكسها تماما. أين الدجال الذي تُرهبون به؟ أمّا الدجال المذكور في: ولا الضالين فيحرز التقدم في الدنيا يوما إثر يوم، وتكاد السماء والأرض يتفطرن بفتنته. فلو كانت في قلوبكم خشية الله لكفاكم التأمل في سورة الفاتحة وحدها. ألا يمكن أن يكون فهمكم نبوءةَ المسيح الموعود خاطئا؟ ألا توجد نماذج هذه الأخطاء في اليهود والنصارى؟ فكيف يمكن ألا تخطئوا أنتم؟ ثم أليس من سنة الله أن يمتحن عباده أحيانا بمثل هذه النبوءات كما امتُحن اليهود والنصارى بالتوراة ونبوءة النبي ملاخي، ونبوءة الإنجيل؟ فلا تخرجوا من دائرة التقوى. هل جاء النبي الأخير من بني إسرائيل أو عاد النبي إيليا إلى الأرض كما فهم اليهود وأنبياؤهم؟ كلا، بل أخطأ اليهود في فهم كِلا الأمرين. احذروا فأن الله يحذركم في سورة الفاتحة أن تكونوا مثل اليهود. كان اليهود أيضا متمسكين بظاهر كلمات كتاب الله مثل دعواكم، ولكنهم أُخِذوا ولم يُقبل منهم عذرٌ بما لم يقبلوا ما قاله الحَكَم ولم يستفيدوا من الآيات.
    [[صلى الله عليك و سلم يا مهدينا و حبينا و سيدنا و جمعنا الله معك في جناته المتتاليات آمين]]
    د.محمدربيع طنطاوي-
    النجم بالفعل قد يكون انفجر و لازلنا نراه لاننا نرى ضوء من الماضي اتانا بعد ملايين السنين من زوال النجم , النجم زال و لا زال الضوء الذي انبعث منه يسير في الفضاء حتى ينتهي الينا , هذه حقيقة علمية

    • د.محمدربيع طنطاوي-
      التعليق عظيم و انا اعمل على تنقيحه و اضفته للمقالة في المدونة يا جميلة جزاك الله خيرا
=========================
 
د.محمدربيع طنطاوي-
كلمات مثل : ننظر , لعل , عسى , في القرآن تؤكد كلامنا في مقالة شمعاتُ فيصلة في صفحة القدر مُعَنْوَنَة .

 =====================

=====================================================

 

 

 

  · 26 مايو الساعة 10:36 ص  ·

د.محمدربيع طنطاوي-
يقول المؤمنون أنّ النبي لابد حتما أن تكون آيته من جنس فنّ قومه لكي يكون حجة عليهم , فقالوا لقد كانت آية موسى العصى ليهزم سحر قومه و آية عيسى هي الشفاء لأنّ قومه كانوا أطباء و آية محمد بلاغة القرآن لأنّ قومه شعراء , ثم توالت القرون و ازداد وعي الناس و اشتهروا بالعلم و التجربة العلمية المعملية , فكان لابد للناس من آية تجريبية للدلالة على صدق الأنبياء و الله باعثهم , و هذه التجربة هي تحقق النبوءات و استجابة الدعاء , كل واحد يجرب أن يتوجه لله بدعاء أن يريه نبوءة في رؤياه و يدعو الله , فإن تحققت النبوءة و استجيب الدعاء فتلك تجربة عملية دالة , و هناك كذلك مبعث المسيح الموعود و الإمام المهدي وفق نبوءات الرسول و قد تحققت مع المهدي آيات و نبوءات و تحققت نبوءات الرسول عن العصر الحديث . فكل ذلك تجربة عملية للذاكرين , و مع كل ذلك استصحاب دليلَيّ حتمية بدء الخلق من العدم بسبب المسبب الأول و الثواب و العقاب في الدنيا قبل الآخرة فهما دليلان مهمان مع الدليلين الرئيسيين الأولين , تحقق النبوءات و استجابة الدعاء . الآن لن يكون للملحدين حجة على الله بعد الرُّسُل .
د.محمدربيع طنطاوي-
عاوز أقول للناس و خصوصا المسلمين ما تخافوش من الملحدين و لا حتى تخافوا انهم يدعوا لالحادهم , ليه بقى؟ لأنّ الملحد ده هو عبارة عن الألم و الهزة العنيفة التي ستحرك ايمانك أيها المسلم الغافل و تجعلك تضطرب و تصرخ باحثا عن العلاج , و بما أنّ الدليل و الرد و العلاج عندنا نحن اليوسفيين أتباع المسيح الموعود فاطمئنوا لأنّ ذلك سيؤدي بكم حتما لدعوتنا لكي تعطيكم الأمان و الاطمئنان بعد رجف الملحدين بكم , و هذه العملية هي نوع من التدافع المقدس الذي يحرك الماء الراكد و يغربل القطيع و يوقظ الغافل و النائم و يصفي الصف فتعود و تستشعر قيمة دينك و ايمانك الذي كاد الملحد ان يسلبه منك بقوة حركة المسيح الدجال التي أنبأ عنها الرسول , كمثل مصلّح اطارات َأَحَبُّ ما يتمنى هو ان تسير السيارات في طريق به كثير من المسامير فتنخرق اطاراتها فتضطر للذهاب للمصلّح و نحن لسنا أي مصلّح , نحن مصلحون إلاهِيّون معنا الدليل و النبوة و التاريخ و الحاضر و استشراف المستقبل , تألموا من كلام الملحدين فنحن المنقذون الراسخون . يوسف بن المسيح , مصر .
 
Hazeem Ahmade
لابد للاله ان يتكلم ويقول انه موجود وإلا فإن الإنسان المتفكر الباحث عن الحقيقة لن يطمئن لمجرد القصص والحكايات . هناك فرق كبير بين من يقول ان هناك إله وبين من يسمع صوته ، لان الحديث عن الذات الإلهية سوف يظل مجرد قصة وحكاية تُروى من جيل الى جيل ، ولن يتحقق للمرء اليقين الكامل مالم تتكلم تلك الذات العلية . لاجل ذلك نقول لكم ان الاله الذي تكلم من قبل مازال يتكلم الآن . تعالوا خذوا اليقين الكامل من هنا . فهل في العالم اليوم من يقول لكم ذلك . هل في العالم اليوم من يقول لكم ان الاله ما زال يتكلم كما كان يتكلم من قبل ؟ ام انهم يقولون لكم انه لزم الصمت منذ زمن بعيد ولم يعد يتكلم !!! اخبروهم هل من اخبار عن ذلك الاله بعد صمته الطويل ....؟ احي هو ام .....؟ ام ان تلك الحكاية انتهت ؟
 
د.محمدربيع طنطاوي-
الحمد لله , الحمد لله وحده , الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد :
الشيخ السعودي النجدي عبد الله القصيمي ليس من القصيم نفسها بل من قرية تبعد عنها و لكن نسب نفسه للقصيم ليُعرف عن غيره في رواق الأزهر بين غيره من الأجانب , دخل الأزهر في الثلاثينات من القرن العشرين ليتعلم العلم الشرعي بعد أن ذهب للمدرسة الأعظمية في العراق , لكن لما ان لم يتم قبول صديقه هناك توجها للازهر , كان الشيخ عبد الله القصيمي وهابي متطرف ألحد و السبب النفسي أنه كان يفتقد حنان الأم و الأب بعد طلاق أمه و واجه قسوة الأب منذ طفولته , و حدث أن وجد أفق ثقافي مفتوح في مصر جعله مطلعا على الفلسفات و المنطق ثم تعرف على امرأة تزوجها وجد معها الحنان الذي لم يعرفه في حياته فكان ذلك بمثابة صدمة حضارية جعلته يلحد و يكتب كتاب : هذه هي الأغلال . لقد كان القصيمي يُعدُّ في السعودية من علماء الوهابية و له مؤلفات تنصر مذهبه الخارجي الوهابي السقيم , اثنى عليه امام الحرم المكي و الملك عبد العزيز آل سعود , تعرض لعدة محاولات اغتيال بسبب فكره و نجا منها , الشيخ هشام فؤاد المصري هو شيخ وهابي مصري ألحد أيضا و السبب النفسي أنه كان شديد النرجسية لا يحب أن يتفوّق عليه أحد و ترقى في مراتب الوهابية اللعينة و درس كثيرا من كتب التراث بغثّه و سمينه بدون عرضها على قواعد القرآن الكريم و المنهج العلمي السليم , لم يكن يهتم بعالم الروح و الرؤا , و كان مطلعا على كثير من فضائح و فساد المشايخ السلفيين الوهابيين و دناستهم و رجاستهم و نفاقهم و دنائتهم , كان إمام و خطيب مسجد مشهور بين الوهابيين , رغم ذلك ظل معهم و لكنّ أخاه الأكبر ضابط الفنية العسكرية حذره من التمادي في هذا السبيل خوفا على مستقبله العسكري و المهني كضابط فاقتصر عمل الشيخ هشام على تخصص الكمبيوتر و تكنولوجيا المعلومات ثم فتح مشروع برمجيات في قبرص و شيئا فشيئا بدأ يقصّر في العبادات و الصلوات و بدأ في علاقات نسائية محرمة كما كان قبل دخوله السلفية الوهابية و تعرض لصدمة حضارية أيضا و بدأ بشرب الخمر و الحشيش و كان يشعر بالذنب و يمني نفسه كل فترة بأنه سوف يتوب و بعد حين من الزمن قرأ كتاب ضلالات الإله لريتشارد دوكينز فكان هذا الكتاب بمثابة طوق النجاة له من عقدة الشعور الذنب فألحد تدريجيا ثم صار من محاربي الإسلام الفاضح لمشايخ الضلال من الوهابيين و هذا من قانون التدافع الإلهي المقدّس و هو خير للإيمان لو كنتم تعلمون .
أما الشاب المصري شريف جابر هو مخرج أفلام سينمائية قصيرة , تعرض لصدمة بعد قيام الدواعش الخوارج الملاعين في العراق و الشام و رؤيته لفديوهات القتل و الظلم و التعدّي و الإجرام الخاص بهم فقام بعمل فديوهات تدعو صراحة للإلحاد بشكل و بأسلوب مؤثر جدا جدا لأنها مهنته و فنه فأبدع فيها أيما إبداع و كانت سببا في إلحاد الكثير من الشباب الصغير من مجايليه تحت و فوق العشرينات , و هذا من قانون التدافع المقدّس المفيد للإيمان لو كنتم تعلمون . نحن هنا نمثّل كلمة الله و المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني عليه الصلاة و السلام للرد عليهم . يوسف بن المسيح , مصر .
أخرج ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود والحاكم وصححه عن معاذ بن جبل رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب حضور الملحمة، وحضور الملحمة فتح ألقسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال" ثم ضرب معاذ على منكب عمر بن الخطاب وقال والله إن ذلك لحق كما أنك جالس.
 
د.محمدربيع طنطاوي-
كاتب
مسؤول
يا حبيب اليوسفيين أريد أن أقصّ عليك من أنباء الله , البارحة احببت ان اضيف تعليقاتي الاخيرة المتضمنة للثلاثة ملحدين عبد الله القصيمي و هشام المصري و شريف جابر في صفحة الالحاد المعاصر بين هشاشة الموروث و قوة الإسلام متضمنة صورا شخصية لهم , فحاولت اضافتها للمدونة لكن الله منع ذلك عدة مرات الا على صفحة الفيس فقط , و اليوم تلقيت مكالمات بين النوم و اليقظة : داريا - داريّا- داريوس . آدم سكوت أوندي . و كانت على جزئين و اندراجين و كانت لغة فارسية تعني الخير الكثير يا ملك أنت شخص صامت . فكتبت الوحي على ورقة و صورتها ثم انزلتها في منشور جديد و اضفت التعليقات التي كتبتها عن الملحدين الثلاثة مع صورهم , لكن المنشور نزل بصورة الوحي و غير متضمن للتعليقات التي نهاني الله عن نشرها في المدونة . اردت ان اذكر ذلك كآية على وحي الله الحيّ . يوسف بن المسيح , مصر
 
Hazeem Ahmade
ماشاء الله الحمد لله
 
Youssef Hala Mounir
العقل الناقص هو نفسه عدو العقول الناقصة وكما قال المسيح الموعود عليه السلام ؛" فكما هو معلوم الترياق لا يضر جسم الانسان في حد ذاته لكن لو حسب السمّ ترياقا لقصور عقله فإن ذلك خطأ عقله وليس خطأ الترياق "ان الله الذي هو النور الباطني والحياة الأبدية لا يمكن معرفته إلا بالبصيرة العقلية ، ومن المعلوم ان الامور لا تستقيم الا بالازواج لقوله سبحانه وتعالى ؛ " وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنا إثنين " فإنه لا تنكشف ميزات العقل إلا باقترانه بزوجه الذي هو الإلهام او الوحي ، و العقل وحده لا يوصل إلى مرتبة اليقين الكامل الذي هو مدار النجاة في مجال الإلهيات ولا الى أسرار الحق أبدًا ، وأقصى ما يبلغ اليه من أفكار هو التخمين الظاهري فقط وهو إمكانية وجود خالق . يقول المسيح الموعود عليه السلام "وهناك فرق هائل بين "يجب ان يكون "وبين " موجود فعلا "و أما في نظر الملحد فلا تصح هذه الشهادة اي الشهادة التقديرية " يجب ان يكون هناك خالق " لان الملحد يعتقد بأزلية العالم وبناء على ذلك يقول بأنه ان لم يكن وجود اي شيء جائزا بغير موجده ، فكيف يجوز وجود الله دون موجد ؟ واذا كان ذلك جائزا فلماذا لا يجوز ان تعد دون موجد تلك الأشياء التي لم يشهد على تركيبها او تكوينها بأم عينيه ؟ لذا فان معرفة الله من حيث التقدير يبقى مشتبها على الملحد ،
يقول المسيح الموعود عليه السلام :" ولما لم يحصل اليقين الكامل بمجرد النظر الى المخلوقات فلا بد من قبول أحد الامرين : إما ان الله لم يرد ان يوصل الإنسان الى اليقين الكامل ، أو لا بد ان يكون قد حدد طريقا لإيصاله اليه ، والأمر الاول بديهي البطلان ولا يعترض عاقل على بطلانه ، وفي حالة الإقرار بالأمر الثاني أي بأن الله تعالى قد سن وسيلة كاملة لنجاة المخلوقات فلا بد من القبول ان تلك الوسيلة هو الكتاب الموحى به وهو القرآن العظيم ويفصل في بيانه كل إجمال يوجد في قانون الطبيعة …" والقرآن الكريم هو المنقذ للعقل مـن آلاف انواع التخبط ويهديه الى الطريق الأقصر للتدبر والتأمل يقول المسيح الموعود عليه السلام ؛ فالذين يقرؤون القرآن الكريم ولو بنظرة عابرة لا يسعهم إنكار أمر بديهي أن في هذا الكلام المقدس تأكيدات عظيمة على استخدام العقل والفكر لدرجة أنه جعل من علامات المؤمنين أنهم يفكرون في عجائب السموات والأرض دائما ويتدبرون في قوانين الحكمة الالهية حيث يقول عز وجل {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَٰطِلًا سُبْحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } وقد بين المسيح الموعود عليه السلام أن الكفاءة والقدرة شرطين لتلقي الالهام وليس لكل فلان وعلان يصبح رسول من الله تعالى ، وأن ينزل الوحي الصادق على كل شخص بسبب التفاوت الفطري بين قوى بني آدم الخلقية والعقلية ، و من كان جامعا في شخصه الالهام والعقل كان وحده أكثر نفعا لعباد الله . والحمد لله رب العالمين
 
Hazeem Ahmade
انت بتعرف شو يعني انو ما فيش اله ، يعني انو مافيش راحة واطمئنان ولا سكينة وعرفان ، مافيش روح روحانية ، وحلاوة ولن تصبح للحياة اي قيمة واي قيمة للحياة تلك التي تنتهي بالموت ، ولن يغنيكم المال ولا الاهل ولا العيال ، لن تعطيكم الامن والراحة والروح ، فالله وحب الله ووصاله هو اصل السعادة والنور وبحبه يفارق المحبين هذه الدنيا بسلام ويكونون في اتم سكينة ورضى عند الغرغرة كما قال المسيح الموعود ، في كل المواقف والاحوال يكونون في اتم سكينة واطمئنان لانهم مؤمنون ، والله مصدر سكينتهم العظمى وسلامهم العظيم ، ثم من بعد ذلك سيرتهم العطرة لان الله هو سرهم وسر نجاحهم ، وسر حياتهم .
وانت ايها الملحد _ بعيدا عن الفرضيات والنظريات والقياسات والمجادلات _ لو جلست وحدك متأمل بحياتك الفارغة الجافة التي ليست الا سنوات معدودة ، وستشعر كيف ستغادر الدنيا مخذول غير شبع وتموت بحسرة وتشنج ، وستعلم ان مصيرك الفناء وانك لم تجني من هذه الدنيا الا قيل وقال ووجودك ضمن غرف المخاصمات والمجادلات ، للاسف هكذا ستنتهي حكايتك بخذلان لن تحصد في دنياك سوى بعض علوم الدنيا التي تنتهي بالموت وتدفن معك في قبرك ، وستعلم انك تكلمت في امر اكبر منك ، واكبر من عقلك الناقص ، واكبر من العالم كله . حتى لو لم تكن ملحدا فيكفيك انكار الوحي لتصبح حياتك جافة كالملحدين وستكون صلاتك واذكارك ليست الا عادة وتقليد ، وبعض الاحيان ستكون مملة بالنسبة لك ، لانك لا تجد الاثر ، لانه باختصار نظرتك للاله على انه اتخذ بيتا بعيدا في الخلاء والفضاء ويقضى الايام وهو في بعد بعيد عن البشر وقد تركهم منذ زمان طويل ولم يعد يلتفت إليهم ، ولعله نسيهم ، سيغدو الاله في نظرك ذكرى ورمز ، وستبدوا الذات الإلهية في مخيلتك عبارة عن قصة وحكاية تروى من جيل الى جيل .واللي بيتخلى عن الاله يعرف انو حيصبح ناشف جاف كغصن مقطوع لا ينفع الا ان يكون حطب تُشعل به النيران ، ومن اتصل بالله فيكون كغصن اخضر حي اتصل بأصله استمد منه القوة والغذاء ثم يثمر هذا الغصن فلن يبقى هو حي فقط بل يصبح من المحيين. وسيعلم العالم من خلال حياة ودعوة وسيرة يوسف بن المسيح قيمة الوحي وحقيقة الوحي سيعرفون حقيقة مسيح اخر الزمان ، ثم ليحيا من اراد ان يحيا . يحيا باطمئنان وسلام كل حياته ، وبعد الايمان يحيا بوصال الاله الى اخر الايام فيحيا ويمتلئ بالحياة ، ويغادر الدنيا بثبات ورضى تام وشوق عظيم وعين ممتلئة وقلب مرتوي ونفس مزكاة مطمئنة راضية مرضية.

 

 

================================================

 وجهة نظر من يقولون أنّ النبوءات أو التنبؤ ما هو إلا موهبة بغض النظر عن دين المتنبيء

 

بلّورة إدجار آلان بو السحرية

وائل عباس
منشور الخميس 21 ديسمبر 2017

أحيانًا أكتب بوستات مجنونة على فيسبوك وتويتر، بغرض الهزار مع أصدقائي. بوستات عن كيف تنبأت بأحداث قبل أن تحدث. طبعًا هذه البوستات غير جادة بالمرة. لكن الصدف أحيانًا فعلًا تكون غريبة. كمقال كتبته سنة 2004 بعنوان "ماذا يحدث لو حكم الاخوان؟" تنبأت فيه بحدوث ثورة، لكنها ثورة إسلامية، ووصول الإخوان للحكم، وإن الرئيس سيكون "الملا زعبلة". وتنبأت فيه أيضًا بانقلاب عسكري على الإخوان يعيدنا لأيام أسوأ من أيام ناصر. والكثير من الاصدقاء يتذكرون جيدًا تويتات كتبتها عن حركة تمرد و30 يونيو، قبل أن يحدث أي شيء، محذرًا من أن ثمة انقلابًا عسكريًا يُعد له. لكن الحقيقة أن هذا لم يكن تنبؤًا بقدر ما هو استقراء لمعطيات الواقع، الذي غاب عن كثيرين من السياسيين والنشطاء، رغم خبرة بعضهم التي من المفترض أنها أكثر من خبرتي بعقود.

 

في عام 1838، أصدر الكاتب إدجار ألان بو رواية بعنوان "حكاية آرثر جوردون بيم من نانتاكت"، في الرواية مركب تغرق، ويتبقى من ركابها أربعة رجال وولد مساعد اسمه ريتشارد باركر (تذكروا هذا الاسم جيدًا). الرجال الأربعة، بسبب الجوع، قاموا بالتصويت عن طريق ما يسمى بطريقة القشة القصيرة، وكانت القشة القصيرة من نصيب الصبي، فقتلوه وأكلوه. بعد إصدار الرواية بـ 46 عامًا، وتحديدًا في 1884، غرقت مركب فعلًا كانت في طريقها من إنجلترا إلى أستراليا، وبقي منها أربعة رجال وصبي يبلغ من العمر 17 عامًا، الرجال الأربعة، فعلًا، قاموا بالتصويت، تمامًا كما حدث في الرواية، ولم تكن القشة القصيرة من نصيب أحد إلا الصبي الصغير! وأكلوا الولد، حتى لا يموتون من الجوع، والولد كان اسمه ريتشارد باركر!

إدجار ألان بو أيضًا قال إن الكون نشأ من انفجار عظيم، في قصيدة بعنوان "يوريكا"، قبل ظهور نظرية الانفجار العظيم ب 80 سنة، رغم إنه لا يعرف شيئًا عن الفيزياء والفلك. هذه القصيدة كتبها قبل موته بعام واحد، وقال النقاد عنها إنها كتابات رجل مجنون. لكن في عام 1984 قال عالم الفيزياء البريطاني إدوارد روبرت هاريسون، في كتابه "ظلام الليل"، أن قصيدة بو هي التي ألهمت اكتشافاته عن حركة الكون.

اقرأ أيضًا: قفزة ماو تسي تونج والإصلاح الجريء

سنة 1840 كتب بو أيضًا رواية "ذا بيزنيسمان"، الرواية تتكلم عن شخص أصيب في حادث عمل بصدمة في رأسه تسببت في تغير شخصيته.  سنة 1848 العلماء أعلنوا أن الإصابة في الفص الأمامي للمخ تسبب تغير في التصرفات يميل الى العدوانية وحب التملك، ما يسمى بالـ "فرونتال لوب سيندروم". عالم الأعصاب، إيريك ألت شولر استغرب لما قرأ الرواية، وقال إن بو ذكر كل الأعراض كأنه طبيب.

الكاتب الأمريكي نورمان مايلر كتب رواية سنة 1948 بعنوان "شاطئ باربري"، أحد شخصياتها كان جاسوسًا روسيًا متخفيًا في أمريكا أثناء الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية، بعد نشر الكتاب بمدة قبض على جاسوس روسي متخفٍ بالفعل، والغريب أنه كان يسكن في نفس المبنى الذي كان يقيم فيه نورمان مايلر، صدفة وتصادف؟ ربما كان هذا الشخص بالفعل مريبًا للكاتب، وألهمه أن يستوحي منه شخصيته.

مارك توين ولد سنة 1835، وهي السنة التي مر فيها المذنب هالي بالأرض، وهو يمر بالأرض مرة كل 76 سنة، في سنة 1909 مارك توين قال نبوءة عن المذنب وعن نفسه، قال إنه عندما يعود هذا المذنب، سيرحل معه! في السنة التالية (1910) مر المذنب مرة أخرى بالأرض، ومات مارك توين في نفس اليوم فعلًا.

 

الكاتب الأمريكي مورجان روبرتسون، كتب رواية بعنوان "فيوتيليتي" أو "الفشل" في عام 1898. الرواية تحكي قصة سفينة ضخمة اسمها "ذا تيتان"! كان لقبها في الرواية "السفينة التي لا تغرق" أو "ذا إنسينكابول!" الاسم مش بيفكركم بحاجة؟ لسه لسه استنوا! "ذا تيتان" تغرق في شمال المحيط الأطلنطي بعدما تصطدم بجبل جليدي عائم! والركاب يغرقون بسبب عدم توفر مراكب إنقاذ كافية! السفينة الشهيرة "التيتانيك" غرقت بعد صدور هذه الرواية بـ 14 سنة كاملة، والصدفة أن تغرق أيضًا في شمال الأطلنطي، بعد الاصطدام أيضا بجبل جليدي، وغرق الركاب بسبب قلة مراكب الإنقاذ أيضًا.
هو نوستراداموس كان إيه غير واحد بيكتب شعر؟

في مقالي المنشور في يونيو/حزيران 2016، بعنوان "معسكر 30 سونيا يفوز ببريطانيا العظمى"، قلت إن بوريس جونسون سيصل لمنصب رئيس الوزراء في بريطانيا. وفعلًا أصبح بوريس جونسون وزيرًا للخارجية بعدها بشهر واحد فقط. ليس رئيسًا للوزراء كما تنبأت، لكن ما زالت أمامه الفرصة. في نفس المقال أيضًا تنبأت بوصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة وحدث. كما تنبأت بازاحة موجابي في زيمبابوي في مقال "كاريجامومبي"، وفي مقال "جمهورية فايمار" عام 2012، تنبأت بانهيار الجنيه المصري أمام الدولار وهو ما حدث بعد التعويم.

وفي تدوينة على مدونتي "الوعي المصري" عام 2008 بعنوان "البت ووترجتة الصايعة"، قلت إن المدونين سيزيحون حسني مبارك كما أزاح الصحفيون الأمريكان نيكسون، وفعلًا السوشيال ميديا هي التي أطاحت بمبارك شئنا أم أبينا. كما وجدت مقالًا لي نشرته في المجموعات البريدية عام 2003 عن كولن باول وجلسة مجلس الأمن الشهيرة عن أسلحة العراق المحظورة محذرًا من موت ملايين البشر قبل غزو العراق. وفي عام 2008 أيضًا كتبت تدوينة بعنوان "مشروع غزة الجديدة" تحدثت فيه عما يسمونه الآن "صفقة القرن"، من إعطاء جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين، وأتذكر وقتها أنه انهال على السباب بسبب خيالي الجامح.

 

 

على تويتر أيضًا تنبأت بأشياء بعضها صغير وبعضها كبير، مثل منع أحمد عز من الترشح للانتخابات، وأن مصر ستكون مع السعودية في مجموعة واحدة في كأس العالم، رغم أن هذه كانت مجرد نكتة غير مبنية على أي أساس أصلًا، لكنها حدثت! وأن أبو هشيمة سيطرد خالد تليمة من قناته. وأنه سيتم إنشاء مشاريع لتخليد المشير طنطاوي كمسجد وطريق وكوبري. وهو ما حدث فعلًا في التجمع الخامس. وأن ماكرون سيبيع سلاحًا لمصر. وقبلها، في 2011، تنبأت بوصول حازم الببلاوي ﻷن يكون رئيسًا لوزراء مصر، وهو ما تحقق بالفعل عام 2013. كما تنبأت بقيام الثورة في مصر قبل حدوثها بعشرة أيام فقط، حيث قلت إن الثورة ستبدأ بسبب توكتوك، لكن للأسف موضوع التوكتوك لم يحدث. (ربما في الثورة القادمة). وللأسف أيضًا فحسابي على تويتر موقوف الآن.

 

من تنبؤاتي التي أتمنى ألا تحدث، نبوءة في مقال بعنوان "مصر 2020"، كتبته عام 2004، وهي عن وصول فصيل إسلامي متشدد للحكم في مصر مشابه لطالبان، قبل ظهور داعش، وإن كان بعض ما ورد في المقال قد تحقق مثل الهجوم على الأضرحة والمساجد الصوفية، وهو ما حدث في سيناء مؤخرًا بالفعل. النبوءة الأخرى التي أتمنى ألا تتحقق هي من مقال "هل يجب أن تضيع فوكلاند؟" وهو منشور بتاريخ 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وهي عن ضياع سيناء من مصر.

وكما قلت سابقًا فالأمر ليس سحرًا أو دجلًا أو شعوذة. الأمر يرجع إلى الاستقراء، ومقارنة الظروف في مصر بظروف في دول أخرى، مرت بنفس التجارب، وهو شيء سيلحظه القارئ الجيد لمقالاتي، وأزعم أن هذا منهج علمي يصلح أحيانًا للتنبؤ بما سيحدث. فالسياسة أحيانًا مثل الرياضيات أو الكيمياء، عبارة عن معادلات فيها مدخلات ومخرجات، فلو عرفت المدخلات والمؤثرات التي ستؤثر على العملية الكيميائية والظروف الفيزيائية والعوامل الحفازة يمكنك أن تستنتج المخرجات بنجاح.

وفي النهاية، هو نوستراداموس كان إيه غير واحد بيكتب شعر؟

=========================

لقد أرسلت
https://drive.google.com/file/d/1_N5-XQ0YQh96tFDmSJZYZh9IMIhAnnzj/view?usp=sharing
تعليقات على كتاب الأحلام للدكتور علي الوردي.wav
لقد أرسلت
https://drive.google.com/file/d/1_VvzVIA5YsR5ZJ3OcSJ41OjXoHfoabtP/view?usp=sharing
استدراك على تعليقي على كتاب الاحلام.wav


===========================



مرسلة بواسطة راية المسيح الموعود في الخميس, يونيو 27, 2024
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية
عرض الإصدار المتوافق مع الأجهزة الجوّلة
الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom)

من أنا

راية المسيح الموعود
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

أرشيف المدونة الإلكترونية

  • ◄  2025 (59)
    • ◄  يونيو (11)
    • ◄  مايو (13)
    • ◄  أبريل (12)
    • ◄  مارس (10)
    • ◄  فبراير (6)
    • ◄  يناير (7)
  • ▼  2024 (104)
    • ◄  ديسمبر (6)
    • ◄  نوفمبر (5)
    • ◄  أكتوبر (4)
    • ◄  سبتمبر (8)
    • ◄  أغسطس (7)
    • ◄  يوليو (7)
    • ▼  يونيو (14)
      • دراسة المنطق و التفكير النقدي و الإنحياز التأكيدي .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من النازعات .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الأول من النازعات .
      • تجليات نور الغيب في الوحي .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من النبأ
      • درس القرآن و تفسير الوجه الأول من النبأ
      • صلاة عيد الأضحى 16=6=2024
      • صلوات الجمعات من 2024/4/26 الى 2024/6/14 .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من المرسلات .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الأول من المرسلات .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من الإنسان .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الإنسان .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من القيامة .
      • درس القرآن و تفسير الوجه الأول من القيامة .
    • ◄  مايو (7)
    • ◄  أبريل (14)
    • ◄  مارس (12)
    • ◄  فبراير (10)
    • ◄  يناير (10)
  • ◄  2023 (147)
    • ◄  ديسمبر (9)
    • ◄  نوفمبر (8)
    • ◄  أكتوبر (9)
    • ◄  سبتمبر (10)
    • ◄  أغسطس (11)
    • ◄  يوليو (17)
    • ◄  يونيو (13)
    • ◄  مايو (19)
    • ◄  أبريل (10)
    • ◄  مارس (14)
    • ◄  فبراير (13)
    • ◄  يناير (14)
  • ◄  2022 (183)
    • ◄  ديسمبر (19)
    • ◄  نوفمبر (16)
    • ◄  أكتوبر (12)
    • ◄  سبتمبر (13)
    • ◄  أغسطس (15)
    • ◄  يوليو (23)
    • ◄  يونيو (14)
    • ◄  مايو (15)
    • ◄  أبريل (13)
    • ◄  مارس (13)
    • ◄  فبراير (15)
    • ◄  يناير (15)
  • ◄  2021 (184)
    • ◄  ديسمبر (18)
    • ◄  نوفمبر (12)
    • ◄  أكتوبر (18)
    • ◄  سبتمبر (16)
    • ◄  أغسطس (15)
    • ◄  يوليو (15)
    • ◄  يونيو (14)
    • ◄  مايو (17)
    • ◄  أبريل (17)
    • ◄  مارس (15)
    • ◄  فبراير (14)
    • ◄  يناير (13)
  • ◄  2020 (375)
    • ◄  ديسمبر (15)
    • ◄  نوفمبر (19)
    • ◄  أكتوبر (27)
    • ◄  سبتمبر (24)
    • ◄  أغسطس (25)
    • ◄  يوليو (28)
    • ◄  يونيو (36)
    • ◄  مايو (44)
    • ◄  أبريل (33)
    • ◄  مارس (23)
    • ◄  فبراير (35)
    • ◄  يناير (66)
  • ◄  2019 (83)
    • ◄  ديسمبر (29)
    • ◄  نوفمبر (14)
    • ◄  أكتوبر (4)
    • ◄  سبتمبر (3)
    • ◄  أغسطس (7)
    • ◄  يوليو (7)
    • ◄  يونيو (2)
    • ◄  مايو (1)
    • ◄  أبريل (5)
    • ◄  مارس (6)
    • ◄  فبراير (3)
    • ◄  يناير (2)
  • ◄  2018 (94)
    • ◄  ديسمبر (1)
    • ◄  نوفمبر (2)
    • ◄  أكتوبر (1)
    • ◄  سبتمبر (2)
    • ◄  أغسطس (2)
    • ◄  يوليو (6)
    • ◄  يونيو (4)
    • ◄  مايو (18)
    • ◄  أبريل (23)
    • ◄  مارس (14)
    • ◄  فبراير (13)
    • ◄  يناير (8)
  • ◄  2017 (209)
    • ◄  ديسمبر (18)
    • ◄  نوفمبر (17)
    • ◄  أكتوبر (29)
    • ◄  سبتمبر (17)
    • ◄  أغسطس (73)
    • ◄  يوليو (20)
    • ◄  يونيو (8)
    • ◄  مايو (6)
    • ◄  أبريل (6)
    • ◄  مارس (3)
    • ◄  فبراير (7)
    • ◄  يناير (5)
  • ◄  2016 (177)
    • ◄  ديسمبر (16)
    • ◄  نوفمبر (10)
    • ◄  أكتوبر (8)
    • ◄  سبتمبر (9)
    • ◄  أغسطس (10)
    • ◄  يوليو (9)
    • ◄  يونيو (25)
    • ◄  مايو (21)
    • ◄  أبريل (28)
    • ◄  مارس (12)
    • ◄  فبراير (17)
    • ◄  يناير (12)
  • ◄  2015 (83)
    • ◄  ديسمبر (14)
    • ◄  نوفمبر (6)
    • ◄  أكتوبر (10)
    • ◄  سبتمبر (11)
    • ◄  أغسطس (2)
    • ◄  يوليو (7)
    • ◄  يونيو (6)
    • ◄  مايو (4)
    • ◄  أبريل (3)
    • ◄  مارس (6)
    • ◄  فبراير (8)
    • ◄  يناير (6)
  • ◄  2014 (135)
    • ◄  ديسمبر (7)
    • ◄  نوفمبر (14)
    • ◄  أكتوبر (4)
    • ◄  سبتمبر (12)
    • ◄  أغسطس (17)
    • ◄  يوليو (14)
    • ◄  يونيو (8)
    • ◄  مايو (5)
    • ◄  أبريل (54)
المظهر: نافذة الصورة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.