و هو قسمٌ إلهي بتلك الرُّبَى و الرغبة الكامنة لدى الكافرين ليكونوا مسلمين . رَبى يربو إلى . أي يرغب في هذا الامر .
=======================================================
د.محمدربيع طنطاوي-
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم بعض التعليقات على كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي و هو أستاذ دكتور في علم الإجتماع ، هو علم عظيم يدرس سلوك المجتمعات عبر الزمان و المكان ، دكتور علي الوردي تحدث في بداية كتابه عن أحلام الإنسان البدائي و ذَكَر شواهد من تلك الأحلام في كافة أو في معظم الأمم البدائية ، و نتج عن تلك الأحلام عبادة أو عقيدة عبادة الأسلاف و نشأت معه أحلام الإنسان البدائي فكان يرى الآباء و الأجداد و يظن أنهم يساعدونه من وراء حجاب أو من وراء الغيب فقام بعبادتهم و قام باختراع أو تأليف عقيدة عبادة الأسلاف عبر الزمان ، فتحدث الدكتور علي الوردي عن أحلام الإنسان البدائي في الأمم البدائية و كان من شواهدها في هذا العصر الحديث ما نراه من خلال القبائل المنعزلة في إفريقيا و أستراليا أو الأمريكتين ، و تحدث عن عقيدة عبادة الأسلاف التي تطورت عبر الزمان في تلك المجتمعات ، أيضاً تحدث عن الأماني و الرغبات و الآلام و الارتياحات و حديث النفس و أثره في نشوء الأحلام و تحدث عن العقل الباطن أو ما يُسمى بالعقل الكامن أو ما يُسمى باللاشعور أو تحت الشعور و هي كلها أسماء لشيء أعتقد أنه هو النفس التي تنتج من تفاعل الجسد و العقل الواعي و الوجدان مع الروح فينتج لنا اللاشعور أو العقل الباطن أو العقل الكامن أو النفس أو ما تحت الشعور ، تمام ، و هي إيه؟ شيء آخر غير الروح و كلاهما يقع في غياهب العقل البشري ، لكني أعتقد أن الروح هي التي تتلقى الوحي و النبوءات من عالم الغيب أما العقل الباطن فيتلقى تجاربه و معلوماته من المألوفات الإجتماعية و التجارب النفسية الخاصة فبالتالي العقل الباطن أو اللاشعور أو ما تحت الشعور أو العقل الكامن هو النفس البشرية الناتجة من التفاعلات التي تحدث في الإنسان و خارج الإنسان في محيطه و مجتمعه فتتأثر تلك النفس أي العقل الباطن بالمألوفات الإجتماعية و التجارب النفسية و تفاعلات الجسد و العقل و الوجدان مع الروح فينتج لنا النفس و هي العقل الباطن ، تجارب العقل الباطن و أثره أول من اكتشفه في العصر الحديث هو الدكتور فرويد ، سِجمود فرويد ، و تحدث عنه و كانت معلومات فرويد بدائية لكنها صحيحة و أكملها من بعده العالِم إدلر الذي كان هو تلميذ لفرويد ، ثم بدأ هذا العلم يتطور عبر الزمان مثل نظرية التطور عندما اكتشفها داروين ثم تطورت عبر الزمان تطور تراكمي لأن الحقيقة كما نعلمها هي حقيقة نسبية ، كلما تراكمت الحقائق النسبية بعضها فوق بعض اقتربنا من الوصول إلى الحقيقة المطلقة ، تفسيرات فرويد للأحلام غالباً كانت تُغَلف بطابع الكبت و هو ما عَبَّرَ عنه فرويد بالكبت الجنسي الذي يظهر في الأحلام ، يستقر في اللاشعور ثم يظهر في الأحلام عن طريق رموز أو بشكل صريح ، و قَسَّمَ النفس البشرية أو قسم اللاشعور إلى إيه؟ أو قَسَّمَ الإحساس الإنساني إلى الأنا العليا و هو إيه؟ الإنسان عندما يكون في حالة طوبائية أو مثالية و هو الضمير أو الأنا السفلى و هي التي تُعبر عن الغرائز و الشهوات ، و الأنا المتوسطة أو العقل الواعي و هو الذي يوازن بين الأنا العليا و الأنا السفلى ، هذا كان تفسير فرويد ثم أتى بعده تلميذه إدلر ففَسر كثير من الأحلام بأنه يكون سببه عُقدة النفس التي تعرض لها الإنسان في فترة أو فترات متباعدة أو متقاربة من حياته ، كذلك تكلم الدكتور علي الوردي عن ما يُسمى بقانون كويَه ، هذا كويه عالِم فرنسي ، عالِم نفس فرنسي قال قانون يؤثر في اللاشعور ، و ما هو؟؟ يقول إننا عندما نُحذِّر إنسان من الوقوع في خطأ ما بشكل متكرر فقد يقع في هذا الخطأ بشكل لاشعوري ، فكانت تلك ملاحظة نفسية و سُميت بقانون كويه ، فقال عندما مثلاً إيه يأتي طفل كي يتعلم ركوب الدراجة و هو يسير في الشارع و يحاول أن إيه؟ يتوازن بالدراجة و كان هناك على جانب الطريق إلى الأمام بعض من الزجاج المكسور على الأرض ، عندما يُحذره المُعلم من الوقوع في ذلك الزجاج أو المرور بالدراجة على ذلك الزجاج فإن اللاشعور تلقائياً يدفع الشعور إلى الوقوع في السير على ذلك الزجاج و سُمي ذلك بقانون كويه و هو أحد أسرار النفس البشرية التي من خلالها يتم التحليل النفسي و بالتالي العلاج النفسي ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن ظاهرة التنويم المغناطيسي ، تمام؟ و أول من شرح التنويم المغناطيسي هو مِسمر الفرنسي و جيمس برايد الجراح الإنجليزي ، و قال أن هناك طرائق كثيرة ، من خلال هذه الطرائق يقوم المُنَوِّم بالإيحاء العقلي بتنويم الشخص المُراد تنويمه مغناطيسياً إما بالنظر إلى البِندول أو ترديد بعض إيه؟ الكلمات بشكل متزامن أو ما إلى ذلك من طرائق المختلفة ، المهم أن أهمية التنويم المغناطيسي ظهرت في التحليلات النفسية و ظهور المكبوتات من اللاشعور و بالتالي الوصول إلى العلاج النفسي ، فكان من مباديء العلم النفسي الحديث موضوع التنويم المغناطيسي و ما ينتج وراءه من آثار أو من خروج لمكبوتات اللاشعور ، من خلال التنويم المغناطيسي يستطيع المُنوِّم أن يقوم ببعض الإيحاءات الفكرية و العقلية للإنسان الذي قام بتنويمه مغناطيسياً ، تمام ، فالمُنوِّم يكون غير متصلاً بالشخص الذي قام بتنويمه فيستطيع الإيحاء له بأي شيء بدون الكلام فقط ، بدون الكلام ، فقط من خلال الأفكار يستطيع الإيحاء له فبالتالي هذا الأمر نستطيع من خلاله أن ندرس التخاطر و هو ما نسميه الحاسة السادسة ، من خلاله نستطيع أن ندرس توارد الأفكار ، بالتالي نستطيع أن نستنتج أن العقل الكوني هو الله يُنَوِّم من أراد أن يُوحي له ، و فقدان الوعي يكون له درجات و هي كافية لتخدير الشعور و إيقافه و من ثم تنبيه اللاشعور و العقل الباطن فيستجيب للوحي و يتلقاه بسهولة أكثر ، و أرى أن الروح هي قرينة النفس أو اللاشعور و تتلقى الوحي من عالَم الغيب ، أما الشعور و العقل الباطن فهو يتلقى التعليمات أو التأثيرات من المألوفات الإجتماعية أو من التجارب النفسية المُحيطة ، إذاً لنُصحح فنقول : أن العقل الكوني يُخدر العقل الواعي ليؤثر في الروح ، أيضاً ذَكَر الدكتور علي الوردي أن هنالك ما يُسمى بالتنويم الذاتي ، أن يُنَوِّم الشخص نفسه تنويماً مغناطيسياً و ذَكر أن هذا منتشر عند الصوفية ، و تحدث الدكتور علي الوردي أيضاً عن موضوع التنويم الإجتماعي أن الإنسان يستطيع أن يخدع المجتمع من خلال بعض الأوهام و التُرَهات عبر الأزمان و سُمي ذلك مجازاً بالتنويم الإجتماعي ، الدكتور علي الوردي تحدث صراحةً و قال أنه لا يستطيع أن يفهم و لا يستطيع أن يُجيب على مسألة تحقق النبوءات و اعترف بصراحة أن هذا الأمر لا يستطيع أن يجد له تفسيراً ، و نقول أن تفسير تحقق النبوءات و رؤية الرؤى التي تتحقق فيما بعد ، هذا الأمر مشروح بالتفصيل في كتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي و المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- ، فنقول : فالدكتور علي الوردي في كتابه شرح لنا آليات الأحلام التي تنتج من خلال حديث النفس و المكبوتات في اللاشعور و من خلال المألوفات الإجتماعية و ما إلى ذلك من رغبات و رَهبات ، أما موضوع تحقق النبوءات فلم يستطع أن يَحُلَّه بنظرته العلمية المادية ، فتفسيره موجود في كتاب (حقيقة الوحي) ، إذاً كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي هو خالٍ من حقيقة الوحي و الذي يُتممه و يُكَمله و يفيض عليه هو كتاب الإمام المهدي (حقيقة الوحي) ، أيضاً الدكتور علي الوردي يعني تحدث في كتابه بشيءٍ من السخرية التي لا أقبلها عن المتصوفة أو الصوفية فنحن نقول أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره و هذه قاعدة ناقصة فلابد أن نقول أن الحكم على شيء فرع عن تصوره و أيضاً عن تجربته ، لأن العقل التجريدي بحد ذاته قد يكون متوهم في الحُكم على الأشياء ، فلابد من تجربة الأمر لكي نستطيع أن نحكم عليه حُكماً أقرب إلى الصواب ، أيضاً تحدث الدكتور علي الوردي عن الأحلام الكيشوتية و هي الأوهام أثناء اليقظة التي تسيطر على الشعور و هي نسبة إلى شخص إسمه دون كيشوت كان يعيش في أحلام اليقظة بشكل مُبالغ فيه ، فسُميت الأوهام و الأحلام اليقظة التي تؤثر على الإنسان تأثيراً جَلياً و كبيراً بأنها الأحلام الكيشوتية أي الأوهام و لكنها مُبالغ فيها ، أوهام مُبالغ فيها تسيطر على الشعور ، أحلام و أوهام يقظة تسيطر على العقل الواعي و الشعور ، تحدث الدكتور علي الوردي عن الفرضية الموجية و هي إنتقال المادة عبر موجات كهرومغناطيسية من عقل لآخر ، و قال أن الطاقة هي المادة و الموجة هي المادة في صورةٍ إيه؟ مختلفة تنتقل من عقلٍ إلى آخر و يستطيع كل عقل أن يستقبل و يرسل تلك المواد من خلال أو على شكل موجات كهرومغناطيسية مهما إبتعدت من مسافات ، و تحدث عن موضوع الباراسيكولجي و هو العلم الموازي لعلم النفس و هو ما يُسميه الإمام المهدي بالقوى القُدسية ، ذَكَرَ بعض تعليقات الدكتور راين و كذلك ذكر كثير من تعليقات الدكتور جوزيف سينل في كتابه (الحاسة السادسة) و تحدث عن دكتور دايفس ، و قال أيضاً الدكتور علي الوردي أن أي موجة كهرطيسية أو كهرومغناطيسية تستوعب في تأثيرها الكون كله و لا فرق في ذلك بين أن تكون الموجة ضعيفة أو قوية ، فقال : أن الموجة الكهرومغناطيسية ستظل موجودة في الحقل الكوني كما يقول ، أيضاً ذكر الدكتور علي الوردي إعتراضات تيرل على الفرضية الموجية و أنّ تلك الأمواج الكهرومغناطيسية تخرج من العقول و أيضاً تستقبلها العقول كأمواج كهرومغناطيسية , من خلالها أي من خلال هذه الفرضية الموجية نستطيع تفسير بعض مظاهر الباراسيكولجي أو الحاسة السادسة ، فقال إن تيرل كان مهندس كهربائي أو مهندس أجهزة لاسلكية و كان يعترض على ذلك ، فهو كان يظن تيرل أن الأجهزة التي تكون في أو المفترض أن تكون في عقول البشر لابد أن تكون مُشابهة لما شاهده و مارسه في علم الهندسة الكهربائية و الموجية فَرَدَّ عليه الدكتور علي الوردي : بأن كل جسم أو كل طبيعة يكون لها إيه؟ طبيعتها الخاصة و فيزيائيتها و يكون لها نوعها الخاص الملائم لها ، يقول أيضاً الدكتور علي الوردي : أن العقل الواعي هو ذو طبيعة تحليلية ، أما العقل الباطن فهو ذو طبيعة تركيبية ، و أنّ من أسرار الإبداع إطلاق العنان لللاشعور أي العقل الباطن ، يحدث ذلك في النوم و بين النوم و اليقظة و في العزلة و في الكهوف و في حالات الصرع و شرب القهوة أو الخمر و الحشيش وفق الدكتور علي الوردي ، حيث يُخدر العقل الواعي فينتقل العقل الباطن للظهور و التأثير ، و يقول أن الصرع درجات منه الشديد و منه الخفيف الذي لا يعدو كونه ذهول و إغماء و تعرق و قد يُصاحبه تسارع في النَّفَس و النبض ، و كان القدماء يُطلقون على ذلك إسم المرض المُقدس و يُعدونه سبباً للإتصال بالأرواح ، بَيَّنَ أيضاً الفرق بين (المنطق الشكلي) الظاهري يعني و بين (المنطق الباطني) الحقيقي أو إيه؟ منطق المحتوى ، و تحدث عن الطوبائيين أو الطوبائيون و هم المثاليون الغير واقعيّون ، و تحدث و قال : أن المألوفات الفكرية و المألوفات الإجتماعية ليست شرط أن تكون صحيحة عقلياً ، كذلك الأشياء المعقولة ليس شرط أن تكون صحيحة علمياً وفق التجربة المعملية ، و قال : أن المُدركات الحسية تتغير بتغير المكان و الزمان ، فقال أيضاً : التجربة تجلب الفكر إلى أرض الواقع و تمنع من تراكب الأوهام درجةً فوق درجةً نتيجة عقل متوهم تجريدي ، و الصحيح هو أنّ العقل التجريدي مع الواقع أو الوقائع الحسية و التطبيق العملي العلمي المعملي هو الذي يعوّل عليه ، و قال أيضاً : قد تكون الفكرة صحيحة من جانب و خاطئة من جانب آخر و هذا ما نسميه الحقيقة النسبية و بتراكم الحقائق النسبية نقترب من الحقيقة المُطلقة ، فمثلاً أعطى مثال عن موضوع شكل الكرة الأرضية و ما يُحيطها من أجرام و نجوم ، فقال : أن بطليموس هو الذي إبتدأ و شكك في موضوع أن الأرض هي مركز الكون و ثم بعد ذلك تطور الأمر مع كوبرنيكوس ، تمام ، ثم تطور الأمر أكثر و أصبح أكثر صحةً مع كبلر ، ثم ظهر الأمر جَليّاً أكثر و أكثر وضوحاً و حقيقةً مع العالِم نيوتن ثم توضح الأمر بشكل جَليٍّ أعظم مع العالِم أينشتاين ، فإذاً يجب أن ننظر إلى الحقائق النسبية بشكل متراكب نُراكبها فوق بعضها البعض لكي نصل إلى الحقيقة المُطلقة أو نقترب أقرب ما نكون أو أقرب ما يكون من الحقيقة المُطلقة .
المعرفة البشرية لا تستطيع أن تقف و لا تستطيع أن تقفز ، إنها تنمو كما ينمو الكائن الحي مرحلةً بعد مرحلة ، و كل نمو جديد إنما هو تمهيدٌ لنمو يأتي بعده و هكذا ، و من أمثلة ذلك نظرية الديالتيكية لهيجل ، الديالتيكية و تعريبها الدواليكية يعني كل فكرتين متضادتين ينبثق منهما فكرة وسط و هكذا إلى ما لا نهاية ، كذلك تحدث الدكتور علي الوردي عن مغالطة الحِلِّي و صححها ، عندما ذَكَر الحِلِّي بعض الشروط للإدراك أو للحُكم على الشيء فذَكَر شروط بدائية ، ذكر شروط بدائية صَححها له علي الوردي و تصحيح الوردي كان مَبني و بناءً على تطور العلم و تطور المجتمعات و نمو المعرفة البشرية جيلاً تلو جيل ، و أصبحنا الآن نستطيع أن نُنَظّر و نصحح و ننقد كتب الأولين وفقاً للتطور المادي و العلمي و الإجتماعي الذي حدث للبشرية .
الضوء و الأمواج الكهرطيسية أو الكهرومغناطيسية هي مادة في حد ذاتها منطلقة في الفضاء ، و الضوء هو نوع من أنواع الأمواج الكهرومغناطيسية ، الأجسام الجامدة هي طاقة كهرومغناطيسية مُعلبة تدور في أفلاك صغيرة ، نظرياً يمكن تحويل المادة الجامدة إلى أمواج منطلقة في الفضاء و العكس صحيح ممكن تحويل الأمواج إلى مادة جامدة و كلاهما مادة و المادة هي الطاقة .
المادة و الحركة هما مظهران لحقيقة واحدة ، المادة و الحركة هما مظهران لحقيقة واحدة فالمادة حركة و الحركة مادة ، يعني أنهما عبارة عن طاقة كهربائية مغناطيسية تظهر لحواسنا المحدودة بمظهرين مختلفين .
يقول العالِم الفيزيائي روبرت دنكن أن الأمواج الكهرطيسية أو الكهربائية المغناطيسية تنطلق بلا إنقطاع من كل مادة في الوجود فتصطدم بما حولها من مواد و تؤثر فيها ، يقول الدكتور علي الوردي : حواس الإنسان محدودة ، حواس الإنسان محدودة فهي لا تستطيع إلتقاط كل ما في الكون من أشكال أو أصوات أو أطياف و بالتالي يُشبّه الإنسان في هذه الحالة بمصطلح "الأطرش في الزفة" و هذا المصطلح يعني إيه؟ يُبَين لنا أن هناك بالفعل أكوان متوازية لا نعلم عنها شيئاً ، هي موجودة في نفس اللحظة و في نفس الزمن ، و لكننا لا ندركها لأن حواسنا لا تُدركها و بالرغم من أن حواسنا لا تدركها فهذا لا ينفي وجودها ، الزمن لا يمضي بل يدور في دائرة .
و الحمام الزاجل يعود من مسافات بعيدة لبيته بعد أن تم نقله في صندوق مغلق لمكان بعيد جداً فكيف يحدث ذلك؟؟ أكيد يحدث ذلك من خلال النظرية الموجية أي أن هناك في عقل الكائن الحي جهاز إرسال و إستقبال للموجات الكهرومغناطيسية و هي مادة تنطلق بين العقول و كذلك بين العقول و الأماكن و الجمادات أو الإيه؟؟ أو المواد الحية ، طبيعة هذا الأمر لم يتم تحليله و إكتشافه بشكل إيه؟؟ متطور حتى الآن و لكن من المنتظر و المترقب أن يتم الكشف عنه في الأزمان الإيه؟ التالية بأمر الله تعالى .
يرى سينل صاحب كتاب (الحاسة السادسة) أن الغدة الصنوبرية Pineal gland في الدماغ هي المسؤولة عن إلتقاط و بث الأمواج الكهرومغناطيسية ، هذه الغدة تكون أكبر في الإناث و الأطفال عنها في الذكور و البالغين و هي في الأطفال أكبر نسبياً ، هذه الغدة ، هذه الغدة أكبر في الأطفال نسبياً ، لذلك نجد أن الشفافية عند الأطفال تكون إيه؟ ملحوظة و أكبر من غيرهم أو تكون هذه الشفافية أكبر من غيرها في الأطفال ، نلاحظ أن في الأطفال تكون الشفافية أعلى ، غالباً بسبب هذه الغدة ، الغدة الصنوبرية ، أيضاً تحدث الدكتور علي الوردي في فصل الحاسة السادسة عن كانط و سويدنبرغ و تحدث عن شارل ريشيه و لدوغ كهن ، تحدث عن توجانز و كودا بوكس ، ذَكَر كثير من مظاهر إيه؟ تجلي الحاسة السادسة و التخاطر و الإرسال و الإستقبال غير الطبيعي أو غير المعروف لدى مدركات الحواس الطبيعية لدى الإنسان و فسر ذلك كله بالحاسة السادسة ، أيضاً تحدث عن الحاسة السابعة و هو ما سماها بالسيكومتري psychometry و هي إيه بقى؟؟ حكاية تاريخ و أحداث الأشياء التي يتم لمسها أو الأماكن التي يتم دخولها ، و أنا أقول أيضاً يستطيع الإنسان أو يحدث له أن يدخل مكان فينام ، و يدخل بحالة ما بين النوم و اليقظة أو النوم الكامل فيرى تاريخ هذا المكان أو يرى أو يستطيع أن يرى أحداث حدثت في هذا المكان و هذه إيه تجربة حدثت معي بشكل شخصي قد ذكرتها في المدونة ، تحدث الدكتور علي الوردي أيضاً عن أن الحالات التي يتصادم فيها دافع الشعور و اللاشعور و كذلك الحالات التي يتصادم فيها دافع اللاشعور و الشعور ، إيه؟ يجب أن نقوم إيه؟ بدراستها و تحليلها تحليلاً نفسياً علمياً ، أيضاً تحدثتُ أنا عن اللاشعور و الروح و فَرَّقتُ بينهما فقلتُ أنا اللاشعور أو ما تحت الشعور أو العقل الكامن أو العقل الباطن كلها مسميات للنفس التي هي تكون ناتج تفاعلات ما بين الجسد و العقل و الوجدان مجتمعة مع الروح فينتج لنا النفس ، و قلتُ أن النفس و الروح هما كلاهما في إيه؟ في غياهب إيه؟ العقل البشري ، في غياهب العقل البشري تؤدي أو يؤدي كل منهما وظيفة ، لذلك سُميت إيه؟ النفس و الروح بمُسميين مختلفين هما سول soul و سبريت spirit إحداهما كان يُطلق على النفس soul و الآخر يُطلق على الروح spirit ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن العالم بافلوف و التعلم الشَرطي أو الإستجابة المشروطة و تحدث عن تجربة الكلب و سيلان اللُعاب و دق الجرس و الطعام الشهي ، و تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي أن تجربة التعلم الشَرطي أصبحت مفيدة جداً في التحليل النفسي و في التربية النفسية الحديثة للأطفال و قال أن التعليم الحديث هو من خلال التجربة أو الإستجابة المشروطة و هو التعلم الشَرطي فيكون هو أكثر نفعاً للأجيال الحديثة ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن أن الإيحاء الإجتماعي الذي يتغلغل في العقل الباطن يكون له أكبر الأثر في تشكيل اللاشعور ، أيضاً الدكتور علي الوردي يذكر أنه يعتقد أن بوذا و سقراط هم أنبياء ، و قال أيضاً إنك لا تستطيع أن تقنع أحداً بصحة عقيدة جديدة إلا إذا تمكنت أولاً من تغيير معاييره اللاشعورية بحيث تكون ملائمة لتلك العقيدة ، ذكرنا أيضاً أن اللاشعور هو تحت الشعور و هو العقل الباطن و هو العقل الكامن ، تسأل أيضاً الدكتور علي الوردي فمن هو العاقل؟ و ما هو المسمى الصحيح للعاقل و ما هي الشروط الصحيحة لكي نطلق على شخص أنه عاقل ، قال : أنه ليس بين الناس مجنونٌ محض أو عاقلٌ محض و بالتالي من الممكن وضع الناس من حيث الجنون و العقل في صف تدريجي على منوال ما وضعناه من حيث الطول و القِصَر لأطوال مجموعة من الناس .
ذكر أيضاً مسألة الإنسان و الخجل فقال : أن الخجل من أهم أسباب قيام المجتمعات ، لماذا؟ لأن الخجل يكبح جماح اللاشعور و الرغبات المكبوتة و بالتالي إيه؟ من خلال هذا التحكم و الكنترول الذي يُسببه الخجل يستطيع الناس أن يتعايشوا فيما بينهم في المجتمعات ، ذَكر أيضاً الدكتور علي الوردي و قال : أن للعباقرة صفتين أساسيتين : القدرة الهائلة على تركيز الذهن و العزلة و هي الصفة الأولى ، و الصفة الثانية هي القدرة على ملاحظة العلاقة النمطية بين الأشياء فينظرون إلى الكون بعين طفل متسائل ذا فضول ، ذا فضولٍ بالغ ، تمام ، و قال : أن العقل الواعي و العقل الباطن هنا تصنيعة المجتمع و نتاج مألوفاته و تقاليده ، فهناك صنف يخضع لعقله الواعي و هو العاقل ، و هناك صنف يخضع لعقله الباطن و هو المجنون ، و هناك صنف يخضع للعقلين معاً و هو العبقري ، ذكر أيضاً الدكتور علي الوردي فقال : من الأقوال المأثورة أن الشخص يكون إجتماعياً بمقدار ما هو ضحل في تفكيره و العكس كلما كان الشخص عبقرياً كان منعزلاً غير إجتماعي ، تحدث أيضاً الدكتور علي الوردي عن ما يسمى قانون الوسط المرفوع و قانون التدريج و هو باختصار : قانون الوسط المرفوع كان شهيراً و دارجاً عند الأقدمين عندما كانوا يظنون أن الإنسان يجب أن يكون مثالي أو طوبائي عندما يتحدث عن المثاليات فلابد له ألا يقع في الزلل أو الخطأ أبداً ، فهذا ما يسمونه بقانون الوسط المرفوع ، و قد ثبت مع التجربة أن هذا القانون خاطيء غير صحيح ، و أُستبدل حديثاً بما يُسمى بقانون التدريج و هو أن الإنسان قد يقع منه الصح و قد يقع منه الخطأ فهذا لا ينفي صحة قوله الصحيح و لا ينفي أنه قد يقع في بعض الأحيان في الخطأ ، و هذه المسألة أو هذا القانون الإجتماعي في علم الإجتماع و في علم النفس و الذي يُسمى بقانون التدريج هو يجعل التربية تكون واقعية و يجعل الإنسان متصالح مع ذاته إلى حدٍ ما ، و بالتالي يُظهر هنا أثر خطورة الطوبائية أو المثالية الإيه؟ الزائدة عن الحد أو ما يسميها بعض الفلاسفة الأفلاطونية ، كانت تلك بعض التعليقات على كتاب الأحلام ، كانت تعليقات مختصرة و بأمر الله تعالى ننتظر تعليقات اليوسفيين على هذا الكتاب و سوف نقوم بجمع مقتبسات من كلام الإمام المهدي و المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- من كتابه (حقيقة الوحي) لكي تتضح الصورة جَليَّة على أن كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي هو كتاب خالٍ من حقيقة الوحي ، و سوف نُجَلي هذا الأمر بأمر الله تعالى بشكلٍ جيد من خلال الإمام المهدي -عليه الصلاة و السلام- ، هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا) أي أن القرآن مُنَزل من الله عز و جل و هو وحيٌ من الله عز و جل و ليس بتجميع اللاشعور أو العقل الباطن كما يقول الفلاسفة و علماء النفس من الملحدين بل هو وحي مُنزل و نحن لا ننكر عمل العقل الباطن و اللاشعور في الأحلام طبعاً ، لأن الأحلام يكون فيها إيه؟ عوامل كثيرة منها حديث نفس صح؟ منها الآلام ، تمام ، تفريغ للعقل الباطن ، صح؟ منها العامل الجنسي أو الكبت الجنسي تخرج في الأحلام أيضاً ، منها الإحساس بالنقص يخرج في الأحلام أيضاً كما قال العالِم إدلر ، أما التفسير الجنسي فقال به العالِم إفرويد ، و نحن نجمع تلك الأقوال كلها و نقول بها في علم النفس و هي لا بأس بها و هي تحليلٌ و إجابةٌ لكثير من أنواع الأحلام و الذي ذكرناه في ذلك في غير موضع منه حديث النفس و الشعور بالألم و التفريغ النفسي و التفريغ الجنسي و التفريغ بعُقَد النقص ، تمام؟ و حديث النفس و هكذا و أيضاً نزغ الشيطان و العياذ بالله و هكذا ، و قد يكون الحلم خليط من كل ذلك ، و أيضاً يكون الحُلم من الله عز و جل ، و من أراد أن يفهم طبيعة الحلم من الله و وحي الله فليقرأ كتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي ، تمام؟ ، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا) أي مُنَجَماً يعني مُقَطَّعاً على سنوات ، على مُكث لغاية التربية .
.
{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} :
يقول
تعالى مُحفزاً الذاكرة الإنسية و مُحفزاً الهمة البشرية في التذكر و
الإعتبار و الخشوع و قراءة الأخبار و التواريخ للأزمان و الأماكن و التدبر
في خلق الله و البحث فيقول مُحفزاً الإنسان : (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ
حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) يعني يا أيها
الإنسان هل أتى عليك فترة من الزمن ، من الأحقاب لم تكن شيئاً مذكورا أي
أنك كنت عدماً أو إنك كنت شيء غير مذكور ، يعني شيء بسيط ، خلية حية أولى ،
كائن له أهداب في المياه ، كائن بحري بسيط ، نبتة ، بعد كده كائن على
قوائم أربع ، ثم كائن منتصب ، ثم كائن مستظل في الكهوف ، ثم كائن مستوي
كامل الخِلقة العقلية و الجسدية مستعد لتلقي الوحي الإلهي ، و اللي/الذي
كان منهم آدم ، تم إصطفاء آدم منهم -عليه السلام- ، فهنا ربنا بيحفز
الإنسان إن هو/كي يتدبر في الأرض و في الكون ليعرف أصول نشئته ، و كلمة
النشئة كما ذكر الإمام المهدي الحبيب في القرآن لها دلالة عظيمة على تطور
خلق الإنسان في ستة أطوار ، كذلك على تطور أسلوب التكاثر في الجنس البشري
على ستة أشكال ، و لمن أراد أن يستزيد فليُراجع مقالة "كشف السر" و مقالة
"تعزيزاً لمقالة كشف السر" في المدونة ، فهنا الله سبحانه و تعالى يُحفز
الإنسان على التذكر و على التدبر و على أن يكتشف و يبحث عن أصل خِلقته
وفقاً لنظرية التطور .
_____
{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} :
طيب
، هنا بقى نتذكر و نقول : يقول تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن
نُّطْفَةٍ) و النطفة هي العلقة ، و هي الخلية التي نسميها
الزايكوت....Zygot و هي الناتجة عن إتحاد الحيوان المنوي مع البويضة فتُسمى
نطفة ، (أَمْشَاجٍ) أي أخلاط ، يعني هذه النطفة اللي/التي هي الزايكوت
Zygot عبارة عن خليط ما بين الكروموسومات الذكرية و الكروموسومات الأنثوية ،
٢٣ كروموسوم ذكري زائد/+ ٢٣ كروموسوم أنثوي يُكَون الإيه؟؟ المخلوق ، فإذا
كان X X أصبح أنثى و إذا كان Xy يصبح ذكر ، فهذا معنى مشيج أي الخليط ،
فهذا أصل الكلمة في اللغة العربية ، المشيج أو الأمشاج هي الأخلاط ، كذلك
العلقة تكون خليط لأن التكاثر هنا هو الأسلوب السادس أو المرحلة السادسة من
التكاثر في زمان تكاثر الإنسان و هي التكاثر الجنسي ، تمام؟ ،
(نَّبْتَلِيهِ) أي نختبره ، نختبر الإنسان و الكائن الحي ، طيب ، الإبتلاء
ده/هذا اللي/الذي بيسميه إيه الملحدين : معضلة الشر أو المعاناة و دي/هذه
قرينة بيستصحبوها في كفرهم بالله عز و جل فيقولون : لو أن هناك إلهاً
عادلاً لَما وجدتْ تلك الكوارث في الدنيا و لَما وجِدَ الظلم في هذه الدنيا
، فنرَدُّ عليهم بهذه الآية الكريمة التي يقول فيها تعالى : (إِنَّا
خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ) أي نختبره
فهذه هي علة خلق الإنسان ، لذلك جعلناه إيه/ماذا؟ سميع بصير ،
(فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) أي يستطيع أن يسمع و يعقل و يستطيع أن
يُبصر و يعقل و يستبصر و يستنتج ليعبر إلى الحقيقة ، طيب ، بما أننا
إستصحبنا قرينة من قرائن إلحاد الملاحدة فنقول لكم أن الكفار الملحدون في
هذه الدنيا اليوم الذين رفع الله سبحانه و تعالى عصا كفرهم على المشايخ
ليبتلي المشايخ و يُعذبهم و يكسر نرجسية المشايخ ، يقومون على ثلاثة أركان :
الركن الأول نظرية كوبرنيقوس ، الركن الثاني نظرية التطور ، الركن الثالث
نظرية العقل الباطن و اللاشعور ، إيه الكلام ده/هذا معناه إيه/ماذا؟؟؟
إكتشاف نظرية كوبرنيقوس إن الأرض ليست مركز الكون ، زمان/قديماً في الأديان
من خلال قراءة الكتب المقدسة إعتقد الإنسان إن الأرض هي مركز الكون و إن
الشمس تدور حول الأرض ، و الكواكب و النجوم تدور حول الأرض و هذا غير صحيح ،
إكتشفنا إن الأرض إيه/ماذا؟ غير مسطحة بل هي كروية ، بيضاوية ، و القرآن
أثبت ذلك (و الأرض بعد ذلك دحها) (يكور الليل على النهار و يكور النهار على
الليل) فهذه النظرية لمن كان يفسر الآيات الإلهية تفسيراً حرفياً أصبحت
عقبة كؤود أمامه لأن كوبرنيقوس و جاليليو إكتشفوا إن الأرض كروية و أنها
ليست مركز الكون و أصبحت هنا معضلة عند الذين يفسرون الآيات تفسيراً حرفياً
و لكننا بفضل الله عز و جل الأحمديون اليوسفيون أتباع الإمام المهدي
الحبيب نفسر هذا الأمر بالتأويل ، فعندما فسرنا ذلك بالتأويل و الإستنباط و
التفسير الباطني لآيات الله عز و جل حللنا هذه العقبة عقبة كوبرنيقوس ،
الركن الثاني من أركان الإلحاد الذي يعتمد عليه اللادينيون أو الملحدون في
هذا العصر و هم عصا رفعها الله سبحانه و تعالى على المشايخ الضالين ليكسر
كِبرهم و هي لحكمة أرادها سبحانه و تعالى ، حكمة كونية أرادها سبحانه و
تعالى ، هي نظرية التطور لدارون و التي تطورت فيما بعد ، نظرية التطور
تطورت فيما بعد و ثَبُتَ منها أن الإنسان بالفعل تطور من الخلية الأولى في
ست/٦ مراحل ، الست/٦ المراحل هذه نحن الذي ، الذين ذكرناها في مقالتنا و لا
أعتقد أن أحداً سبقنا إليها ، ست/٦ مراحل من التطور في الخِلقة و ست/٦
مراحل من التطور في أسلوب التكاثر ، هذه النظرية قد إيه؟ ذكرتكم من قبل و
دعوتكم إلى قراءة كتاب أصل الأنواع لدارون (....Origin of Species...) و هو
كتاب عظيم و يتوافق مع آيات الله تعالى عندما تكلم و قال أنه خلق الإنسان
أطوارا و مراحل ، لكن الذين يفهمون آيات الله على الظاهر و لم يُؤَوِّلوا و
لم يفهموا المعنى الباطن وقعوا في هذه العقبة و لم يستطيعوا تفسيراً لها و
لكننا نحن بفضل الله تعالى أتباع الإمام المهدي غلام أحمد قد فسرناها
بتأويل آيات كتاب الله و بالإستبصار للمعنى الباطن ، لماذا؟ لأن الدين دينٌ
باطنيّ و القرآن سبعة أبطن أي أبطن كثيرة و رقم سبعة للدلالة على الكثرة و
ليس معناه سبعة فقط ، إنما هو للدلالة على الكثرة ، سبعة سبعين سبعمائة هي
دلالات الكثرة ، فالمعنى الباطني هو معنى أصلي لا يصله إلا من كان قلبه
مُطَهَّرَا لأن الله تعالى قال : (لا يمسه إلا المُطَهرون) أي لا يَمسَ
معانيه أو لا يَمسُ معانيه إلا الإنسان طاهر القلب ، و لا يكون طاهر القلب
في هذا الزمان إلا من بايع الإمام المهدي غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام-
و لا يُبايع المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- إلا من كَسَرَ كِبره و
اتضع إلى الله عز و جل و خشع ، فنظرية دارون هي نظرية عظيمة تتوافق مع
كتاب الله عز و جل كما هي نظرية كوبرنيقوس ، أما الركن الثالث من أركان
الإلحاد فهو الباطن و اللاشعور و هي نظريات نفسية تم التوصل إليها من خلال
التحليل النفسي و الدراسات العلمية المتراكبة المتعاقبة و تراكبت النظرية
عبر العقود حتى إكتملت و تقول : أن في عقل الإنسان جزء كبير جداً عظيم أعظم
من الوعي ، أعظم من العقل الواعي و الشعور و هو كجبل جليدي عظيم تحت الماء
أكبر من الجبل الجليدي فوق الماء بتسعة أمثال مثلاً أو أكثر ، يقول علماء
النفس أن العقل الباطن هو عقل تركيبي أي يُركب و يُجَمع ما لا يستطيع العقل
الواعي جمعه و ربطه و تركيبه لأن وظيفة العقل الواعي و الشعور هو إيه؟
التحليل فقط ، أما العقل الباطن فوظيفته التركيب لذلك كان يقول علماء النفس
أن الشعراء قديماً عندما كانوا يكونون ما بين النوم و اليقظة أو تصيبهم
حالة من الإغماء و ثم يستيقظون ، يجدون أن تراكيب الكلمات جرت على ألسنهم
بفعل العقل الباطن الذي ركب تلك الكلمات من قراءات كثيرة سابقة لهم ، تمام؟
، و يقول علماء النفس أن حالة العقل الباطن هي حالة التركيب و تتجلى في
النوم و في الحالة التي يكون فيها الإنسان بين النوم و اليقظة ، كذلك في
حالة غياب الوعي أثناء الصرع ، و الصرع إيه؟ درجات و من ضمن درجات ذلك
الصرع : الإغماء و التعرق كما كان يحدث لإبن الفارض الذي كان موجوداً في
القرن السابع الهجري ، فهكذا هي نظريات إيه؟ نفسية ، طيب ، كيف تكون هذه أو
كيف يكون هذا ركن من أركان الإلحاد؟؟ يقول الملحدون أن هكذا هم الأنبياء
قرأوا كثيرا من الكتب أو سمعوا كثيرا من الآيات و الكتب و التفسيرات و
الفلسفات ، ثم قام العقل الباطن بتركيب جمل من تلك الكلمات المخزنة و
أخرجوا تلك الكلمات التي يَدَّعون أنها وحي أو الذين يَدَّعون أنهم سمعوها
فيما بين النوم و اليقظة ، نقول لهم : كلامكم فيه جزء من الحقيقة و فيه جزء
مُتَوَهم و مُلتَبِسٌ عليكم ، لماذا؟ لأن في أصل كلمات الأنبياء النبوءات و
يستحيل على الإنسان أن يعلم شيء قادم في الزمن لم يحدث بعد من خلال
معلومات قديمة عنده ، و مثال ذلك الأخبار التي أخبر عنها النبي ﷺ في عالم
الغيب عن عصر المسيح الدجال و الذي تحققت بعد وفاة النبي ﷺ بإيه/بكم؟؟ إحنا
دلوقتي/نحن الآن في عصر القرن ١٤((هجري)) و المسيح الدجال خرج بعد فتح
القسطنطينية بالتحديد عام ١٤٩٢ مع دخول الأسبان غرناطة و خروجهم إيه؟ من كل
حدب ينسلون في البحار اللي/الذين هم الأسبان ، و بعد كده اللي/الذي ورثهم
مين/من؟؟ البريطان و الفرنسيين و بعد ذلك إيه؟ الأمريكان ، فالمسيح الدجال
خرج بعد فتح القسطنطينية صح؟ و القسطنطينية فتحت عام ١٤٥٣ و الدجال خرج عام
١٤٩٢ تقريباً ، صح كده؟ إذاً الدجال هي الأمم المسيحية
المُثَلِثَة((التثليث)) و المُلحدة ، لأن الدجال له أركان من ضمنه التثليث و
من ضمنه الإلحاد و من ضمنه ظبية الدجال ( العري و بيوت الموضة و الاباحية
الجنسية )، صح كده؟؟ ، و من صفات الدجال أنه إيه؟ يجمع كنوز الأرض فتتبعه
كيعاسيب إيه؟ النحل ، صح كده؟ و يبحث عن الكنوز و يمر بالخَرِبة فيقول لها
أخرجِ كنوزك ، مثل الغاز و البترول الذي يخرجه من الصحراء ، هناك إيه؟
أحاديث كثيرة ذكرها النبي ﷺ و تحققت في العصر الحديث ، فكيف يكون العقل
الباطن أو اللاشعور لنبي من أنبياء يتنبأ عن أحداث قادمة بعد قرون أو سنين
أو عقود ، هذا محال ، نحن لا ننكر دور العقل الباطن و لكن ننكر أن يكون كل
ما يُقال هو فقط وفقاً لتحليل العقل الباطن ، إنما يدخل في غياب الوعي أو
أثناء غياب الوعي وحي الله عز و جل و الذي يتجلى في النبوءات و هي دليل
عظيم لا يعرف له الملحدون جواباً ، خلاص؟؟ و لمن أراد أن يستزيد في هذا
الأمر في الرد على مسألة العقل الباطن و اللاشعور فليقرأ كتاب الإمام
المهدي (حقيقة الوحي) على الأقل أول ٩٥ صفحة و ثم يقرأ كتاب الأحلام
للدكتور علي الوردي و هو عالم إجتماع عراقي و هو رجل محترم مسلم زيدي و
أستاذ و أفكاره مرتبة و ستستزيد جداً من هذا الكتاب و لكن إعلم أنك يجب أن
تقرأه على ضوء و على نور كتاب الله و كتاب المسيح الموعود -عليه الصلاة و
السلام- (حقيقة الوحي) ، إن فعلت ذلك انتصرت في الثلاثة أركان على الملحدين
، انتصرت في نظرية كوبرنيقوس بالتأويل و انتصرت في نظرية دارون أيضاً
بالتأويل و انتصرت في نظرية العقل الباطن و اللاشعور بإيه؟ بتفصيل آية
النبوءات من خلال كتاب حقيقة الوحي ، هكذا تستطيع أن تنتصر على الملحدين .
- استدراك : الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدي إستدراك على التعليق الذي ذكرته على كتاب الأحلام للدكتور علي الوردي فأقول : أن الدكتور علي الوردي كرر كثيراً في اواخر الكتاب مدحه للثورة أو للثورات الشعبية التي حدثت في جمهوريات سايكسبيكو و عزا ذلك إلى الشعب أو إلى قادة الثورات و أنا أقول : ان تلك الثورات ما كانت لتقوم إلا من خلال تأييد و تحفيز و تشجيع و دفعٍ أمريكي من المخابرات الأمريكية ، لأن أمريكا كان من مصلحتها أن تسقط الأنظمة الملكية التي كانت متوافقة و خاضعة للإستعمار البريطاني و الإستعمار الفرنسي ، فلما أن انتصرت أمريكا في الحرب العالمية الثانية و على سبيل المُكايدة لبريطانيا و فرنسا أرادت أن تتخلص من مستعمراتهم القديمة و أن تُخلص المستعمرات القديمة من الهيمنة الفرنسية و من الهيمنة البريطانية التي كانت متمثلة في أنظمة ملكية خاضعة و تابعة لتلك الدولتين ، فشجعت أمريكا و اتصلت بالضباط في جيوش تلك المناطق و تلك الدول و أخرجت تلك الثورات ، و التي ظنها الدكتور علي الوردي وقتها أنها ثورات خالصة من الشعب و بعض القيادات لجيوش تلك البلدان ، و ههنا أقول : أن الدكتور علي الوردي وقع في مغالطة الحِلِّي و هو عدم إدراكه لواقع أمره لأنه لم يكن يُحيط بكل بيانات و مُدخلات ذلك الظرف الإجتماعي و السياسي ، و بما أن التاريخ قد مضى و مرت عقود من السنوات و تكشفت الحقائق فالآن نستطيع أن نقول بملِء أفواهنا أننا على دراية و على وعي أكثر من مما كان عليه الدكتور علي الوردي في وقته في الخمسينات ، فنقول : أن تلك الثورات كانت بتأييد و دفعٍ من المخابرات الأمريكية نكايةً في فرنسا و بريطانيا .
هناك تعليق آخر أريد أن أقول : أن فرويد عندما قَسَّمَ النفس إلى الأنا العليا و الأنا السفلى و الأنا المتوسطة و قال أن الأحلام ما هي إلا تنفيس عن الكبت الجنسي الذي هو موجود لدى الإنسان فيظهر هذا الكبت على صيغة رموز و ربما يظهر أيضاً بصيغةٍ صريحة ، كذلك الرغبات العنيفة لدى الإنسان التي يكبتها قد تظهر في الأحلام ، نقول إن فرويد قال أن الأنا العليا تكون مراقبة على الأنا السفلى في الأحلام فتتحير الأنا السفلى و تخاف من الأنا العليا فتُخرج الأحلام على هيئة رموز ، تمام ، كذلك نقول : أن الأحلام هي من وسائل النفس التي هيأها الله سبحانه و تعالى للعلاج لأن الإنسان عندما لا يستطيع أن يُنَفس في حالته الواعية فإن الله جعل له تنفيساً في حالته اللاواعية من خلال الأحلام ، و كما أن الشباب غير المتزوجين يكون لهم في أثناء النوم الإحتلام و هو تصريفٌ جنسي ، نقول : كذلك أن من لديه كَبتٌ أو أزمة نقصٍ أو عقدة نقصٍ و عندما لا يستطيع أن يُنفس عنها في حالته الواعية فإنه يحدث له التنفيس في حالته اللاواعية في النوم أو في حالة ما بين النوم و اليقظة ، هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
د.محمدربيع طنطاوي-
أسماء أمة البر الحسيب :
السلام عليكم و بعد ، قد طلب مِنَّا نبي الله يوسف بن المسيح ﷺ أن نقرأ كتاب (الأحلام) للدكتور علي الوردي و نكتب تعليقات عليه و أن نقرأ بدايات كتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي الحبيب ﷺ لنتبين ما في الكتاب الأول من ثغرات و ما يسدها موجود في الكتاب الثاني بأمر الله تعالى ، و لا غنى عن الإستفادة منهما معاً ، بسم الله الرحمن الرحيم :
في مقدمة كتاب (الأحلام) كان الحديث عن الحال السيء الذي وصل إليه المجتمع العربي من إعلاء قدر الأحلام و أثرها في المجتمع و كذلك تَأثُرُها به حتى أثر ذلك في العادات و العقائد الموجودة بشكل جيد و لكن الأثر السيء أكبر ، فمثلاً ظاهرة تقديس آل البيت كما أوردها الدكتور علي الوردي الموجودة في العراق ، إلى درجة وصل الحال بالناس أن يعتبروا إنكار فضيلة النسب الشريف مروق عن الدين ، يرون أن خروج الناس على أحد الأشراف أي من آل البيت و إن كان ظالماً أمر لا يُسمح به بل يعتبر مروق عن الدين !! ، سيدنا محمد ﷺ كان قد حارب الطبقات المتعالية بأنسابها فلا يمكن أن يقبل بأن يجعل من آل بيته من بعده طبقة تعلو على الناس بنسبها الشريف و أن يُقَدم الناس لهم الإحترام و إن كانوا ظالمين !! ، الأحلام عند كثير من الأمم خاصةً الإسلام بُنيت عليها العقائد و العادات ، من رجال الدين (منهم المسلمين) قد قالوا أنهم يرون في الأحلام الوحي الذي لا شك فيه و مجرد الإعتقاد بذلك و إنتشاره بين الناس فسيكون له أثر على المجتمع سواء جيد أو سيء ، و كما قال سيدنا محمد ﷺ بأن الأمة الإسلامية ستتبع النصارى في ضلالها حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه ، لوجدنا أن حال أوروبا في العصور الوسطى المظلمة و ما بعدها هو نفسه حال المسلمين من بعدهم ، فمثلاً أن يرى راهب في الرؤيا ألوان العذاب في السماء و الأرض فيعزو ذلك لظلم و جور الحاكم مثلاً كما حدث في فلورنسا الإيطالية في القرن الخامس عشر للميلادي فأثار خوف و فزع الناس فاستغل ذلك المعارضين للأسرة الحاكمة (آل مديتشي) أنذاك حتى نجحوا في إسقاطها و أن يصلوا للحكم في ظل الراهب و مواعظه المفزعة التي خدرت عقول الناس و لكن للأسف ما نجحوا في البقاء فوق الرؤوس حتى سقطوا تحت الأرجل لما أن تنبه الناس بأنهم على هاوية سقوط بلادهم في الحرب لسوء الإدارة و الموعظة ! ، و وجد كثير من المسيحيين من رأوا أحلاماً فيها المسيح مثلاً يدعوهم إليه فيسيروا دعاة بين الناس و يُنشؤوا طوائف جديدة و تقع تحت إضطهاد الكنيسة الكاثوليكية الرسمية مثلاً ، كذلك الحال عند المسلمين ، بعضهم من يرون في أحلامهم النبي أو أحد الأئمة فيؤمنون بأنها رؤى صادقة فتَعُم بين الناس متأثرين فأدى ذلك بأن اعتنق المسلمون آراء و عقائد لم يأتي بها الإسلام ، بل أحياناً تُخالفه صراحةً !! ، فمن خلال ما يرونه من أحلام يؤدي إلى تقديس فئة معينة من الناس مثل الأشراف من آل بيت رسول الله أو الأولياء أو أصحاب الأضرحة و غيرهم ، كما يُقدس النصارى مؤسسي الطوائف الرهبانية و كما عندهم الأعداد الهائلة من القديسيين و كل قديس يتولى حماية مدينة أو بلد مثل القديس جورج الحامي لبريطانيا و يحتفلون بيوم خاص به و يتذرعون له و يحملون إسمه على علم خاص له فيه صليبه عند الحرب مثلاً و يوجد قديس متخصص في علاج مرض ما فيحج الناس إلى قبره يلتمسوا منه الشفاء من هذا العلاج و يتباركون ببقاياهم المباركة سواء شعر أو لباس أو عظام و غيرها (أظن من هنا جاءت كلمة hollyshit) و كثيراً ما تكون مزيفة ، و هذا حال المسلمين عند أضرحة الأولياء و الطرق الصوفية الضالة و غيرها ، و هي أداة مهمة قوية الأثر يستعملها رجال الدين (مثل المشايخ أو البابوات) للسيطرة على عقول البسطاء من الناس الجهلاء فيستغلون ذلك في تحريكهم على أهواءهم بخلط و مزج قدسية الدين مع مصالحهم السياسية و غيرها ، و نرى هذا في في تاريخ أوروبا و بلاد المسلمين بشكل واضح مشابه ، لكن أوروبا أزاحت هذا الهراء عن رأسها و لا يزال يحوم فوق رؤوس المسلمين و إن كان بشكل أقل ، لأن أوروبا تعلمت الدرس مما أصابها من كوارث بجعل عقيدة معينة هي الحاكمة في بلد ما فيحدث منع و تضييق للعقائد و المذاهب الأخرى في نفس البلد لأنها تخالف الرسمية الحاكمة فيؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة منها تضييق حرية الفكر و الإبداع و الإبتكار و تعوق نمو نواحي الحياة الأخرى الإقتصادية و العلمية و الأدبية و غيرها ، لذلك يجب أن تكون الحكومة علمانية و تعطي الحرية الدينية و الفكرية لكافة رعاياها ، و الأمر المؤسف أن التقديس الناتج عن الأحلام له أثر سيء في أخلاق المجتمع كالأحلام التي ذكرها الدكتور علي الوردي في كتابه و التي فيها النبي أو أحد آل بيته الكِرام يأمرون بحب الأشراف و طاعتهم و إكرامهم و إحترامهم و إن كانوا عصاة ظلمة في الواقع ، و أن الثورة على سلطانهم الجائر هو مخالف للشريعة الإسلامية و أن طاعتهم من طاعة الله ! .
و كما حدث في المسيحية من تقديس للمسيح و البابا و غيرهم و أنهم سيشفعون لهم (ببيع صكوك الغفران) ، حدث ذلك أيضاً عند المسلمين بالإعتقاد بشفاعة النبي و المبالغة بها : و ضرب الدكتور علي الوردي امثلة على ذلك : منها شفاعة النبي لبعض من آل بيته الظالمين في أحلام الناس ، و كشفاعته مثلاً لشاعر مات سكيراً فرآه إبنه بعدها في الحلم بأن النبي شفع له لما ذكر له أبيات فيها مديح لآل البيت ! أو كشفاعة النبي للسفاح تيمورلنك الذي كان يبني مآذن جديدة على جثث المسلمين المتراكمة كما حدث لما استولى على دمشق ، فيراه أحدهم في النوم جالس بجانب النبي و شفع له النبي لأنه أحسن لذرية النبي ! ، كما المسيحين فعلاً سار المسلمون في الخراب !
فاستغلال الدين موجود في كل مكان و كل عصر لصالح فئة معينة تنتفع بذلك بشكل شيطاني : كثير من الرهبان و الراهبات يدخلون في حالات إضطراب نفسي بسبب ما يفرضون على أنفسهم (بما يُخالفه الله و يرفضه أساساً) من قيود و التعبد على أنه زهد و تزكية و تقرب إلى الله فيعذبون و يهلكون أجسادهم فيُصابون بالعلل سواء النفسية أو الجسدية ، هؤلاء يرون أحلام كثيرة فيها المسيح أو مريم العذراء أو قديس ما (خاصةً قديس طائفتهم طبعاً) فيستيقظون و قد تم شفاءهم ! فيُعلنون عن معجزة حدثت في الدير فيحج الناس إليه بالهدايا و المال لنيل البركات (و هذه البُغية المهمة الهامة الأهم : جبي الأموال) ، هذا الحال عند أضرحة الأولياء و غيرهم عند المسلمين و من يرى هذا الولي (الذي يزور ضريحه كثيراً) في النوم فإن ذلك يعتبر قمة التدين و دليل كافٍ على أنه ولي الله حقاً فيشد من أزر إخوته المسلمين بصحة التضرع و تقديم الصدقات عند ضريحه ، و الحمد لله ! ، لكن هؤلاء و هؤلاء يفتعلون الحيل و الخداع و الكذب بإصطناع معجزة أمام الناس ليصدقوا ما يزعمون أو يكذبون بوجود ضريح ولي و ما هو ولي كقصة الكلب الذي تحول إلى ولي كبير يحج إليه الناس ، و كثير من كذب الكذبة و صدقها في النهاية ! ، و أساساً كثير من هذه المعجزات تكون المشكلة فيها نفسية فتُعالج بالصلاة و هدوء النفس ، يقول الدكتور علي الوردي : ما ميز المسلمين عن غيرهم من الأمم بأنهم أدخلوا بعض الأحلام في صلب شريعتهم و أيدوها بالقرآن و سنة النبي فاعتبروها وحياً ، و يقول : الأحلام كلها لا تصلح دليلاً على شيء و هذا مقصده من كتابه ، و نحن لا نراه صائباً فالوحي و الرؤى الصادقة من الله هي أمر آخر و لها علامات تدل عليها و هذا ما جاء به الإمام المهدي الحبيب في كتابه حقيقة الوحي لما أن أوضح المراتب الثلاث التي ينطوي تحتها الناس في ذلك .
- الرد على الحالمين هؤلاء : أن أي شخص يظل مشغولاً منهمكاً في يومه و تفكيره في أمر ما و يرى ذلك أيضاً في بيته أو مجتمعه ، فمن الطبيعي أن يرى ذلك في نومه ما شغله نهاراً ، فيرى ما يؤمن به و يُصدق به فيظهر له مثلاً ذاك الولي أو الإمام أو القديس فيقول له في المنام من القول ما يوافق إيمان و تصديق النائم نفسه أي تنطبع أفكار النائم على منامه و شخوصه و هذا لا يعتبر دليل بأن أحلامهم كلها حق ! خاصة لما أن تأتي مخالفة لأوامر الله و الرسول و القرآن ، فهؤلاء ينهضون يصبحون دعاة و وعاظ للناس و إن كان في كلامهم مخالفة شريعة ، فطبيعي جداً أن المجتمع الذي سادت فيه فكرة تعظيم آل البيت مثلاً إلى حد أن يكون من أسس الشريعة فإن ذلك يؤثر على تفكير أهل ذلك المجتمع ، فالذي يعترض على فعل حاكم ما أو شريف من آل البيت بأنه ظالم معتدي فإنه لما تأثر بطبيعة أفكار المجتمع و انتشارها قد ترسخت في عقله الباطن أو اللاشعور فبذلك فإنه يرى في النوم بأن النبي مثلاً يُعاتبه على إعتراضه هذا أو على وصفه لأحد الأشراف بأنه ظالم فلا يجوز له هذا الإعتراض لأن هذا الشريف من ذرية النبي !! و كأن النبي ﷺ سيقبل بهذا الإفتراء و الظلم !! ، إن التصديق بهذا الهراء يُفسد أخلاق المجمتع و يجعل فيه ثغرة تبث الإضطراب و الظلم و تحث على طاعة و حسن معاملة الظالم و الطاغية لأن ما يُشفع لهذا الطاغية بأنه من ذرية النبي ! أين الإسلام الذى أمر بالتقوى بأنها معيار الفضيلة و الخير لا الحسب و النسب ، و بالمناسبة الذين يخافون من الجن و يفكرون فيه و تنتشر القصص المرعبة عنهم و تفاصيل أشكالهم و أسماءهم و أين يعيشون و الدجل الناتج عن ذلك من شعوذة و ظهور مشايخ مختصين بإخراجهم من الناس : كم عدد الذين يرون في أحلامهم الجن و يستيقظون مرعوبين؟؟؟ أظنهم أكثر من الذين يرون الأئمة و غيرهم ، و الله أعلم .
- و أذكر هنا أن من الحملات الصليبية ظهرت حملتين أحدهما من آلاف الفلاحين و أخرى من آلاف الأولاد الصغار ، و ظهرتا بعد فشل الحملات الصليبية الكبرى(أي بقيادة الملوك أو الأمراء المسيحيين) جميعها في الإستيلاء على بيت المقدس ، و أُبين هنا أن طبيعة الحياة أنذاك في غرب أوروبا كانت صعبة للحروب الداخلية فيها بين الدول و تدهور أحوال المعيشة و خاصة أحوال الفلاحين الكادحين الذين تحملوا أعباء الحملات الصليبية و الحروب الأوروبية بدماءهم و أموالهم و محاصيلهم ، في هذه الأحوال الصعبة ظهر أحدهم يعلن أن المسيح أمره في الرؤيا بأن يخرج في حملة صليبية فجمع حوله آلاف من الفلاحين الذين رأوا لا فرق بين الموت في بلادهم المُفقَرة و المقفرة أو الموت في سبيل القدس لكن شعروا بالأمل بأنهم قد ينالوا الأراضي في الشرق بنصر الله لهم فيكونون السادة ، لكن الحملة لم تصل للشرق فقد مات كثير منهم في الطريق و منهم من عاد ، و حملة الأولاد : فيها ظهر من يقول أن المسيح يأمره بجمع الأولاد لاستعادة بيت المقدس و طبعاً في نفس أحوال السابقة ، كان أولاد الفلاحين ملزمين بالعمل طيلة الوقت فوجدوا فرصة للتمرد و التخلص من عبء الآباء فانضموا لها ، و هذه الحملة لم تصل للشرق ، فالسفن التي حملتهم لتنقلهم : منها ما غرق و منها أصحابها أخذوا الأولاد و باعوهم شمال إفريقا ، و كان رأي البابا الكاثوليكي أنذاك للحملتين هو الرفض التام رغم أن من دعا إليها يقول أن المسيح أمره بذلك ! و أمر البابا بقطع رؤوس أصحاب السفن لفعلهم هذا .
- من الطوائف المسيحية التي ظهرت و مبنية على الأحلام أو الأصح على رؤية مؤسسها المسيح و يكلمه فيها ، طائفة من المذهب البوريتانيين(المتطهرون) و هؤلاء من البروتستانت الإنجليز : طائفة الكويكرز أي المهتزين عند سماع إسم الله ، مؤسسها هو جورج فوكس في منتصف القرن ١٧ ميلادي : يقول أنه رأى المسيح في المنام يحثه بالتخلي عن كل شيء من أجل المسيح و الجنة ، فترك كل شيء و مضى في الوعظ المتجول ، و يقول فوكس : أن الله أظهر له إدراك حُبه الأبدي و إدراك النور الباطن في القلب و الذي هو إتصال مباشر بين الله و المؤمن دون وسيط ، و أن من ينال النور الباطن فسيكون له أفضل مرشد فيستغني عن الأسرار المقدسة و الكنيسة و القساوسة ، و يرى الكويكرز أن قوة الله تتجلى لهم في إجتماعهم فيحدث في نفوسهم صراع ما بين قوة جانب الله و بين قوة جانب الشيطان في الإنسان فيشعرون بالإجهاد كأنهم في معركة فلما ينتصر جانب الله فيهم يشعرون بصمت مهيب فتهتز أجسادهم من ذلك فيحمدون الله و يشكرونه ، بحالتهم الصوفية هذه قد أسهموا في تحسين أخلاقهم بشكل ملحوظ و تميزوا عن غيرهم بصفات حسنة و معظم الطبقات الوسطى في انجلترا حديثاً من المنتمين لهذه الطائفة و انتشر مذهبهم في الأمريكتين ، لكن انظر لحال جورج فوكس قبل أن يرى ما رأه في المنام : كان يُطيل بالتفكير بالعذاب و الجحيم(تأثر من تزمت و صرامة المذهب البيوريتاني الحاكم أنذاك و الذي يفرض نظام أخلاقي صارم شبيه بالعصور المظلمة فطبيعي أن يؤثر بأفكار الناس و أخلاقهم و سلوكهم و أحلامهم ، فيشعرون بصعوبة الحياة على هذه الشاكلة ، فكأنهم يبحثون عن منفذ أسهل و أيسر إلى المسيح !) و أن أغلب الناس سيهلكون و قلة من ستنجو فضاع في شعوره بالإثم و الذنوب فرأى أحلاماً فيها الأرض تزلزل بالعذاب و النيران تملأ السماء و لم يُسعفه القساوسة من إرشاد و أخذ يتشكك حتى بوجود إله أو إبن الإله و أنه لن يكون من زمرة الناجين يوم الحساب ، ثم يرى ما رآه و أن الله أخبره بأن إسمه مكتوب في سجل المسيح أي سينال الخلاص الأبدي (و هذا لُب تفكير فوكس و رغباته) و طبعاً أي فرقة جديدة أو فكرة جديدة تطل برأسها يجب أن تنال الصفعات و اللطمات و بعض الركلات .
● و أورد هنا إقتباس من كتاب الإمام المهدي و المسيح الموعود ﷺ من كتابه (حقيقة الوحي) صفحة ٢٨ و ٢٩ ، توضيح لمن يرون الرؤى السيئة و النحسة ، و أن لديهم صفات سيئة و أثر ذلك في أحلامهم و أنها تكون إبتلاء أحياناً ، فيقول : "لا يستطيعون أن يشهدوا شهادة صادقة خشية أن يسخط بسببها من كان من كبار الناس ، و فيهم كسل و تهاون في الأمور الدينية إلى درجة كبيرة ، و هم غارقون في هموم الدنيا ليل نهار ، و يساندون الكذب و الزور عمداً .... و في بعضهم عادة أسوأ من ذاك أنهم لا يتورعون عن الفسق و الفجور و يرتكبون كل عمل غير مشروع لكسب الدنيا ، كما تكون الحالة الأخلاقية لبعضهم منحطة جداً و يكونون تجسيداً للحسد و البخل و العُجب و الكِبر و الغرور ، و يصدر عنهم أعمال دنيئة من كل نوع و توجد فيهم أنواع من الخُبث المُخجل ، و العجيب في الأمر أن بعضهم لا يرون إلا رؤى سيئة و تتحقق أيضاً ، و كأن أدمغتهم لم تُخلق إلا لرؤية الرؤى السيئة و النحسة ، و لا يرون رؤى فيها خير لهم تُصلح دنياهم أو ينالون مبتغاهم ، و لا يرون رؤى فيها بُشرى لغيرهم .".
■ هذا تعليق على الجانب الأول من كتاب (الأحلام) ، أما الجانب الآخر فهو متعلق بالنظريات العلمية القديمة و الحديثة في محاولة تفسير الأحلام ، و كلها تعتبر فرضيات و من المعروف أن الفرضية تبقى حتى تأتي أخرى فتحل محلها و هكذا لأن العلم يتطور كأنه درجات سلم يعلو و لا يتوقف عند حد ، فالذي يتم تصديقه سابقاً قد يأتي زمن بعده يُعلن بُطلانه و العكس ، ككروية الأرض مثلاً ! ، إن تفسير الأحلام من خلال علم النفس و توضيح أثره في شخصية الفرد و المجتمع لأمر مهم جداً لأن الأحلام تتأثر و تؤثر في عادات و معتقدات المجتمع بشكل كبير ، فدراسة هذا الأمر يُوضح الخفايا في النفس البشرية و بذلك نصبح أكثر دراية عن الكائن البشري فيتضح لنا أسباب كثير من أفعاله مثلاً ، حقاً إن العلم نور و لو أتاح للناس قديماً جزء ما نعرفه الآن لَمَا إنساقوا كالبهائم نحو أحلامهم التي هي نشأت من تأثير المألوفات الإجتماعية المختلفة .
- بدايةً هنا أساس البحوث العلمية لابد أن تبدأ من القديم إلى الجديد ، فآراء القدماء في الأحلام ، عند البدائي لسذاجة تفكيره اعتقد أن الأحلام تنشأ من تدخل الآلهة أو الشياطين لأن من غير هذه القوى الخارقة للطبيعة يستطيع أن يجعل البدائي النائم يرى شيئاً ليس موجوداً في قريته ! ، في علم الإجتماع نظريتين تعزوان للأحلام أهمية كبيرة في نشوء الدين عند البدائي : الأولى : نظرية سبنسر و يقول : البدائي لا يُفرق بين الموت و النوم فكلاهما تخرج الروح من الجسد ، فإذا مات أحدهم يُقومون بالطقوس و تقديم القرابين إلى روحه بغية التضرع و طلب العون منها و من هنا نشأت عبادة الأسلاف و هي أولى العبادات بين البشر ، و الثانية هي نظرية تيلر و يقول : فكرة الروح نشأت عند البدائي لما اعتقد بوجود الروح في بدنه جراء ما يراه في النوم فاعتقد أن كل شيء في الدنيا له روح ، فالعالم مليء بالأرواح القادرة على نفعه و ضره ، و الآلهة نُخبة ممتازة من الأرواح ، و هذا يدل على أثر التفكير البدائي في الأحلام و تأثره بها ، طبعاً ظهرت حديثاً نظريات أفضل تعلل نشوء الدين .
- النظريات في المدنيات القديمة لم تختلف كثيراً عن البدائية بل هي نفسها لكن بمدى أوسع كوجود إله متخصص بالأحلام مثلاً كما في بابل و مصر القديمة و الإغريق و غيرهم .
- تحدث الدكتور علي الوردي عن تفسيرات فرويد في الأحلام ، إذ يرى فرويد أن معظم الرموز في الأحلام ذات مغزى جنسي و فسر حتى أفعال الأطفال من خلال ذلك ، و قال فرويد : أن الأنا العليا تكون مراقبة على الأنا السفلى في الأحلام فهي الضمير المراقب الصارم على الأنا السفلى التي تخاف من هذا الضمير فتخرج رغبات المكبوتة التي لم يستطع الإنسان إشباعها في يومه لأن الضمير يمنعه ، فتخرج في الأحلام على هيئة رموز ، و فسر فرويد الأحلام المؤلمة أو الكابوس بأنه صورة من صور العقاب يفرضه الضمير على الإنسان أثناء نومه ، و أنه من أسباب ذلك الرغبة المازوخية فبعض الناس يرغبون في الألم و أن يقع عليهم إعتداء أو إهانة فيظهر ذلك في أحلامهم ككابوس ، لكن تفسيره لم يلقى ترحيباً .
- ثم يأتي تلميذه إدلر الذي يقول بأن الأحلام هي تحقيق لما يرغب فيه الإنسان ، فقال بنظرية عقدة النقص كأن يرغب الإنسان بالتعالي و السيطرة لشعوره بالنقص في حياته الواقعية فيرى نفسه مثلاً يطير فوق رؤوس الناس .
- و قال الدكتور علي الوردي عن قانون (كويه) : لما تسيطر فكرة على إنسان فتصبح عميقة في عقله الباطن (اللاشعور) فإن جهود عقله الواعي التي يبذلها الإنسان ليُكافح تلك الفكرة تؤدي إلى حدوث عكس ما أراده العقل الواعي ، كالذي يريد أن يرمي كرة فيصيب تفاحة فوق رأس صاحبه ، صاحبه يقول له لا تصبني ، لكن فكرة الإصابة تعمقت في العقل الباطن للرامي فمهما حاول عقله الواعي منع حدوث ذلك ، فسيُصيب وجه صاحبه ! ، كذلك مثل عدم القدرة على كتمان الضحك أمام معلم غاضب مثلاً فأنت لا تريد ذلك لأنك ستُعاقب لكن عقلك الباطن قد سيطرت عليه فكرة الضحك ، و كلما حاولت منع ذلك ازداد الضحك و لكنه يتوقف فجأة لما أن يخرج المعلم ! .
- و ذكر الدكتور علي الوردي عن التنويم الإجتماعي : و هو أن يقوم مُنَوِّم من تنويم شخص ما تنويماً مغناطيسياً فإنه يقول له بأنه سيغلق نافذة حالما يسمع سعال أحدهم ، و لما أن يستيقظ فهو لا يذكر ما قاله له المُنَوِّم لكن لما يسمع صوت سعال يُسرع لفتح نافذة من غير أن يفهم سبب قيامه بذلك ، يندفع لفعل ذلك بشكل لاشعوري ، و هذا هو الإيحاء ما بعد التنويم و قد يطول أثره بعد الإستيقاظ من التنويم المغناطيسي لساعة أو أيام أو شهور أو سنوات ، فالإنسان في حياته الإجتماعية كالذي يقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي و مُنَوِّمه هو المجتمع بما فيه من قيم و تقاليد .
- كذلك تحدث الكاتب عن الأحلام الكيشوتية : و هي تختلف عن أحلام اليقظة إذ تسيطر على حياة الإنسان كلها فيخلق لنفسه العالم الذي يريد فتصبح حياته عبارة عن حلم متصل بلا إنقطاع ، في أحلام و أوهام مبالغ فيها تسيطر على الشعور و العقل الواعي عند الإنسان .
- و تحدث عن تنبؤات الأحلام : و الباحثون انقسموا إلى فريقين في تفسيرها : الأول : يُعللون تنبؤات الأحلام بعامل الإتفاق و المصادفة ، و ضرب مثال كالخوف من غرق السفينة فيرى أحد الركاب في المنام أن السفينة تغرق فيخاف الموت فيترك السفينة عند أول ميناء يراه و بعدها بقليل تغرق السفينة ، فاتفق حلمه مع الغرق الفعلي ، لكن كثير من الركاب يخافون من الغرق و يحلمون بذلك لكنهم ينسون خوفهم و أحلامهم عند نجاتهم و عدم غرق السفينة !! فعندما يتحقق حلم واحد من بين أحلام كثيرة لم تتحقق فيرى الناس الحلم الذي تحقق أمر غير عادي فيبالغون فيه و يتناقلونه و ينسون الأحلام الكثيرة التي لم تتحقق ! و طبعاً الرد على هذا يكون من كتاب الإمام المهدي الحبيب ﷺ في كتابه (حقيقة الوحي) و سأذكر إقتباس منه للرد على من يتباهون بأنهم يرون بعض الأحلام التي تتحقق ، و ما يتميز به عباد الله الخواص الذين صلتهم بالله كبيرة فيرون الرؤى الصادقة و الواضحة الجلية بالنسبة لهؤلاء المتباهين ، فيقول الإمام المهدي الحبيب ﷺ في كتابه (حقيقة الوحي) في الصفحة ٧١ و ٧٢ : " لعل جاهلاً يقول إن بعضاً من عامة الناس أيضاً يرون رؤى صادقة أحياناً ، فيرى رجل أو إمرأة في بعض الأحيان ولادة إبن أو إبنة في بيت أحد ثم يتحقق كما رأوا ، و يرون موت أحد فيموت فعلاً أو يرون في الرؤيا أحداثاً بسيطة أخرى من هذا القبيل فيحدث كذلك تماماً ...... هذه الأحداث ليست شيئاً يُذكر و لا يشترط أن يكون صاحبها صالحاً بالضرورة فقد يرى كثير من الأشرار و ذوي الطبائع الخبيثة أيضاً مثل هذه الرؤى عن أنفسهم أو عن غيرهم ، أما الأمور الغيبية الخاصة فهي خاصة بعباد الله الخواص ، و تتميز عن رؤى الناس و إلهاماتهم في أربعة أمور :
* أولاً : إن معظم مكاشفاتهم تكون واضحة جداَ غير مبهمة إلا فيما شذ و ندر ، أما مكاشفات غيرهم فتكون مشكوكاً فيها و مشوَّهة في معظم الأحيان ، و لا تكون واضحة إلا نادراً .
* ثانياً : تكون مكاشفاتهم بكثرة مقارنة مع عامة الناس بحيث لو قورنت مع غيرهم لكان الفرق مثل المقارنة بين مال المتسول و مال المَلِك .
* ثالثاً : تظهر على أيديهم آيات عظيمة لا يقدر غيرهم على الإتيان بنظيرها .
* رابعاً : تُلاحظ في آياتهم أماراتُ القبول ، و تكون علامات حُب المحبوب الحقيقي و نصرته بادية فيها ، و يبدو جلياً أنه -سبحانه و تعالى- ينوي إظهار تقرُّب هؤلاء المقبولين و إكرامهم على الدنيا من خلال تلك الآيات ، و يودّ أن يرسخ عظمتهم في القلوب ، أما الذين لا تكون علاقتهم كاملة مع الله تعالى فلا توجد فيهم هذه الأمور ، بل إن تحقق بعض رؤاهم أو إلهاماتهم يكون إبتلاء عليهم لأنها تؤدي إلى نشوء الكِبر في قلوبهم ، و في الكِبر يموتون و يُعارضون الأصل الذي هو السبب في خُضرة الفروع ...." .
- و الفريق الثاني في تعليل تنبؤات الأحلام يرون أن المصادفة لا يصح أن تعلل كل تنبؤات الأحلام ، لأن فيها جوانب غامضة لا يسهل تعليلها ، من ذلك : الحلم الذي يكون متشعب كثير التفاصيل فيكون كأنه مسجل على شريط سينمائي ، و بعضها يظهر للنائم عدة مرات كإنذار من مصدر خفي يحاول تنبيه الإنسان من خطر قادم ، و من الباحثين من يستندون على قانون أينشتاين في مفهوم الزمان ، يرون أن الزمان بُعد رابع و هو خط ممتد في الفضاء كما خطوط الطول و العرض و الإرتفاع (الأبعاد الثلاثة) ، فالزمان واقف لا يتحرك بل نحن نتحرك نحوه و بذلك ممكن تصور الإنسان ذو مقدرة خفية تمكنه من التحليق في أحلامه فوق هذا البُعد فيطلع على ما يحتوي عليه الزمن من أحداث ، يعترف الدكتور علي الوردي في هذا الأمر بأنه عاجز عن إبداء أي رأي حاسم منه في موضوع التنبؤات في الأحلام ، و الرد يكون من كتاب الإمام المهدي كما ذكرنا .
- التنويم المغناطيسي لا يختلف عن النوم الطبيعي إلا بشيء واحد بأنه نوم اصطناعي يطرأ على الإنسان من خلال إيحاء يُسلط عليه فيقع الإنسان تحت تأثير المُنَوِّم ، و الأحلام في الحالتين مختلفة ، ففي التنويم يكون خاضع لتوجيه المُنَوِّم و إرادته فيقدر على أن يجعل النائم يرى كل ما يوحى إليه ، فالتنويم يجعل من الأوهام حقائق واقعية ، مثلاً كأن يوهم النائم بأنه نسيَ إسمه فينساه فعلاً ، و كما يوجد التنويم الذاتي كالذي يوجد عند بعض المتصوفة فمثلاً لما يجرحون أنفسهم بالخناجر دون أي يصابوا بأذى .
- التنويم و الجراحة : انتشر استخدام التنويم في المعالجات الطبية و العمليات الجراحية في أنحاء العالم بدلاً من البنج .
- من الإيحاء التنويمي المجتمعي : قصص الجن و الأشباح ، إذ يتعرض لها الناس بإيحاء من الخوف منها فيُهيأ لهم رؤيتها حقاً ! .
- الذي يقع تحت تأثير الإيحاء التنويمي قد يفعل ما يريد المُنَوِّم حتى و لو كان ارتكاب جريمة ، لكن أكثر الباحثين يرون أن هذا النائم لا يقوم بعمل مخالف لضميره أو لرغبته الواعية ، فيقول الدكتور علي الوردي : كلما ازدادت ثقافة الناس و تفتحت عقولهم ضَعُفَ فيهم أثر التنويم الإجتماعي أو الفردي و قَلَّ خطره .
- عبقرية الأحلام : علاقة الأحلام بالإنتاج الفني و العلمي ، فيُعرف أن من الفنانين و المخترعين توصلوا لإبداعهم أثناء النوم أو ما يُشبه النوم من أوقات الذهول و الإستجمام ، مثل : اكتشاف الأنسولين و اختراع إبرة ماكنة الخياطة و شكل حلقة البنزين السداسية برؤية الحل الذي يرجوه صاحب الإختراع في حلم بعد إنهماكه في التفكير و البحث المطول فيه ، كذلك الأمر في الإبداع في مجال التأليف الشعري و الموسيقي .
- ابن خلدون : اعتقد أن الأحلام تقدر على حل بعض مشاكل اليقظة بشرط أن يَعُد الحالم نفسه لها إعداداً نفسياً قبل أن ينام ، حتى يكون قادر على توجيه قواه الذهنية نحو الحل المطلوب .
- كذلك الفكرة الإبداعية لا ينحصر ظهورها أثناء النوم فقط بل في أي وقت يخمد نشاط العقل الواعي ليتمكن اللاشعور أو العقل الباطن من إظهار نشاطه بشكل ما ، فالصرع مثلاً يُخدر العقل الواعي أحياناً و يُتيح للاشعور فرصة العمل المُبدع ، و الصرع منه الشديد و منه الخفيف الذي لا يضر بشخصية صاحبه فهو فترة ذهول أو إغماء يغيب فيها الوعي قليلاً مع التعرق و قد يخرج المصاب بعد ذلك بأفكار جديدة لذلك عُرف الصرع عند الشعوب القديمة بالمرض المُقدس .
- العقل الواعي هو ذو طبيعة تحليلية لا تركيبية أي يبحث و يفكر و لا يقدر على الإبتكار إلا قليلاً ، لأنه يميل للتركيز و الدقة في النظر ، التركيز في نقطة واحدة دون باقي النقاط ، فلا يقدر على الربط بين فكرتين متباعدتين . أما العقل الباطن فذو طبيعة تركيبية .
- العقليون : هم الواثقون بمقدرة العقل على رؤية الحقيقة المُطلقة بنظرة واحدة و هؤلاء لا يؤمنون بالحركة أي إذا صحت لديهم فكرة في زمان و مكان ما فإنهم يُعَمِمُوها في كل زمان و مكان لذلك يتعصبون لآراءهم (يرون جانب واحد من الهرم) .
- اللأدريين : يرون أن العقل البشري عاجز بشكل تام عن إدراك شيء من الحقيقة المُطلقة ، يرون هذه الحقيقة من الخارج حيث لا يستطيع العقل فهمها ، و ما يقدر على فهمه هو الظواهر السطحية البعيدة عن كنه حقيقة الوجود (هؤلاء يدورون حول الهرم و ينظرون إلى جوانبه المختلفة و مع ذلك لا يرون أن هذا يكفي لفهم حقيقة الهرم) و بذلك يرون أن كل الأفكار البشرية نسبية لا تدرك من الحقيقة المُطلقة شيء .
- أصحاب الرأي الأوسط : لا ينكرون نسبية الأفكار البشرية كلها ، بل لابد أن تؤدي إلى فهم الحقيقة المُطلقة في النهاية ، فكل فكرة نسبية هي خطوة إلى الأمام نحو إدراك الحقيقة المُطلقة ، فتتراكم هذه الحقائق النسبية فيزيد ذلك من القرب نحو الحقيقة المُطلقة ، وضرب الدكتور علي الوردي مثال على ذلك بالتقدم في علم الفلك ، و أقول هذا التقدم أثار ضجة و إنقلاب كبير في آراء الناس و عقائدهم المبنية عليه ، و تقدم علم الفلك بالتدريج :
▪︎ أولاً : اعتقد الناس بأن الارض مُسطحة فأتى بطليموس و قال بأنها كروية و أنها ثابتة في مركز الكون و تدور حولها الأجرام السماوية ، و هذه الفكرة متطورة عن الأفكار السابقة لها و لكنها ساذجة بالنسبة للتي ستأتي بعدها و لابد أن تُبنى عليها ، فهي أقرب مما سبقها إلى الحقيقة ، و كما نعلم فإن فلك بطليموس اعتمد عليه بشكل كبير تفسير الكتاب المقدس خصوصاً الكنيسة الكاثوليكية الرومانية و التي سُتصاب بلطمة قوية تهتز بها أركان هذه الكنيسة الخبيثة و هذه اللطمة كانت على يد كوبرنيكوس ،
▪︎ ثانياً : فلك كوبرنيكوس : و نشر كتابه عام ١٥٤٣ و قال فيه أن الشمس هي مركز الكون و أن الأرض تتحرك حول نفسها و تدور كما الأجرام السماوية حول الشمس ، فأتى مخالفاً للكتاب المقدس ! و كان لذلك أثر كبير في اهتزاز إيمان النصارى فتفتحت عقولهم أكثر فأكثر نحو الكون و نحو خبايا الكنيسة الخبيثة .
▪︎ ثالثاً : كبلر الذي صحح ما في نظرية كوبرنيكوس من أخطاء و قال بأن الأجرام السماوية تدور في أفلاك إهليجية و ليست دائرية ، و بالطبع في كل نظرية أخطاء تأتي النظرية التي بعدها فُتصلح ما سبقها و تبني فوقها .
▪︎ رابعاً : نيوتن و نظريته في قوانين الجاذبية و التي كانت خطوة كبرى نحو فهم الكون ففسرت حركات الأجرام السماوية بشكل رياضي ، و على طريقة حساباته الرياضية اكتشف العلماء كواكب سيَّارة غير معروفة و تحققوا بوجودها بالمراصد ، لكنهم اكتشفوا ظواهر فلكية لا تخضع لقوانين نيوتن مثل انحراف عطارد في سيره عن الفلك المعين له .
▪︎ خامساً : أتى أينشتاين بنظريته النسبية و هي أكثر إتساعاً و تعقيداً من سابقتها ، فلم يُلغي قوانين نيوتن بل حدد لها الإطار التي تصح فيه .
- كذاك الأمر يسير بالنسبة للنظريات الإجتماعية مثلاً و تطورها ، فالأزمنة و الأماكن تؤثر في النظريات فلا يصح أن تُفرض القديم منها على عصر حديث مثلاً .
- بين الممكن و المستحيل : حواس الإنسان محدودة و لكن مع تقدم العلم و وسائله و أجهزته المتطورة قد توسع إدراك الإنسان للكون بشكل أكبر من السابق ، و هذا التطور في نمو لا يتوقف ، لذلك نجد بعض الناس يندهشون من اختراع لا يتناسب مع مفاهيم عصرهم مثل اختراع التلفون و اللاسلكي ، و عندما لا يستطيعون فهمه يلجأون بتفسيره إلى الخرافات أو الأساطير أو الشياطين أو السحرة و غيره و ثم بالتدريج يعتادون عليه و ثم يتعجبون بالجديد الذي بعده و هكذا : من دائرة المستحيل الذي لا يقبله العقل إلى دائرة الممكن المقبول و كذلك مثل نظرية التطور لدارون تتطور جيلا بعد جيل .
- الحاسة السادسة : توصل العلماء إلى وجود حاسة أخرى غير الحواس الخمس المعروفة و أسموها بالحاسة السادسة و عزوا إليها مثلاً : مقدرة الحمام الزاجل بالعودة إلى مكانه الأول بعد أن أبعدوه في صندوق مغلق لمسافات كبيرة ، و توصل العلماء بأن في الحمام جهاز قادر على إلتقاط الأمواج الكهرومغناطيسية الصادرة إليه من المكان الذي نشأ فيه فبذلك يهتدي بهذه الأمواج في عودته لمكانه ، و كذلك مقدرة الخفاش على الرؤية ليلاً رغم أن عينيه صغيرة جداً فتبينوا بوجود جهاز خاص بالخفاش دون غيره من الحيوانات و هذا الجهاز يصدر أصوات ذات ذبذبة عالية فترتبط بالحواجز المادية ثم يرتد الصدى إليه فيعرف مقدار البعد بينه و بين هذه الحواجز ، و دراسة الخفاش ما حفز العلماء على اختراع الرادار .
- الأستاذ سينل في كتابه (الحاسة السادسة) يقول فيه : بوجود نتوء صغير في مخ الحيوان أسماه العلماء الجسم الصنوبري و لا يعرفون وظيفته ، فيقول سينل بأنه جهاز الحاسة السادسة يلتقط أمواج معينة يتطابق معها ، و يقول : الإنسان لإنشغاله في التفكير أهمل استخدام الجسم الصنوبري أو الغدة الصنوبرية فبسبب إنشغاله اليومي فإنه لا يصغي لومضات الحاسة السادسة ، أما الحيوانات فلا تعرف التفكير مثله فتقدر على إستخدام الحاسة السادسة بطلاقة ، و أن العلاقة بين قوة التفكير و قوة الحاسة السادسة عكسية في الإنسان .
- مثال على الحاسة السادسة : أن رجلاً يعرف ما يُكتب في ورقتين مطويتين في قبضتي من أمامه دون أن يُخبره أحد أو دون أن يلمس الورق .
- ظهور هذه الحاسة عند البعض لأنهم قادرين على إيقاف حركة تفكيرهم أي العقل الواعي فتعمل الحاسة السادسة من غير تشويش ، فالحاسة السادسة موهبة تلقائية تنبعث من اللاشعور .
- الحاسة السابعة : يقول فيها العلماء : مقدرة الشخص على تناقل الأفكار بين مخين ، و بأن الجمادات في ظروف معينة تتلقى بعض التأثيرات إلى مخ شخص آخر فتصبح الجمادات كالبطارية الخازنة تلتقط الكهرباء و تُفرغه ، كالقلم مثلاً فالذي يملك هذه الحاسة يستطيع أن يعلم ما كتبه الشخص بالقلم من خلال ما خَزنه القلم مما خطر في مخ الكاتب و نقله إلى مخ صاحب الحاسة السابعة ، و هذا يُشبه اسطوانة من مادة الفوسفور التي تُخزن من الضوء الذي تتلقاه من مصباح بجوارها فتضيء ليلاً ، فقد تكون كل مادة في الكون مثل الفوسفور تخرج الأمواج الكهرمغناطيسية الواردة إليها و ثم تُطلقها ، فالفوسفور قام بتخزين أمواج الضوء ، و قد يُدرك صاحب الحاسة السابعة أمواج خفية فإذا أمسك قطعة من المادة تأثرت مخيلته بما يصدر عنها من أمواج و ما جرى عليها من حوادث أو ما انطبع عليها من أفكار ، و يتمنى العلماء بأن يأتي يوم على العلم يكون قادر على اختراع جهاز يُمكن به رؤية حوادث التاريخ و سماع أصواتها ، و المحتمل أن جميع الأمواج و الذبذبات المنبعثة من حوادث التاريخ القديمة ما تزال موجودة حديثاً و ربما اختزن بعضها الآثار القديمة الشاهدة عليها ، و ربما تُخترع أجهزة دقيقة تقدر على كشف أمواج الأزمنة الماضية ، فمثلاً النجمة التي انفجرت و اختفت في السماء فإن ضوءها يظل يظهر لمن ينظر لها على الأرض كأنها ما تزال موجودة ، يظل ضوءها لملايين السنين دون أن يدري الشخص بأنها ليست موجودة إذ أصبحت من التاريخ ! .
- اللاشعور أو العقل الباطن أو العقل الكامن أو ما تحت الشعور : كان فرويد أول من لفت الأنظار إلى اللاشعور و أظهر خطأ العقليين القدماء الواثقين بالتفكير الواعي بأنه الأساس الوحيد الذي يقوم عليه السلوك البشري ، فقال فرويد : أن الإنسان لا يسير دائماً على ما يُمليه عليه التفكير أو الإرادة بل يوجد في أعماق نفسه حوافز خفية تدفعه لعمل ما في شكل لاشعوري .
- يوجد وراء العقل المُفكر عقل آخر يدفع الإنسان لإتخاذ سلوك معين نحو الناس و الأشياء دون أن تكون له إرادة واعية فيه .
- جميع الأحداث التي تقع للإنسان تؤثر في ذهنه بشكل ما و يبقى تأثيرها كامن في أعماق ذهنه و يظن الإنسان أنه نَسِيَ ذلك ، فالنسيان هو إختفاء الفكرة من العقل الواعي و ذهابها إلى العقل الباطن و قد تظهر عندما يتخدر العقل الواعي أو ينام .
- المخ البشري يختزن كل الأحداث التي تمر بالإنسان سواء النافعة أو الضارة لذلك فإن اللاشعور قد يهبط ببعض الناس بالجنون و التخلف أو يسمو ببعضهم إلى العبقرية أو ليكونوا من ذوي المواهب الخارقة .
- الإستجابة الشَرطية و تجربة التعلم الشَرطي ذات فائدة في التحليل النفسي و في التربية النفسية الحديثة للأطفال .
- اللاشعور له تأثير على مجال الأخلاق و الآراء و المعتقدات خاصةً التي يتلقاها من خلال الموروث أي يولد و ينشأ عليها فيظنها صحيحة ، لذلك فالإنسان مثلاً يعتاد على عقيدة معينة نشأ فيها فتمتد جذور هذه العقيدة الموروثة في أعماق عقله الباطن و هي تُقيد تفكيره من حيث لا يشعر ، و مثال ذلك أي قوم يُبعث لهم نبي فإنهم يرفضونه لأنه يأتي بما يُخالف أهواءهم و آراءهم .
- لا يمكن إقناع أحد بصحة عقيدة جديدة إلا إذا تمكنت أولاً من تغيير معاييره اللاشعورية لتُلائم تلك العقيدة الجديدة .
- إن من الذين يرفضون الأفكار الجديدة يكون دافعهم المصالح القائمة فيهم و من هؤلاء رجال الدين سواء الوثنيين أو في الأديان السماوية فيرفضون أي نبي مبعوث من الله لأنه يأمرهم بترك أهواءهم النجسة و أن يسيروا في الطريق المستقيم ، فبالتالي هؤلاء الرافضون يقومون بأي عمل ضد هذا النبي ، و الكارثة أن هؤلاء أصحاب المصالح هم قلة في المجتمع ، أما الكثرة فربما يحاربون الفكرة الجديدة رغم أنها خير و تلائم لمصالحهم ، لأن الكثرة هؤلاء أفكارهم و عقائدهم القديمة متجذرة فيهم لاشعورياً فيصبحون كالأغنام وراء الفئة القليلة التي تدعي حرصها على العقائد المقدسة القديمة ! و هكذا مع أي فكرة جديدة تظهر .
- اللاشعور له عامل فعال في توجيه السلوك البشري و هو في ثلاثة أجزاء :
▪︎ الأول : يتكون من الرغبات الحيوانية الأصلية في الإنسان و تولد معه .
▪︎ ثانياً : من الرغبات التي لم يتمكن الإنسان من إشباعها فيكبتها في أعماق نفسه و تُسمى العقد النفسية .
▪︎ ثالثاً : الضمير : و هو بين الشعور و اللاشعور ، يرى فرويد أن الضمير يراقب الإنسان في يقظته و نومه ، فالأحلام وسيلة الإنسان لإشباع الرغبات التي لم يُشبعها في اليقظة لكن الضمير يكون المراقب له فيمنعه من التمادي في إشباعها أثناء النوم لذلك تظهر على شكل رموز في الحلم .
- في القرن العشرين ظهرت ثورة علمية كبيرة و من مظاهرها : تغير في مفهوم (المادة) ، سابقاً رأوا أن الكون مؤلف من أمرين (المادة و الحركة) و لا يرون في سر المادة من شيء و يرون أن نوع مادة الحجر هي نفسها مادة الكون ، و ثم ظهرت نظرية (دالتون) عن الذرة بأنها جزء صغير من المادة لا يمكن تجزئتها و لا تختلف عن مادة العنصر التي فيه , اما الجزيء فهو الذي يعبر عن صفة المادة و يتكون من اكثر من ذرة من نفس او من غير نوع الذرة ، و ثم وجد العلماء أن الذرة يمكن تجزئتها فاكتشفوا بالتجارب (الإلكترونات) في الذرة و هي من أمواج كهرومغناطيسية .
- الفرق بين المادة و الشعاع : أمواج المادة مُعلبة تدور في أفلاك صغيرة في الذرة أما أمواج الشعاع فهي منطلقة في الفضاء ، فاستطاع العلماء تحويل المادة إلى أشعة فاخترعوا القنبلة الذرية ، و لكن لم يصلوا بعد إلى صنع مادة من أشعة .
- فالمادة و الحركة مظهران لحقيقة واحدة ، فالمادة حركة و الحركة مادة و هما طاقة كهرومغناطيسية تظهر لحواسنا بمظهرين مختلفين .
- الأمواج الكهرومغناطيسية تنطلق بلا إنقطاع من كل مادة في الوجود فتصطدم بما حولها من مواد و تؤثر فيها ، و الإنسان في هذا الكون كأنه (أطرش في زفة) .
- بين الجنون و العبقرية : الأمم القديمة و منها عرب الجاهلية يعزون الجنون و العبقرية لفعل الجن .
- من هو العاقل ؟ : اعتاد الناس أن العاقل هو من يتبع المألوفات و القيم الإجتماعية و من يُخالفها يسخرون منه بأنه مجنون .
- الإنسان و الخجل : ما يميزه عن سائر الحيوانات الأخرى هو الخجل ، فيخجل الخروج عن المألوفات عند الناس فيُراعيها ، فمن أهم أسباب ظهور المجتمعات : الخجل .
- لا شك أن كثير من الناس فكروا بفكرة إبداعية لاختراع مشابه لاختراع تم اختراعه مثلاً ، لكنهم يخفون الفكرة و لا يحققونها مخافة أن يضحك عليهم الناس ، و من يتجرأ على تحقيقها بتحطيم قيد الخوف و الخجل من الناس فإنهم ينعتونه بالمجنون ! .
- العبقري : رأي مغلوط شائع أن كل عبقري هو مفرط الذكاء ، فالعبقري يختص في ناحية واحدة من نواحي المعرفة أو الفن فينهمك فيه دون غيره .
- للعباقرة صفتين أساسيتين : ▪︎ القدرة الهائلة على تركيز الذهن ، ▪︎ و القدرة على ملاحظة العلاقة النمطية بين الأشياء ، و العبقري يميل للعزلة بشكل كبير و لا يُحب تقليد الناس بما اعتادوا عليه من أعمال و أفكار لذلك كان قادر على اكتشاف حقائق جديدة من أبسط الظواهر المألوفة فيفكرون فيها مراراً ، فمثلاً نيوتن قد سأله شخص مرة كيف اكتشف قوانين الجاذبية فقال : "بإدمان التفكير فيها" .
- العقل الواعي و العقل الباطن هما تصنيعة المجتمع و نتاج مألوفاته و تقاليده .
- يمكن تصنيف الناس إل ثلاثة أصناف :
▪︎ صنف يخضع لعقله الواعي و هو العاقل .
▪︎ صنف يخضع لعقله الباطن و هو المجنون .
▪︎ صنف يخضع للعقلين معاً و هو العبقري .
- من الأقوال المأثورة : أن الرجل يكون إجتماعياً بمقدار ما هو ضحل في تفكيره .
- أسباب الجنون : العوامل الفردية التي تؤدي بالشخص للجنون لا تؤثر فيه إلا من خلال العوامل الإجتماعية .
- تختلف معايير الجنون بين الشعوب : قديماً يرون المجنون كاهن أو ساحر ، و المجانين عند شعوب يُحترمون و عند شعوب أخرى يُحتقرون .
- يقول الدكتور علي الوردي : ليس بين الناس مجنونٌ محض أو عاقلٌ محض و بالتالي من الممكن وضع الناس من حيث الجنون و العقل في صف تدريجي .
- و لا عجب بالقول بأن من ملوك التاريخ مجانين أو أنصاف عقول أو بلهاء ، فنالوا العروش بالوراثة ، و هذا من عيوب الملكية الوراثية إذ يرتقي العرش طاغية أو ظالم أو فاسد أو مجنون ، و ضرب الدكتور علي الوردي مثالاً بهارون الرشيد الذي كان يبكي و يغشى عليه من خشية الله عند الموعظة و لكنه يسفك الدم دون سبب عند الغضب ! .
- العبقري يجمع مزايا الشعور و اللاشعور أو مزايا الموضوعية و الذاتية فيصل بها للفكرة الجديدة ، أما المجنون فالموضوعية عنده ضعيفة فلا يقدر على فهم الواقع فيندفع بحوافزه اللاشعورية العارمة من غير رادع .
- الجنون و الظروف العائلية : و هي أكثر تأثيراً في تكوين شخصية المجنون من الظروف الإجتماعية العامة .
- و نعتب على الدكتور علي الوردي ما قاله عن المتصوفة بسخرية و تقليل في عدة مواضع في الكتاب منها : "المتصوفة الذين يزعمون أنهم عند الوجد يفنون في ذات الله" هنا نشعر بأن الدكتور علي الوردي لا يفهم طبيعة الوصال الروحاني و لا تجربته ، فيقول أن فناء العبقري فيما خلق الله في كونه من أسرار أنفع و أقرب إلى الله من أن يفنى الإنسان في ذات الله ! ، إن الذي لا يفنى في ذات الله لا ينفعه التأمل و التفكير و البحث في أسرار الكون كلها طالما هو ناقص و فاقد لموهبة الروح القُدس و التلقي و الوصال بالله عز و جل ، فما الفائدة؟! .
☆ في الخلاصة : لا يجب أن نُلغي ما يقوله العلم الحديث من فرضيات و نظريات في شأن الأحلام فلابد من أن نربط بين العالم المادي و العالم الروحي لأنه كما علمنا يوسف بن المسيح ﷺ أن لكل شيء مادي تمثل روحاني و العكس صحيح ، لذلك لا يجب أن نُلغي كل ما يقوله العلم الحديث في شأن الأحلام (و هو العالم المادي) بل يجب الربط بينها و بين ما لم يستطع له رواد العلم الحديث من الإتيان به و هو حقيقة الوحي الإلهي و فيوضه (و هو العالم الروحي) ، و هذه هي الحلقة المفقودة في هذه المعادلة نجدها فقط بيد الإمام المهدي و المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني ﷺ و تجلت في كتابه (حقيقة الوحي) و أوضح فيه تلقي الوحي و مراتبه و إختلاف الناس في التلقي تبعاً لعلاقتهم مع الله و تحدث عن تنبؤات الأحلام و من ينال فيوضها ، نعم قد أشار الإمام المهدي الحبيب إلى أن بعض الأحلام تكون من الله صادقة أو من الشيطان أو من حديث النفس ، و هذا يوافق ما توصل إليه العلم الحديث و وضعوا تعليلات مختلفة أخرى تسبب الأحلام و لا ننكرها لأن طبيعة النفس البشرية معقدة مليئة بالأسرار ، لكن من يربط بين الحلقة المفقودة التي هي بيد الإمام المهدي الحبيب (العالم الروحي ، حقيقة الوحي) و بين العلم الحديث (العالم المادي) ؟؟؟ إنه نبي هذا الزمان و هو يوسف بن المسيح ﷺ الذي أفاض الله عليه من علوم الروح و تأويل الرؤى من لدنه و شرح و أوضح كلام الإمام المهدي للذين يريدون التبصرة .
فبذلك فإنه لا يمكن أن نفصل بين العلم و الروح ، أي بين العلوم المادية و العلوم الروحانية ، فهما يسيران جنباً إلى جنب ، فما يصح في الأولى تُثبتها الثانية و العكس صحيح .
و نقول بأن ثغرات كتاب (الأحلام) قد سُدَّتْ بكتاب (حقيقة الوحي) للإمام المهدي و المسيح الموعود ﷺ ، و أنقل هنا من كلام الإمام المهدي من كتابه و أعلم أن الدكتور علي الوردي لو قرأه لتحركت نسمة بستان المهدي في قلبه و أنعشته ، يقول الإمام المهدي ﷺ في الهامش من صفحة ٧٢ و ٧٣ من (حقيقة الوحي) : "حينما يأتي نبي أو رسول بأمر من السماء ينزل ببركته نور من السماء بحسب قدرات الناس و يُلاحظ انتشار الروحانية ، فيتقدم كل شخص في مجال الرؤى ، أما الذين لديهم قدرة على الإلهام فيتلقون الإلهام ، و تُشخذ العقول في أمور الروحانية .... فيكون الرسول هو السبب لكافة البركات ، و كل ما يتلقى الناس من رؤى أو إلهامات فإن الرسول هو السبب الحقيقي وراء فتح أبوابها عليهم ، لأنه بمجيئه يحدث التغير في الدنيا و ينزل من السماء نور عام يستفيد منه كل شخص حسب قدرته ، و يصير هذا النور سبباً للرؤى و الإلهام ، و لكن الجاهل يظن أن ذلك قد حصل بسبب تدبيره هو ، و لكن الحق أن ذلك الينبوع من الإلهام و الرؤى يُفجَّر للدنيا ببركة ذلك النبي ، و يكون زمنه زمن ليلة القدر التي تنزل فيها الملائكة .... فهذه سُنة الله منذ أن خلق الدنيا ."
و الحمد لله رب العالمين .
=======================================================
د.محمدربيع طنطاوي-
يعني ينتقل الى بعد آخر بقوانين مختلفه اين لا يوجد فيه لا زمان ولا مكان = تقصدين ( أي )؟د.محمدربيع طنطاوي-
هو زمن جوهري يحصل فيه اللا مستحيل = هل تقصدين ( المستحيل )؟

- د.محمدربيع طنطاوي-التعليق عظيم و انا اعمل على تنقيحه و اضفته للمقالة في المدونة يا جميلة جزاك الله خيرا
=====================
=====================================================
26 مايو الساعة 10:36 ص
================================================
وجهة نظر من يقولون أنّ النبوءات أو التنبؤ ما هو إلا موهبة بغض النظر عن دين المتنبيء
بلّورة إدجار آلان بو السحرية
وائل عباس
منشور الخميس 21 ديسمبر 2017
أحيانًا أكتب بوستات مجنونة على فيسبوك وتويتر، بغرض الهزار مع أصدقائي. بوستات عن كيف تنبأت بأحداث قبل أن تحدث. طبعًا هذه البوستات غير جادة بالمرة. لكن الصدف أحيانًا فعلًا تكون غريبة. كمقال كتبته سنة 2004 بعنوان "ماذا يحدث لو حكم الاخوان؟" تنبأت فيه بحدوث ثورة، لكنها ثورة إسلامية، ووصول الإخوان للحكم، وإن الرئيس سيكون "الملا زعبلة". وتنبأت فيه أيضًا بانقلاب عسكري على الإخوان يعيدنا لأيام أسوأ من أيام ناصر. والكثير من الاصدقاء يتذكرون جيدًا تويتات كتبتها عن حركة تمرد و30 يونيو، قبل أن يحدث أي شيء، محذرًا من أن ثمة انقلابًا عسكريًا يُعد له. لكن الحقيقة أن هذا لم يكن تنبؤًا بقدر ما هو استقراء لمعطيات الواقع، الذي غاب عن كثيرين من السياسيين والنشطاء، رغم خبرة بعضهم التي من المفترض أنها أكثر من خبرتي بعقود.
في عام 1838، أصدر الكاتب إدجار ألان بو رواية بعنوان "حكاية آرثر جوردون بيم من نانتاكت"، في الرواية مركب تغرق، ويتبقى من ركابها أربعة رجال وولد مساعد اسمه ريتشارد باركر (تذكروا هذا الاسم جيدًا). الرجال الأربعة، بسبب الجوع، قاموا بالتصويت عن طريق ما يسمى بطريقة القشة القصيرة، وكانت القشة القصيرة من نصيب الصبي، فقتلوه وأكلوه. بعد إصدار الرواية بـ 46 عامًا، وتحديدًا في 1884، غرقت مركب فعلًا كانت في طريقها من إنجلترا إلى أستراليا، وبقي منها أربعة رجال وصبي يبلغ من العمر 17 عامًا، الرجال الأربعة، فعلًا، قاموا بالتصويت، تمامًا كما حدث في الرواية، ولم تكن القشة القصيرة من نصيب أحد إلا الصبي الصغير! وأكلوا الولد، حتى لا يموتون من الجوع، والولد كان اسمه ريتشارد باركر!
إدجار ألان بو أيضًا قال إن الكون نشأ من انفجار عظيم، في قصيدة بعنوان "يوريكا"، قبل ظهور نظرية الانفجار العظيم ب 80 سنة، رغم إنه لا يعرف شيئًا عن الفيزياء والفلك. هذه القصيدة كتبها قبل موته بعام واحد، وقال النقاد عنها إنها كتابات رجل مجنون. لكن في عام 1984 قال عالم الفيزياء البريطاني إدوارد روبرت هاريسون، في كتابه "ظلام الليل"، أن قصيدة بو هي التي ألهمت اكتشافاته عن حركة الكون.
اقرأ أيضًا: قفزة ماو تسي تونج والإصلاح الجريء
سنة 1840 كتب بو أيضًا رواية "ذا بيزنيسمان"، الرواية تتكلم عن شخص أصيب في حادث عمل بصدمة في رأسه تسببت في تغير شخصيته. سنة 1848 العلماء أعلنوا أن الإصابة في الفص الأمامي للمخ تسبب تغير في التصرفات يميل الى العدوانية وحب التملك، ما يسمى بالـ "فرونتال لوب سيندروم". عالم الأعصاب، إيريك ألت شولر استغرب لما قرأ الرواية، وقال إن بو ذكر كل الأعراض كأنه طبيب.
الكاتب الأمريكي نورمان مايلر كتب رواية سنة 1948 بعنوان "شاطئ باربري"، أحد شخصياتها كان جاسوسًا روسيًا متخفيًا في أمريكا أثناء الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية، بعد نشر الكتاب بمدة قبض على جاسوس روسي متخفٍ بالفعل، والغريب أنه كان يسكن في نفس المبنى الذي كان يقيم فيه نورمان مايلر، صدفة وتصادف؟ ربما كان هذا الشخص بالفعل مريبًا للكاتب، وألهمه أن يستوحي منه شخصيته.
مارك توين ولد سنة 1835، وهي السنة التي مر فيها المذنب هالي بالأرض، وهو يمر بالأرض مرة كل 76 سنة، في سنة 1909 مارك توين قال نبوءة عن المذنب وعن نفسه، قال إنه عندما يعود هذا المذنب، سيرحل معه! في السنة التالية (1910) مر المذنب مرة أخرى بالأرض، ومات مارك توين في نفس اليوم فعلًا.
الكاتب الأمريكي مورجان روبرتسون، كتب رواية بعنوان "فيوتيليتي" أو "الفشل" في عام 1898. الرواية تحكي قصة سفينة ضخمة اسمها "ذا تيتان"! كان لقبها في الرواية "السفينة التي لا تغرق" أو "ذا إنسينكابول!" الاسم مش بيفكركم بحاجة؟ لسه لسه استنوا! "ذا تيتان" تغرق في شمال المحيط الأطلنطي بعدما تصطدم بجبل جليدي عائم! والركاب يغرقون بسبب عدم توفر مراكب إنقاذ كافية! السفينة الشهيرة "التيتانيك" غرقت بعد صدور هذه الرواية بـ 14 سنة كاملة، والصدفة أن تغرق أيضًا في شمال الأطلنطي، بعد الاصطدام أيضا بجبل جليدي، وغرق الركاب بسبب قلة مراكب الإنقاذ أيضًا.
هو نوستراداموس كان إيه غير واحد بيكتب شعر؟
في مقالي المنشور في يونيو/حزيران 2016، بعنوان "معسكر 30 سونيا يفوز ببريطانيا العظمى"، قلت إن بوريس جونسون سيصل لمنصب رئيس الوزراء في بريطانيا. وفعلًا أصبح بوريس جونسون وزيرًا للخارجية بعدها بشهر واحد فقط. ليس رئيسًا للوزراء كما تنبأت، لكن ما زالت أمامه الفرصة. في نفس المقال أيضًا تنبأت بوصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة وحدث. كما تنبأت بازاحة موجابي في زيمبابوي في مقال "كاريجامومبي"، وفي مقال "جمهورية فايمار" عام 2012، تنبأت بانهيار الجنيه المصري أمام الدولار وهو ما حدث بعد التعويم.
وفي تدوينة على مدونتي "الوعي المصري" عام 2008 بعنوان "البت ووترجتة الصايعة"، قلت إن المدونين سيزيحون حسني مبارك كما أزاح الصحفيون الأمريكان نيكسون، وفعلًا السوشيال ميديا هي التي أطاحت بمبارك شئنا أم أبينا. كما وجدت مقالًا لي نشرته في المجموعات البريدية عام 2003 عن كولن باول وجلسة مجلس الأمن الشهيرة عن أسلحة العراق المحظورة محذرًا من موت ملايين البشر قبل غزو العراق. وفي عام 2008 أيضًا كتبت تدوينة بعنوان "مشروع غزة الجديدة" تحدثت فيه عما يسمونه الآن "صفقة القرن"، من إعطاء جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين، وأتذكر وقتها أنه انهال على السباب بسبب خيالي الجامح.
على تويتر أيضًا تنبأت بأشياء بعضها صغير وبعضها كبير، مثل منع أحمد عز من الترشح للانتخابات، وأن مصر ستكون مع السعودية في مجموعة واحدة في كأس العالم، رغم أن هذه كانت مجرد نكتة غير مبنية على أي أساس أصلًا، لكنها حدثت! وأن أبو هشيمة سيطرد خالد تليمة من قناته. وأنه سيتم إنشاء مشاريع لتخليد المشير طنطاوي كمسجد وطريق وكوبري. وهو ما حدث فعلًا في التجمع الخامس. وأن ماكرون سيبيع سلاحًا لمصر. وقبلها، في 2011، تنبأت بوصول حازم الببلاوي ﻷن يكون رئيسًا لوزراء مصر، وهو ما تحقق بالفعل عام 2013. كما تنبأت بقيام الثورة في مصر قبل حدوثها بعشرة أيام فقط، حيث قلت إن الثورة ستبدأ بسبب توكتوك، لكن للأسف موضوع التوكتوك لم يحدث. (ربما في الثورة القادمة). وللأسف أيضًا فحسابي على تويتر موقوف الآن.
من تنبؤاتي التي أتمنى ألا تحدث، نبوءة في مقال بعنوان "مصر 2020"، كتبته عام 2004، وهي عن وصول فصيل إسلامي متشدد للحكم في مصر مشابه لطالبان، قبل ظهور داعش، وإن كان بعض ما ورد في المقال قد تحقق مثل الهجوم على الأضرحة والمساجد الصوفية، وهو ما حدث في سيناء مؤخرًا بالفعل. النبوءة الأخرى التي أتمنى ألا تتحقق هي من مقال "هل يجب أن تضيع فوكلاند؟" وهو منشور بتاريخ 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وهي عن ضياع سيناء من مصر.
وكما قلت سابقًا فالأمر ليس سحرًا أو دجلًا أو شعوذة. الأمر يرجع إلى الاستقراء، ومقارنة الظروف في مصر بظروف في دول أخرى، مرت بنفس التجارب، وهو شيء سيلحظه القارئ الجيد لمقالاتي، وأزعم أن هذا منهج علمي يصلح أحيانًا للتنبؤ بما سيحدث. فالسياسة أحيانًا مثل الرياضيات أو الكيمياء، عبارة عن معادلات فيها مدخلات ومخرجات، فلو عرفت المدخلات والمؤثرات التي ستؤثر على العملية الكيميائية والظروف الفيزيائية والعوامل الحفازة يمكنك أن تستنتج المخرجات بنجاح.
وفي النهاية، هو نوستراداموس كان إيه غير واحد بيكتب شعر؟
=========================
لقد أرسلت
https://drive.google.com/file/d/1_N5-XQ0YQh96tFDmSJZYZh9IMIhAnnzj/view?usp=sharing
تعليقات على كتاب الأحلام للدكتور علي الوردي.wav
لقد أرسلت
https://drive.google.com/file/d/1_VvzVIA5YsR5ZJ3OcSJ41OjXoHfoabtP/view?usp=sharing
استدراك على تعليقي على كتاب الاحلام.wav
===========================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق