راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 21 يونيو 2024

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من النبأ

 

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من النبأ 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أسماء أمة البر الحسيب :

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة النبأ ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
 
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة النبأ ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

- صفات الحروف :

القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

في هذه السورة العظيمة التي هي بدايةُ جزء (عَمَّ) من القرآن الكريم و هو آخر جزء من القرآن ، سُميت هذه السورة بسورة النبأ و سبقتها سورة المرسلات ، فيقول تعالى :

{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .


{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ¤ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} :

(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ¤ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) الله سبحانه و تعالى عندما أخبرنا بسُنة الإرسال في المرسلات و قال أن سُنة الإرسال لا تتوقف و لا تنقطع لأنها فيض من صفة الله الباعث التي لا تتوقف و لا تتعطل ، و شرح لنا سبحانه و تعالى و فَصَّلَ في أمر المرسلات و حالة الإرسال أنه يُصاحبها علامات عظيمة و مُفاصلة و ولاء و براء : {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا ¤ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ¤ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ¤ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ¤ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ¤ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ¤ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لصادق((تصحيح : لَوَاقِعٌ))} هذا الإرسال هو وعد عظيم و عندما يحدث الإرسال يكون هذا يوم فَصْل في الدنيا أي بعث النبيين ، أما يوم فَصْل الآخرة فهو للدينونة و الحساب و القضاء ، فيقول تعالى : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) ما هو الشيء الذي تتساءلون عنه أو يتسائل عنه أهل مكة لأنه حدث لهم إرسال أو حالة إرسال أتتهم (مُرسَلة من المرسلات ) و هي وحي السماء على نبينا محمد ﷺ فكان هذا نبأٌْ عظيم أي خبرٌ عظيم يحتاج إلى تدبر و تأمل و خشوع ، فهكذا هو ترتيب القرآن ترتيبٌ مُحكَم له حِكمة ، رتبه الله سبحانه و تعالى على لسان جبريل إلى سيدنا محمد ﷺ ، و كان الذي أقام الترتيب هو تُرجُمان الرسول ﷺ ، من هو تُرجمان الرسول؟ هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت ، هذا الترجمان الذي كان يُترجم لرسول الله ﷺ و كان هو السبب الرئيسي في حفظ ترتيب القرآن ، فلما أتت سورة المرسلات و شرحت لنا كيفية الإرسال و ماهية الإرسال و نفسية الإرسال و حال الإرسال في الدنيا و ما يُصاحبه من مُفَارَقات أي من ولاء و براء و من عَصفٍ أي أنه أمرٌ عظيم ، فثَنَّى سبحانه و تعالى و قال في سورة النبأ : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) هاا ما هي الأخبار يا أهل مكة أئتتكم مُرسَلة؟ هل أتتكم مُرسلة من المرسلات؟؟ ، (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) ما هو الأمر الذي يتساءلون فيما بينهم و جعل بينهم جَلَبَة و ضجيج و تساؤل و إختلاف؟؟ هو الإرسال ، (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ¤ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) أمر عظيم .
___

{الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} :

(الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) مختلفون منهم مَنْ هو مؤمن و منهم مَنْ هو كافر و منهم مَنْ هو مُتَشكك و منهم مَنْ هو مُعرض .
___

{كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} :

يقول تعالى : (كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) أي تأكيداً سيعلمون حقيقة هذا النبأ في الدنيا أو في الآخِرة .
___

{ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} :

(ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) تأكيد أنهم سوف يعلمون حقيقة هذا الأمر و هذا النبأ العظيم و هذه المُرسلة من مُرسلات الله تعالى التي أُقِّتَت لرسولٍ من الرُسل و هو سيدنا محمد ﷺ .
___

{أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا} :

ثم يُعَدد سبحانه و تعالى نِعَم أنعمها على بني آدم فيقول : (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا) أي مُمَهَّدَة لكي تسعوا فيها و تُرزقوا .
___

{وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} :

(وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) أي مُثَبِتات للأرض و للقشرة الأرضية و نحن نعلم أن الجبل كالوتد باطنه أو ما هو تحت الأرض منه  هو أكبر أو أعظم و أطول مما هو فوق قشرة الأرض ، فهو وتد يثبت القشرة الأرضية ، و ذكرنا ذلك الإعجاز العلمي في سورة المرسلات عندما تحدث عن الأرض فقال : (الم نجعل الأرض كِفاتا) أي مَكفوتة مطوية على الأطراف و هكذا هي القشرة الأرضية تكون إيه؟ مَكفوتة أو إيه؟ مَغمورة تحت طبقة أخرى عند النهايات و البدايات فنُسَميها الصفائح التكتونية فهذا هو الكَفت أحد معاني (ألم نجعل الأرض كِفاتا) .
___

{وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} :

(وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا) أي الخِلقة النهائية أنكم أصبحتم أزواج ذكر و أنثى ، علمنا أن في سلسلة التطور كانت الأنثى هي الأصل فتطور منها الذكر ، و نرى ذلك في حالات جراحات الأطفال و العيوب الخِلقية في تخصص ، في تخصصي الذي أنا مُتَخصصٌ فيه بالإضافة للجراحة العامة ، نرى هذه الأمور لكي يُثبت لنا سبحانه و تعالى و يُعطينا إشارات على التطور و سَبَّبَنا لكي إيه؟ نُصلح هذه الأمور بأمره تعالى ليشكر الشاكرون و يحمد الحامدون و يؤمن المؤمنون ، و لمن أراد أن يستزيد فليرجع إلى مقالة : "كشف السر" و مقالة "تعزيزاً لمقالة كشف السر" ففيها ست/٦مراحل للتطور و كذلك ستة/٦ أنواع للتكاثر لبني الإنسان تطورت عبر ملايين السنين .
___

{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} :

(وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ¤ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) جعلنا النوم سكون و راحة .
___

{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} :

(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) جعلنا الليل إيه؟ غطاءً و سِتراً لكم ، (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) النوم يكون في أي وقت إما أن يكون في النهار أو في الليل ، فالسُبات أي السكون و الراحة و الإرتياح ، لذلك سُميِّ يوم السبت بالسبت من السُبات أي الراحة ، (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) أي غطاءً و سترا و حماية .
___

{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} :

(وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) أي النهار للتَكَسب و السعي في الغالب يعني ، في غالب الأمر أن النهار هو للتَكَسُّب و السعي و لكن هناك أيضاً أعمال تكون في الليل زي/مثل نبطشيات الأطباء كده مثلاً بتبقى في الليل ، صح؟ ، (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) .
___

{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} :

(وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) هنا كلمة سبع عرفناها في القرآن لإيه؟ لدلالة الكثرة ، (سبعاً) أي سماوات كثيرة ، (شِداداً) أي قوية مُحكمة ، مُحكَمة الخِلقَة ، كذلك (شدادا) لها معنيان آخران ، (شدادا) أي تتجاذب فيما بينها لأن الكواكب و المجرات و النجوم تتجاذب فيما بينها و نتيجة هذا التجاذب تفعل ما يُسمى بالإيه؟ بالحُبُك اللي/التي هي إيه؟ الشبكة الكونية اللي/التي هي يكون فيها الكواكب و الأجرام تسبح في إتزان و هو ده/هذا اللي/الذي بنسميه شِداد ، إفتح كده النت اكتب إيه؟ الشبكة الكونية أو الحُبُك هتلاقي إيه/ستجد ماذا؟؟ شبكة وهمية كده ، شبكة وهمية خطوط طول و عرض و إرتفاع بتسبح فيها المجرات و هذا السَبح أو تلك السباحة تكون في حالة إتزان و حُسبان نتيجة هذه الجاذبية ، كذلك أيضاً من معاني شدادا أي أنها إيه؟ تَشُد إيه؟ كل جرم يَشُد إيه؟ بعضه إيه؟ إلى خارج أو إلى الخارج فتجد أن السماوات إيه؟ تتسع بإستمرار ، (و السماء بنيناها بأيدٍ و إنَّا لموسعون) صح كده؟ فهذا من معاني شداد ، و سبعاً يعني للكثرة ، يعني (فوقكم) يعني إيه؟ خارج إيه؟ الكرة الأرضية دي/هذه سماوات كثيرة ، أجرام كثيرة يعني .
___

{وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} :

(وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) أي جعلنا إيه في مجموعتكم الشمسية شمس تُضيء لكم و تُدفئُكم و تُنبت النباتات بأمر الله ، و تُعطيكم بأمر الله عز و جل فيتامين د ، صح؟ المُسبب لترسب الكالسيوم في العِظام و لها إيه؟ منافع كثيرة هذه ، هذا السراج الوهاج ، (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) كذلك من معانيه الباطنية أي سيدنا محمد ﷺ هو السراج الوهاج المُتَحَدث عنه في هذه السورة و هو النبأ العظيم و هي  حالة الإرسال لقريش .
___

{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا} :

(وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ¤ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا) (المُعصرات) هي السُحب و سُميت بالمُعصرات تشبيهاً لها بالأنثى التي سوف تلد لأن الأُنثى التي تلد تُسمى مُعصَرة لأن الرحم ينعصر فيُنزل الرزق و هو الإيه؟ الطفل لأن الطفل رزق ، فربنا سبحانه و تعالى شبه الحياة بالماء و شبه الحياة بالطفل المولود ، فسمى السحب على إسمِ المُثقَلات من النساء اللاتي على وشك الولادة ، فسماها : (وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا) ، (مَاء ثَجَّاجًا) (ثَجَّاجًا) أي متتابعاً كثيراً ، تمام؟ مُنصَباً ، إذاً (ثَجَّاجًا) : متتابعاً كثيراً مُنصَباً ، و (المعصرات) أي التي ينعصر فيها الماء لينزل كما ينعصر الطفل في الرحم لكي ينزل ، تمام؟ ، هكذا في اللغة العربية المعصرات هي من أسماء السيدات اللاتي على وشك الولادة نتيجة عَصر الرحم .
___

{لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا} :

(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا) نعم هذا الماء المُحيي ، الله سبحانه و تعالى جعله سبباً لإخراج الحَب أي الثمار و النبات بشكل عام ، كذلك ماء الوحي يُنبت الإيمان في القلوب و يُنبت اليقين بوجود الله عز و جل ، فهذا هو فائدة الإرسال و الوحي و ماء السماء أن يحدث إنبات روحي و إنبات يقين و التعرف على الله عز و جل فلذلك سُمي ماءً .
___

{وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} :

(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ¤ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا) جنات ملتفة كثيرة كثيفة ، هذا معنى (جَنَّاتٍ أَلْفَافًا) أي كثيرة ، بعضها خلف بعض و بعضها حول بعض فسُميت (أَلْفَافًا) ملتفة كثيرة .
___

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} :

(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) يوم الفَصل بقى له معنيين : معنى في الدنيا يعني يوم البعث للرسل ، الإنباء يعني و النبوات فهذا يوم فَصْلٍ في الدنيا لأنه يتبعه عصفٌ و فَرقٌ و ولاء و براء ، صح؟ و إيمان و كفر ، فلذلك سُمِّي يوم الفَصْل ، (كان ميقاتاً) أي مؤقتاً ، شمعات فيصلة على الطريق مُعَنونة ، الله سبحانه و تعالى قَدَّرَها ستحدث ستحدث تقديماً أو تأخيراً حسب ما يبدو له سبحانه ، و ما بين تلك الشمعات تحدث الإختيارت ، الإنسان مُخَيَّر و باختياره يكون فيما يليه مُسَيَّر في سلسلة متتالية متعاقبة من التخييرات تتبعها التسييرات و هذه القاعدة تَحلُ جميع الإشكاليات الفلسفية لموضوع القَدر عبر الزمان لأن الناس إختلفت في أمر القَدَر ده/هذا : هل هو تخيير أم تسيير؟ هل هو جَبرٌ أم تخيير؟ فهذا ما نقوله مُستقى من القرآن الكريم عندما قلنا أن الإنسان مُخَيير و بإختياره يكون فيما يليه مُسَيَّر في سلسلة متتالية من التخييرات تتبعها التسييرات ، نقول هذه القاعدة المُستقاة من القرآن الكريم تحُل جميع المشاكل الفلسفية في مسألة القَدر التي دَوَخت العالم ، تمام؟ لأن هذه الكلمة هي عبارة عن كلمة متراكبة نتيجة علوم القرآن ، كذلك كل العلوم يجب أن تكون متراكبة ، يعني إيه/ماذا؟؟ متطورة يعني الثاني يعتمد على الأول ، و الثالث يعتمد على الثاني و هكذا ، نأخذها كُلُها و جُلُّها في سياق واحد ، لا نأخذ جزء و نترك الكل ، إنما نجمع ما بين الأدلة و نوفق بينها ، تمام كده؟ ، (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) و من معاني يوم الفَصْل أيضاُ هو يوم البعث ، يوم القيامة ، يوم الدينونة،  اليوم الذي يُفصَل فيه بين الخلائق قضاءً ، تمام كده؟ ، طيب ، (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) من معانيه الأخرى يوم القيامة أي يوم الجمع و النشور ، تمام؟ .
___

{يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} :

(يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) دايماً/دائماً كده كلمة الصُّور هي إيه؟ للبدايات و النهايات أو للنهايات و البدايات ، الصُّور ده/هذا حاجة/أمر مجازية كده بنقول عليها إنها على شكل البوق ، تمام؟ يُنفخ فيه بواسطة الملاك إسرافيل فيأذن الله سبحانه و تعالى من خلال هذه النفخة أو من خلال هذا الأذان ببدايات و نهايات ، يعني إيه؟ نهاية العالم هتكون بسبب إيه؟ أو علامتها النفخ في الصُّور ، نفخ في هذا البوق يعني ، تمام؟ ، كذلك البعث و بداية يوم القيامة الكبرى هو أيضاً من خلال النفخ في الصُّور ، إذاً فالصُّور هو بوقٌ كالقرن يُنفخ فيه بواسطة إسرافيل ، تمام؟ و هذا النفخ للدلالة و للرمزية على النهايات و البدايات ، كيف يكون؟؟ هو إيه؟؟ نُفوض الكَيف إلى الله عز و جل على وجهٍ إيه؟ يعلمه الله لكننا نُثبت الصفة و نُثبت الإسم و لكن الكيفية نفوضها لله سبحانه و تعالى ، (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا) أي تأتون في ذلك اليوم ، يوم القيامة الكبرى (أَفْوَاجًا) أي جماعات كثيرة و يحيا الناس من كانوا أحياء في البرزخ ، كل روح لَبَست جسداً نورانياً أو ظُلماتياً على حسب النقطة النفسية التي وصل إليها الإنسان في الدنيا ، فالله سبحانه و تعالى يجمعهم كأنه أقام نفساً واحدة ، المليارات من البشر المُكَلفين طبعاً يُبعثوا كأنهم نفس واحدة من سهولة البعث على الله عز و جل .
___

{وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا} :

(وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا) أبواب السماء اللي/التي هي أبواب الزمن ، البوابات الزمنية لأن الزمن نسبي ، تمام؟ فربنا بيقول : (وَفُتِحَتِ السَّمَاء) يعني يكون الزمان غير الزمان ، يعني أو توقيت زمني غير التوقيت الزمني المُتعارف عليه ما بينكم ، هيكون إيه؟ أمر لم تَعهدوه و لكنه من طبيعة أخرى و له نفس الإسم ، (وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا) طبعاً ينفع إحنا/نحن نقول هنا تفسير باطني ، نقول : (وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا) في الدنيا أيضاً أثناء البعث النبوي ربنا بيُنزل الوحي ، تمام؟ متتابعاً كثيراً على المؤمنين ، و كذلك للسائلين ، من سأل الله سبحانه و تعالى يُرسل له من أبواب السماء الوحي ، مش إحنا قلنا/ألم نقل في السورة اللي فاتت/السابقة سورة المرسلات : {وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ} يعني إيه؟ كَثُرَ وحيها مع الإرسال ، (وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا) إذاً أبواب الزمن ، أبواب السماء تُفتح .
___

{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} :

(وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا) مشهد للدلالة عَظَمة ذلك اليوم و هو تسيير الجبال و جعلها هباءً منثورا و سراباً كأنها لم تكن من شدة هول يوم المحشر ، يوم الفَصْل ، يوم القيامة ، اليوم الآخر ، كذلك أيضاً من المعاني الباطنية إيه؟ الدنيا لأن سُيِّرَتِ الْجِبَال أي حد/أحد كان طاغية يُسَيَّر فيُبطَش به فيُصبح سراباً نتيجة تكذيبه لنبي ذلك الزمن ، مش إحنا قلنا/ألم نقل : (و إذا النجوم طُمِسَت) يعني أصبح علم التنجيم لا شيء بالنسبة للنبوة ، تمام؟ و ذُكِرَ هذا الأمر في المرسلات و ذُكِرَ هذا الأمر في سورة الجن أيضاً ، صح؟؟ سورة الجن عندما تتسائل إيه؟ كان الجن يتسائل إن هم ماعدوش/لم يعودوا يعرفوا إيه؟ أجزاء من علم الغيب يُساعدون بها الكهنة و السحرة بسبب بعثة النبي ، فهمتوا؟؟ ، فدي/فهذه من معاني (و إذا النجوم طُمِسَت) .
___

{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} :

(وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا ¤ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ¤ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا) جهنم أو غوهنيم بالسريانية ، غوهنيم أو جهنم هي متربصة مترقبة للكافرين و المجرمين فهي ترصدهم و تترقبهم .
___

{لِلطَّاغِينَ مَآبًا} :

(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ¤ لِلطَّاغِينَ) أي للباغين المتكبرين المتعالين على الحق ، (لِلطَّاغِينَ مَآبًا) أي مرجعاً و رجوعاً .
___

{لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} :

(لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) (لابِثِينَ) أي ماكثين جالسين في جهنم (أَحْقَابًا) أي أزماناً كثيرة عظيمة ، و كلمة أحقاب في حد ذاتها تدل على فناء النار ، يأتيها زمن فيُفنيها الله سبحانه و تعالى بعد أن يكون قد مَهَّدَ من فيها فيُخرجهم إلى نهر الحياة فيَنبتون حياةً جديدة ثم يُدخَلون  الجنة إلى قَدَرٍ معلوم يعلمه الله سبحانه و تعالى ، (لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) أزماناً كثيرة .
___

{لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا ¤ إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ¤ جَزَاء وِفَاقًا} :

(لّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا) لا يذوقون في جهنم أي برد و لا شراب طيب و لا راحة و لا أمان و لا إطمئنان ، كل ما هنالك حميم و غساق ، (إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) الحميم أي الحر الشديد و السائل المُلتهب فهذا من وصف عذاب جهنم و علمنا أن كلمة (حميم) من كلمات الأضداد ، الأضداد التي يُراد بها المعنيين المتضادين ، حميم أيضاً إيه؟ تُطلق على الشيء إيه؟ الجيد أو الطيب أو الصديق الحميم ، الصديق اللي/الذي هو إيه؟ الذي ترتاح إليه ، تمام ، أو الصاحب الذي إيه؟ ترتاح إلى صحبته ، كذلك أيضاً حميم هي وصفٌ لعذاب جهنم أي من حرارة و شدة نارها ، (وَغَسَّاقًا) الغساق هنا بقى معناها الدموع ، الدموع ، لا يذوقون فيها إلا الحميم و الدموع ، كذلك من معاني غساق : الظلام أي ليس لهم في جهنم إلا الظلام و الدموع و الحميم و العياذ بالله ، لماذا بقى؟؟ (جَزَاء وِفَاقًا) لأن الجزاء من جنس العمل ، (جَزَاء وِفَاقًا) أي موافقاً لأعمالهم في الدنيا فكان لهم الحميم و الغساق و العياذ بالله ، آآه و في وصف جهنم أو الهاوية في الكتاب المقدس أنها إيه؟ هاوية ، تمام؟ سُفلى يُسمعُ فيها صرير الأسنان ، صرير الأسنان من إيه؟ من الخوف و الرهبة ، فكأن الأسنان تصطك بعضها ببعض و تعطي ذلك الصرير للدلالة على إيه؟ شدة عذاب جهنم ، (جَزَاء وِفَاقًا) ، تمام .
___

{إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا} :

(إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا) كانوا في غفلة ، في غمرة لا يَرْجُونَ الحساب ، لا يَرْجُونَ اليوم الآخر ، لا يعملون لليوم الآخر ، كانوا غافلين عنه غير مصدقين به ، فكانت هذه علة نزولهم في تلك الهاوية ، هاوية جهنم ؛ (إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا) صح؟ .
___

{وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} :

(وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا) كذبوا بآيات الأنبياء و بالوحي و بالرؤى و بتحقق النبوءات (كِذَّابًا) يعني تكذيب عظيم ، (كِذَّابًا) للدلالة على التكذيب العظيم المستمر عبر الزمن و القرون ، (وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا) فِعَّالا ، فِعِّالا يعني كِذَّابًا على وزن فِعَّالا يعني أمر إيه؟ شديد مُصرِّين عليه يعني ، مُصرِّين على التكذيب لأنهم يريدون أن يتبعوا شهواتهم ، يريدون أن يتبعوا شهواتِهم و أهواءَهم ، و أهواءهم ، يريدون أن يتبعوا أهواءهم و شهواتهم فبالتالي لا يريدون أن يلتفتوا إلى أدلة صدق الأنبياء لأنهم يريدون أن يكونوا كالحيوانات ، كالبهائم ، لا يَحدُهم خُلُقٌ و لا إيه؟ ضابط و العياذ بالله .
___

{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} :

(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) كل الأعمال كُتبت في الإيه؟ في الرسائل و الكتب المكتوبة على بني آدم ، (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) و بمناسبة هذه الآية أستطيع أن أقول لكم أن من أسماء الله عز و جل : الكاتب و كذلك المُحصي ، المُحصي الذي يُحصي .
___

{فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا} :

(فَذُوقُوا) ذوقوا هذا العذاب يا أيها المجرمون ، (فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا) طول مكوثكم في جهنم لن تذوقوا و لن يزيدكم هذا الأمر إلا عذاب و العياذ بالله ، تمام؟ ، طيب ، حد عنده سؤال تاني؟ .
__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق